قمة السبع- صعود إندونيسيا واستيراد الطاقة من العالم العربي
٢٨ يونيو ٢٠٢٢
رغم غياب الوجود العربي في قمة مجموعة السبع، إلا أن خبراء اقتصاد وآخرين بشؤون الطاقة يرون ألا مناص من الاعتماد على النفط والغاز العربيين في المرحلة الانتقالية إلى الطاقة المستدامة، التي يمكن أن تساهم فيها أيضا دول عربية.
إعلان
وضعت حرب روسيا على أوكرانيا الدول الغربية في موقف صعب، فبعد أن كانت الآمال معلقة على التوقف سريعا عن استخدام الوقود الأحفوري في أقرب وقت ممكن، للتمكن من السيطرة على تغير المناخ، أصبحت قضية الاعتماد على هذا الوقود أكثر أهمية والانتقال إلى الطاقة المتجددة أمرا بحاجة إلى المزيد من الوقت.
التخلي عن نفط وغاز روسيا واللجوء إلى الدول العربية المنتجة للغاز والنفط، خيار طرح بقوة بعد الحرب الروسية على أوكرانيا. ورغم غياب الحديث عن ذلك في قمة إلماو لدول مجموعة السبع، فإنها تعتمد فعلا على الوقود الأحفوري من مصادر عربية، أو تخطط لذلك؛ ولكنها تتجنب الإعلان عنه كي لا تثير حنق نشطاء البيئة المتظاهرين في ألمانيا وخارجها.
يقول الدكتور أكسيل بيرغر، نائب مدير المعهد الألماني لسياسات التطوير، خلال ورشة عمل على هامش قمة مجموعة السبع لـ DW عربية "إن الاعتماد على الوقود الاحفوري من دول الشرق الأوسط فكرة ليست جيدة، لكنها ضرورية. خصوصا بعدما خاضت أوروبا تجربة الاعتماد على الغاز والنفط الروسيين" مؤكدا أن لاعتماد على الطاقة من مصادر عربية يجب ألا يكون مركزيا وأن يكون خطوة للتعاون في مجال الطاقة المستدامة.
إشكالية العقود والانتقال للطاقة المستدامة!
ألمانيا تحاول تنويع مصادر الطاقة، بحسب ما صرح به المستشار شولتس قبل مدة، مؤكدا أن البنية التحتية لذلك ستكون جاهزة في غضون أشهر، لا سنوات. وكان وزير الاقتصاد وحماية المناخ روبرت هابيك قد تحدث عن إنشاء وحدات لتحويل الغاز المسال إلى حالته الطبيعية. وقطر من الدول التي تريد ألمانيا استيراد الغاز منها، لكن قطر تريد عقودا طويلة الأجل، فيما ترغب ألمانيا وأوروبا بالانتقال إلى الطاقة المستدامة بأسرع ما يمكن.
ويرى بيرغر أن الاستيراد من هذه الدول سيكون طويل الأجل، لأن استيراد مثل هذه الطاقة الأحفورية يعتمد على وجود بنية تحتية واستثمارات في هذا المجال.
لكن هناك فرصا للتعاون مع العالم العربي، والطريق إلى التعاون مع دول الشرق الاوسط ذو اتجاهين. فالشمس تشرق أكثر هناك، كما أن طاقة الرياح يمكن لها أن توفر مصدرا نظيفا آخر، ولعل مثل هذه المشاريع في الشرق الأوسط يمكن أن توفر فرص عمل كبيرة وتؤدي لاستقرارا سياسي أفضل.
600 مليار في مواجهة الصين؟
التعهد الذي أعلن عنه قادة الدول السبع في اليوم الأول للقمة، بشأن مشاريع للبنية التحتية في الدول النامية، لمواجهة التنين الصيني أثار تساؤلات خبراء متخصصين، مثل البروفسور دينيس سناور، رئيس المبادرة العالمية لوضع الحلول، وهي مؤسسة تقدم استشارات لقمة السبع وقمة العشرين. والذي تساءل عن كيفية صرف هذه الأموال، مشككا في نجاعة الخطوة لإنقاذ تدهور المناخ. لكنه أكد أن اقتراح نادي البيئة من قبل المستشار شولتس خطوة جيدة، بشرط ربط أكبر عدد من الدول النامية والمتقدمة بهدف إنقاذ المناخ ومواجهة العواقب التي قد تنجم عن التغير المناخي.
العشرون وإندونيسيا
اختيار إندونيسيا عضوا ودولة مضيفة لقمة العشرين المزمع عقدها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، ليس محض صدفة. فهي أكبر بلد إسلامي من حيث عدد السكان الذي يتجاوز الربع مليار نسمة، وهي مرشحة بحسب دراسات اقتصادية لأن تكون من الدول الأكثر نموا في عام 2030 . ويرى الدكتور أكسيل بيرغر أن لدى إندونيسيا العوامل التي تؤهلها تماما لدخول نادي الكبار قريبا، و"تملك عوامل ديناميكية ومرتبطة باقتصادات دول آسيا وخصوصا الشرقية منها، ونحن نؤمل أن تنجح في الوصول إلى مرحلة القدرة على تطوير اقتصادها".
