قلق أوربي من استخدام جوازات سفر أوربية لاغتيال المبحوح
٢٢ فبراير ٢٠١٠يواجه وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أسئلة حادة من نظيريه البريطاني والأيرلندي في بروكسل اليوم الاثنين 22 فبراير/شباط بسبب مزاعم بأن فريق اغتيالات إسرائيلي استخدم جوازات سفر أوروبية مزورة لتنفيذ عملية اغتيال المبحوح في دبي. ويلتقي ليبرمان بوزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ووزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي تريد فيه بريطانيا وأيرلندا إجابات عن الدور الذي ربما تكون إسرائيل قد لعبته في تزوير جوازات السفر وقتل محمود المبحوح القيادي في حركة حماس.
ضغط بريطاني أيرلندي لتوضيح حقيقة الأمر
وقال وزير الخارجية الأيرلندي مايكل مارتن لصحيفة أيريش تايمز الأيرلندية يوم الجمعة الماضي: "أنوي التشديد على قلقنا العميق بشأن استخدام جوازات سفر مزورة في دبي وأن أسعى إلى الحصول على تأكيدات وإيضاحات بشأن هذا الأمر البالغ الخطورة". وكانت كل من بريطانيا وأيرلندا قد استدعتا سفيري إسرائيل لديهما الأسبوع الماضي لمناقشة الموضوع. وقال السفير الإسرائيلي في لندن، رون بروسور، إنه "لا يستطيع مساعدة" البريطانيين بالمزيد من المعلومات.
وطالبت فرنسا وألمانيا أيضا إسرائيل بتفسير، لكنه ليس من المقرر أن يحضر وزيرا خارجية البلدين اجتماع وزراء الخارجية اليوم الاثنين. ومع أن أربعة فقط من 27 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي لها علاقة بالموضوع، فإن بعض المسؤولين أشار إلى احتمال طرحه للمناقشة العامة في اجتماع وزراء الخارجية، وهو ما لم يتم تأكيده رسميا بعد. إلا أن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخيل موراتينوس الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي صرح أنه سيطالب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بمعلومات حول الواقعة، معربا عن قلق الاتحاد من استخدام جوازات سفر أوروبية لتنفيذ عملية الاغتيال.
إسرائيل تقلل من تداعيات اغتيال المبحوح على العلاقات الدبلوماسية
يأتي ذلك في الوقت الذي هون فيه خبراء مخابرات إسرائيليون أمس الأحد من شأن احتمال تعرض إسرائيل لعواقب دبلوماسية طويلة الأجل أو تعرض جهاز مخابراتها (الموساد) لأضرار بسبب تسليط الأضواء على اغتيال القيادي في حركة حماس في دبي.
وقال عوزي ديان، وهو جنرال سابق ورئيس سابق لمجلس الأمن الوطني الإسرائيلي لإذاعة الجيش الإسرائيلي: "بيت القصيد هو أن عملا مهما أنجز.. في الحرب على الإرهاب، أيا كان من أنجزه..." كما قال داني أيالون، نائب وزير الخارجية الإسرائيلي في وقت سابق، إنه لا يتوقع أزمة دبلوماسية مع أوروبا بسبب الاغتيال "لأنه لا يوجد ما يربط إسرائيل بالاغتيال."، موضحاً أن "بريطانيا وفرنسا وألمانيا دول لها مصالح مشتركة مع إسرائيل في محاربة الإرهاب".
ولم يذكر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس في خطاب ألقاه يوم الجمعة الماضي شيئا عن عملية دبي، لكنه شدد على أهمية التعاون بين الأجهزة الأمنية فيما وصفه بجهود "وقف الإرهاب". وقال بيريس في هذا السياق: "العلاقات السرية بين المنظمات الأمنية أكثر انفتاحا وأكبر مغزى من العلاقات الدبلوماسية."
الإمارات تطلع سفراء الاتحاد الأوربي على ملابسات قتل المبحوح
وكانت شرطة دبي قد كشفت أن ستة من أعضاء المجموعة التي اغتالت محمود المبحوح في 19 كانون الثاني/يناير، يحملون جوازات سفر بريطانية وثلاثة جوازات أيرلندية إضافة إلى جواز فرنسي وآخر ألماني. وتلزم إسرائيل الصمت رسميا حيال القضية دافعة بغياب الأدلة على اتهامها، إلا أن وسائل الإعلام الإسرائيلية ترجح ضلوع المخابرات الإسرائيلية (الموساد).
وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إن" استخدام جوازات سفر مزيفة في عملية اغتيال المبحوح يمثل تهديدا للأمن العالمي"، متعهدا بتقديم من يقفون وراء هذا الاغتيال إلى العدالة. وقال قائد شرطة دبي الأسبوع الماضي إنه واثق بنسبة 99 بالمائة من أن المخابرات الإسرائيلية (الموساد) هي التي تقف وراء الاغتيال، وإنه سيطلب مساعدة المنظمة الدولية للشرطة (الإنتربول) للقبض على رئيسها، إذا ما وجدت الأدلة الكافية ضده.
وقالت النمسا الأسبوع الماضي إنها تحقق في استخدام المشتبه في اغتيالهم للمبحوح سبعة أجهزة هواتف محمولة بشرائح نمساوية مدفوعة مسبقا. وذكرت وكالة أنباء الإمارات إن الإمارات دعت الدول ذات الصلة بهذه القضية إلى "المضي قدما في الخطوات الايجابية التي اتخذتها لتعزيز منع سوء استخدام هذه الجوازات."، كما استدعى وزير الدولة للشؤون الخارجية سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المعتمدين لدى الإمارات أمس الأحد لإطلاعهم على تفاصيل قضية اغتيال المبحوح و"حثهم على مواصلة دعمهم وتعاونهم في عمليات التحقيق الجارية في هذا الشأن.".
(ه.إ/رويترز/ د.ب.أ/ أ.ف.ب)
مراجعة: سمر كرم