قطاع غزة.....تلوث في مياه الشرب ونقض في الموارد المائية
٢٨ أغسطس ٢٠٠٩وصفت بعض المؤسسات الدولية، كالبنك الدولي، عملية التخلص من المياه العادمة في قطاع غزة، والإمداد بمياه الشرب لسكانه البالغ عددهم مليونا وخمسمائة ألف شخص بأنها كارثية. كما أن المخزون الطبيعي الوحيد من المياه المتمثل في مياه ما يسمى بطبقة الصخور المائية، لا يغطي إلا ثلث احتياجات سكان القطاع من المياه للشرب وري الأراضي الزراعية.
ولعدم توفر موارد أخرى للمياه يجري استخراج المياه الجوفية بشكل يفوق كل تقدير. ويقول النائب السابق لرئيس مصلحة المياه في قطاع غزة، ربحي الشيخ، بأن الأمر لا يقتصر على ذلك، مضيفا أن "نحو تسعين بفي المائة من المياه التي تستخرج حاليا من طبقة الصخور المائية، تتجاوز نسبة النترات فيها المعدل الدولي لمياه الشرب، الذي حددته منظمة الصحة العالمية".
مياه شرب ملوثة..
من ناحية أخرى، وفيما عدا الشاطئ البحري القريب من مدينة دير البلح الواقعة وسط قطاع غزة، فإن شواطئ مدن شمال القطاع تغطيها دائما طبقة داكنة ومنتنة من المياه العادمة بعرض ثلاثمائة متر، ما يعتبر علامة لا يمكن تجاهلها على العجز في عمل محطات ضخ المياه والصرف الصحي في قطاع غزة. إذ طبقا لأحث تقارير البنك الدولي، يجري ضخ ما يزيد عن خمسين المائة من المياه العادمة بدون معالجة في البحر يوميا.
وحول ذلك يقول ربحي الشيخ الذي عزلته حركة حماس من منصبه: "الإمكانية الوحيدة للتخلص من المياه العادمة تتمثل في البحر، وأعترف بأن أكثر من خمسين إلى خمسة وخمسين ألف متر مكعب من المياه العادمة تلوث البحر المتوسط يوميا. ولكن الحل يكمن في تشغيل محطات معالجة المياه لمدينة غزة ووسط القطاع. وكان من المفروض أن يبدأ العمل في هذه المحطة عام 2005 ، ولكن لم يبدأ تشغيلها إلى الآن".
دعم ألماني
وفي عام 2003 وافق المصرف الألماني لقروض إعادة الإعمار كي. إف. دبليو على رصد سبعين مليون يورو لإنشاء محطة جديدة و كاملة لتنقية المياه في مدينة غزة وضواحيها. بيد أن هذا المشروع، كمعظم مشروعات منظمات دولية أخرى، فشل بسبب الوضع الأمني المتأزم في القطاع، والقتال بين حركتي فتح وحماس، وما تبعه من سيطرة حركة حماس على القطاع، وكذلك بسبب إغلاق إسرائيل المعابر مع القطاع.
ويقول ماتياس شلوند من المركز الرئسي لبنك كي. إف. دبليو في فرانكفورت، والذي عمل مبعوثا للبنك في المنطقة لسنوات طويلة، بأنه يجري الحديث الآن عن تجديد المحطة القديمة وتوسيعها. ويتوقع شلوند أن يمكن البدء ففي ذلك عام 2010 ، مضيفا أنه إذا ما تغيرت الأوضاع السياسية في قطاع غزة فقد يقوم الألمان، كما هو مخطط أصلا، بإنشاء مرفق كامل وجديد في القطاع لتنقية المياه.
الكاتب: كليمينس فيريكوته / محمد الحشاش
مراجعة: هشام العدم