1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قطر تواجه تحديات ما بعد فوزها بتنظيم المونديال

٣ ديسمبر ٢٠١٠

طالما شاع الاعتقاد لدى الشارع العربي في استحالة حصول دولة عربية على أحقية تنظيم المونديال، لكن قطر أثبتت العكس وانتزعت موافقة الفيفا. بعدما أخفق المغرب ومصر في استضافة المونديال أصبحت هذه الدولة الصغيرة الأولى عربيا .

العاهل القطري الشيخ حمد بن خليفه، إلى جانب نجله محمد بن حمد رئيس الملف القطري وهو يحمل الكأس الذهبية.صورة من: AP

حققت قطر "الحلم العربي"، وباتت أول دولة عربية تحظى بنيل شرف استضافة المونديال، بعدما صوتت اللجنة التنفيذية التابعة للإتحاد الدولي لكرة القدم/ فيفا، مساء امس الاربعاء (الأربعاء الثاني من دسمبر/ كانون الأول)، لصالح هذه الدولة العربية ومنحتها شرف تنظيم كأس العالم 2022. كما وقع اختيار الفيفا أيضا على روسيا كبلد منظم لمونديال 2018.

وتفوقت قطرعلى الولايات المتحدة في آخر مراحل التصويت، بمجموع 14 صوتا مقابل ثمانية. وعقب الإعلان عن النتائج، رد الشيخ محمد بن حمد آل ثان رئيس ملف قطر، على من كان يشكك في قدرة بلاده في حسم المنافسة لصالحها؛ موضحا أن القطريين "عملوا بصمت لإيجاد الحلول المناسبة" للتحديات المطروحة بما في ذلك عامل الطقس وصغر مساحة دولة قطر. كما "رحب بالعالم ضيفا على بلاده".

وفي حوار مع دويتشه فيله، ذكر محمد غانم العلي، نائب اللجنة التنفيذية التابعة للإتحاد القطري لكرة القدم، أن فوز قطر بأحقية تنظيم البطولة العالمية هو فوز لجميع العرب، لأنها "ستصبح بطولة عربية بامتياز".

فتاة قطرية في الدوحة، والفرحة باختيار قطر كبلد منظم لمونديال 2022.صورة من: AP

نجاح "الأخ الأصغر"

وبعد مصروالمغرب وليبيا وتونس، كانت قطر الدولة العربية الخامسة التي قدمت ملف الترشيح لتنظيم هذه التظاهرة الدولية، وأضحت الوحيدة التي نجحت، حيث أخفق الآخرون. وحسب الكابتن ميمي الشربيني الإعلامي والمدرب السابق للمنتخب المصري، يعود سر نجاح قطر، بالأساس إلى الملف "الخرافي" الذي قدمته؛ ناهيك عن "التطور الهائل الذي شهده القطاع الرياضي في ذلك البلد سواء على مستوى البنيات التحتية الرياضية أو مستوى الاحترافية التي وصلت إليها كرة القدم محليا".

وحسب الشربيني، لا يمكن البحث عن أسباب نجاح قطر وإخفاق المغرب أو مصر من خلال المقارنة بين كل تجربة على حدة، لأن لكل "مرحلة خصائصها، ولكل تجربة مقوماتها". تجدر الإشارة إلى أن تونس وليبيا سحبتا ملف ترشيحهما المشترك في دورة 2010، بينما تبددت آمال مصر والمغرب أمام جنوب إفريقيا، البلد المنظم لدورة 2010.

في المقابل يرى الباحث الجامعي في المجال الرياضي الأستاذ منصف اليازغي من المغرب في حوار مع دويتشه فيله، أن اخفاق الدولتين العربيتين الكبيرتين، كان لأسباب ذاتية وأخرى موضوعية. وتتمثل الأولى في أن مصر دخلت حلبة المنافسة، في الوقت الذي كان فيه المغرب يخوض صراعه الرابع لاحتضان المونديال؛ الأمر الذي اعتبره البعض مؤشرا على "ضعف التنسيق العربي". أما الأسباب الموضوعية التي طرحها الباحث، فتتجلى في أن البلدين لم يقدما، مقارنة بقطر، ضمانات كافية لإنجاز ما جاء في أوراق الترشيح، بما في ذلك الوعود التي قدمت لبناء ملاعب ضخمة.

خروج الآلاف إلى شوارع الدوحة بعد الإعلان عن نتائج التصويت في مقر الفيفا بزوريخ.صورة من: AP

وفي حقيقة الأمر قدمت قطر أيضا، وعودا ببناء خمسة ملاعب عملاقة، لكن هذه الدولة الصغيرة، نسجت على تجارب سالفة في الالتزام بوعودها وقدمت ضمانات لوعود جديدة. بينما اختلف الأمر في حالة المغرب مثلا، إذ أن الملاعب التي قيل في منافسة دورة 2006 و2010 أنه سيتم بناؤها، بقيت حبرا على ورق، ما عدا ملعب واحد فقط في مدينة فاس.

ويرى عدد من المراقبين أن النقطة الجوهرية التي ساعدت قطر على نيل شرف تنظيم المونديال، تتجلى في علاقتها الجيدة بلوبيات الإتحاد الدولي لكرة القدم، مستفيدة من شخصية لها ثقل كبير داخل الفيفا والمتمثلة في محمد بن همام رئيس الإتحاد الآسيوي لكرة القدم.

اختيار قطر ونظرية المؤامرة

ومهما اختلفت العوامل التي ساعدت قطر، أو حرمت المغرب ومصر من بلوغ حلم تنظيم المونديال، فإن فرحة الشارع العربي كانت عارمة وفاقت الوصف، لأن ما كان يعتبره الشارع العربي من ضروب المستحيل، تحول إلى حقيقة. وكانت قطر قد حصلت في المرحلة التحضيرية على دعم جل العواصم العربية بما في ذلك الرياض والقاهرة والرباط والجزائر.

ويعتقد الباحث المغربي محمد اليازغي، أن قرار الفيفا سيكون له تأثير كبير على "السيكولوجية" العربية، لأن المواطن العربي الذي يعتقد أن صورته أمام العالم، مثقلة بالأحكام المسبقة والصور النمطية ونظرية المؤامرة، أمسى يشعر إثر صدور هذا القرار "باعتراف دولي بشعوب المنطقة وبالثقافة العربية". لكن ذلك يضع قطر ، الدولة الصغيرة، تحت ضغط رفع تحدي تقديم صورة "أفضل" من يمثل الدول العربية، ولاشك أن الإعلام سيلعب دورا أساسيا في ذلك.

تحديات المستقبل

وبعدما ضمنت قطر بطاقة أحقية تنظيم المونديال، باتت أمام هذه الدولة المنظمة فترة اثنى عشر عاما للتغلب على عدد من التحديات وعلى رأسها عامل المناخ والجمهور، لأن عليها ملء الملاعب الضخمة التي تعتزم تشييدها مستقبلا.

ويرى اليازغي، أن قطر ما بعد المونديال، ستكون أمام رهان تحويل الملاعب الخرافية التي تنوي إنشاءها من منشآت ضخمة "تفترس ميزانية الدولة" إلى منتج ذو مردودية اقتصادية. وهو التحدي ذاته الذي وضع أمام الصين، بما يخص ملعب "العش الصغير الضخم" عقب انتهاء دورة أولمبياد 2008.

وفاق بنكيران

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW