في وقت دخلت فيه المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لحظات حرجة، السعودية والإمارات والبحرين ومصر تقطع علاقاتها مع قطر بسبب دعمها لـ"الإرهاب" وقطر "تأسف" وسط دعوات أمريكية للحفاظ على وحدة الخليج.
إعلان
أعربت الخارجية القطرية اليوم الاثنين (الخامس من يونيو/ حزيران 2017) عن أسفها لقرار السعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات معها. ولم تشر الوزارة إلى مصر التي قطعت هي الأخرى في الساعات الأولى من صباح اليوم الاثنين العلاقات مع قطر، وذلك قبل أن تلحقها الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا متهمة قطر بالتعامل مع جماعة الحوثي المعادية لها والمتحالفة مع إيران.
وكانت الإمارات العربية المتحدة إلى جانب السعودية والبحرين ومصر، قد أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية والقنصلية مع قطر، إضافة إلى إغلاق المجالين البحري والجوي من وإلى قطر. كما منعت كل دولة رعاياها إلى السفر إلى قطر، وذلك بسبب "دعم" الدوحة لتنظيمات "إرهابية ومتطرفة" والعمل على تقويض أمن المنطقة.
وجاء في بيان رسمي نشرته وكالة أنباء الإمارات أن "دولة الإمارات قررت قطع العلاقات مع قطر بما فيها العلاقات الدبلوماسية بسبب مواصلة دعمها وتمويلها واحتضانها للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وعملها المستمر على نشر وترويج فكر تنظيم داعش والقاعدة عبر وسائل إعلامها المباشرة وغير المباشرة".
وقررت الإمارات أيضا مثل السعودية والبحرين ومصر "إغلاق كافة المنافذ البحرية والجوية خلال 24 ساعة أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى قطر". كما قررت "منع العبور لوسائل النقل القطرية كافة القادمة والمغادرة".
في غضون ذلك، أعلنت شركة "الاتحاد للطيران" وشركة فلاي دبي الإماراتيتين "تعليق جميع رحلاتها المتجهة إلى ومن الدوحة ابتداء من صباح غد الثلاثاء".
قطر تتهم جاراتها بـ"فرض الوصاية عليها"
في المقابل، نقلت قناة الجزيرة الفضائية القطرية بيانا عن وزارة الخارجية القطرية جاء فيه بأن الدوحة "تأسف" لقرار السعودية والإمارات والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، التي "لم تجد تحديا أهم من التعرض لقطر". وتابعت الوزراة القطرية بأن "الإجراءات غير مبررة وتقوم على مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة"، موضحة أن "هذه الإجراءات لن تؤثر على سير الحياة الطبيعي للمواطنين والمقيمين".
وأضافت: "لقد تعرضت دولة قطر إلى حملة تحريض تقوم على افتراءات وصلت حد الفبركة الكاملة ما يدل على نوايا مبيته للإضرار بالدولة ... واختلاق أسباب لاتخاذ إجراءات ضد دولة شقيقة في مجلس التعاون الخليجي لهو دليل ساطع على عدم وجود مبررات شرعية لهذه الإجراءات التي اتخذت بالتنسيق مع مصر، والهدف منها واضح وهو فرض الوصاية على الدولة، وهذا بحد ذاته انتهاك لسيادتها كدولة وهو أمر مرفوض قطعيا" .
كما اعتبرت الدوحة أن "الادعاءات التي وردت في بيانات قطع العلاقات التي أصدرتها الدول الثلاث تمثل سعيا مكشوفا يؤكد التخطيط المسبق للحملات الإعلامية التي تضمنت الكثير من الافتراءات".
تيلرسون يدعو إلى الحفاظ على وحدة الخليج
وجاء الموقف الأمريكي سريعا، إذ عبّر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون ووزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس اليوم الاثنين إنهما لا يتوقعان أن يؤثر قرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين قطع العلاقات مع قطر على محاربة "الإرهاب" لكنهما حثّا الجانبين على حلّ خلافاتهما.
وقال تيلرسون للصحفيين في سيدني بعد اجتماعات بين وزراء الدفاع والخارجية في الولايات المتحدة واستراليا "لا أتوقع أن يؤثر هذا كثيرا، أو على الإطلاق، في الحرب الموحدة على الإرهاب في المنطقة أو عالميا".
وجاء قرار قطع العلاقات في لحظة حرجة للمعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، بعد أن أعلنت وحدات حماية الشعب الكردية السورية أول أمس السبت أنها تتوقع بدأ قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة خلال أيام عملية استعادة مدينة الرقة معقل التنظيم المتشدد في سوريا. وحثّ تيلرسون دول مجلس التعاون الخليجي على الحفاظ على وحدتها وحلّ خلافاتها، كما عرض مساعدة واشنطن لحلحلة الأزمة.
وفي وقت نفت فيه باكستان وجود أية نية لها لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، نشر حميد أبو طالبي مساعد الشؤون السياسية بمكتب الرئيس الإيراني حسن روحاني على تويتر اليوم الاثنين بأن "عهد قطع العلاقات الدبلوماسية وإغلاق الحدود... ليس وسيلة لحل الأزمة... كما قلت من قبل لن يسفر العدوان والاحتلال إلا عن عدم الاستقرار".
