قطر ترعى اتفاقا لإطلاق حوار وطني مع المتمردين في تشاد
٨ أغسطس ٢٠٢٢
وقع محمد إدريس ديبي زعيم المجلس العسكري الحاكم في تشاد اتفاقاً برعاية قطرية مع نحو أربعين مجموعة متمردة لبدء حوار وطني في خلال الشهر الجاري، وذلك في غياب فصيلين كبيرين رفضا الانضمام إليه.
أعلن وزير خارجية قطر أن الاتفاق يهدف إلى إحلال "سلام يكون بديلاً لحرب استمرت سنوات طويلة".صورة من: Amiri Diwan of the State of Qatar/Handout/AA/picture alliance
إعلان
وقع زعيم المجلس العسكري الحاكم في تشاد محمد إدريس ديبي إيتنو الإثنين (8 أغسطس/آب 2022) في قطر اتفاقاً مع حوالي أربعين مجموعة متمردة لبدء حوار وطني في 20 آب/أغسطس في نجامينا، في غياب فصيلين كبيرين رفضا الانضمام إليه.
وقال محمد إدريس ديبي في الدوحة، إنّ "الثامن من آب/أغسطس هو يوم تاريخي لتشاد والتشاديين"، مشيداً بالاتفاق الذي ينقذ البلاد من "الحرب بين الأشقاء" و"يرمم تصدّعات الماضي".
"لحظة أساسية للشعب التشادي"
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاتفاق الذي ينص خصوصاً على "وقف إطلاق نار عام" بين السلطات العسكرية والمجموعات الموقعة ويفترض أن يفتح الطريق أمام عودة السلطات المدنية، بأنه "لحظة أساسية للشعب التشادي"، متحدثاً في فيديو بُثّ خلال مراسم التوقيع في الدوحة. لكنه شدد على ضرورة أن يكون الحوار "جامعا" لكل الأطراف ليكون ناجحاً.
وبعد مفاوضات وصفها بأنها "شاقة"، أشاد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي التشادي موسى فقي محمد بالمحادثات معتبراً أنها سمحت بـ"تخطي الانقسامات".
وأعلن وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن الاتفاق يهدف إلى إحلال "سلام يكون بديلاً لحرب استمرت سنوات طويلة".
وقعت حوالى 42 من أصل 47 مجموعة ممثلة في الدوحة على الاتفاق اليوم مع المجلس العسكري. وهي بذلك تتعهد المشاركة في الحوار الوطني المقرر تنظيمه في نجامينا في 20 آب/أغسطس والذي سيحضره بحسب السلطات أكثر من 1300 ممثل عن المتمردين من المجتمع المدني والنقابات والمعارضة والسلطة.
وبدأت المفاوضات بين الحكومة التشاديّة والجماعات المسلّحة في 13 آذار/مارس برعاية قطر، سعياً لوضع حدّ لاضطرابات متواصلة منذ عقود في البلد البالغ عدد سكّانه 16 مليون نسمة والذي شهد انقلابات عدّة.
تم تنصيب الجنرال محمد إدريس ديبي إيتنو على رأس مجلس عسكري انتقالي يضم 15 جنرالا في نيسان/أبريل 2021صورة من: Michel Euler/AP Photo/picture alliance
تعد تشاد، العضو في مجموعة دول الساحل الخمس، شريكاً أساسياً في الحملة التي يخوضها الغربيون وعلى رأسهم فرنسا لمكافحة الجهاديين في وسط وغرب إفريقيا.
ويتعهد المجلس العسكري بموجب الاتفاق بضمان أمن عناصر المجموعات المتمردة حتى يشاركوا في الحوار الوطني.
