قمة أوروبية إفريقية في النمسا لبحث التقنيات الرقمية والهجرة
١٨ ديسمبر ٢٠١٨
وفقا للإحصاءات الأوروبية، فإن إفريقيا هي ثالث أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي بعد الصين واليابان. وبعدما اكتشفت الصين إفريقيا يبدو أن النمسا هي الأخرى في طريقها إلى هناك. وتستضيف فيينا المنتدى الأوروبي-الأفريقي.
إعلان
يجتمع اليوم الثلاثاء (18 ديسمبر/ كانون الأول 2018) قادة وكبار مسؤولي حكومات أكثر من 50 دولة عضو في الاتحادين الأوروبي والإفريقي، في قمة أوروبية إفريقية بالعاصمة النمساوية فيينا، لبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين القارتين، في ظل جهود تستهدف علاج جذور مشكلة الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا.
مشاركة متواضعة لكبار أوروبا
ويترأس القمة المستشار النمساوي "سبستيان كورتس"، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والرئيس الرواندي "بول كاغامي" الذي يرأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي. ويشارك في القمة رؤساء دول وحكومات مصر وإثيوبيا وغانا وغينيا وكينيا ومورشيوس إلى جانب عدد من رؤساء حكومات دول الاتحاد الأوروبي.
وبحسب قائمة المشاركين فإن القوى الاقتصادية الأوروبية الكبرى، وهي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا اكتفت بالمشاركة بمسؤولين أقل من المستوى الوزاري. ويمثل المفوضية الأوروبية وهي الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي رئيسها جان كلود يونيكر وعدد من المفوضين الأوروبيين
موضوعات المنتدى الأوروبي-الأفريقي
ويركز الاجتماع على التقنيات الرقمية بما في ذلك العروض التقديمية، التي تقدمها الشركات الناشئة في إفريقيا. وتأتي هذه القمة بعد حوالي نصف عام من اتفاق قادة الاتحاد الأوروبي على أن معالجة مشكلة الهجرة غير الشرعية تحتاج إلى حدوث تغييرات اجتماعية واقتصادية في الدول الإفريقية باعتبارها من أكبر مصادر المهاجرين إلى القارة الأوروبية.
وقبل انطلاق القمة الأوروبية الإفريقية كتب رئيس البرلمان الأوروبي "أنطونيو تاجاني" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يقول إنه "فقط، بزيادة الاستثمارات في إفريقيا وخلق فرص أمام الأفارقة في بلادهم يمكننا تقليل تدفق الهجرة إلى أوروبا".
وأوصت مجموعة خبراء رفيعة المستوى الاتحاد الأوروبي بتقليل أوجه التضارب في سياسة المساعدات التنموية التي تنتهجها تجاه أفريقيا. وذكرت المجموعة التي تضم علماء وممثلين عن أوساط صناعية ومنظمات غير حكومية في بيان حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منه اليوم الثلاثاء أن هناك حاجة إلى إحداث المزيد من التناسق بين السياسات التي ينتهجها الاتحاد في مجالات الزراعة والتجارة والبيئة والهجرة، مطالبة بإشراك ممثلي المصالح الأفارقة بصورة أكبر في صياغة هذه السياسات.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعة تشكلت في أيار/ مايو الماضي لإيجاد طرق يمكن للاتحاد الأوروبي من خلالها الحد من موجات اللجوء والهجرة القادمة من أفريقيا. ومن المقرر الإعلان عن كافة توصيات المجموعة في وقت لاحق اليوم خلال فعاليات المنتدى الأوروبي-الأفريقي بالعاصمة النمساوية فيينا،
ص.ش/ح.ز (د ب أ)
الهجرة غير الشرعية.. مواقف وأوضاع شركاء أوروبا بشمال أفريقيا
تكثف دول الاتحاد الأوروبي مؤخراً مساعيها من أجل كبح جماح الهجرة غير الشرعية نحو أراضيها، وذلك من خلال عقد شراكات وثيقة مع دول شمال أفريقيا، لكن كيف هي أوضاع ومواقف هذه الدول من أزمة اللاجئين والهجرة غير الشرعية؟
صورة من: Abdelhak Senna/AFP/GettyImages
مصر: بلد عبور يثير القلق
في السنوات الأخيرة تحولت مصر إلى أحد بلدان العبور إلى أوروبا المثيرة للقلق. ولا توجد أرقام دقيقة من جانب السلطات المصرية عن أعداد اللاجئين والمهاجرين السريين، الذين انطلقوا من السواحل المصرية على متن قوارب الصيد. لكن بحسب الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، فقد انطلقت عام 2016 نحو ألف سفينة تهريب بشر من مصر. كما شكلت مصر كابوساً للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عام 2016.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر: موقف متحفظ
أثار قرار إقامة مراكز لجوء أوروبية في دول شمال افريقيا، بينها مصر انتقادات المنظمات الحقوقية التي تعنى بشؤون اللاجئين، و تتهم هذه المنظمات نظام عبد الفتاح السيسي بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان. وأبدت مصر عن موقف متحفظ إزاء إقامة أوروبا مراكز لاستقبال اللاجئين على أراضيها. في المقابل يُشاع أن مصر تسعى للدخول في مساومة مع أوروبا لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل مساعدات مالية.
