1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قطر تراهن على دبلوماسية الاستثمار للتخلص من آثار الحصار

٢ يوليو ٢٠١٧

بالرغم من الحصار المفروض على قطر، أعلنت الدوحة عن صفقات تجارية بقيمة مليارات الدولارات مع أميركا، كما أنها أضاءت برج إمباير ستايت بيلدينغ في منهاتن بألوانها الوطنية، للتأكيد على عمق العلاقة التي تربطها بواشنطن.

Katar Doha Skyline
صورة من: Getty Images/M. Runnacles

إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهم قطر بشكل غير مباشر بتمويل الإرهاب، إلا أن ذلك لم يمنع الإمارة الثرية من إضاءة برج "إمباير ستايت بيلدينغ" في نيويورك هذا الأسبوع بلونيها الوطنيين، في بادرة رمزية تذكر بروابطها الاقتصادية مع الولايات المتحدة.

وأوحى موقف الرئيس الأميركي بتصريحاته بأنه يؤيد عزل قطر في الأزمة الدبلوماسية التي نشبت مؤخرا حين قامت المملكة السعودية ودولة الإمارات والبحرين ومصر بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة لاتهامها بـ"دعم الإرهاب".

لكن قطر عمدت في سعيها لمقاومة التقلبات الدبلوماسية إلى تكتيك تطبقه الرياض منذ زمن طويل، وهو شراء حصص في الاقتصاد الأميركي.

فأضيئت ناطحة السحاب الأشهر في وسط مانهاتن بالعنابي والأبيض، لوني الخطوط الجوية القطرية وكذلك العلم الوطني، احتفالا بالذكرى العاشرة لبدء رحلات جوية بين البلدين. وكانت الإمارة النفطية الغنية اشترت قبل حوالى عام 10%  من حصص المبنى المرتفع على طول 102 طابق، لقاء حوالى 622 مليون دولار.

وقبل أسبوعين، أثارت قطر مفاجأة في وسط الازمة الدبلوماسية في الخليج، إذ أعلنت أن شركتها الجوية العامة تعتزم شراء 10% من رأسمال شركة "أميريكان إيرلاينز"، أكبر شركة طيران في العالم. كما وقعت قبل ذلك بقليل عقدا بقيمة 12 مليار دولار لشراء 36 مقاتلة "إف-15" من إنتاج شركة "بوينغ". وإن كانت هذه الصفقة لا تمثل سوى قيمة يسيرة بالمقارنة مع عقود التسلح البالغة 110 مليار دولار التي أبرمت بين الولايات المتحدة والسعودية، إلا أنها كافية للفت انتباه رجال الأعمال الأميركيين.

وقالت الخبيرة في معهد "ميدل إيست إنستيتيوت" رندة سليم "لديهم أذرع في كل مكان، إنّه أمر مدهش".

 

تباين في وجهات النظر بين مراكز صنع القرار في واشنطن اتجاه أزمة الخليجصورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan

 

وتحتضن قطر قاعدة العديد، أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الاوسط، تضم مقر القيادة الأميركية الوسطى التي تشرف على القوات الأميركية في المنطقة.  كما تستضيف الدوحة فروعا لمراكز دراسات مرموقة من واشنطن، مثل معهد بروكينغز ومركز لجامعة جورج تاون.

في ظل هذه الظروف، فإن كان ترامب اتهم قطر في تغريدة في مطلع حزيران / يونيو بتمويل الارهاب، غير أن وزارة الدفاع (البانتاجون) أكدت للدوحة الدعم الأميركي، فيما سعت وزارة الخارجية إلى خفض حدة التوتر بين السعودية والإمارة الصغيرة.

وقالت رندة سليم "من المؤكد أن البيت الأبيض لا يبدو مؤيدا لهم، غير أن وكالات أخرى واسعة النفوذ تقف بجانبهم، أقله حتى الآن".وأضافت "إن قطر لا تحظى بالدعم مئة بالمئة، لكنها تحظى بأذن صاغية" في واشنطن.

غير أن السعودية، ثاني مصدري النفط إلى الولايات المتحدة والحليفة الكبرى لواشنطن، تحتفظ بموقع مميز.

وحين كان الرئيس الأميركي يعد لزيارته إلى السعودية في أيار/ مايو، وعدت الرياض باستثمار عشرين مليار دولار في صندوق للبنى التحتية تديره مجموعة "بلاكستون" للاستثمار التي يعتبر رئيسها الملياردير ستيفن شوارزمان من كبار داعمي ترامب.

وصدر الإعلان عن هذه المساهمة بعيد توقيع السعودية عقود أسلحة ومذكرات تفاهم ضخمة بقيمة 110 مليار دولار، فضلا عن عقود بمليارات الدولارات مع شركتي جنرال إلكتريك ولوكهيد مارتن.

ورأى روبرت بليشير من "مجموعة الأزمات الدولية" أنه "إذا ما قارنا حجمهما الديمقراطي والمالي"، فإن قطر "ستكون على الدوام الأضعف" بالنسبة إلى السعودية.

ولفت جيمس جيفري من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إلى أنه "حين يكون هناك مشكلة استراتيجية كهذه، فإن الموقف الأميركي التقليدي مفاده "لا يهمنا من الذي يشتري الحصص".

لكنه أقر بأن الإدارة الأميركية الحالية بالذات قد تكون توجه رسائل مفادها أن علاقات العمل لها وزن كبير.

وقال "هذه الإدارة أعطت مؤشرات كثيرة مفادها أن الأمور تجري على هذا النحو الآن".

ع.أ.ج (أف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW