1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قمة السبع- صعود إندونيسيا واستيراد الطاقة من العالم العربي

٢٨ يونيو ٢٠٢٢

رغم غياب الوجود العربي في قمة مجموعة السبع، إلا أن خبراء اقتصاد وآخرين بشؤون الطاقة يرون ألا مناص من الاعتماد على النفط والغاز العربيين في المرحلة الانتقالية إلى الطاقة المستدامة، التي يمكن أن تساهم فيها أيضا دول عربية.

قادة دول مجموعة السبع مع قادة دول صاعدة حضروا اليوم الثاني لقمة السبع في ألمانيا 27.06.2022
استضافت قمة مجموعة السبع دولا صاعدة أيضا أبرزها الهند وإندونيسا وجنوب أفريقياصورة من: Paul Chiasson/The Canadian Press/ZUMA/picture alliance

وضعت حرب روسيا على أوكرانيا الدول الغربية في موقف صعب، فبعد أن كانت الآمال معلقة على التوقف سريعا عن استخدام الوقود الأحفوري في أقرب وقت ممكن، للتمكن من السيطرة على تغير المناخ، أصبحت قضية الاعتماد على هذا الوقود أكثر أهمية والانتقال إلى الطاقة المتجددة أمرا بحاجة إلى المزيد من الوقت.

التخلي عن نفط وغاز روسيا واللجوء إلى الدول العربية المنتجة للغاز والنفط، خيار طرح بقوة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا. ورغم غياب الحديث عن ذلك في قمة إلماو لدول مجموعة السبع، فإنها تعتمد فعلا على الوقود الأحفوري من مصادر عربية، أو تخطط لذلك؛ ولكنها تتجنب الإعلان عنه كي لا تثير حنق نشطاء البيئة المتظاهرين في ألمانيا وخارجها.

يقول الدكتور أكسيل بيرغر، نائب مدير المعهد الألماني لسياسات التطوير، خلال ورشة عمل على هامش قمة مجموعة السبع لـ DW عربية "إن الاعتماد على الوقود الاحفوري من دول الشرق الأوسط فكرة ليست جيدة، لكنها ضرورية. خصوصا بعدما خاضت أوروبا تجربة الاعتماد على الغاز والنفط الروسيين" مؤكدا أن لاعتماد على الطاقة من مصادر عربية يجب ألا يكون مركزيا وأن يكون خطوة للتعاون في مجال الطاقة المستدامة.

إشكالية العقود والانتقال للطاقة المستدامة!

ألمانيا تحاول تنويع مصادر الطاقة، بحسب ما صرح به المستشار شولتس قبل مدة، مؤكدا أن البنية التحتية لذلك ستكون جاهزة في غضون أشهر، لا سنوات. وكان وزير الاقتصاد وحماية المناخ روبرت هابيك قد تحدث عن إنشاء وحدات لتحويل الغاز المسال إلى حالته الطبيعية. وقطر من الدول التي تريد ألمانيا استيراد الغاز منها، لكن قطر تريد عقودا طويلة الأجل، فيما ترغب ألمانيا وأوروبا بالانتقال إلى الطاقة المستدامة بأسرع ما يمكن.

ويرى بيرغر أن الاستيراد من هذه الدول سيكون طويل الأجل، لأن استيراد مثل هذه الطاقة الأحفورية يعتمد على وجود بنية تحتية واستثمارات في هذا المجال.

لكن هناك فرصا للتعاون مع العالم العربي، والطريق إلى التعاون مع دول الشرق الاوسط ذو اتجاهين. فالشمس تشرق أكثر هناك، كما أن طاقة الرياح يمكن لها أن توفر مصدرا نظيفا آخر، ولعل مثل هذه المشاريع في الشرق الأوسط يمكن أن توفر فرص عمل كبيرة وتؤدي لاستقرارا سياسي أفضل.

600  مليار في مواجهة الصين؟

التعهد الذي أعلن عنه قادة الدول السبع في اليوم الأول للقمة، بشأن مشاريع للبنية التحتية في الدول النامية، لمواجهة التنين الصيني أثار تساؤلات خبراء متخصصين، مثل البروفسور دينيس سناور، رئيس المبادرة العالمية لوضع الحلول، وهي مؤسسة تقدم استشارات لقمة السبع وقمة العشرين. والذي تساءل عن كيفية صرف هذه الأموال، مشككا في نجاعة الخطوة لإنقاذ تدهور المناخ. لكنه أكد أن اقتراح نادي البيئة من قبل المستشار شولتس خطوة جيدة، بشرط ربط أكبر عدد من الدول النامية والمتقدمة بهدف إنقاذ المناخ ومواجهة العواقب التي قد تنجم عن التغير المناخي.

لم يتم اختيار إندونيسيا لاستضافة قمة العشرين صدفة فهي أكبر بلد إسلامي سكانا ومرشحة لتكون الأكثر نموا حتى عام 2030صورة من: Mast Irham/epa/AP/picture alliance

العشرون وإندونيسيا

اختيار إندونيسيا عضوا ودولة مضيفة لقمة العشرين المزمع عقدها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، ليس محض صدفة. فهي أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان الذي يتجاوز الربع مليار نسمة، وهي مرشحة بحسب دراسات اقتصادية لأن تكون من الدول الأكثر نموا في عام 2030 . ويرى الدكتور أكسيل بيرغر أن لدى إندونيسيا العوامل التي تؤهلها تماما لدخول نادي الكبار قريبا، و"تملك عوامل ديناميكية ومرتبطة باقتصادات دول آسيا وخصوصا الشرقية منها، ونحن نؤمل أن تنجح في الوصول إلى مرحلة القدرة على تطوير اقتصادها".

أما بالنسبة لدعوتها لحضور قمة السبع فهو لدورها الكبير هذا. وحين سألناه عن دعوات للضغط على إندونيسيا والهند لوقف التعاون الاقتصادي مع روسيا التي تخوض حربا ضد أوكرانيا، دعا بيرغر إلى تجنب ذلك، واتخاذ طريق الحوار حلا "للتوصل إلى اتفاقيات تربط هذه الدول التي لديها مصالحها، ويمكن التعاون معها في مشاريع بيئية ومشاريع لإنتاج الغذاء" كما أنها دول مهمة وعدد سكانها كبير جدا. ويرى أن التعامل مع هذه الدول عن طريق الضغط سيأتي بنتائج سلبية، "فماذا ستفعل الهند في حال عدم الحصول على مصادر للطاقة من غير روسيا؟ هذا سيتسبب بمشاكل داخلية جمة".

وحتى بالنسبة للدعوات التي تتحدث عن مقاطعة قمة العشرين بسبب حضور الرئيس الروسي بوتين لها، يرى بيرغر أن على الدول الصناعية السبع حضور القمة وألا تسمح لبوتين بأن "يملي عليها حضور القمة، بل عليها مواجهة بوتين بالمشاكل الكبيرة التي تواجه العالم، وفي الوقت نفسه عدم الاكتراث لحضوره".

عباس الخشالي

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW