قطر تشتري طائرات يوروفايتر من بريطانيا.. فهل توافق ألمانيا؟
٢٥ مايو ٢٠١٨
قدمت قطر طلبا لشراء طائرات يوروفايتر المقاتلة من شركة بريطانية تشاركها شركات ألمانية في انتاج الطائرة. لكن التحالف الحاكم في برلين يرفض رفضا قاطعا عقد هذه الصفقات مع دول ضالعة في حرب اليمن. فهل توافق ألمانيا على الصفقة؟
إعلان
ذكر تقرير نشر على موقع "تاغسشاو" التابع للقناة التلفزيونية الألمانية الأولى أن قطر قدمت طلبا لشراء 24 طائرة مقاتلة من نوع "يوروفايتر" من شركة بريطانية وبمساهمة شركات ألمانية في صناعتها. ويبلغ حجم صفقة الطائرات هذه قرابة 6 مليارات يورو.
ولا يمكن تسليم الطائرات إلا بموافقة ألمانية، حيث تكتمل صناعة الطائرات المطلوبة بإضافة الأجزاء المصنعة في ألمانيا إليها. لكن التحالف الحاكم بزعامة المستشارة انغلا ميركل يرفض عقد مثل هذه الصفقات بشكل قطعي. وينص اتفاق التحالف الحاكم بين المحافظين والاشتراكيين على عدم تصدير أسلحة إلى دول ضالعة في حرب اليمن مثلا.
ويثير تقرير القناة الألمانية مسألأة تصدير الأسلحة ومتطلبات حقوق الإنسان، حيث يقول إن قطر يُنظر إليها في أوروبا الغربية على أنها دولة غير ديمقراطية ذات نظام أميري مطلق. ولها ملف طويل في مجال خرق حقوق الإنسان، في مجال حقوق المرأة والحريات العامة أو حرية الصحافة. وكانت قطر وحتى قبل قطع العلاقات مع جيرانها الخليجيين ضالعة في حرب اليمن في إطار التحالف العربي بقيادة السعودية، حيث شاركت طائراتها الحربية في عمليات قصف. في حين تمارس قطر الآن سياسة تقارب مع إيران، ما يجعلها تقف مع الطرف الآخر في حرب اليمن.
بيد أن ألمانيا لا تجد ضرورة للتحرك لمنع هذه الصفقة وذلك بسبب الاتفاق مع الدول الأوروبية المشاركة في صناعة طائرات "يورفايتر"، حيث يحدد الاتفاق المبرم في عام 1997 نسبة مشاركة كل دولة أوروبية في صناعة أجزاء الطائرة، ما يعني عدم ضرورة إصدار موافقات خاصة لكل صفقة على حدة، حسب ما جاء في رد وزيرة الدفاع الألمانية أورزولا فون ديرلاين على استفسار برلماني تقدم به النائب عن حزب اليسار في البرلمان الألماني شتيفان ليبليش.
وعبر النائب ليبليش عن عدم تفهمه لعقد صفقة من هذا النوع وذلك فقط بالاعتماد على اتفاق مبرم قبل أكثر من 20 عاما، مشيرا إلى أن اتفاقات من هذا القبيل لا يمكن أن تستمر إلى الأبد. وقال إذا كانت هناك خطورة بشأن استخدام هذه الأسلحة في حرب ما، فيجب مناقشة الاتفاق بشأنها من جديد.
ونقل تقرير القناة الألمانية عن رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الألماني فولفغانغ هيلميش، من الحزب الاشتراكي الديمقراطي المشارك في الائتلاف الحاكم بأنه ليس متفهما لموقف وزارة الدفاع حيث أشار إلى أن "المدنيين يعانون بشدة في حرب الوكالة في اليمن. وتابع أنه لأمر صعب للغاية أن تصدر سلاح إلى المنطقة، حسب تعبيره. وطالب هيلميش المستشارة ميركل باتخاذ موقف واضح وصريح إزاء تصدير أسلحة أوروبية إلى المنطقة.
يذكر أن إجراءات تصدير الأسلحة مختلفة في الدول الأوروبية ما يضع المنتجات الأوروبية المشتركة أمام مشاكل جمة فيما يخص تصديرها إلى مناطق الأزمات. فعلى سبيل المثال تشدد ألمانيا كثيرا في تصدير صواريخ مضادة للمدرعات نوع "ميلان" التي يتم تصنيها بمشاركة فرنسا، فيما لا تجد باريس أي مشكلة في ذلك وتتعامل مع شأن تصديرها بشكل ليبرالي وفق منطق السوق. وهكذا تتعامل الشركة البريطانية المزودة لطائرات "يوروفايتر" لقطر على هذا المنوال.
