قمة أوروبية على وقع المخاوف من تزايد الهجرة من ليبيا
٨ مارس ٢٠١٧
يبحث زعماء الاتحاد الأوروبي في قمتهم الخميس خطة للحد من الهجرة من السواحل الليبية إلى إيطاليا. وتأتي القمة في ظل تنامي المخاوف من ارتفاع عدد المهاجرين واللاجئين الذين يقصدون القارة العجوز عبر ليبيا مع تحسن الطقس.
إعلان
بلغت أعداد المهاجرين وطالبي اللجوء من ليبيا معدلات أعلى بكثير منها عن العام الماضي حيث قام نحو 9000 شخص بالرحلة الخطيرة في يناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط من العام الماضي مقارنة مع نحو 13500 في الفترة المقابلة من 2017.
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي قبل نحو شهر على خطة لكبح تدفق المهاجرين في إطار حملة أوسع للاتحاد للتصدي للهجرة بعدما استقبل نحو 1.6 مليون لاجئ ومهاجر عبر المتوسط في الفترة من 2014-2016.
وتتضمن الخطة الخاصة بليبيا تدريب خفر السواحل التابع للحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس ليعترض المهاجرين ويعيدهم إلى الساحل الليبي. كما تشمل تمويلا لوكالات اللاجئين والمهاجرين التابعة للأمم المتحدة لتحسين ظروف المعيشة في مخيمات المهاجرين في ليبيا.
ومن بين عناصر الخطة أيضا المساعدة في إعادة مزيد من المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية إلى الجنوب من ليبيا في أفريقيا إلى جانب السيطرة على حدود البلاد ومكافحة المهربين. لكن القول أسهل من الفعل فيما يتعلق بذلك في ليبيا، البلد الذي هوى إلى أتون الفوضى في ظل حكومات متنافسة.
وقال دبلوماسي كبير في بروكسل "يشكل كيفية ترجمة ذلك إلى أفعال صداعا حقيقيا. وحتى إذا أفلحنا في ذلك... فإن ذلك لن يحقق نتائج فورية فيما يخص الهجرة". وقال دبلوماسي آخر "الأرقام أعلى بكثير بالفعل منها عن العام الماضي. المخاوف تتزايد. يبدو وكأن الأمر سيتكرر برمته مجددا".
"معسكرات اعتقال"
وتملك إيطاليا، المستعمر السابق لليبيا، أفضل معلومات وتؤدي معظم المهام الشاقة على الأرض نيابة عن الاتحاد الأوروبي. وتخشى روما أن يتجاوز عدد الواصلين في موسم الهجرة القادم، الذي يستمر عادة من أبريل/ نيسان حتى أكتوبر/ تشرين الأول، عدد من وصلوا العام الماضي البالغ عددهم 180 ألفا وهو ما يشكل عبئا ثقيلا على كاهل إيطاليا من حيث الإقامة والأمن وأنظمة اللجوء.
وفي أسوأ السيناريوهات، التي تخشاها إيطاليا قد تدفع الفوضى دول الاتحاد لإغلاق حدودها الشمالية وهو ما يحصر جميع المهاجرين على أراضيها في ظروف إنسانية بائسة ويشعل غضبا اجتماعيا متناميا.
لكن هناك حدودا لما قد يستطيع الاتحاد فعله في ظل التمزق الذي تعانيه ليبيا وفي ظل كون طرابلس بعيدة كل البعد عن بسط السيطرة الكاملة على الأراضي الليبية. ويفرض سوء الأوضاع الأمنية حدودا على إمكانية الوصول الآمن إلى مناطق كبيرة من البلاد، منها الجنوب، أو قد يجعل ذلك مستحيلا.
كل هذا يضع قيودا واضحة على مدى سرعة تعزيز المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة عملياتها هناك. وبرغم ذلك فمن المتوقع أن تعلن المنظمة هذا الشهر أن موظفيها الدوليين سيعودون إلى ليبيا.
وانتقدت منظمات حقوقية الاتحاد الأوروبي لقراره المشاركة بأي شكل في مخيمات المهاجرين في ليبيا التي يصفها مسؤولون ودبلوماسيون من الاتحاد بأنها تذكر بمعسكرات الاعتقال أو السجون الخاصة أو أسواق العبودية الحديثة.
وقال دبلوماسي آخر في الاتحاد الأوروبي "يستبد بنا القلق... يجب أن نعترف بذلك." وتابع "المشكلة الحقيقية على الأرض في ليبيا. لإقامة مراكز استقبال للمهاجرين واستيعابهم وإعادتهم... نحن بحاجة إلى الليبيين... نحتاج إلى حكومة فعالة وهذا سيستغرق بعض الوقت. إن مبعث القلق الرئيسي هو كيف سننفذ ما اتفقنا عليه".
