قطر تقدم تفاصيل جديدة بشأن الصاروخ الذي ضُبط في إيطاليا
١٧ يوليو ٢٠١٩
أعلنت الدوحة أن صاروخا امتلكه الجيش القطري سابقا وجرى ضبطه الاثنين في إيطاليا بحوزة اشخاص مناصرين لليمين المتطرف في عملية نوعية للشرطة الإيطالية كان قد جرى بيعه الى دولة ثالثة عام 1994.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/T. Romano
إعلان
أعربت المتحدثة باسم الخارجية القطرية لولوة الخاطر عن "قلق" بلادها التي تتابع عن كثب التقارير الإعلامية المتعلقة بضبط ترسانة أسلحة لدى ما وصف بـأنها "جماعة يمينية متطرفة" في إيطاليا والعثور على صاروخ مارتا جو-جو فرنسي الصنع كانت القوات القطرية المسلحة تمتلكه في الماضي.
وأضافت الخاطر: "تعمل دولة قطر عن كثب مع الأطراف المعنية في جمهورية إيطاليا الصديقة والدولة التي بيعت لها الأسلحة لكشف الحقائق، كما نؤكد على قلقنا من أن صاروخاً بيع قبل 25 سنة انتهى به المطاف في أيادي طرف ثالث لا يمثل دولة أو حكومة". ,اضافت: "تم بيع صاروخ مارتا سوبر530 من قبل دولة قطر في عام 1994 في صفقة ضمت 40 صاروخ مارتا سوبر 530 إلى دولة صديقة تفضل عدم ذكر اسمها في هذه المرحلة من التحقيق".
وألقت الشرطة الإيطالية القبض على ثلاثة أشخاص من بينهم شخص يبلغ 50 عاما يدعى فابيو ديل بيرغيولو المرشح السابق لعضوية مجلس الشيوخ عن حزب "فورزا نوفا" الفاشي، حيث عثر في منزله على مجموعة كبيرة من الأسلحة من بينها الصاروخ بالإضافة إلى مواد دعائية للنازيين الجدد وتذكارات لهتلر. وكان ديل بيرغيولو يأمل ببيع الصاروخ مقابل 470 ألف يورو، وفقًا لتقارير إيطالية.
في المقابل، أشارت الشرطة الى أن الصاروخ كان "بدون شحنة متفجرة ولكنه قابل لاعادة تجهيزه من قبل أشخاص متخصصين في هذا المجال". وجاءت المداهمة نتيجة تحقيق أجرته الشرطة مع متطرفين إيطاليين يعرف عنهم بأنهم انضموا إلى المتمردين المؤيدين لروسيا الذين يقاتلون في أوكرانيا.
وقادت الرسائل التي اعترضتها الشرطة الى التحري حول ديل بيرغيولو الذي أرسل صورا للصاروخ المعروض للبيع عبر تطبيق "واتساب".وتمت مداهمة منزله بعد وضعه تحت المراقبة حيث عثر على مجموعة من الأسلحة بينها مدفع رشاش من طراز سكوربيون و306 قطعة سلاح و20 حربة.
وشملت الاعتقالات الأخرى شملت سويسريا (42 عاما) وإيطاليا (51 عاما) متهمين بحيازة وتسويق الصاروخ الذي عثرت عليه الشرطة في مستودع بالقرب من مطار ريفاناتزانو تيرمي الصغير في مقاطعة بافيا.
وصاروخ "مانترا سوبر 530 أف" الفرنسي تحديث لصاروخ "آر 530" الذي دخل الخدمة عام 1980 ويبلغ مداه 25 كيلومترا وبامكانه حمل 30 كيلوغراما من المتفجرات.
ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب / د.ب.أ)
قطر وتركيا.. مَنْ يحاول إنقاذ مَنْ؟
أعلنت قطر عن استثماراتٍ جديدة في تركيا، في محاولةٍ لانقاذ الاقتصاد التركي، الذي تعرض لهزة بسبب الولايات المتحدة. وتعلم الدوحة جيدًا أن سقوط حليفتها الإقليمية خطر عليها. فما هي نقاط ومراحل هذا التحالف بين الدولتين؟
صورة من: picture alliance/dpa/Presidency Press Service/K. Ozer
الإسراع لنجدة تركيا
بعد أيامٍ من تراجع حاد تعرضت له الليرة التركية، إثر أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة، وعد أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، بالقيام باستثمارات مباشرة في تركيا بقيمة 15 مليار دولار، دعماً للاقتصاد التركي. جاء ذلك في اجتماع عقده مع الرئيس التركي أردوغان في أنقرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Presidential Press Service
الدوحة "ترد الجميل" لأنقرة
الموقف نفسه كان قد حدث بشكلٍ معكوس، عندما وقف أردوغان إلى جانب قطر خلال الأزمة الخليجية، في حزيران/ يونيو 2017، بعدما أعلنت 7 دولٍ مقاطعة الإمارة الخليجية، وقتها أرسلت أنقرة سفينة مساعدات، تنقل حوالي 4000 طن من المواد الغذائية للدوحة.