و.ب/ح.ز (رويترز، د ب أ، أ ف ب)
إسرائيل ودول الخليج... عداء في العلن ومصالح مشتركة في الخفاء
لاترتبط دول الخليج باتفاقيات سلام مع إسرائيل ولا تقيم معها علاقات دبلوماسية. لكن هناك مصالح مشتركة وزيارات متبادلة بين مسؤولين إسرائيليين ومسؤولي بعض هذه الدول، بل إن الحديث أيضا عن "عدو مشترك يهدد الطرفين".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Milner
ايران - عدو مشترك؟
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي أثناء زيارته لواشنطن في مقابلة مع تلفزيون "ام اس ان بي سي" إلى إقامة "سلام شامل في الشرق الأوسط بين إسرائيل والدول العربية". وقال إن "عددا من الدول العربية لم تعد تعتبر إسرائيل عدوا، بل حليفا في مواجهة إيران وداعش، القوتين التوأمين الإسلاميتين اللتين تهددنا جميعا".
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
"الدول العربية في حاجة إلى إسرائيل"
صرح وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان لدى مشاركته أخيرا في مؤتمر ميونيخ للأمن، إن إيران تهدف إلى تقويض السعودية في الشرق الأوسط وأضاف: "أعتقد أن الدول العربية المعتدلة وبقائها، في حاجة إلى إسرائيل بقدر أكبر من حاجة إسرائيل إليها"." كما اعتبر أن إيران تهدف إلى "زعزعة الاستقرار في كل دولة بمنطقة الشرق الأوسط".
صورة من: Reuters
تقارب في المواقف
تشاطر دول الخليج وعلى رأسها السعودية إسرائيل في موقفها تجاه إيران، وترى فيها خطرا وتهديدا للاستقرار. وقال وزير الخارجية السعودي في مؤتمر ميونيخ للأمن: "إيران هي الراعي الرئيسي المنفرد للإرهاب في العالم... وهي مصرة على قلب النظام في الشرق الأوسط". وكان الضابط السعودي المتقاعد اللواء أنور العشقي قد التقى في تموز/يوليو 2016 مع المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية دوري غولد في القدس.
صورة من: Getty Images/AFP/O. Berg
"اليهود أبناء عمنا"
الحديث عن إسرائيل واليهود من قبل مسؤولين خليجيين ليس أمرا نادرا وهو يتم علنا أيضا، مثل قائد شرطة دبي اللواء ضاحي خلفان الذي قال في إحدى تغريداته على تويتر بعد نشر خبر وصول 17 من اليهود إلى إسرائيل قادمين من اليمن، "يجب ألا نتعامل مع اليهود على أنهم أعداء. يجب أن نتعامل مع اليهود على أننا أبناء عم نختلف معهم على وراثة ارض. والفيصل في الحكم من يقدم دليلا".
صورة من: Twitter/Dhahi_Kalfan
اغتيال المبحوح
تنشط مخابرات الموساد الإسرائيلية في دول خليجية أيضا، وكان اغتيال محمود المبحوح وهو أحد أبرز قياديي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، من أبرز عمليات الموساد في الخليج. وقد أغتيل المبحوح بفندق في دبي في 19 يناير/ كانون الثاني 2010.
صورة من: AP
تعاون سعودي إسرائيلي
التواصل بين إسرائيل والسعودية والحديث عن علاقات سرية بينهما ليس جديدا. فقد كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، في أبريل/ نيسان 2016 عن عملية تعاون مشتركة للقوات الخاصة الإسرائيلة والسعودية عام 1981، لإنقاذ سفينة صواريخ إسرائيلية جنحت وعلقت على الشواطئ السعودية في البحر الأحمر. واستمرت العملية المشتركة 62 ساعة، وقد أطلق عليها اسم "أولندى ماعوف". (صورة رمزية من الأرشيف).
صورة من: AP
مكتب للعلاقات التجارية مع قطر
اتفاقيات أوسلو فتحت الباب أمام إسرائيل لإقامة علاقات مع دول خليجية وعلى رأسها قطر، حيث فتحت اسرائيل مكتب للعلاقات التجارية في قطر. كما قامت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسفي ليفني بزيارات للدوحة، التقت خلالها بأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني ووزير الخارجية آنذاك الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Milner
إسرائيل وسلطنة عمان
وقعت إسرائيل وسلطنة عمان عام 1996 اتفاقاً حول تبادل افتتاح مكاتب للتمثيل التجاري. وقبل ذلك قام إسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بزيارة مسقط عام 1994، حيث التقى السلطان قابوس بن سعيد. وبعد اغتيال رابين عام 1995 استقبل رئيس الوزراء المؤقت آنذاك شمعون بيريز وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي في القدس، والذي التقي بوزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني خلال زيارتها لقطر عام 2008.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Milner
مشاركة سعودية في حرب 1967
شاركت السعودية ضمن القوات العربية على الجبهة الأردنية في حرب 6 حزيران/ يونيو 1967 التي احتلت فيها إسرائيل أجزاء من مصر وسوريا والأردن. وكانت السعودية قد قامت بعد ذلك بمساعدة الدول العربية التي تأثر اقتصادها وبنيتها التحتية نتيجة تلك الحرب.
صورة من: MOSHE MILNER/AFP/Getty Images
وقف ضخ النفط
ردا على موقف الولايات المتحدة والدول الغربية الداعمة لإسرائيل، قررت السعودية والدول النفطية العربية الأخرى بالإضافة إلى العراق وسوريا وقف ضخ النفط لأمريكا وحلفاء إسرائيل، تزامنا مع حرب اكتوبر عام 1973 وهو ما تسبب في حدوث أزمة في التزويد بالنفط أو ما يعرف بصدمة النفط الأولى.