يذكر أنه تم تنصيب الجنرال محمد إدريس ديبي إيتنو على رأس مجلس عسكري انتقالي يضم 15 جنرالا في نيسان/أبريل 2021 غداة مقتل والدهالرئيس إدريس ديبي إيتنو على الجبهة في مواجهات مع متمرّدين، بعدما حكم تشاد بقبضة من حديد لأكثر من 30 عامًا. ووعد على الفور بتنظيم انتخابات حرة وديموقراطية في مهلة 18 شهرًا بعد "حوار وطني جامع" مع المعارضة السياسية والحركات المتمردة.
رافضون للحوار
وإن كان محمد إدريس ديبي إيتنو وافق استثنائيا على الحضور إلى الدوحة، فإن محمد مهدي علي زعيم "جبهة التغيير والوفاق في تشاد" (فاكت) بقي في الصحراء الليبية.
وقررت جبهة "فاكت"، إحدى المجموعات المتمردة الرئيسية خلف الهجوم الذي انطلق من ليبيا وأدى إلى مقتل المارشال إدريس ديبي إتنو في نيسان/أبريل 2021، عدم توقيع الاتفاق.
وأعلنت في بيان أن هذا "الرفض يترافق مع عدم الأخذ بمطالبنا" ومنها تحرير المعتقلين، مؤكدة في المقابل أنها "تبقى مستعدة للحوار في أي مكان وزمان".
وانتقدت العديد من الجماعات المتمردة التي رفضت توقيع الاتفاق في بيان "سوء نية الوفد الحكومي" ونسبت "المسؤولية الكاملة عن الفشل (...) إلى المجلس العسكري الحاكم".
وأشارت هذه الجماعات المسلحة إلى عدم أهلية الشخصيات التي تقود المرحلة الانتقالية وطالبت بإصلاح الجيش، وهي نقاط لم يرد ذكرها في الاتفاق النهائي. كذلك أعلنت مجموعة متمردة كبرى ثانية هي "مجلس القيادة العسكرية لخلاص الجمهورية" رفضها توقيع الاتفاق مؤكدة أن "المبادئ التي نقاتل على
ع.ح./أ.ح. (أ ف ب)
من يحكم لفترة أطول؟ تعرف على عشرة حكام في العالم!
إنهم ينحدرون من إفريقيا وآسيا وأوروبا ويحملون ألقابا مثل الأمير والملك أو السلطان أو الرئيس. هم عشرة حكام يتربعون على سدة الحكم لأطول فترة ممكنة في بلدانهم. ويجمع بينهم شيء واحد: التمسك بكل قوة بالسلطة.
صورة من: picture-alliance/dpa
السلطان فوق كل شيء
السلطان حسن البلقية يحكم منذ نحو 50 عاما سلطنة بروناي. وهو بالإضافة إلى ذلك رئيس الوزراء ووزير الدفاع والخارجية والتجارة والمالية. ونظام السلطنة هو الذي يسود البلاد منذ أكثر من 600 عام. الحاكم البالغ من العمر 71 عاما يفكر في إدراج عقوبة الرجم في حال ارتكاب جريمة الزنى وقطع اليد في حال السرقة.
صورة من: Imago/Xinhua/J. Wong
السلطة حتى الموت
للوصول إلى السلطة نفذ تيودورو أوبيانغ نغيما مباسوغو في 1979 انقلابا ضد عمه. وبعد الالتفاف على السلطة في غينيا الاستوائية أمر بقتله. وكرئيس دولة يمارس الرجل البالغ من العمر 75 عاما التأثير على كافة جوانب السياسة في البلاد. وبفضل مخزون النفط والغاز تُعد غينيا الاستوائية من أغنى بلدان إفريقيا. لكن تلك الخيرات لا تعود بالنفع على مواطنيها.
صورة من: DW/R. Graça
أتنازل!
طوال 38 عاما ظل خوسي إدواردو دوس سانتوس رئيسا لأنغولا. ولم يترشح للانتخابات البرلمانية الأخيرة. وقبل خمس سنوات راجت الشائعات بأن دوس سانتوس يعاني من مرض عضال. تحت رئاسته انتهت في 2002 الحرب الأهلية التي طال أمدها. منذ ذلك الحين تحسنت الكثير من الأوضاع بالنسبة إلى المواطنين. لكن تقارير حول ممارسة العنف الفظيع من قبل الشرطة تسيء لصورة البلاد.
