من "صوت هند رجب" إلى "الطريق بيننا ـ الإنقاذ النهائي" وأفلام أخرى أشعلت النقاشات والانتقادات في مهرجانات عالمية. فكيف انتقل الصراع في الشرق الأوسط إلى عالم السينما؟
مدينة غزة، صورة للدمار السائدصورة من: Jehad Alshrafi/AP Photo/picture alliance
إعلان
أكثر من 1200 شخصية في قطاع صناعة السينما من بينهم أسماء معروفة مثل تيلدا سوينتون وأوليفيا كولمان ومارك روفالو وجورجوس لانثيموس وقعوا على نداء مبادرة "عمال السينما من أجل فلسطين" الذي أعلنوا فيه عدم تعاونهم مع المؤسسات السينمائية الإسرائيلية "المتورطة في الإبادة الجماعية والفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني"، حسب نص النداء. وكمثال على ذلك تم ذكر أسماء مهرجانات سينمائية إسرائيلية كبرى تواصل التعاون مع الحكومة.
ويتم التأكيد على أن الأمر يتعلق بمؤسسات متورطة في هذه الممارسات وليس بالتعاون مع أفراد. ووصف اتحاد المنتجين الإسرائيليين النداء في بيان لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية بأنه "مضلل" لأن العريضة تستهدف الأشخاص الخطأ.
وحسب ما ورد في النداء فإن هذه الحملة مستوحاة من مبادرة "المخرجون المتحدون ضد الفصل العنصري" التي شارك في تأسيسها المخرج مارتن سكورسيزي من بين آخرين. في نهاية الثمانينيات دعت المبادرة إلى دعم المقاطعة الثقافية لنظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا .
الحرب من وجهة نظر طفل مشهد من فيلم "صوت هند رجب"صورة من: Mime Films/Tanit Films/AP Photo/picture alliance
"الطريق بيننا: الإنقاذ النهائي"
موضوع إسرائيل وغزة حاضر أيضا في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي الجاري حاليا. يوم الأربعاء 10 سبتمبر سيُعرض الفيلم الوثائقي "الطريق بيننا: الإنقاذ النهائي" لأول مرة على مستوى العالم بعد أن تم حذفه من البرنامج في وقت سابق. يروي الفيلم كيف سافر جنرال متقاعد في 7 أكتوبر 2023 إلى كيبوتس ناحال عوز لإنقاذ ابنه وعائلته من هجوم حماس .
يستخدم الفيلم الذي أُنتج في كندا من إخراج باري أفريش لقطات من كاميرات الجسم الخاصة بحماس أثناء الهجمات. وبسبب عدم وجود "تصريح قانوني"، حسب التبرير الرسمي تم حذف الفيلم في البداية من برنامج المهرجان قبل أن يتم إعادة إدراجه بسبب الاحتجاجات واتهامات الرقابة.
وقد وقع أكثر من 1000 شخص من صناعة الترفيه من بينهم الأمريكيتان آمي شومر وديبرا ميسينغ على عريضة اتهموا فيها المهرجان بإسكات الأصوات اليهودية.
واعتذر المنظمون وأعلنوا أنهم توصلوا إلى حل يأخذ في الاعتبار المسائل القانونية المهمة. وبالتالي سيتم عرض الفيلم ويخطط المخرج باري أفريش، كما صرح في مقابلة مع مجلة الأفلام ”Deadline"لإحضار فريق الأمن الخاص به.
إعلان
"صوت هند رجب" ـ تصفيق حار في البندقية
كما عُرض في تورونتو فيلم "صوت هند رجب" (The Voice of Hind Rajab) للمخرجة التونسية كوثر بن هنية الذي حصل على جائزة الأسد الفضي في مهرجان البندقية. يروي الفيلم القصة الحقيقية لفتاة صغيرة قُتلت في يناير 2024 خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة . تأثر جمهور العرض الأول بشدة وحظي الفيلم بتصفيق حار دام أكثر من 20 دقيقة في البندقية.
احتجاجات على هامش مهرجان البندقية تضامنا مع غزة
02:14
This browser does not support the video element.
لكن هذا الفيلم أيضا أثار ردود فعل متباينة. قالت المخرجة كوثر بن هنية لوكالة الأنباء الفرنسية إن فريق الفيلم تلقى "الآلاف والآلاف" من الرسائل التهديدية بعد العرض الأول.
