اتهمت السلطات القطرية مدوناً وناشطاً كينياً معتقلاً لديها بتلقي أموال من مصادر أجنبية لنشر "معلومات مضللة" عن قطر، فيما عبرت المنظمات الحقوقية عن قلقها من أن يكون اعتقاله "انتقاماً" لنشاطه الحقوقي.
إعلان
وجهت النيابة العامة القطرية اتهاماً للناشط الكيني مالكولم بيدالي، الذي كتب باسم مستعار عن حقوق المهاجرين في الدولة الخليجية، بتلقي أموال بغرض نشر معلومات مضللة. وذلك وفق بيان مكتب الاتصال القطري الصادر يوم السبت (29 مايو/ أيار 2021)، جاء فيه إن "السيد بيدالي اتهم رسمياً بتهم تتعلق بتلقي أموال من عنصر أجنبي لإعداد ونشر معلومات مضللة داخل دولة قطر". وأضاف المكتب أن قضيته أحيلت إلى النيابة العامة بعد تحقيق مستفيض وأن بيدالي "يحصل على الاستشارة القانونية والتمثيل قبل موعد المحاكمة الذي لم يتحدد بعد".
واعتقل الأخير في الخامس من الشهر الجاري لانتهاكه قوانين الأمن القطرية. وحينها عبّرت جماعات معنية بحقوق الإنسان عن قلقها وقالت إن احتجازه قد يكون انتقاماً لنشاطه الحقوقي في الدفاع عن حقوق العمال المهاجرين.
من جهته أصدرت منظمات حقوقية من بينها منظمة العفو الدولية في بيانا أول أمس الجمعة، قال فيه إن بيدالي وهو حارس أمن ومدون "أبلغ أمه في 20 مايو/ أيار في اتصال هاتفي بأنه محتجز في حبس انفرادي ولا يستطيع الاتصال بمحام".
بينما ذكرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر أن بيدالي "يُعامل بشكل لائق"، مشيرة إلى زيارة قام بها موظفون من السفارة الكينية وأجروا اتصالات مع أسرته ومع منظمة العمل الدولية.
وقالت منظمات حقوق المهاجرين (مغرانت رايتس دوت أورغ) وفير سكوير ومنظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ومرصد الأعمال وحقوق الإنسان في بيان مشترك طالب بإطلاق سراحه، وجاء في البيان أن "مالكولم (...) تحدث بصوت مسموع عن معاناة العمال المهاجرين أمثاله وكان يكتب لعدد من المنصات على الإنترنت".
وأضاف البيان: "قبل أسبوع من اعتقاله، قدم مالكولم لعدد كبير من منظمات المجتمع المدني والنقابات العمالية شرحاً لتجربته في العمل بقطر".
وسُلط الضوء على سجل قطر في مجال حقوق الإنسان في الوقت الذي تستعد فيه لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، خاصة ما يتعلق بأحوال العمال المهاجرين. وبدأت الدوحة إصلاحات عمالية تهدف إلى معالجة بعض بواعث القلق.
و.ب/ع.غ (رويترز، توتير)
بالصور: 60 عاماً على منظمة العفو الدولية
من الدفاع عن السجناء السياسيين إلى الضغط لوقف صفقات السلاح الكبرى، هكذا نمت مبادرة فردية لأحد المحامين إلى أهم شبكة حقوقية في العالم. تأريخ المنظمة في صور.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Neal
"آمنستي" تتذكر السجناء المنسيين
في عام 1961 اعتُقل طالبان في العاصمة البرتغالية لشبونة لأنهما رفعا نخباً للحرية. لذلك، وبسبب تأثره بهذا الخبر، كتب المحامي البريطاني بيتر بينينسون مقالاً كان له أثر عالمي. طالب بينينسون في المقال بدعم كل من يتعرضون للملاحقة بسبب قناعاتهم. هذا المقال كان بذرة تكوين منظمة العفو الدولية "آمنستي"، التي ما تزال تناضل حتى اليوم ضد انتهاكات حقوق الإنسان.
صورة من: Miguel Riopa/AFP/Getty Images
حملة لإنقاذ الأرواح
في البداية، ركزت منظمة العفو الدولية على الدفاع عن السجناء السياسيين غير المتورطين في العنف. تلقى العديد من النشطاء السياسيين، من بينهم نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا وأليكسي نافالني في روسيا، لقب "سجناء الرأي". أضافت المنظمة فيما بعد إلى نشاطاتها الاحتجاج على استخدام التعذيب وعقوبة الإعدام.
صورة من: Getty Images/S. Barbour
حملة ضد التعذيب
عندما أطلقت المنظمة حملتها العالمية الأولى ضد استخدام التعذيب في سبعينات القرن الماضي، كان كثير من جيوش العالم تستخدمه، وبشكل مستمر مع السجناء السياسيين. ساهمت هذه الحملة في رفع مستوى الوعي وساعدت على اعتماد قرار الأمم المتحدة ضد استخدام التعذيب، الذي وقعت عليه أكثر من 150 دولة حتى الآن.
صورة من: Tim Sloan/AFP/Getty Images
تحقيقات في ساحات الحروب
تبني منظمة العفو الدولية حملاتها على التحقيقات التي يجريها تشطاؤها. في ساحات الحروب، حيث يكون المدنيون في أضعف موقف أمام الجيوش والمليشيات، من المهم توثيق انتهاكات حقوق الإنسان من أجل محاسبة مجرمي الحرب. تحتفظ المنظمة بسجل متاح للعامة يوثق جرائم الحرب التي ترتكبها كل من روسيا والنظام السوري والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في سوريا.
صورة من: Delil Souleiman/AFP/Getty Images
عمل دؤوب لوقف تدفق الأسلحة
تسعى منظمة العفو الدولية أيضاً إلى وقف تصدير الأسلحة إلى مناطق الحروب والصراعات، حيث تُستخدم ضد المدنيين. وبالرغم من وجود اتفاقية دولية لتنظيم تجارة السلاح حول العالم، إلا أن بيع وشراء الأسلحة ما يزال في ازدياد. بعض أكبر مصدري السلاح حول العالم، مثل الولايات المتحدة وروسيا، لم تصادق بعد على هذه الاتفاقية، بينما لا تلتزم دول كثيرة بها.
صورة من: Chris J Ratcliffe/Getty Images
حملة من أجل إجهاض آمن وقانوني
يشمل عمل منظمة العفو الدولية المساواة بين الجنسين وحقوق الأطفال ودعم مجتمع الميم. تعرضت "آمنستي" لانتقادات الحكومات والمؤسسات الدينية بسبب دعمها لحقوق مثل حق الإجهاض. في الصورة وضع نشطاء في الأرجنتين أكاليل من البقدونس وأعشاب أخرى تستخدم في تحفيز الإجهاض أمام بوابة مبنى البرلمان في العاصمة بوينس آيرس.
صورة من: Alejandro Pagni/AFP/Getty Images
شبكة عالمية مزدهرة
منذ بدايتها في الستينات، نمت "آمنستي" إلى شبكة عالمية تضم من النشطاء الذين، بالإضافة إلى مشاركتهم في حملات تضامن دولية، يعملون من أجل التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان في دولهم. حالياً تضم المنظمة ملايين الأعضاء والداعمين حول العالم، ونجحت في إنقاذ آلاف السجناء من الموت والاحتجاز. إعداد: منير غائدي/ ي.ب