تعقد اليوم قمة الاندماج العاشرة في ألمانيا والتي تناقش كيفية تحسين "قواعد العيش المشترك" في البلاد. ويغيب وزير الداخلية الاتحادي عن القمة وسط خلافات بينه وبين ميركل حول خطته الجديدة للجوء.
إعلان
أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عند افتتاح قمة الاندماج العاشرة في برلين اليوم الأربعاء (13 حزيران/يونيو) على أهمية "قواعد العيش المشترك" في ألمانيا. وقالت ميركل إن أهم تلك القواعد هي المادة الأولى في القانون الأساسي والتي هي "كرامة الإنسان غير قابلة للمساس"، مضيفة أنه لا مكان لكراهية الأجانب والعنصرية ومعاداة السامية في المجتمع الألماني، مبدية أسفها على وجودها في الواقع.
وشددت المستشارة الألمانية على المساواة بين الرجل والمرأة بالإضافة إلى التكافؤ في الفرص التعليمية ونظام الإعانة الاجتماعية باعتبارها قواعد للعيش المشترك. ويشارك في القمة، إضافة إلى الحكومة، ممثلون عن الولايات ومنظمات الهجرة واللجوء، لكن يغيب عنها وزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر.
ودافع وزير الداخلية الألماني عن غيابه عن القمة، مؤكداً بعد اجتماع مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتس اليوم الأربعاء في برلين أنه اعتذر عن حضور القمة قبل الجدل الدائر حول غيابه، مشيراً إلى أن سبب رفضه حضور القمة هو حضور الصحفية فيردا أتامان ممثلة عن إحدى منظمات الهجرة. وكانت الأخيرة قد كتبت تعليقاً انتقدت فيه سياسة زيهوفر الداخلية، مشيرة إلى أن "السياسيين الذين يطرحون مفهوم الوطن حالياً يبحثون عن إجابة لكراهية الأجانب"، موضحة أن زيهوفر استخدم مصطلح "الوطن كما استخدمه النازيون".
خلافات مع ميركل
ويأتي غياب زيهوفر عن القمة وسط الحديث عن خلافات حادة بينه وبين ميركل حول خطته الجديدة للجوء، والتي تم تأجيل عرضها لأن "بعض النقاط لا تزال بحاجة للاتفاق عليها"، كما قالت وزارة الداخلية في بيان لها صدر يوم الاثنين الماضي.
ويريد زيهوفر السماح لسلطات الحدود بأن ترفض على الفور دخول طالبي اللجوء الحاصلين بالفعل على حق اللجوء في دولة أخرى بالاتحاد الأوروبي. وبالإضافة إلى ذلك، يريد منح شرطة الحدود سلطة الرفض الفوري لطالبي اللجوء الذين سبق ترحيلهم من ألمانيا.
إلا أن المستشارة الألمانية ترفض هذه النقطة، وتصر على مواقفها المعلنة، خصوصاً فيما يتعلق برؤيتها لملف اللجوء، حيث تسعى ميركل إلى إيجاد حل أوروبي لأزمة اللاجئين عوض الإصرار على حلول وطنية كما يريدها زيهوفر.
وقد تعهد وزير الداخلية الألماني بعد اجتماعه مع المستشار النمساوي بتقديم الدعم للنمسا في خططها بشأن تحسين حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي.
ويتجه حزب زيهوفر إلى انتخابات إقليمية في ولاية بافاريا في تشرين الأول/أكتوبر المقبل عندما يواجه منافسة من حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي والمعادي للاجئين. ويسعى حزب زيهوفر إلى الحفاظ على أغلبيته المريحة في البرلمان المحلي والتي تبدو مهددة في حال حقق الحزب الأكثر يمينية منه مكاسب كبيرة على حسابه.
