يبدي أغلب الألمان قلقا حيال وصول مئات الآلاف من طالبي اللجوء فيما تتراجع شعبية المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي فتحت أبواب البلاد بشكل واسع. كشف عن ذلك استطلاع نشرت نتائجه شبكة اي ار دي العامة.
إعلان
كشف استطلاع نشرت نتائجه شبكة التلفزة الألمانية اي ار دي العامة عن قلق ومخاوف تنتاب اغلب الألمان حيال وصول مئات الآلاف من طالبي اللجوء فيما تتراجع شعبية المستشارة الألمانية انغيلا ميركل التي فتحت أبواب البلاد بشكل واسع. وأظهرت نتائج الاستطلاع ان 51% من الألمان أعربوا عن "الخوف من اللاجئين"نقلا عن بيانات معهد انفراتست.
وبذلك، تكون نسبة الذين اعربوا عن الخوف ارتفعت 13 بالمائة مقارنة مع استطلاع اجري الشهر الماضي، بينما تتوقع ألمانيا هذا العام استقبال بين 800 ألفا إلى مليون من طالبي اللجوء.
من جهتها، خسرت ميركل 9 نقاط خلال شهر واحد، بحيث أعلن 54% فقط تأييدها، وهي أسوأ نسبة لها منذ نحو أربع سنوات.
وبالنسبة للألمان الذين يعيشون في شرق البلاد، حيث تتركز التظاهرات المعادية للمهاجرين، فان 59% ممن شملهم الاستطلاع أكدوا الخوف من اللاجئين. فيما عبر 48% فقط عن مخاوفهم غرب البلاد.
آلاف اللاجئين في ميونيخ والألمان يهبون للمساعدة
منذ أيام تشهد مدينة ميونيخ يوميا تدفقا غير مسبوق للاجئين قادمين من شرق أوروبا معظمهم من السوريين والأفغان. ورغم عدم الاستعداد السياسي لاستقبال هؤلاء، جاءت مساعدات سخية مقدمة لهم من جهات مختلفة لتظهر وجها جديدا لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
يعد شهر آب/ أغسطس وشهر أيلول/ سبتمبر من كل عام الموسم الرئيسي لقدوم اللاجئين. وقد توقعت ولاية بافاريا الألمانية أن يصلها هذا العام 10 آلاف لاجئ. لكن يبدو أن العدد سيفوق التوقعات بكثير بعدما سمحت المجر لآلاف اللاجئين بالتوجه بالقطار إلى ألمانيا والنمسا في مخالفة لقواعد الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Reuters/L. Barth
وتدفق على محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ في الأيام الماضية (نهاية أغسطس/ آب وبداية سبتمبر/ أيلول 2015) آلاف اللاجئين القادمين من المجر. ومعظم القادمين إلى ميونيخ هم من سوريا وأفغانستان وهم من الشباب الذكور، لكن هناك أيضا سيدات وكبار السن وأطفال.
صورة من: Reuters/L. Barth
هؤلاء الأطفال وصلوا أيضا إلى محطة القطار في ميونيخ. على وجوههم تبدوا ملامح التعب والمستقبل المجهول. وربما يكون بعضهم قد فقد ذويه أثناء الرحلة، فكثيرا ما يموت لاجئون في طريقهم للهروب من جحيم الحرب في بلادهم إلى بلاد آمنة.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
حتى الأطفال الرضع نجحوا في الوصول إلى عاصمة ولاية بافاريا. الطفلة ذات الثوب الأحمر ترفع يدها بالتحية وتظهر على وجهها ابتسامة تزيل عناء الرحلة الطويلة الشاقة. اغتالت الصراعات والحروب أحلامها في بلدها الأصلي، لكن ربما تبتسم لها الحياة هنا في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
ورغم أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى ميونيخ فاجأت الجميع، إلا أن الأهالي ومنظمات الإغاثة هبت لمساعدة الوافدين الجدد. واكتظت قاعة في محطة ميونيخ بالمواد الغذائية والملابس واللوازم الأخرى لدرجة أن الشرطة منعت دخول المزيد من المساعدات لعدم وجود مكان لها.