صورة من: Getty Images/AFP/S. De Sakutin
الرئيس الذي يحب الترف
منذ 34 عاما يشغل بول بيا منصب رئيس الدولة في الكاميرون. ويشعر الكثير من الكاميرونيين في غرب البلاد المتحدثين بالإنجليزية بالتهميش من قبل بيا الذي يتحدث الفرنسية. وهناك انتقادات أخرى لشغفه بالتبذير، إذ يبدو أنه صرف أكثر من 25 ألف يورو لتأجير فيلا ليوم واحد، وحتى زوجته شانتال تحب الأشياء الثمينة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Owen
ليس منبوذا لكنه سيتقاعد قريبا
تولى يوفيري كاغوتا موسفيني رئاسة أوغندا لست دورات. ولا يمكن للرجل البالغ من العمر 72 عاما أن يتقدم للانتخابات المقبلة في 2021، لأن المرشح لا يحق له أن يتجاوز عمر 75 عاما. وكإبن رعاة ماشية حقق موسفيني نجاحا في السلم المهني: من الدراسة وقائد في الجيش إلى سياسي بارز. تحت رئاسته تم تعديل الدستور وتوطيده بسلسلة من الحقوق الأساسية.
صورة من: Getty Images/AFP/I. Kasamani
"أسد سوازيلاند"
مسواتي الثالث هو آخر حاكم مستبد في إفريقيا. منذ 31 عاما يتولى الرجل البالغ من العمر 49 عاما السلطة في مملكة سوازيلاند. وهو واحد من بين 210 من الأطفال الذين أنجبهم والده مع 70 امرأة. وتقليد تعدد الزوجات تابعه مسواتي الثالث الذي كان له حتى عام 2013 ما مجموعه 15 زوجة. ويترك الشرطة تقمع أي نوع من الاحتجاجات.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Jackson
معجب بنفسه
روبرت غابرييل موغابي هو حاليا أكبر حاكم دولة، إذ يصل عمره إلى 93 عاما وهو يحكم كرئيس زيمبابوي منذ تقريبا 30 عاما. تحت حكم موغابي، وابتداء من عام 2000، تم طرد غالبية الإقطاعيين البيض وهو ما أشادت به عدة دول إفريقية. وفي السنوات الأخيرة هو نفسه يواجه تهما بالفساد.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Njikizana
مطلوب بسبب جرائم "الإبادة الجماعية"
منذ 1993 يتربع عمر حسن أحمد البشير على كرسي الرئاسة في السودان. الرجل البالغ من العمر اليوم 73 عاما جاء إلى السلطة في 1989 بعد انقلاب غير دموي. وفي 2009 أصدرت محكمة الجنايات الدولية في لاهاي أمر اعتقال ضده ـ بتهم ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في إقليم دارفور.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
بصمات ملكية
على عكس الملوك الأوروبيين الآخرين يبقى هانس آدم الثاني (يسار) ليس فقط أميرا، بل أيضا رئيس حكومة بلاده ليشتنشتاين. في 1989 تولى زمام الحكم من والده الذي كلف ابنه بها في 2004.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Nieboer
من الراعي إلى شريك للغرب
ادريس دبي مايزال "جديدا" في السلطة. في 1990 أصبح رئيسا لتشاد. كإبن أحد الرعاة أتمم قبلها في فرنسا تكوين ليصبح قائد طائرة مقاتلة. عقب العديد من الحروب الأهلية والمحاولات الانقلابية بات تشاد منذ 2008 مستقرا من الناحية السياسية. وفي الحرب ضد الإرهاب في منطقة الساحل الصحراوية أصبح دبي شريكا مطلوبا للغرب.