1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قطر ترمَم أهرامات السودان- الهدف سياسي أم سياحي؟

٢٣ سبتمبر ٢٠١٧

يهدف مشروع "البعثة القطرية لأهرامات السودان" الذي يتم بإشراف ألماني وتمويل قطري، إلى بعث روح السياحة في السودان. مما آثار المخاوف والجدل بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي المصريين من إنتقال السياحة الأثرية إلى السودان.

Sudan Pyramiden von Meroe
صورة من: DAI

 

تعمل  بعثة قطر لترميم أهرامات السودان منذ عام 2014 بالتعاون مع منظمة التنمية الأثرية النوبية والمؤسسة الوطنية للآثار والمتاحف في السودان، والمعهد الألماني للآثار (DAI) مع متحف قطر، على توفير خدمات سياحية وترميم وصيانة الأهرامات بمنطقة مروى بشمال السودان.

أعمال الحفر والتنقيبصورة من: DAI

يصل عدد الأهرامات في تلك المنطقة إلى30 هرما شيدت لتكون مقابر لملكات مملكة كوش في الفترة ما بين العامين 750 قبل الميلاد و300 بعد الميلاد. و"مروي" هي العاصمة الثالثة لمملكة كوش بعد "كرمة" و"ناباتا". وامتدت جغرافيًا حتى أصبحت أكبر الممالك الإفريقية ووصلت لشواطئ البحر المتوسط، وتعد واحدة من أقدم ممالك إفريقيا.

هل تختلف أهرامات النوبة عن أهرامات الجيزة؟

هناك اختلافان رئيسيان على الأقل بين أهرامات مصر وأهرامات السودان. الفرق الأول أن أهرامات السودان خلدت ذكرى ملكات وملوك، بينما خلدت الأهرامات المصرية الملوك فقط. علي سبيل المثال الهرم 21 من أهرامات السودان هو للملكة أماني ريناس الملقبة بـ "الكنداكة" وهي زوجة الملك تريتكاس الذي خلفته في الحكم. أطلق لقب الكنداكة على عدة ملكات، ويعتقد أنه يعني الملكة الأم أو الأم العظيمة. أما الفرق الثاني الذي ركز عليه الساخرون على مواقع التواصل الاجتماعي فهو الحجم، فالأهرامات المصرية ضخمة، في حين أن السودانية صغيرة الحجم. ويتراوح ارتفاع أهرامات مروي بين 6 أمتار حتى 30 مترا، ولا يتجاوزعرض قاعدة الهرم ثمانية أمتار.

كما أنها بُنيت كمقابر لفراعنة الأسرة الخامسة والعشرين وبُنيت بعد ألف عام" من بناء أهرامات الجيزة  المعروفة.

تعليقات مستخدمي موقع تويتر ركزت فقط على الفرق في الحجم بين أهرامات البلدين، فيما تجاهلت باقي الفروقات. المراقب لهذه التغريدات يلاحظ أن أصحاب أغلبها معرفتهم بتاريخ السودان ومعالمه محدود. كما نشر مغردون صورا على تويتر لزيارة والدة أمير قطر، الشيخة موزة إلى أهرامات مروي، والتي دفعت مستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي وإعلاميين مصريين إلى التساؤل بتهكم فيما إذا كانت هناك أهرامات في السودان أصلا؟ّ! 

مشروع يهدف الى النهوض بالسياحة في البلدين

 بدأت الأعمال على مشروع "البعثة القطرية لأهرامات السودان" سنة 2014 وتمتد حتى 2021. لكن إلى أي مرحلة وصلت الأعمال وهل ستقضي على سياحة الأهرامات في مصر بعد إتمامها؟

تصميم صور ثلاثية الأبعاد لأهرامات السودانصورة من: DAI

على ذلك تجيب الباحثة ألكسندرا ريدل، المشرفة على مشروع الترميم من المعهد الألماني للآثار (DAI) بأنه في السنوات الثلاث الأولى من المشروع تم إنجاز الكثير من خلال جمع وثائق مفصلة عن المقبرة الملكية- مع تحديد المواقع والخطط المعمارية لأكثر من 30 هرما، وجمع صور عالية الدقة ثلاثية الأبعاد 3D، ويعد هذا أساسا للبحوث التى ستشملها الدراسات الأثرية والجيوفيزيائية في إطار ترميم المواقع التى تعرضت للضرر. وأوضحت ريدل لـ DW عربية أنه قد تم اتخاذ تدابير لوقف خطر الرمال الزاحفة على الأهرامات، بحملة تشجير وغرس للأشجار لتشكل سدا يوقف زحف الرمال.

و أضافت أنه تم فتح مدخل المقبرة الملكية وإصلاح العديد من غرف التخزين، وإنشاء معرض عن أهرامات مروي، كما تم بناء مركز للزوار. وقالت إن جزء من الأشغال خصص لتشييد منتجعات واستراحات سياحية قريبة من مكان الأهرامات.

هل ستنافس أهرامات السودان أهرامات الجيزة؟

اتهم بعض مستخدمي مواقع التواصل الإجتماعي، المشروع القطري في السودان بأنه سياسى أكثر منه سياحي، فيما أكدت المشرفة على المشروع أن الهدف ينأى عن هذه الأقاويل لأنه حسب تصريحها لـ DW عربية، أن "إحياء السياحة في منطقة أهرامات السودان سيعود بالنفع على مصر أيضا، لأن السياح لديهم الفضول الكافي لزيارة الأهرامات في كلا البلدين والتمتع بمقارنتهما". وأضافت "سيكون السياح سعداء بالجمع بين الرحلتين".

وأشارت الباحثة الألمانية وخبيرة الآثار ألكسندرا ريدل إلى أن عدد السياح القادمين من خارج السودان يعد قليل جدا مقارنة مع القادمين إلى مصر، وإن "أغلب  زوار الأهرامات في مروي يأتون من السودان" وحسب رأيها هذا الإهتمام الكبير للسكان المحليين (السدودانيين) مهم للحفاظ على الآثار وتطوير ما يعرف بسياحة الآثار. 

فريدة تشامقجي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW