قفزة في أسعار الحاويات السكنية بسبب أزمة اللاجئين
٥ أكتوبر ٢٠١٥ كما يقول المثل العربي "مصائب قوم عند قوم فوائد"، إذ يبدو أن شركات تصنيع الحاويات السكنية تسعى الآن للاستفادة من أزمة تزايد عدد اللاجئين التي تحاول السلطات المحلية استيعابها. فبينما تسعى العديد من المدن الألمانية لإيجاد مساكن للأعداد الضخمة من اللاجئين التي وصلت للبلاد، تستفيد شركات تصنيع الحاويات من الأزمة، حيث رفعت أسعار حاويتها بشكل كبير، حسب تقرير أعدته قناة NDR الألمانية.
يتزايد عدد اللاجئين الذين يصلون إلى ألمانيا بشكل يومي، والحلول الكامنة في تحويل الملاعب المغلقة والقاعات التابعة للمدن أو المصانع القديمة إلى أماكن لإيواء اللاجئين لم تعد تكفي لاستقبال هذا العدد الكبير، الأمر الذي دفع الكثير من المدن الألمانية لبناء مجمعات سكنية للاجئين مكونة من حاويات سكنية كحل سريع للأزمة. وبدا هذا الأمر مغرياً لشركات تصنيع الحاويات، التي قامت بمضاعفة أسعار الحاويات لعدة أضعاف في نحو عشرين مدينة، خاصة في شمال ألمانيا حسب تقرير اعدته قناة NDR.
ارتفاع التكلفة أم استغلال للحاجة؟
ويذكر التقرير مثالاً حدث في مدينة شتاينهودر في ولاية ساكسونيا السفلى، حيث قامت المدينة ببناء مسكن من حاويات سكنية لاستقبال مئات اللاجئين في يناير/كانون الثاني، وبعد عدة أشهر، ومع قدوم مزيد من اللاجئين، وجدت إدارة المدينة أن أسعار الحاويات قد تضاعف ثلاثة أضعاف لدى بعض التجار لتصل إلى 500 ألف يورو، بينما وصل إلى خمسة أضعاف لدى آخرين. ويقول متحدث باسم مدينة فونسدورف، هيندريك فلور: " أعتقد أن محاولة الكسب في هذه الظروف أمر غير مسؤول".
ورغم أن ارتفاع الأسعار لم يكن بهذا القدر في كل الأماكن، إلا أنه ارتفع أيضاً بشكل كبير مثلاً في مدينة نيدر كاسل، وبررت الشركة الأمر "بارتفاع التكلفة". وتصف البلديات هذا الارتفاع في الأسعار بأمر "وقح وغير مسئول". فبينما كان السعر في نهاية مايو/آيار يتراوح بين 1700 يورو و1800 يورو للمتر الواحد وصل في أغسطس/ أب إلى 2400 يورو.
ويرى نوربرت بورتس من اتحاد المدن الألمانية أن "البلديات عليها ألا تترك نفسها للاستغلال"، فحسب قانون تنظيم الأسعار، لا يجب أن يقبل القطاع العام زيادات في الأسعار أكثر من المقبولة في السوق، بحسب ما نقلت صحيفة دي فيلت الألمانية. وحتى في حالة ارتفاع الطلب، فإن مضاعفة الأسعار بشكل كبير أمر غير مقبول، وبالتالي يمكن لإدارات المدن التوجه للقضاء. أما زميله أوفه لوبكينغ، فهو مازال يرى أن الحاويات السكنية تشكل حلاً مثالياً لاستقبال اللاجئين، خاصة لأنها سهلة التركيب وتوفر الحماية من البرد والمطر، كما أن تفكيكها فيما بعد سهل. ويرى بورتس أنها تبقى في نهاية الأمر أحد الحلول التي يمكن اعتمادها في الحالات الطارئة وأن اللاجئين يجب نقلهم بعد ذلك لمساكن اعتيادية.
البحث عن حلول بديلة
ويبرر البعض زيادة الأسعار في الزيادة الضخمة في الطلب، كما يرى غونتر يوش، رئيس اتحاد البناء الألماني، الذي يجمع صناع البيوت المؤقتة ومؤجريها، أن "شركات تصنيع الحاويات قد ضاعفت إنتاجها وأضافت ورديات عمل في عطل نهاية الأسبوع لتتمكن من توفير الحاويات المطلوبة، لكن لا يمكنها في نهاية الأمر أكثر من ذلك"، حسبما نقلت صحيفة دي فيلت الألمانية.
ونتيجة لهذا الارتفاع الضخم في الأسعار ومواعيد التسليم المتأخرة التي تصل من ستة إلى ثمانية أشهر، تسعى البلديات والولايات الآن للبحث عن بدائل لإيواء اللاجئين، مثل بناء بيوت خشبية أو الاستفادة من بيوت التمريض أو المباني التجارية الشاغرة، فالمساكن الخشبية، يمكن استخدامها لمدة أطول من الحاويات، ويمكن أن تساعد في حل أزمة إيواء اللاجئين.
س.ك/ ط.ا ( DW)