الائتلاف الحكومي بين الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي أبصر النور بعد مخاض دام نحو نصف عام. ملف الصور التالي يعرف بوزراء الحكومة الألمانية الجديدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
رئاسة الحكومة: أنغيلا ميركل
ستبقى أنغيلا ميركل، 63 عاماً، على رأس الحكومة للمرة الرابعة على التوالي. استغرقت محادثات تشكيل الحكومة الجديدة الماراثونية شهوراً، وانتهت بائتلاف كبير بين حزبها - الاتحاد المسيحي الديمقراطي - وأخيه الأصغر الاتحاد المسيحي الاجتماعي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي. ويُنتظر انتخاب ميركل لمنصب المستشارة في البرلمان الألماني (بوندستاغ) يوم الرابع عشر من مارس/ آذار الجاري.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
وزارة الخارجية: هايكو ماس
هايكو ماس، البالغ من العمر 51 عاماً والمنتمي إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي، سيتخلى عن حقيبة العدل ويتولى حقيبة الخارجية الهامة. وكان ماس قد أثار حفيظة العديدين بعد إقراره قانوناً لمحاربة الكراهية على شبكات الإنترنت. لكن منصب الخارجية قد يحسّن من سمعته، وربما يقرّبه من الترشح لمنصب المستشار في الدورة الانتخابية المقبلة.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
وزارة الداخلية: هورست زيهوفر
أكبر وزراء الحكومة المقبلة، هورست زيهوفر، 68 عاماً، وزعيم حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي، والذي شغل منصب رئيس حكومة ولاية بافاريا منذ عام 2008 حتى الآن، سيتولى منصب وزارة الداخلية خلفاً لتوماس دي ميزيير. زيهوفر معروف بمواقفه الصارمة تجاه سياسة اللجوء؛ فهو الذي كان وراء وضع سقف أعلى لاستقبال اللاجئين. وبالإضافة إلى الداخلية، أضاف السياسي البافاري المخضرم إلى وزارته شؤون الوطن والبناء.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Balk
وزارة الدفاع: أورسولا فون دير لاين
ستبقى أورسولا فون دير لاين، 59 عاماً، وزيرة للدفاع في الحكومة الجديدة، كما كانت في الحكومة السابقة. عانت فون دير لاين من الكثير من الضغوطات بسبب الانتقادات لجاهزية الجيش الألماني وتسليح قواته. قبل وزارة الدفاع، كانت فون دير لاين وزيرة لشؤون الأسرة، وهي الآن مرشحة لتولي منصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو). لكن هذا الانتقال ما يزال بحاجة إلى عامين، وإلى حين ذلك تبقى فون دير لاين وزيرة للدفاع.
صورة من: picture-alliance/AP Images/J. Macdougall
وزارة المالية: أولاف شولتس
لم يتردد زميل هايكو ماس في الحزب، أولاف شولتس (59 عاماً)، في قبول ترشيحه لشغل منصب وزير المالية. سيسعى شولتس، الذي يشغل حتى الآن منصب عمدة مدينة هامبورغ، للحفاظ على إرث سلفه فولفغانغ شويبله، وهو الإبقاء على العجز المالي الألماني عند مستوى الصفر، ما يعني عدم الاستدانة، وهذا ما يرسخه اتفاق تشكيل الائتلاف الحاكم لهذه الدورة البرلمانية. كما سيكون شولتس نائب المستشارة ميركل.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Sabrowsky
وزارة الاقتصاد والطاقة: بيتر ألتماير
بقي بيتر ألتماير، 59 عاماً، لسنوات طويلة إلى جانب المستشارة ميركل، إذ شغل منصب وزير شؤون المستشارية، ودعمها في كثير من القرارات، حتى فيما يتعلق بسياستها المثيرة للجدل حيال اللاجئين. الآن سيتولى ألتماير حقيبة الاقتصاد والطاقة، والتي باتت من أهم الوزارات لحزبه - الاتحاد المسيحي الديمقراطي - بعد التنازل عن وزارة المالية لصالح شريك الائتلاف الاشتراكي الديمقراطي.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية: غيرد مولر
لا ينافس وزير الخارجية في التنقل حول العالم سوى وزير التعاون الاقتصادي والتنمية، والذي يشغله غيرد مولر، 62 عاماً، من الاتحاد المسيحي الديمقراطي. مولر سيستمر على رأس هذه الوزارة في الحكومة المقبلة. من بين أهم المواضيع التي يركز عليها الوزير محاربة أسباب الهجرة واللجوء من خلال التنمية.
