قمة ألاسكا.. ماذا يريد كل من بوتين وترامب والغائب زيلينسكي؟
خالد سلامة أ ف ب، رويترز
١٥ أغسطس ٢٠٢٥
ماذا يريد كل من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمتهما في ألاسكا وهي الأولى من نوعها منذ الغزو الروسي لأوكرانيا؟ وماذا يريد الغائب الأبرز عنها، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي؟
الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في قمة مجموعة العشرين في هامبورغ عام 2017صورة من: Mikhail Metzel/ITAR-TASS/IMAGO
إعلان
ترامب: جائزة نوبل السلام
لم يخف دونالد ترامب مراراً وتكراراً رغبته، وما يعتبرها جدارته، في الحصول على جائزة نوبل للسلام المرموقة، على الرغم من أن العديد من المراقبين يستبعدون أن تكرّم اللجنة النرويجية الرئيس المعروف بموافقه وتصرفاته المثيرة للجدل.
إعلان
تباهى ترامب بمهاراته في عقد الصفقات وتعهّده بإنهاء حرب أوكرانيا سريعاً، اصطدمت بعدم الاستجابة من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم أن ترامب كثّف الضغط على الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي من أجل التوصل إلى تسوية، بما في ذلك قطع المساعدات الأميركية.
كما أكد الثري الجمهوري أنه يرى فرصاً تجارية في روسيا المفروض عليها عقوبات غربية بسبب الحرب.
يخشى العديد من القادة الأوروبيين أنه في الاجتماع الثنائي بين الرئيسين الأميركي والروسي، قد يفرض بوتين تأثيره على ترامب الذي سبق له أن فاجأ كل المتابعين بعد قمتهما في هلسنكي 2018، بتأييد ما أدلى به بشأن نفي تدخل موسكو في الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، فيما كانت تقديرات أجهزة الاستخبارات في واشنطن أنذاك تشير إلى النقيض من ذلك.
بوتين: الاحتفاظ بأكبر مساحة ممكنة من أوكرانيا
عند بدء الغزو في شباط/فبراير 2022، لم تتمكن روسيا من السيطرة سريعاً على أوكرانيا. لكنها حققت مكاسب ميدانية ثابتة خلال الأشهر الأخيرة، تحاول روسيا الآن استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية. وتسيطر روسيا اليوم على خمس مساحة أوكرانيا.
وقال السفير الأميركي السابق لدى كييف جون هيربست إن بوتين يدرك من الآن ما سيكون عليه الاتفاق بشأن أوكرانيا: وقف لإطلاق النار مع شكل من أشكال الضمانات الأمنية لأوكرانيا. وأضاف الدبلوماسي السابق، وهو حالياً باحث في مركز يوراسيا التابع للمجلس الأطلسي، أن ذلك "لا يعطي بوتين ما يريده، وهو السيطرة على كامل أوكرانيا. ولكن ليس مهماً ما يريده بوتين. إذا لم يستطع الحصول على شيء أكثر، فقد يكتفي بما هو متاح".
طرح بوتين الاجتماع مع ترامب بعدما لوّح الرئيس الأميركي بفرض عقوبات جديدة على روسيا ما لم تمضِ نحو وقف إطلاق النار في أوكرانيا.
واعتبر سام غرين، الباحث في المركز الأوروبي لتحليل السياسات، أن "أفضل سيناريو لروسيا هو... التمكن من وضع اتفاق على الطاولة يوفر نوعاً من وقف إطلاق النار، ولكنه يتيح لروسيا السيطرة على الديناميات التصعيدية، ولا يخلق أي نوع من الردع الحقيقي على الأرض أو في السماء فوق أوكرانيا".
زيلينسكي: مقعد إلى طاولة التفاوض وانسحاب روسيا من أوكرانيا
لم يدع ترامب زيلينسكي إلى هذهالقمة، في تحول جذري عن إصرار الرئيس الأميركي السابق جو بايدن على عدم بحث "أي شي عن أوكرانيا من دون أوكرانيا".
لكن ترامب تعهد بألا ينجز في قمة الجمعة، أي تسوية، وأن يبقى ذلك إلى غاية انعقاد اجتماع ثلاثي في مرحلة لاحقة، والذي يشترط لعقد، موافقة بوتين الجلوس مع زيلينسكي على طاولة واحدة.
الرئيس الأميركي ألمح في العديد من المناسبات أن على أوكرانيا "تقديم تنازلات لتبادل أراضٍ مع روسيا من أجل التوصل إلى تسوية". لكن زيلينسكي رفض ذلك مرارا.
ورأت أولغا توكاريوك، الباحثة في المركز الأوروبي لتحليل السياسات، أنه من منظار الأوكرانيين "يبدو أن قوتين كبيرتين تقرران حصراً مصير أوكرانيا في غياب أي أوكرانيين على الطاولة". وأشارت إلى أن السيناريو الأمثل بالنسبة لكييف هو عدم توصل ترامب وبوتين إلى أي اتفاق، وفرض عقوبات غربية جديدة على موسكو.
من جهته، اعتبر هيربست أن فولوديمير زيلينسكي قد يوافق على تسوية تتيح لروسيا الاحتفاظ بالسيطرة على مناطق تواجدها، من دون إقرار رسمي بذلك.
في المقابل، سيقبل بوتين بأن سعيه "للاستيلاء على المزيد من أوكرانيا واستعادة الإمبراطورية الروسية قد انتهى"، بحسب هيربست.
تحرير: و.ب
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.