ع.أ.ج/ أ.ح (رويترز)
رحلة محفوفة بالمخاطر- تعقب آثار مهربي البشر في إفريقيا
عكف مراسلا DW يان فليب شولتس و أدريان كريش طوال أسابيع على جمع معلومات عن مهربي البشر من نيجيريا، وتعقبا آثارا تصل حتى إيطاليا واصطدما في مهمتهما بجدار من الصمت.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مهمة البحث انطلقت في مدينة بنين عاصمة ولاية إيدو النيجيرية. تقريبا كل شخص نتحدث معه هنا لديه أصدقاء أو أعضاء عائلة في أوروبا. فأكثر من ثُلاثة أرباع مجموع بائعات الهوى في إيطاليا ينحدرن من هذه المنطقة. الكثيرون لا يجدون آفاقا في بلدهم بسبب البطالة في صفوف الشباب.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الأخت بابيانا إيمناها تحاول منذ سنوات تحذير النساء الشابات من السفر إلى أوروبا. وقالت لنا "الكثير منهن يتم إغراؤهن بوعود كاذبة". فالعمل الموعود كمربية أطفال أو حلاقة ينكشف في عين المكان كأكذوبة. فجميع النساء الشابات تقريبا يكون مصيرهن شوارع البغاء.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
بعد مفاوضات طويلة يوافق أحد مهربي البشر على التحدث إلينا. يسمي نفسه ستيف. ويقول إنه نجح في تهريب أكثر من مائة نيجيري إلى ليبيا، وهو يرفض تقديم معلومات عن الأشخاص الذين يقفون وراء هذه التجارة ـ ويعتبر أنه خادم بسيط. ويقول ستيف "الناس هنا في إيدو طماعين. من أجل حياة أفضل هم مستعدون لفعل كل شيء".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مقابل 600 يورو ينظم ستيف الرحلة من نيجيريا إلى إيطاليا. ويقول المهرب:"الغالبية تدرك خطر السفر عبر الصحراء". ومن حين لآخر تؤدي حوادث عطل إلى وفات بعض الأشخاص. "تلك هي المخاطرة"، يقول ستيف الذي يرافق المهاجرين حتى أغاديز في النيجر حيث يتولى شخص آخر المهمة.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
مدينة أغاديز الصحراوية هي المحطة الأخطر في رحلة بحثنا. سكان هذه المنطقة يعيشون من تجارة البشر والمخدرات، ويتعرض أجانب من حين لآخر للاختطاف. لا يمكن لنا التحرك إلا تحت حراسة مسلحة، كما وجب علينا تغطية الرأس بزي تقليدي لتجنب لفت الأنظار.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
ويعتبر سلطان أغاديز عمر إبراهيم عمر مثل العديد من الناس أنه لا يمكن القضاء على مشكلة تجارة البشر في عين المكان، وهو يطالب بأموال أكثر من المجتمع الدولي. وحجته في ذلك عندما يقول بأنه إذا أرادت أوروبا وقف تدفق المهاجرين عليها نحو البحر المتوسط، فوجب عليها دعم النيجر أكثر.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
منذ شهور تنطلق كل يوم اثنين قبل غروب الشمس حافلات تقل مهاجرين من أغاديز في اتجاه الشمال. الفوضى في ليبيا أدت إلى تمكن المهربين من العبور دون مراقبة حتى البحر المتوسط. ونلاحظ بسرعة هنا أن السلطات في النيجر لا تكثرت لأنشطة المهربين.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الكثير من المهاجرات من نيجيريا يجدن أنفسهن في إيطاليا على قارعة الطريق للممارسة البغاء. الموظفة الاجتماعية ليزا بيرتيني تعمل مع بائعات هوى أجنبيات. وقالت لنا بيرتيني:"عددهن في ازدياد". وتكشف مصادر رسمية أن حوالي 1000 نيجيرية دخلن في عام 2014 إيطاليا. وفي 2015 تجاوز عددهن 4000 . وتلاحظ الموظفة الاجتماعية أن "عمر الفتيات يصغر".
صورة من: DW
بمساعدة زميل نيجيري تعقبنا أثر "سيدة" مفترضة. لقب "السيدة" تحصل عليه القوادات النيجيريات اللاتي يتربعن على قمة هرم شبكات تهريب. هذه الديوثة تعيش في إحدى ضواحي فلورينتسا. وتوجه إحدى الضحايا اتهامات قوية ضدها، وقالت "ضربتنا وأجبرتنا على ممارسة الدعارة".
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
وعندما واجهنا "السيدة" المفترضة بالاتهامات الموجهة إليها اعترفت بأنها تأوي ست شابات نيجيريات في منزلها. لكنها رفضت الاتهام بأنها تجبر البنات على الدعارة. وقررنا تقديم نتائج بحثنا إلى النيابة العامة الإيطالية.
صورة من: DW/A. Kriesch/J.-P. Scholz
الراهبة مونيكا أوشكفي تنتقد منذ مدة تقاعس السلطات الإيطالية. إنها تعتني منذ ثمان سنوات بضحايا تجارة البشر. وتحدثت في غضب عندما سألناها عن زبائن البنات. وقالت إن أولئك الرجال يبحثون دوما عن إشباع رخيص لغرائزهم: ممارسة الجنس مع فتاة نيجيرية تساوي 10 يوروهات فقط. وتقول بأنه بدون هؤلاء الصعاليك لما كانت المشكلة موجودة.