صورة من: picture alliance/dpa/H. Hans
وزارة العمل والشؤون الاجتماعية: هوبرتوس هايل
الأمين العام السابق للحزب الاشتراكي الديمقراطي هوبرتوس هايل (45 عاماً) سيشغل منصب وزير العمل والشؤون الاجتماعية، وهي تعتبر من أضخم الوزارات الألمانية، إذ تبلغ الميزانية المرصودة لها نحو مائة مليار يورو، وهي بذلك أكثر الوزارات الألمانية إنفاقاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
رئيس مكتب المستشارية: هيلغه براون
كان هيلغه براون، 45 عاماً، مقرباً دوماً من ميركل، بحسب ما تتناقل الدوائر السياسية في برلين. فقد شغل حتى الآن منصب وزير دولة لدى المستشارة، وفي الحكومة الجديدة سيخلف زميله في الاتحاد المسيحي الديمقراطي بيتر ألتماير كوزير لشؤون المستشارية. قبل دخوله معترك السياسة، كان براون طبيباً في قسم الطوارئ.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Kappeler
وزارة شؤون الأسرة: فرانسيسكا غيفي
تم اختيار فرانسيسكا غيفي (39 عاماً)، المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي، بعد مطالبات بأن تضم الحكومة وجهاً من ألمانيا الشرقية السابقة. شغلت غيفي حتى الآن منصب عمدة حي نويكولن في العاصمة برلين، ذي الغالبية المهاجرة والعربية منها خصوصاً. تعتبر غيفي من مشجعي القانون والنظام، ووجودها على رأس منطقة مليئة بالمشاكل مثل نويكولن جعل اسمها معروفاً في الدوائر السياسية، لاسيما وأنها تعتبر محافظة.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Gambarini
وزارة العدل: كاتارينا بارلي
تخلف كاتارينا بارلي، 49 عاماً، زميلها في الحزب الاشتراكي الديمقراطي هايكو ماس في وزارة العدل. بارلي تشغل حالياً منصب وزيرة شؤون الأسرة، وهناك ناضلت من أجل ترسيخ حقوق المرأة وإحلال المساواة في المناصب الوزارية. فهل تحقق ذلك عندما ترأس وزارة العدل؟
صورة من: picture alliance/dpa/K. Nietfeld
وزارة التعليم: أنيا كارليتشيك
رشحت ميركل أنيا كارليتشيك، 46 عاماً، لتولي حقيبة التعليم في الحكومة الجديدة. هذا القرار شكل مفاجأة للكثيرين لأنها ليست بارزة على الساحة السياسية. لكن نجاحاتها الانتخابية تشهد لها، فقد نجحت في الفوز بالانتخابات التشريعية في دائرتها للمرة الثانية على التوالي، وتشغل منذ يناير/ كانون الثاني عام 2017 منصب رئيسة الكتلة البرلمانية للاتحادين المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي.
صورة من: imago/M. Popow
وزارة الصحة: ينس شبان
كان خبر ترشيح ينس شبان، 37 عاماً، لمنصب في الحكومة الجديدة مفاجئاً، ذلك أنه يعتبر من أهم منتقدي ميركل داخل حزبها. كما أن وسائل إعلام أجنبية تحدثت عنه كخليفة محتمل لها على رأس الحزب. سيشغل شبان منصب وزير الصحة في الحكومة القادمة، وهو من أصغر وزراء الحكومة.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Kappeler
وزارة شؤون البيئة: سفنيا شولتسه
لدى سفنيا شولتسه، 49 عاماً، خبرة في تولي الحقائب الوزارية، ولكن ليس على المستوى الاتحادي، فقد شغلت منصب وزيرة شؤون البحث العلمي في ولاية شمال الراين وستفاليا حتى عام 2017، عندما خسر الحزب الاشتراكي الديمقراطي الانتخابات هناك. ستخلف شولتسه زميلتها في الحزب، باربارا هندريكس، على رأس وزارة شؤون البيئة في الحكومة الجديدة.
صورة من: BMwF/Ina Fassbender
وزارة الزراعة: يوليا كلوكنر
تنحدر يوليا كلوكنر، 45 عاماً، من ولاية راينلاند بفالز الزراعية، ولكنها تقيم في برلين منذ وقت طويل، حيث تشغل منصب نائبة الأمين العام للاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه ميركل. في الحكومة المقبلة ستتولى كلوكنر منصب وزيرة الزراعة، وهي وزارة تألفها لأنها قضت فيها عامين كمساعدة وزير برلمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/G.Fischer
وزيرة الدولة لشؤون الثقافة: مونيكا غروترز
لا توجد في ألمانيا وزارة مخصصة للثقافة، بل هناك وزير دولة لشؤون الثقافة يعمل من مكتب المستشارية. حتى الآن، شغلت مونيكا غروترز، 56 عاماً، منصب مفوضة الحكومة لشؤون الثقافة والإعلام، وستبقى في هذا المنصب أيضاً. الائتلاف برر ذلك بأن غروترز ستدعم الثقافة في ألمانيا، وأنها ترى "الثقافة جسراً يربط مجتمعاً تعددياً".
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
وزارة المواصلات: أندرياس شوير
حتى الآن شغل أندرياس شوير، 43 عاماً، دوماً منصب الأمين العام لحزبه الاتحاد المسيحي الاجتماعي. لكن له أيضاً خبرة في السياسة على المستوى الاتحادي، فقد شغل حتى عام 2013 منصب مساعد وزير برلماني في وزارة المواصلات والإسكان وتطوير المدن. الآن سيدير شوير هذه الوزارة، والتي ستضيف إلى اختصاصاتها الشؤون الرقمية.
أندريا غروناو/ بيتر هيله/ ي.أ