أما بالنسبة لدعوتها لحضور قمة السبع فهو لدورها الكبير هذا. وحين سألناه عن دعوات للضغط على إندونيسيا والهند لوقف التعاون الاقتصادي مع روسيا التي تخوض حربا ضد أوكرانيا، دعا بيرغر إلى تجنب ذلك، واتخاذ طريق الحوار حلا "للتوصل إلى اتفاقيات تربط هذه الدول التي لديها مصالحها، ويمكن التعاون معها في مشاريع بيئية ومشاريع لإنتاج الغذاء" كما أنها دول مهمة وعدد سكانها كبير جدا. ويرى أن التعامل مع هذه الدول عن طريق الضغط سيأتي بنتائج سلبية، "فماذا ستفعل الهند في حال عدم الحصول على مصادر للطاقة من غير روسيا؟ هذا سيتسبب بمشاكل داخلية جمة".
وحتى بالنسبة للدعوات التي تتحدث عن مقاطعة قمة العشرين بسبب حضور الرئيس الروسي بوتين لها، يرى بيرغر أن على الدول الصناعية السبع حضور القمة وألا تسمح لبوتين بأن "يملي عليها حضور القمة، بل عليها مواجهة بوتين بالمشاكل الكبيرة التي تواجه العالم، وفي الوقت نفسه عدم الاكتراث لحضوره".
عباس الخشالي
قلعة خيالية.. قصر إلماو في بافاريا يحتضن قمة مجموعة السبع!
للمرة الثانية خلال أقل من عقد تُعقد قمة قادة مجموعة السبع في العالم في قصر إلماو الواقع في جبال الألب جنوب ألمانيا. ما الذي يجعل هذا الفندق الفاخر من فئة الخمس نجوم مميزا للغاية؟ الإجابة في هذه الجولة المصورة.
صورة من: Angelika Warmuth/dpa/picture alliance
حوار بين مجموعة السبع وشركائها في قصر إلماو
قادة مجموعة الدول السبع في جلسة محادثات بقصر إلماو في اليوم الثاني من قمة المجموعة بألمانيا، التي انضمت إليها الدول الشركاء للمجموعة من القارات الأفريقية والأسيوية وأمريكا الجنوبية
صورة من: Susan Walsh/AP/picture alliance
الرئيس بايدن والمستشار شولتس..في قمة "الانسجام"
في لقائهما بقصر إلماو الذي يحتضن أعمال قمة مجموعة الدول السبع، أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتس، تصميمهما على تجسيد التكاتف بين القوى الغربية في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا. الزعيمان الغربيان تبادلا خلال لقائهما في فصر إلماو إشارات التضامن والإنسجام.
صورة من: Susan Walsh/AP/picture alliance
الرئيسان بايدن وماكرون..رسائل قمة السبع
يقع قصر إلماو التاريخي الذي يحتضن قمة مجموعة السبع، في سفح جبال الألب. وقبيل بدء أعمال القمة سار الرئيسان الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون رفقة قرنتيهما صباح الأحد 26 يونيو حزيران، بجوار القصر وسط تأكيد الزعماتء الغربيين على التكاتف في مواجهة الغزو الروسي لأوكرانيا.
صورة من: LUKAS BARTH/REUTERS
موقع مثالي
يستوفي قصر إلماو معايير عالية المستوى. يقع هذا القصر في ألمانيا بالقرب من الحدود النمساوية - على بعد حوالي 100 كيلومتر (62 ميل) جنوب ميونيخ في واحدة من أجمل مناطق جبال الألب. موقعه البعيد يجعل منه مكاناً مثالياً لأولئك الذين يسعون إلى السلام والهدوء - ولرؤساء الدول.
صورة من: Marco Müller/DW
أشعة الشمس
حتى عندما لا تكون الشمس مشرقة، فإن المناظر الطبيعية تبدو مشعة. وفي كل مكان على المروج الخضراء، يمكن للضيوف العثور على كراسي الاستلقاء للتشمس والمظلات، حيث يمكنهم الاستمتاع بالمناظر الطبيعية بسلام. وقد تم تسمية المنزل الرئيسي باسم "The Hideaway"، بمعنى مكان الاختباء.
