قلق ألماني وأوروبي من تحول إسبانيا إلى بوابة جديدة للاجئين
٥ أغسطس ٢٠١٨
أعربت برلين عن قلقها إزاء العدد الكبير للاجئين الذين يتدفقون على إسبانيا. وسبق لمنظمة الدولية للهجرة والوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) أن أكدت أن إسبانيا حلت محل إيطاليا كبوابة رئيسية يدخل منها المهاجرون.
إعلان
قال وكيل وزارة الداخلية اللمانية هلموت تايشمان في تصريحات لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الألمانية الأسبوعية في عددها الصادر اليوم (الأحد الخامس من أغسطس م آب 2018) "إننا متخوفون من أن يتسنى لكثير من المهاجرين شق طريقهم إلى فرنسا وإلى دول بنلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ) وألمانيا". وأضاف تايشمان "إذا تحققنا من ذلك، سنكثف التفتيش العشوائي، وعمليات التفتيش على الحدود الألمانية-السويسرية والألمانية-الفرنسية".
من جهته أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن المفوضية على استعداد لزيادة التمويل لإسبانيا والمغرب لمساعدتهما في التعامل مع زيادة الهجرة عبر غرب البحر المتوسط برغم أن الميزانية محدودة. وبعد شهرين من توليه السلطة تدخل رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي بيدرو سانتشيث في أزمة الهجرة في أوروبا وعرض استضافة مئات اللاجئين الذين جرى إنقاذهم في البحر بعد أن رفضت دول أخرى في الاتحاد الأوروبي استقبالهم.
ويفصل بين البلدين ممر مائي ضيق بينما يشترك جيبا سبتة ومليلية، الخاضعان لإسبانيا، في حدود برية مع المغرب. وكتب يونكر دون الخوض في التفاصيل أنه رغم أن تمويل الاتحاد الأوروبي لشمال أفريقيا محدود "بمجرد أن يتوفر التمويل اللازم لهذا البرنامج فسيشهد زيادة جديدة خلال هذا العام وعام 2019". وتتوقع مدريد أن تنفق 30 مليون يورو في المراحل الأولى من وصول المهاجرين وقال يونكر إنه يتعامل مع طلب مساعدات طارئة من شرطة الحدود على أنه أولوية.
مضيق جبل طارق: وجهة المهاجرين الجديدة
02:18
من جهتها، سبق لمنظمة الدولية للهجرة والوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود (فرونتكس) أن أكدت أن إسبانيا حلت محل إيطاليا لتصبح البوابة الرئيسية التي يدخل منها المهاجرون القادمون عبر البحر إلى الاتحاد الأوروبي. وقالت المنظمة الدولية للهجرة، في إحاطة إعلامية، إنه منذ بداية العام وحتى 15 تموز/يوليو الجاري، وصل 18016 مهاجرا إلى الشواطئ الإسبانية مقارنة بـ16566 إلى إيطاليا و14678 إلى اليونان. وبالنسبة لإسبانيا فقد تضاعف عدد اللاجئين بنحو ثلاث مرات مقابل الفترة نفسها من عام 2017، بينما تراجعت بأكثر من 80% في إيطاليا، وارتفعت بأكثر من 50% في اليونان.
وأوضحت المنظمة أن عدد المهاجرين الواصلين إلى إسبانيا ارتفع خلال الشهر ونصف الشهر الماضيين، حيث يصل في المتوسط 220 مهاجرا يوميا، مقابل 54 يوميا في الأشهر الخمسة الأولى من 2018 . وذكرت فرونتكس أن نحو 6400 مهاجر وصلوا إلى إسبانيا في حزيران/يونيو، بزيادة بنسبة 166% عن الشهر نفسه من العام الماضي، مشيرا إلى أن معظمهم ينحدرون من المغرب وغينيا ومالي.
بالصور.. حلاوة فراولة جنوب إسبانيا لا تُخفي مرارة جنيها!
هذا العام وصلت 15 ألف عاملة موسمية مغربية للعمل في جني الفراولة بإسبانيا. لكن العملية لم تمر دون ضجة، خصوصاً بعد شكاوى بعضهن من مضايقات جنسية . DW عربية زارت المنطقة والتقت بعدة عاملات حكين قصصهن عن تجربة مضنية.
صورة من: DW
ويلفا.. مملكة الفراولة في إسبانيا
يعدّ جني الفواكه الحمراء، خاصة الفراولة، أحد أكبر الأنشطة الزراعية بمنطقة الأندلس، وتحديداً في إقليم ويلفا، ما يساهم في جعل إسبانيا أحدى أكبر ثلاثة مصدرين لهذه الفاكهة عبر العالم. يحتاج كبار المنتجين في الإقليم إلى اليد العاملة الموسمية لعملية الجني، ما يدفعهم إلى الاستنجاد بالعمال المهاجرين، وبالعاملات الموسميات، خصوصاً القادمات من المغرب.
صورة من: DW
ظروف عمل صعبة بأجور زهيدة
يبدأ العمل مبكراً في الضيعات. يختلف الأجر بشكل طفيف، لكن العاملات يحصلن عموماً على 37 يورو (صافي) يوميا عن سبع ساعات ونصف، مع إمكانية تلّقي تعويضات مالية عن الساعات الإضافية. يعدّ هذا الأجر من الأضعف في إسبانيا، ولا يجذب، إلا نادراً، أبناء وبنات البلد. تبقى ظروف الجني جد صعبة، وعدة عاملات وعمال يُضطرون إلى التوقف بعد بضعة أيام.