صورة من: DW/M. Hashem
ليبيا: هاجس بدون حل
تعد ليبيا واحدة من أهم دول عبور المهاجرين واللاجئين السريين نحو أوروبا. ظلت موجة الهجرة المتدفقة من هذا البلد تمثل هاجساً للزعماء الأوروبيون، الذي لم ينجحوا لحد الآن في إيجاد حل له. في عام 2008 اُبرم اتفاق أوروبي ليبي لمكافحة الهجرة مقابل 500 مليون دولار. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي قد تنبأ بتدفق ملايين المهاجرين لأوروبا وطالب آنذاك بروكسل بدفع خمسة مليارات يورو سنويا لليبيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
ليبيا: موقف رافض
في عام 2017 وصل حوالي 150 ألف مهاجر إلى أوروبا عبر المتوسط. و من أجل كبح جماح هذا التدفق اتفق زعماء الاتحاد الأوروبي على خطة جديدة وكان أهم مقترحاتها إقامة مراكز خارجية لاستيعاب المهاجرين في دول شمال أفريقيا. وقوبل هذا المقترح الأوروبي بالرفض من أغلب دول شمال أفريقيا، بينها ليبيا، التي أعلنت رفضها لأي إجراء يتعلق بإعادة المهاجرين السريين إليها.
صورة من: AP
تونس: ارتفاع عدد الرحلات غير الشرعية
بالرغم من تشديد الحكومة اليمينية الشعبوية في إيطاليا ودول الاتحاد الأوروبي من استقبال قوارب المهاجرين ومراكب المنظمات الناشطة لإنقاذ المهاجرين في البحر، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت موجة رحلات هجرة غير شرعية انطلقت من السواحل التونسية باتجاه ايطاليا. فبحسب أرقام للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدولية، فإن 3811 مهاجرا تونسيا سري وصلوا السواحل الإيطالية هذا العام حتى نهاية آب/أغسطس.
صورة من: DW
تونس: رفض معسكرات المهاجرين
لا يختلف موقف تونس عن موقف دول شمال أفريقيا الرافضة لقرار تقديم الاتحاد الأوروبي المزيد من الدعم المالي لدول شمال أفريقيا مقابل المساعدة في التصدي للهجرة غير الشرعية من خلال إقامة معسكرات للمهاجرين.
صورة من: dapd
الجزائر: أكبر دول المنطقة
الجزائر هي أكبر دول منطقة شمال افريقيا، التي يعبرها المهاجرون باتجاه البحر المتوسط نحو أوروبا. ولا توجد إحصاءات رسمية جزائرية بشأن عدد المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين، غير أن تقريرا نشرته في عام 2015 منظمة "ألجيريا ووتش" (غير حكومية)، استنادا إلى الوكالة الأوروبية لمراقبة الحدود "فرونتكس"، وضع الجزائر في المرتبة التاسعة بين الدول المصدرة للهجرة غير الشرعية عبر الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي .
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Batiche
الجزائر ترفض مراكز الاستقبال
تتعاون الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في ملف الهجرة غير الشرعية، وذلك عن طريق إعادة المهاجرين السريين القادمين من دول جنوب الصحراء إلى وطنهم، إذ رحلت خلال الأربع والخمس سنوات الماضية حوالي 33 ألف مهاجر و لاجئ أفريقي إلى بلدانهم بجنوب الصحراء. كما ترفض الجزائر من جانبها بناء مراكز لإيواء المهاجرين الأفارقة على أراضيها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
المغرب: عودة الهجرة بقوة
عرفت السواحل الإسبانية هذا العام تدفقاً لما يعرف بـ "قوارب الموت" التي تنطلق من الطريق البحرية بين إسبانيا والمغرب والجزائر. فمن أصل 74.501 مهاجرسري وصلوا أوروبا بحراً، استقبلت إسبانيا لوحدها حوالي 43 بالمئة منهم (32.272)، وذلك في الفترة بين الأول من كانون الثاني/ يناير و12 أيلول/سبتمبر 2018، ممّا يجعلها الوجهة الأولى للهجرة السرية عبر البحر الأبيض المتوسط.
صورة من: picture alliance/AP Photo
المغرب: حسابات سياسية ومالية
منذ سنوات يحاول الاتحاد الأوروبي إبرام اتفاق مع المغرب بخصوص عودة المهاجرين من دول افريقيا جنوب الصحراء. ولكن المغرب يرفض ذلك لأسباب سياسية ومالية، أهمها أن ذلك يتعارض مع مسعى المغرب لتقوية علاقاته مع الدول الأفريقية جنوب الصحراء، والاستفادة منها اقتصادياً من خلال شراكات تجارية، وأيضاً لدعم موقف المغرب في النزاع حول الصحراء الغربية.