قطر ـ مزاعم باختراق الموقع الالكتروني لوكالة الأنباء الرسمية
٢٤ مايو ٢٠١٧
بعد نشر تصريحات منسوبة لأمير قطر، قالت الدوحة إن الموقع الالكتروني لوكالة الأنباء الرسمية تعرض للاختراق ، فيما واصلت بعض وسائل الإعلام الخليجية نشر التصريحات، فهل تتجدد التوترات بين قطر وبعض جيرانها؟
إعلان
قالت قطر اليوم الأربعاء (24 أيار/مايو 2017) إن الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية الرسمية تعرض للاختراق وذلك بعدما نشر تصريحات نسبت لأمير البلاد تنتقد جوانب من السياسة الخارجية الأمريكية في أعقاب زيارة الرئيس دونالد ترامب للسعودية. وواصلت وسائل إعلام في بعض دول الخليج العربية الأخرى نشر التعليقات المنسوبة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني برغم قول قطر إن التقرير لا أساس له من الصحة فيما يشير إلى تجدد التوتر بين قطر وبعض جيرانها.
وقال مكتب الاتصال الحكومي في قطر "موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا) قد تم اختراقه من قبل جهة غير معروفة إلى الآن وتم نسب تصريح مفبرك لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى". وشهدت العلاقات بين قطر ودول الخليج العربية الأخرى صدعا استمر ثمانية أشهر في 2014 بسبب دعم قطر لجماعة الإخوان المسلمين.
وذكر التقرير، المنسوب للشيخ تميم على موقع الوكالة الذي قالت قطر إنه تعرض للاختراق، أن أمير البلاد انتقد في حديث خلال مراسم تخريج دفعة من المجندين تجدد التوترات مع إيران. وقال متحدث باسم الحكومة لرويترز إن الأمير حضر مراسم تخريج دفعة من المجندين بالخدمة الوطنية لكنه لم يدل بأي حديث أو تصريحات.
كما أكد يوسف المالكي مدير وكالة الأنباء القطرية (قنا) أن موقع الوكالة تم اختراقه من جهات غير معلومة، ونفى صحة التصريحات التي تم نشرها على الموقع الليلة الماضية للأمير تميم. وقال المالكي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن موقع الوكالة قد تم اختراقه وكذلك حسابها الرسمي على موقع تويتر. وأضاف أن "الجهات المخترقة قامت بوضع خبر لا أساس له من الصحة منسوبا لسمو الأمير الشيخ تميم لدى حضوره الاحتفال بتخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية".
يأتي هذا بعد أربعة أيام من شكوى قطر علنا من أنها كانت هدفا لسيل من الانتقادات المنسقة من جانب أطراف غير معروفة قبيل زيارة ترامب تزعم أن الدوحة تدعم جماعات إرهابية في الشرق الأوسط. والتقى ترامب مع الشيخ تميم وزعماء مجلس التعاون الخليجي الآخرين خلال زيارته للسعودية يومي السبت والأحد حيث جدد تأكيده على أن إيران راع رئيسي للإرهاب.
وتنفي إيران تلك المزاعم وتقول إن السعودية تدعم جماعات متشددة مثل القاعدة وتنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف بـ"داعش". وتنفي الرياض بدورها ذلك. كان الجدل حول جماعة الإخوان المسلمين، أكثر الجماعات الإسلامية نفوذا في العالم، في قلب الخلاف بين دول الخليج العربية في 2014 عندما سحبت السعودية والإمارات والبحرين سفراءها من الدوحة. وعاد السفراء بعدما قالت قطر إنها لن تسمح لجماعة الإخوان المسلمين باستغلالها لأنشطتها.
إسرائيل ودول الخليج... عداء في العلن ومصالح مشتركة في الخفاء
لاترتبط دول الخليج باتفاقيات سلام مع إسرائيل ولا تقيم معها علاقات دبلوماسية. لكن هناك مصالح مشتركة وزيارات متبادلة بين مسؤولين إسرائيليين ومسؤولي بعض هذه الدول، بل إن الحديث أيضا عن "عدو مشترك يهدد الطرفين".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Milner
ايران - عدو مشترك؟
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء زيارته لواشنطن في مقابلة مع تلفزيون "ام اس ان بي سي" إلى إقامة "سلام شامل في الشرق الأوسط بين إسرائيل والدول العربية". وقال إن "عددا من الدول العربية لم تعد تعتبر إسرائيل عدوا، بل حليفا في مواجهة إيران وداعش، القوتين التوأمين الإسلاميتين اللتين تهددنا جميعا".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
"الدول العربية في حاجة إلى إسرائيل"
صرح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لدى مشاركته أخيرا في مؤتمر ميونيخ للأمن، إن إيران تهدف إلى تقويض السعودية في الشرق الأوسط وأضاف: "أعتقد أن الدول العربية المعتدلة وبقائها، في حاجة إلى إسرائيل بقدر أكبر من حاجة إسرائيل إليها"." كما اعتبر أن إيران تهدف إلى "زعزعة الاستقرار في كل دولة بمنطقة الشرق الأوسط".