صورة من: DW
مشاكل متعددة تُلاحق العاملات المغربيات
وصلت آلاف المغربيات على مراحل إلى الإقليم. لكن كثيرات منهن عانين مشاكل عديدة، من أبرزها أنهن لم يعملن مدة العقد الكاملة (3-4 أشهر)، ممّا أثّر على أجورهن، فضلاً عن نُدرة المترجمين وكثرة العراقيل أثناء الحصول على الأجور وأحياناً غياب المرافقة الطبية. مصادر تحدثت عن تعرّض عاملاتٍ لمضايقات جنسية، لكن هناك شبه إجماع أنها حالات معزولة.
صورة من: DW/I. Azzam
الفقر.. الدافع الأكبر للعمل الموسمي
الفقر أكبر الأسباب التي دفعت بالعاملات الموسميات إلى خوض تجربة العمل في إسبانيا. تحكي هذه السيدة أنها تعمل لأجل إعالة أبنائها، خاصة أن واحداً منهم يعاني إعاقة، مؤكدة أنها على استعداد للعودة العام المقبل ما دامت تجني هنا أكثر بكثير ممّا يمكن أن تجنيه بالمغرب. تنحدر جلّ العاملات من مناطق قروية، واختيارهن كان حكراً في الغالب على من لهن أبناء، حتى لا يبقين سراً في إسبانيا بعد نهاية العقد.
صورة من: DW/Ismail Azzam
السكن قرب الضيعات تفاديا لتكاليف أخرى
يعيش العمال والعاملات في مساكن خشبية قرب الضيعات. في كل بيت هناك 3 أو 4 غرف. بكل غرفة 3 أو 4 أشخاص، بينما توجد أحيانا غرف مخصصة للأزواج.توّفر الشركات أهم احتياجات الحياة بهذه المساكن، لكن على العمال تحمّل نفقات طعامهم، فيما يؤدي آخرون جزءاً من تكاليف السكن. توجد جنسيات متعددة في هذه المساكن، أهمها المغاربة والرومان والقادمون من إفريقيا جنوب الصحراء.
صورة من: DW/I. Azzam
"المسمن" المغربي حاضر بإسبانيا!
تحرص العاملات الموسميات على العيش وفق الطريقة المغربية. زرنا هذا المسكن في شهر رمضان حيثُ كانت سيدتان تعدّان مائدة الإفطار، وخصوصاً خبز "المسمن". بعض العاملات عبرن عن ارتياحهن للسكن بينما جرى العكس عند أخريات. تزامن موسم الجني مع شهر رمضان زاد من صعوبة العمل، خاصةً مع الحرارة المفرطة، وتأخر غروب الشمس للتاسعة والنصف أو أكثر.
صورة من: DW/I. Azzam
"الخطافة" في إسبانيا كذلك!
تحتاج العاملات إلى "الخطافة"، وهو لفظ يطلق على ممتهني النقل السري بالمغرب، لأجل بلوغ محلات التسوق. النقل الذي توّفره شركات الفراولة يخصّ فقط المسافة بين الضيعات والبيوت. تسعيرة "الخطافة" تتنوع حسب المسافة وتبدأ من يورو للعاملة الواحدة. بفضل العاملات الموسميات، حقق فرع سوق ممتاز ببلدة موغر أرقام مبيعات مرتفعة جعلته الأكثر نشاطاً بالإقليم ككل!
صورة من: DW/I. Azzam
تجارة مزدهرة.. بفضلهن!
تستغل العاملات الموسميات فرصة العمل بإسبانيا لشراء عدة سلع يأخذنها معهن إلى المغرب. تزامن موعد عودة الكثيرات منهن مع عطلة عيد الفطر، ما جعلهن يشترين هدايا لأقربائهن. وهو ما ساعد العاملات في بلدة موغر هو وجود محلات تجارية كثيرة يعمل بها مغاربة، ما سهل عليهن التواصل. بفضل هؤلاء النساء، حققت فروع تحويل المال في البلدة أرقام معاملات كبيرة، إذ يحرصن على تحويلات دورية لأسرهن بالمغرب.
صورة من: DW/I. Azzam
أكواخ البلاستيك "الصالحة" للسكن!
العمال المغاربة يستفيدون بدورهم من ضيعات الفراولة. لكن، بسبب حرص عدد منهم على توفير المال، أو معاناة آخرين في إيجاد الإيجار، أوعدم توّفرهم على وثائق الإقامة، يكون البديل في السكن هو أكواخ بلاستيكية تفتقر لشروط العيش الكريم. توجد في هذه الأكواخ بعض النساء لكن عددهن قليل. يسكن عمال آخرون في مراقد جماعية أفضل حالا بما بين 60 و100 يورو شهريا، بينما استطاع آخرون الظفر بسكن يُوّفره مُلاك المزارع.
صورة من: DW/Ismail Azzam
9 صورة1 | 9
ويحذر فابريس ليجيري رئيس الوكالة الأوروبية منذ أشهر من أن عبور البحر إلى إسبانيا قد يصبح الطريق الرئيسي لوصول المهاجرين إلى أوروبا. وتزامن التراجع في أعداد المهاجرين الواصلين إلى إيطاليا مع أداء الحكومة اليمينية اليمين الدستورية، في الأول من حزيران/يونيو، والتي تقود حملة شرسة ضد استقبال المهاجرين. وقد منع وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني سفن الإغاثة التي تقوم بإنقاذ مهاجرين من البحر من إنزال ركابها في الموانئ الإيطالية، كما دعا إلى إعادة كل من يتم إنقاذه من البحر إلى ليبيا.