صورة من: DW/B. Knight
حتى حفاضات الأطفال وورق التواليت والمناديل كانت من بين مواد الإغاثة التي تبرع بها مواطنون ألمان وجماعات المتطوعين، وجهات رسمية في بافاريا. ورغم أن الولاية مشهورة بتحفظها تجاه الغرباء عموما إلا أن حفاوة استقبال اللاجئين بلغت مستوى فاجأ الجميع.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
أمام المحطة الرئيسية للقطارات في ميونيخ وقفت متطوعات يوزعن على اللاجئين زجاجات المياة. ووصل الأمر ببعض المتطوعين والمتطوعات إلى أنهم لم يناموا لمدة يومين، ودفع بعضهم من جيبه الخاص أموالا ليشتري للاجئين طعاما وشرابا.
صورة من: Reuters/L. Barth
بالود والترحاب تستقبل هذه الشابة من جماعات المتطوعين صغار اللاجئين، الذين يتبادلون معها التحية. يقوم المتطوعون بفرز المساعدات وترتيبها وتوزيعها على اللاجئين. ورغم العمل الشاق لا ينسون الابتسامة ليدخلوا الطمأنينة إلى قلوب اللاجئين الذين روعتهم مناظر القتل والعنف في بلادهم الأصلية وواجهتهم الأهوال في طريق رحلتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
متطوعة اسمها "بيا" قالت إن من الأسباب الرئيسية لقدومها إلى محطة ميونيخ هو وجود متطرفين يمينيين في المحطة، وأضافت لـ DW "لذلك يجب علينا أن نكون حاضرين هنا." المتطوعة بيا في الصورة هنا تضع في جيدها وردة صنعها طفل سوري.
صورة من: DW/B. Knight
الشرطة في ميونيخ كانت لطيفة بشكل أثار الانتباه. ولم يتم أخذ بيانات اللاجئين في المحطة، وصرح المتحدث باسم الشرطة كارستن نويبرت لـ DW "بالنسبة لنا كان الجانب الإنساني هو المهم... يحصل اللاجئون على الغذاء والكساء، والفحص الطبي. ومن ثم يتم نقلهم إلى مراكز الاستقبال. وبعدها فقط يمكننا أن نبدأ الحديث عن الجنسيات".
صورة من: Reuters/M. Dalder
صورة للاجئين في محطة القطار الرئيسية في ميونيخ ينتظرون توزيعهم على مراكز الإيواء المختلفة. وقد استغاثت ولاية بافاريا بالولايات الألمانية الأخرى للمساعدة في التغلب على مشكلة تدفق اللاجئين. كما طالبت الدول الأوروبية بأداء واجبها نحو اللاجئين طبقا للمعاهدات الأوروبية. إعداد: صلاح شرارة.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
11 صورة1 | 11
وقد اظهر الألمان ترحيبا بطالبي اللجوء وخصوصا الفارين من مناطق الحرب في العراق أو سوريا. لكن تكاثر الحوادث في مراكز الإيواء بين اللاجئين من مختلف الجنسيات ساهم في تغيير الآراء بعض الشيء وتشديد الخطاب السياسي، خصوصا في ولاية بافاريا حيث يصل العديد من المهاجرين.
ووفقا لوزارة الداخلية في بافاريا، فقد وصل بين 270 و 280 ألفا من طالبي اللجوء الى ألمانيا خلال أيلول/سبتمبر وحده، أي أكثر من إجمالي الذين وصلوا عام 2014
من جهة أخرى، أعلنت السلطات في مدينة هامبورغ أنها أصدرت قانونا يسمح لها بمصادرة عقارات تجارية فارغة لإيواء طالبي اللجوء.