يدخل بوروسيا دورتموند مباراة الأحد، أمام مستضيفه بوروسيا مونشنغلادباخ، بمعنويات عالية بعد أن ضمن صدارة مجموعته في دوري أبطال أوروبا والتأهل إلى دور الـ16، مقدما أداء من الطراز الرفيع. دورتموند سحق فريق غلطة سراي التركي برباعية ذهابا ومثلها إيابا. أربعة انتصارات في أربع مباريات، 13 هدفا سجلها نجوم الأصفر والأسود، وتلقى مرماه هدفا وحيدا فقط. هذه الأرقام جعلته يحقق أقوى بداية هي الأقوى في التشامبيونزليغ منذ أن نجح يوفنتوس الإيطالي في تسجيل 14 هدفا وتلقت شباكه هدفين في موسم 1995/1996.

وبالمقابل نجد دورتموند يعاني الأمرين في الدوري الالماني: في 10 مباريات لعبها سجل 11 هدفا فقط وتلقت شباكه 17 هدفا. انتصاران وتعادل مقابل 7 هزائم.

هذا الأداء الاستثنائي المتناقض لأسود فيستفاليا أصاب كل من له علاقة بكرة القدم الألمانية بحيرة. سواء الخبراء المختصين أو المحللين وصولا إلى الجماهير. وحتى مدرب الفريق نفسه يورغن كلوب سُئل عن تفسيره لهذا التناقض العجيب، فأجاب بصراحة: "لا أعرف".

أفضلية لدورتموند

في الأسبوع الماضي اصطدم دورتموند بأفضل أندية ألمانيا وربما أوروبا حاليا، وتعرض للهزيمة أمام بايرن ميونيخ. أداء دورتموند لم يكن سيئا وقدم شوطا أول متميز تقدم فيه بهدف نظيف. وفي الشوط الثاني تلقى مرماه هدفين متأخرين. هذه الخسارة "المقبولة" المقترنة بأداء جيد، جعلت جماهيره تتفاءل بقدرة فريقها على تحقيق أول فوز منذ شهرين في الدوري. ولكن الأمور لن تكون سهلة، لأن المواجهة القادمة ستكون شرسة مع المتألق بوروسيا مونشنغلادباخ.

غلادباخ يقف اليوم مزهوا بمركزه الثالث في الدوري. وفي الدوري الأوروبي – المسابقة الثانية بعد دوري الأبطال – حيث يقدم النادي أيضا أداء كبيرا. وفي الموسم بمجمله حقق النادي بداية رائعة: 17 مباراة على التوالي دون أي هزيمة.

ويعرف يورغن كلوب إمكانيات مونشنغلادباخ جيدا: "لقد قطعنا خطوة للأمام فيما يتعلق باللياقة البدنية، ولكن الجميع يعرف مدى الخطورة التي تنتظرنا يوم الأحد. ولكن من المهم أيضا أن نستمتع بشعور الفوز بما أن ذلك يجعلك تطمع في المزيد".

الصحافة الألمانية ذهبت معظم تعليقاتها باتجاه ترجيح كفة دورتموند، لأنه أولا يلعب على ملعب "سيغنال ايدونا بارك"، معقل أكبر حشد جماهيري في أوروبا. والسبب الثاني، هو الأداء المميز لتلاميذ كلوب مؤخرا (فوز كبير في مبارات غلطة سراي، وخسارة بصعوبة مع بايرن).

فرص كثيرة في الدوري .. ولكن!

النجم الألماني والهداف التاريخي المعتزل ميروسلاف كلوزه أبدى تفهمه وتشجيعه لدورتموند: "كل ما يحتاجونه هو قليل من الحظ. خسروا مباريات كثيرة بسبب قلة حظهم". وأبدى كلوزه تفاؤله بأن دورتموند سيخرج من قاع الترتيب: "أعرف يورغن (كلوب) جيدا، وأعرف اللاعبين، وأنا متأكد أنهم سيخرجون من أسفل الترتيب".

ولكن كلام كلوزه هذا، ترد عليه الأرقام والإحصائيات، فمشكلة دورتموند في الدوري تتمثل، بالدرجة الأولى، في عدم استغلاله للفرص. فريق الأصفر والأسود سجل في دوري أبطال أوروبا أهدافه بنسبة 40.6 بالمئة (13 هدفا من 32 فرصة)، وهي نسبة ممتازة. أما نسبة استغلاله للفرص في الدوري فبلغت 17.2 بالمئة فقط (أي 11 هدفا من إجمال 64 محاولة).