ح.ع.ح/م.س(DW، ARD)
أبرز صفقات السلاح التي أبرمها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان
شهدت فترة محمد بن سلمان منذ توليه منصب وزير الدفاع في السعودية عام 2015 ارتفاعاً ملحوظاً في صادرات الأسلحة إلى المملكة، حيث تتصدر السعودية قائمة مستوردي السلاح في المنطقة، حسبما أعلن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
صورة من: imago/Pacific Press Agency/A. Lohr-Jones
السلاح الأمريكي في الصدارة
بلغ حجم صادرات السلاح الأمريكي إلى المملكة العربية السعودية خلال فترة 2015 - 2017 أكثر من 43 مليار دولار. وشملت معدات وأسلحة عسكرية ومروحيات وسفن حربية ودبابات آبراهامز إضافة إلى طائرات حربية. ووقعت السعودية كذلك صفقة مع الولايات المتحدة لتوريد كميات مختلفة من المنظومات الصاروخية الدفاعية ومعدات لها.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/E. Vucci
3 مليار دولار في بداية عام 2018!
واصلت المملكة مضاعفة حجم ترسانتها من السلاح والذخيرة العسكرية خلال هذا العام، وذلك حسب موقع وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابع للبنتاغون، إذ بلغ حجم صفقات السلاح من الولايات المتحدة خلال الأشهر الأولى من 2018 قرابة 3 مليارات دولار. وشملت الصفقة توريد مدافع ذاتية الحركة وطائرات عسكرية ومنظومات مضادة للدبابات، إضافة إلى دبابات وذخائر ومعدات عسكرية.
صورة من: Reuters/I. Kalnins
أكبر مشتري للسلاح البريطاني
العربية السعودية أكبر مشتري للسلاح البريطاني، بحسب ما ذكر في موقع "منظمة ضد تجارة الأسلحة" المتواجد في المملكة المتحدة. وفاق حجم الصفات العسكرية خلال فترة 2015 - 2017 الـ13 مليار جنيه أسترليني. وشملت معظم الصفقات أسلحة وذخائر ومعدات عسكرية. ولم يتمكن الأمير محمد خلال زيارته الأخيرة إلى بريطانيا قبل شهر من إنجاز توقيع صفقة سلاح لشراء 48 مقاتلة تايفون، لكن شهدت المفاوضات تقدما ملحوظا في مسار الصفقة.
صورة من: Reuters/Saudi Royal Court/B. Algaloud
الزيارة التاريخية إلى روسيا
شهدت الزيارة التاريخية التي أجراءها ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز في آواخر العام الماضي إلى موسكو توقيع صفقات سلاح شملت تزويد المملكة على منظومة الصواريخ الروسية الشهيرة إس 400 "تريومف"، إضافة إلى فتح مصنع لإنتاج بنادق كلاشنيكوف في المملكة. وبلغ تكلفة الصفقات قرابة 3 مليارات دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/V. Sharifulin
مد وجزر
يمكن وصف صفقات السلاح بين المملكة الخليجية وألمانيا بالمد والجزر! إذ رفضت ألمانيا توريد 800 دبابة بقيمة 18 مليار يورو للسعودية، وذلك بسبب "انتهاك الرياض لحقوق الإنسان". إلا أن برلين وافقت في عام 2016 على تسليم 48 زورقاً من زوارق الدوريات لخفر السواحل التابع للمملكة. وعلى خلفية حرب اليمن، قررت الحكومة الألمانية وقف تصدير الأسلحة للدول المشاركة في هذه حرب.
صورة من: Ralph Orlowski/Getty Images
السعودية والسلاح الفرنسي
زار محمد بن سلمان بعد توليه منصب وزارة الدفاع "عاصمة الأنوار" والتقى بالرئيس الفرنسي حينها فرانسوا أولاند. وشهدت الزيارة التوقيع على عدة صفقات عسكرية شملت مدرعات وصواريخ مضادة للدروع وزوارق خفر السواحل وطائرات ومروحيات بقيمة مليارات اليوروهات. وأبدت السعودية كذلك اهتماما كبيرا بدبابات لوكليرك الفرنسية، التي تميزت أثناء مشاركتها في صفوف الجيش الإماراتي في حرب اليمن ضمن التحالف العربي.
صورة من: picture-äalliance/AA/Saudi Royal Council/B. Algaloud