أبلغ خليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا الأمين العام للأمم المتحدة أن زحف قواته نحو طرابلس "مستمر". وتثير تلك العملية مخاوف دولية كبيرة "حتى" من قبل داعمين لحفتر ودعت ألمانيا لاجتماع لمجلس الأمن الدولي "لتجنب هذا التصعيد".
إعلان
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الجمعة (الخامس من أبريل/ نيسان 2019) إنه يغادر ليبيا وهو "مفطور القلب" ويشعر بقلق شديد بعد أن عقد اجتماعاً مع خليفة حفتر، القائد العسكري لقوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي)، الذي أمر قواته بالزحف إلى العاصمة طرابلس. وقال غوتيريش في تغريدة على تويتر: "ما زال يحدوني الأمل في إمكانية تجنب مواجهة دامية في طرابلس وحولها".
وجاء لقاء غوتيريش مع حفتر في بنغازي في مسعى لتجنب تجدد الحرب الأهلية مع زحف قواته على العاصمة، التي تسيطر عليها الآن الحكومة المعترف بها دولياً والتي يقودها فايز السراج. ونقلت قناة العربية أن حفتر أبلغ غوتيريش أن العملية نحو طرابلس مستمرة.
ويمثل تقدم قوات شرق ليبيا المتحالفة مع حكومة موازية تتمركز في الشرق تصعيداً خطيراً في الصراع على السلطة الذي تشهده البلاد منذ الإطاحة بمعمر القذافي في عام 2011.
وسيطرت قوات حفتر أمس الخميس على مدينة غريان التي تبعد نحو 80 كيلومتراً جنوبي طرابلس بعد مناوشات قصيرة مع القوات المتحالفة مع رئيس الوزراء المتمركز في طرابلس فائز السراج. لكنها أخفقت في السيطرة على نقطة تفتيش تبعد نحو 30 كيلومتراً غربي العاصمة ضمن محاولة لإغلاق الطريق الساحلي إلى تونس.
وقال ساكن ومصدر بقوات شرق ليبيا إن القوات سيطرت الجمعة على قرية سوق الخميس، التي تبعد نحو 40 كيلومترا جنوبي العاصمة طرابلس. وأضافا أن السيطرة على القرية تمت بعد اشتباكات مع قوات متحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليا بقيادة السراج.
قلق دولي
ويتمتع حفتر بدعم مصر والإمارات اللتين تعتبرانه حصناً في وجه الإسلاميين وتدعمانه عسكرياً بحسب تقارير للأمم المتحدة. لكن الإمارات انضمت إلى دول غربية في التعبير عن قلقها الشديد إزاء التطورات.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة وبريطانيا أعربت في بيان مشترك عن عميق قلقها بشأن تطورات الوضع في ليبيا، ودعت في البيان إلى وقف فوري "للتصعيد في ليبيا". وأكّدت الدول الخمس في بيانها دعمها الكامل للأمم المتّحدة في إيجاد حلّ للأزمة الليبية.
كما دعت ألمانيا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي، الذي تتولى رئاسته هذا الشهر، لبحث التصعيد العسكري. وأعلنت اليوم الجمعة أنها تعول على الجهود الدبلوماسية في ظل الوضع المحتدم في ليبيا. وقال وزير الخارجية هايكو ماس في مدينة دينار الفرنسية: "لا نرغب في حدوث تصعيد عسكري آخر". وأضاف الوزير الألماني: "يعد ذلك وضعاً صعباً... يجب الآن إشراك جميع من يمكنهم المساعدة في ذلك لتجنب هذا التصعيد".
وذكرت روسيا أنها لا تقدم المساعدة لقوات حفتر وأنها تؤيد التوصل لتسوية سياسية من خلال التفاوض بما يتفادى أي إراقة للدماء. وعبر نائب رئيس وزراء إيطاليا ماتيو سالفيني عن قلق بلاده الشديد إزاء تطورات الأحداث.
وبدورها قالت وزارة الدفاع التونسية إنها شددت سيطرتها على الحدود مع ليبيا بعد تجدد الصراع.
ومن جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت الجمعة إن تقدم قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) صوب العاصمة طرابلس يبعث على القلق البالغ. وأضاف خلال مؤتمر صحفي مع وزيرة خارجية كندا كريستيا فريلاند "نتابع الوضع في ليبيا عن كثب وبكثير من القلق ونسعى لزيادة التأثير الأوروبي والبريطاني إلى أقصى حد". وقال الوزيران إن زحف حفتر على العاصمة سيكون موضع نقاش بين وزراء الدول السبع في دينار بفرنسا.
وتحاول الأمم المتحدة والدول الغربية الوساطة بين السراج وحفتر، اللذين اجتمعا في أبوظبي الشهر الماضي لبحث اتفاق لتقاسم السلطة. ويهدف المؤتمر الذي تساعد الأمم المتحدة في تنظيمه إلى الاتفاق على خارطة طريق لإجراء انتخابات لوضع حد لعدم الاستقرار في ليبيا، وهي منتج للنفط ونقطة تجمع للاجئين والمهاجرين القادمين من منطقة الصحراء الذين ينشدون الوصول إلى أوروبا.
ص.ش/خ.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س