صورة من: picture-alliance/Anadolu Agency/C Oksuz
"تقارب مصالح"
هذا التقارب بين أنقرة والدوحة ليس وليد الأزمات الحديثة، إذ يعود إلى مرحلة الأمير حمد بن خليفة آل ثاني، حيث سعت قطر الصّغيرة بمساحتها، الكبيرة بثقلها الاقتصادي، إلى تعزيز نفوذها العربي والعالمي، فوجدت تركيا الساعية إلى إعادة دورها القديم في المنطقة العربية، لتكون الدوحة حليفًا مثاليًا لأنقرة لاستعادة "مكانتها التاريخية".
صورة من: picture-alliance/dpa
"محور الممانعة"
بعد حرب تموز/ يوليو 2006 على لبنان، وجدت كل من قطر وتركيا مصالحهما في الوقوف إلى جانب ما يعرف باسم "محور الممانعة": حزب الله وإيران وسوريا. حيث كانت قطر تحاول أخذ مكانٍ لها في مواجهة السعودية ومصر، بينما كانت تركيا تبحث عن دورٍ إقليميٍ من بوابة مواجهة إسرائيل.
صورة من: AP
دعم حماس
في عام 2008 وبعد حرب غزة، أعلن الأتراك صراحةً موقفهم الداعم لحماس، القريبة أيديلوجيا من حزب العدالة والتنمية من جهة، ولمكانتها في "محور الممانعة" من جهةٍ أخرى. هذا الدعم أبعد أنقرة عن الرياض والقاهرة، لكنه قربها من الدوحة، التي ترجمت توحد الرؤية مع أنقرة برعاية اتفاق المصالحة الفلسطينية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/N. Daoud
تقارب مع مصر من بوابة الإخوان
توطدت العلاقات التركية القطرية، مع تقاربهما السياسي في ملف القضية الفلسطينية والشأن العراقي. وتوجَّه اتهامات لقطر وتركيا بدعم جماعة الإخوان المسلمين في البلدان العربية. وظهر ذلك جلياً مع "الربيع العربي"، ودعم كلا البلدين للرئيس المصري محمد مرسي، الذي خططت قطر وتركيا لاستثمارات كبرى في مصر في عهده، قبل أن يطيح به الجيش.
صورة من: picture-alliance/dpa
الملف السوري
لم يظهر التنسيق والتقارب القطري التركي بشكلٍ أوضح مما ظهر عليه في الملف السوري، حيث تغير موقف البلدين الحليفين السابقين للأسد، وتوجها إلى دعم المعارضة، ومؤتمراتها، وحتى بعض كتائبها المسلحة، كما كان لهما دورٌ كبير في العديد من عمليات تبادل الأسرى بين المعارضة والنظام في سوريا، وصفقات تحرير المخطوفين كصفقة راهبات معلولا، وموظفي الأمم المتحدة.
صورة من: dapd
قاعدة تركية في قطر
في كانون الأول/ ديسمبر 2014 أطلقت الدولتان برنامج تعاون ثنائي، تحت مسمى "اللجنة الاستراتيجية القطرية التركية العليا"، نتج عنها توقيع عدد من الاتفاقيات المختلفة، إضافة لتمركز حوالي 150 عنصرًا من أفراد الجيش والبحرية والقوات الخاصة التركية، في قاعدة عسكرية قطرية، قبل إنشاء قاعدة عسكرية تركية دائمة في قطر.
صورة من: picture alliance/dpa/abaca/K. Ozer
مكافأة الدوحة لأنقرة
في تشرين الثاني/ نوفمبرعام 2015، أثبتت العلاقات التركية القطرية مدى متانتها، عندما تدهورت علاقات تركيا مع روسيا، التي كانت المورد الرئيسي للغاز الطبيعي لتركيا، بعد إسقاط الطائرة الروسية على حدود سوريا. عندها وافقت قطر على تزويد تركيا بالغاز الطبيعي المسال.
صورة من: imago/Photoshot/Construction Photography
الاقتصاد بعد السياسة
تتواجد في قطر نحو 60 شركة تركية، نفذت 35 منها مشاريع بقيمة تجاوزت 35 مليار دولار، بالإضافة الى استثمارات في مجالات مختلفة، وتطمح الشركات التركية في الحصول على حصة من حزمة المشروعات، التي تنوي قطر تنفيذها تمهيداً لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، بينما تستثمر قطر بقيمة عشرين مليار دولار في تركيا.
صورة من: Reuters
لا مجال لسقوط الحليف!
أثار تدهور الليرة التركية مخاوف من أزمة اقتصادية في تركيا وقلقاً من تضرر المستثمرين الأجانب وبينهم قطر. وفي الأيام الأخيرة، أطلق مؤيدون لتركيا في قطر حملة لتحويل ما يملكونه من الريالات القطرية الى الليرة التركية، دعما لهذه العملة، قبل أن يعلن أمير قطر عن الاستثمارات السخية، لإنقاذ الاقتصاد التركي، والحفاظ على حليفٍ قوي للدوحة. اعداد: راما الجرمقاني
صورة من: picture-alliance/abaca/Turkish Presidency/M. Cetinmuhurdar