صورة من: Marco Müller/DW
مكان جيد للاختباء
اسم "The Hideaway" مناسب جداً لسبب آخر إذ وفقا لإدارة الفندق، يمكن استئجار حوالي 35 بالمائة فقط من المساحة، وهو أمر نادر بالنسبة لفندق بهذا الحجم الكبير. غالبية المساحة هي عبارة عن مساحة عامة، وهذا هو السبب في أن قصر إلماو لا يبدو مزدحما أبداً. هذه الصالة (في الصورة) هي إحدى المناطق العامة، وهناك أيضا مكتبة ومحل لبيع الكتب ومتجر للملابس وغير ذلك.
صورة من: Marco Müller/DW
اعزف لتبقى
يضم قصر إلماو أيضا قاعة للحفلات الموسيقية حيث يتم تقديم أكثر من 200 حفلة موسيقية سنويا، الأمر الذي يجعله من أكبر منظمي الحفلات الموسيقية في ألمانيا، وفقا للفندق. والأمر المميز هو أن الموسيقيين الذين يؤدون عروضا موسيقية في القصر لا يتلقون أجرا، لكن القصر يستضيفهم مجانا. هذا ما يسميه الفندق "اعزف الموسقى لتبقى". وبالتالي يمكن للضيوف الاستمتاع بالحفلات الموسيقية مجانا.
صورة من: Marco Müller/DW
المقعد الخشبي
انتشرت هذه الصورة بسرعة خلال قمة مجموعة السبع الأخيرة في قصر إلماو في عام 2015. وهي تُظهر الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما جالسا على مقعد بينما يبدو أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تشرح له شيئا مهما- أو ربما تشير إلى حجم المقعد. في هذه الأيام، أصبح المقعد الموجود أمام الفندق مكانا شهيرا لالتقاط الصور.
صورة من: Reuters/M. Kappeler
الفيل في كل مكان
في قصر إلماو ستلاحظ وجود رسم الفيل على كثير من الأشياء. يمكن العثور عليه على الأقمشة والوسائد وغير ذلك. اكتشف ديتمار مولر-إلماو، مالك القصر، نسيجا هنديا عليه شكل فيل في زاوية أحد المتاجر وافتتن به. وبعد أن عاش في الهند، عرف أن الفيل كان رمزا للنبل والحكمة والذاكرة، وشرع في دمجه في تصميم الفندق.
صورة من: Marco Müller/DW
ما هذه الطاولة الصغيرة؟
يضم قصر إلماو تسعة مطاعم متاحة للضيوف وفيها ما يناسب كل الأذواق. أحدها "لوتشي دورو" الحائز على نجمتي "ميشلان" مع الشيف كريستوف راينر. بالإضافة إلى وجبات قد تصل إلى 12 طبق. وتحظى كل التفاصيل باهتمام خاص، كما توجد طاولة صغيرة منخفضة إلى جانب كل طاولة في المطعم مخصصة لحقائب اليد.
صورة من: Marco Müller/DW
أماكن للاستجمام
يعتبر القصر منتجعا صحيا حيث يضم العديد من الحمامات البخارية وصالات علاجية خاصة بالمساجات وصالة شاي شرقي. الأمر الذي يجعله خيارا مثاليا لعقد القمة، فبعد كل شيء، من المؤكد أن محادثات مجموعة السبع ستحث بعض قادة العالم على أخذ قسط من الراحة.
صورة من: Marco Müller/DW
فندق داخل فندق
في عام 2015، أطلق قصر إلماو فندقا إضافيا لمجموعة السبع، وهو عمليا فندق داخل فندق، أطلق عليه اسم "The Retreat" بمعنى المعتكف. يقع على بعد 100 متر (328 قدما) من المبنى الرئيسي"The Hideaway". يضم 47 جناحا وغرفا واسعة، ويوفر فرصة لقادة العالم ليكونوا فيما بينهم فقط. في قمة مجموعة السبع، يحصل كل رئيس دولة وحكومة على عدد قليل من الغرف لأنفسهم ومساعديهم. فيما يبقى الآخرون في "The Hideaway".
صورة من: Marco Müller/DW
لا حاجة للتلفاز
مع المناظر الخلابة عبر النوافذ التي تطل على جبل فيترشتاين من ثلاث جهات من كل غرفة نوم، في فندق "The Retreat" ، حتماً فإن مشاهدة التلفزيون غير ضرورية، على الرغم من وجود الشاشات في الغرف. كما يحتوي كل جناح من "أجنحة القمة" أيضا على غرفة معيشة وممر يضم مخزنا وغرفة أصغر. إضافة إلى وجود مرحاض بتقنية عالية!.
صورة من: Marco Müller/DW
ليست رخيصة
لكل هذه الرفاهية سعر باهظ بالطبع. وتتراوح أحجام الغرف والأجنحة من 20 إلى 200 متر مربع (215 إلى 2152 قدما مربعا). وتتراوح الأسعار من 350 إلى 3500 يورو (372 دولارا إلى 3720 دولارا) في الليلة ، حسب الموسم. ماركو مولر/ ريم ضوا