Hamas gegen islamisten
١٩ أغسطس ٢٠٠٩لشهور عديدة كان تنظيم "جند أنصار الله" المتطرف يتنقل داخل غزة بالسلاح، فقد ذكر أحد المواقع الالكترونية المقربة من حركة حماس أن الشرطة في غزة حاولت قبل بضعة شهور إلقاء القبض على قائد عسكري كبير بالمجموعة يعرف بـ "أبو عبد الله المهاجر" بينما كان متوجها إلى أحد المساجد برفقة حراسه في رفح، غير أنهم هددوا بتفجير أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها، فتراجعت قوة حماس، واستطاعوا الهروب، وهذا يدل على أن حماس أجازت لهذا التنظيم وغيره من التنظيمات الأصولية أن تعمل تحت مظلتها. ويبدو أن سبب التصعيد الأخير هو أن زعيم التنظيم الطبيب السابق "عبد اللطيف موسى" رغب في أن يمد نفوذه على كل قطاع غزة متجاوزا الخطوط الحمراء غير المرئية التي وضعتها حماس.
رؤى متباينة في الصراع على السلطة
السيد لوتس روغلر أستاذ العلوم الإسلامية في جامعة هامبورغ والمتخصص في شؤون الحركات الإسلامية نفى أن تكون حماس قد سكتت كل هذه السنوات عن الحركات الأصولية التكفيرية في غزة مبينا أن هذه المجموعات كانت تعيش منافسة مع حماس الساعية إلى المحافظة على الحكم في غزة، وأردف أن حماس والجهاد الإسلامي كانتا الحركتين الرئيستين في قيام السلطة في غزة وهما صارتا تريان في المجاميع السلفية الأخرى تحديا ومنافسا على الساحة الفلسطينية وفي ميدان المواجهة مع إسرائيل . ولفت السيد روغلر الأنظار إلى وجود منافسة بين تنظيم الأخوان المسلمين المتشعب الوجود في المنطقة وبين الحركات المتشددة الأصغر حجما التي أخذت تظهر على السطح.
مزيد من المشكلات في غزة
بعد الحصيلة الدامية سعى قادة حماس الى التقليل من شأن الجماعات الجهادية المحاربة لهم ونزع صفة تنظيمات عنها واصفين عناصرها بأنهم أفراد ضالين. ومن جانبه أنحى إسماعيل هنية رئيس الحكومة باللائمة على جهات لم يسمها بإيجاد هذه الجماعات وتغذيتها. فيما ذهب الناطق باسم داخلية حماس إيهاب الغصين إلى إن عبد اللطيف موسى "أبو النور المقدسي" زعيم هذه الجماعة له اتصالات بأجهزة محمود عباس.
وأشار د. مخيمر أبو سعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة في حديث مع دويتشه فيله إلى أن محاولات حماس للتقليل من شأن وقوة هذه الجماعات تأتي في سياق مساعيها لدحض الاتهامات الإسرائيلية والغربية بأن قطاع غزة أضحى مرتعا للمنظمات السلفية ووجود الإنفاق بين غزة ومصر يزيد الوضع سوءا، مؤكدا على أن حماس تريد القول أن ما حدث هو مسألة بسيطة ومشيرا إلى انه يعتقد بان هناك بالفعل كثير من الجماعات التي تشكل مشكلة حقيقية لحماس وللقطاع.
المشهد كما تراه إسرائيل
وتلوح الصورة أكثر قتامة من الجانب الإسرائيلي التي طالما رأت في حماس خطرا داهما ينبغي التصدي له، وهكذا فقد هاجمت معاقل حماس في غزة نهاية عام 2008 في محاولة منها لوقف تساقط صواريخ القسّام التي كانت تصيب بعض المستوطنات. الدكتور مردخاي كيدار أستاذ العلوم التاريخية والدينية في جامعة بارايلان بالقدس يرى أن انقلاب حماس على السلطة الفلسطينية الشرعية قد حولها إلى حكومة تسعى إلى حفظ سلطتها أسوة بكل الدكتاتوريات العربية وافقدها صفتها الجهادية التي كانت تتمسك بها وهي بالتالي قد دخلت في مواجهة مع تنظيمات إسلامية متشددة تكفّرها كما يفعل الأخوان المسلمون مع الأنظمة العربية. وكشف "كيدار" عن مخاوف إسرائيلية من تكرار سيناريو غزة في مناطق الضفة الغربية لو تخلت إسرائيل عنها.
"حماس حركة إلغائية"
مسؤول مكتب فتح في فينا احمد حامد دغلس وصف حماس بأنها حركة "إلغائية" فهي تسعى إلى إلغاء حقوق التنظيمات التي نشأت وترعرعت في حضنها الدافئ وها هي اليوم تحاول الخروج عن وصايتها وهو أمر توقعه الجميع. وأردف أن مستقبل حماس المزيد من المواجهات مع التنظيمات المتشددة لأنها تحاول أن تدخل المعركة السياسية مع الفصائل الفلسطينية ساعية إلى الحصول على حصة من النظام السياسي الفلسطيني وهو يحاول إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود 1967 وفي هذا خروج صريح عن تعاليم النضال "الحمساوي" على حد وصفه.
ملهم الملائكة
مراجعة: هيثم عبد العظيم