صورة من: Reuters
تقارب في المواقف
تشاطر دول الخليج وعلى رأسها السعودية إسرائيل في موقفها تجاه إيران، وترى فيها خطرا وتهديدا للاستقرار. وقال وزير الخارجية السعودي في مؤتمر ميونيخ للأمن: "إيران هي الراعي الرئيسي المنفرد للإرهاب في العالم... وهي مصرة على قلب النظام في الشرق الأوسط". وكان الضابط السعودي المتقاعد اللواء أنور العشقي قد التقى في تموز/يوليو 2016 مع المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد في القدس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Berg
"اليهود أبناء عمنا"
الحديث عن إسرائيل واليهود من قبل مسؤولين خليجيين ليس أمرا نادرا وهو يتم علنا أيضا، مثل قائد شرطة دبي اللواء ضاحي خلفان الذي قال في إحدى تغريداته على تويتر بعد نشر خبر وصول 17 من اليهود إلى إسرائيل قادمين من اليمن، "يجب ألا نتعامل مع اليهود على أنهم أعداء. يجب أن نتعامل مع اليهود على أننا أبناء عم نختلف معهم على وراثة ارض. والفيصل في الحكم من يقدم دليلا".
صورة من: Twitter/Dhahi_Kalfan
اغتيال المبحوح
تنشط مخابرات الموساد الإسرائيلية في دول خليجية أيضا، وكان اغتيال محمود المبحوح وهو أحد أبرز قياديي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من أبرز عمليات الموساد في الخليج. وقد أغتيل المبحوح بفندق في دبي في 19 يناير/ كانون الثاني 2010.
صورة من: AP
تعاون سعودي إسرائيلي
التواصل بين إسرائيل والسعودية والحديث عن علاقات سرية بينهما ليس جديدا. فقد كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في أبريل/ نيسان 2016 عن عملية تعاون مشتركة للقوات الخاصة الإسرائيلة والسعودية عام 1981، لإنقاذ سفينة صواريخ إسرائيلية جنحت وعلقت على الشواطئ السعودية في البحر الأحمر. واستمرت العملية المشتركة 62 ساعة، وقد أطلق عليها اسم "أولندى ماعوف". (صورة رمزية من الأرشيف).
صورة من: AP
مكتب للعلاقات التجارية مع قطر
اتفاقيات أوسلو فتحت الباب أمام إسرائيل لإقامة علاقات مع دول خليجية وعلى رأسها قطر، حيث فتحت اسرائيل مكتب للعلاقات التجارية في قطر. كما قامت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسفي ليفني بزيارات للدوحة، التقت خلالها بأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني ووزير الخارجية آنذاك الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Milner
إسرائيل وسلطنة عمان
وقعت إسرائيل وسلطنة عمان عام 1996 اتفاقاً حول تبادل افتتاح مكاتب للتمثيل التجاري. وقبل ذلك قام إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بزيارة مسقط عام 1994، حيث التقى السلطان قابوس بن سعيد. وبعد اغتيال رابين عام 1995 استقبل رئيس الوزراء المؤقت آنذاك شمعون بيريز وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في القدس، والذي التقي بوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني خلال زيارتها لقطر عام 2008.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Milner
مشاركة سعودية في حرب 1967
شاركت السعودية ضمن القوات العربية على الجبهة الأردنية في حرب 6 حزيران/ يونيو 1967 التي احتلت فيها إسرائيل أجزاء من مصر وسوريا والأردن. وكانت السعودية قد قامت بعد ذلك بمساعدة الدول العربية التي تأثر اقتصادها وبنيتها التحتية نتيجة تلك الحرب.
صورة من: MOSHE MILNER/AFP/Getty Images
وقف ضخ النفط
ردا على موقف الولايات المتحدة والدول الغربية الداعمة لإسرائيل، قررت السعودية والدول النفطية العربية الأخرى بالإضافة إلى العراق وسوريا وقف ضخ النفط لأمريكا وحلفاء إسرائيل، تزامنا مع حرب اكتوبر عام 1973 وهو ما تسبب في حدوث أزمة في التزويد بالنفط أو ما يعرف بصدمة النفط الأولى.