كما أن الدعوة الحالية في صناعة السينما ليست إجماعية. في تعليق نشرته صحيفة نيويورك تايمز كتبت الصحفية شارون واكسمان أن موضوع الشرق الأوسط هو "قضية حساسة" بالنسبة لهوليوود ويثير "قناعات عميقة وغاضبة" في كل مكان.
أعده للعربية: م.أ.م (ع.ج.م)
أفلام لا تنسى صُورت في البندقية
تعتبر مدينة البندقية الإيطالية خلفية رومانسية لمهرجان المدينة السينمائي منذ عام 1932. وتعتبر المدينة لإيطالية بغض النظر عن مهرجانها السينمائي الدولي مكانا مفضلا لكثير من المخرجين السينمائيين لتصوير مشاهد أفلامهم.
صورة من: picture-alliance/kpa
كان من المتوقع لفيلم "السائح" من بطولة جوني ديب وأنجلينا جولي، أن يعرف نجاحا باهرا. غير أن الفيلم المنتج في عام 2010 من إخراج الألماني فلوريان هينكل فون دونرزمارك، لاقى فشلاً ذريعاً، إبعدما انتقد النقاد السينمائيون عمل الممثلين ووصفهم لحبكة أحداث الفيلم بالسطحية. ولم تشفع المناظر الخلابة للبندقية، حيث صور للفيلم لتحقيق النجاح المنشود.
صورة من: picture-alliance/dpa/proctpress/LaPresse
في فيلم "كازينو رويال"، لعب دانيال كريغ دور العميل البريطاني جيمس بوند، حيث أثبت نجاحاً كبيراً معلناً عن حقبة جديدة ناجحة لسلسلة العميل 007 في عام 2006. صور كريغ جيمس بوند على أنه المقاتل الشديد. غير أنه يحتفظ بالقليل من اللطافة لحبيبته فيسبر (إيفا غرين)، التي تخونه في نهاية المطاف.
صورة من: Imago/ZUMA Press
كانت مدينة البندقية الرومانسية موقعاً لتصوير أفلام الرعب الكلاسيكية، حيث لعب دونالد سوذرلاند دور جون الزوج الذي تغرق ابنته في فيلم "لا تنظر الآن" في عام 1973. ويقابل مع زوجته لورا في مدينة البندقية شقيقتين تدعيان بأنهما تملكان قدرات خاصة، الأمر الذي لا يصدقه جون مما جعله يختبر بعض المشاهد الغامضة بنفسه.
صورة من: Imago/United Archives
في عام 1971، أُخرج الفيلم المقتبس من رواية توماس مان "الموت في البندقية" التي نشرت عام 1911، وتدور أحداثه حول مؤلف موسيقي يأمل باستعادة الإلهام الموسيقي في البندقية، حيث يقابل شاباً وسيماً يصبح لاحقاً ملهمه. غير أن هذه العلاقة تتحول إلى هاجس لا يتمكن المؤلف الموسيقي من السيطرة عليه.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
بعد زيارة مدينة بايستوم التي تزخر بالتراث الإغريقي في جنوب إيطاليا، تفوت روزالبا (ليسيا ماجليتا) ركوب حافلتها. لذا تحاول الاستفادة قدر المستطاع من الوضع، وتقرر زيارة البندقية برحلة قصيرة، التي تتحول فيما بعد إلى رحلة أطول من المتوقع، على الرغم من أن عائلتها بانتظارها. الكوميديا الخفيفة، "الخبز والتوليب" (2000)، تصور البندقية باعتبارها المكان المثالي لكسر الروتين اليومي.
صورة من: picture-alliance/KPA
لعب الممثل جوزيف فاينس دور البطولة في الفيلم المقتبس عن مسرحية شكسبير "تاجر البندقية" عام 2004. ويضطر انطونيو تاجر البندقية أن يقترض المال لصديقه بسانيو للزواج من حبيبته بورشيا التي تنتمي لعائلة نبيلة. نجوم الفيلم: ألباتشينو وجيرمي أيرونز.
صورة من: picture-alliance/United Archives/Impress
دليل آخر على أن الأدب ساهم في سمعة البندقية كمدينة سينمائية هو الفيلم "السيد اللص" من إنتاج ألماني، الذي يستند إلى كتاب الروائية الألمانية كورنيليا فونكه. بعد وفاة والدتهما، يهرب الأخوان بو وبروسبير إلى البندقية للابتعاد عن عمتهما وزوجها. مرة أخرى، تصبح البندقية نقطة تحول مهمة في الحياة. تورستن لاندبرغ/ ريم ضوا.