قمة العشرين تختم أعمالها باتفاق حول التجارة وخلاف حول المناخ
٨ يوليو ٢٠١٧
أنهت قمة العشرين أعمالها في هامبورغ بالتوصل إلى بيان ختامي مشترك. بيد أن القمة أبقت على الخلاف حول المناخ بحيث احتفظت واشنطن بموقفها. المستشارة ميركل عرضت نتائج القمة في مؤتمر صحفي مشيدة بالتوصل إلى اتفاق حول التجارة.
إعلان
رحبت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم السبت (الثامن تموز/ يوليو 2017) في ختام قمة مجموعة العشرين في هامبورغ، بتوصل دول المجموعة إلى حل توافقي فيما يتعلق بسياسة التجارة. وقالت ميركل: "أنا مسرورة الآن بنجاحنا في أن نقول بوضوح: يجب الإبقاء على الأسواق مفتوحة".
وأضافت أن دول المجموعة اتفقت على مكافحة الحمائية والعمل من أجل ممارسات تجارية عادلة. وتحدثت ميركل في مؤتمر صحافي حول نتائج القمة، مشيدة بتوصل قادة الدول إلى بيان ختامي مشترك. كما أشادت بشرطة ولاية هامبورغ رغم الاحتجاجات العنيفة التي رافقت القمة.
وقالت ميركل إن قرار حكومة بلادها لعقد قمة مجموعة العشرين في هامبورغ هو قرار مناسب، بالرغم من كل ما حدث. كما وعدت بتعويض ضحايا أحداث الشغب التي وقعت على هامش قمة العشرين المنعقدة في هامبورغ منذ أمس الجمعة. وقالت إنها اتفقت مع وزير المالية فولفغانغ شويبله " على أن ندرس كيف يمكننا مساعدة ضحايا العنف في إزالة الأضرار الناشئة وذلك بالتعاون مع سلطات ولاية هامبورغ".
كما أظهر البيان الختامي، الذي وافق عليه زعماء دول مجموعة العشرين اليوم السبت خلافا بين الولايات المتحدة وباقي الأعضاء على اتفاقية باريس الخاصة بمكافحة آثار تغير المناخ. وذكر البيان "علمنا بقرار الولايات المتحدة الأمريكية بالانسحاب من اتفاقية باريس". وأضاف "زعماء الدول الأعضاء في مجموعة العشرين يعلنون أن اتفاقية باريس لا رجعة فيها".
وبشأن التجارة، وهي إحدى النقاط التي كانت شائكة خلال قمة هامبورغ على مدى يومين، اتفق الزعماء على "مكافحة (السياسات) الحمائية بما في ذلك كل الممارسات التجارية غير العادلة في الوقت الذي أقروا فيه بدور الأدوات المشروعة للدفاع عن التجارة في هذا الصدد".
ز.أ.ب/ أ.ح (د ب أ، رويترز)
قمة العشرين: وللمناوئين كلمتهم
كل مرة يجتمع فيها قادة العالم في قمة ما، تبدأ الاحتجاجات المناوئة للقمة على اختلاف تسمياتها، وتصبح المناسبة فرصة لمناوئي العولمة للتنفيس عن غضبهم. في صور استعراض لأهم التظاهرات المناوئة للقمم.
صورة من: Reuters/P. Kopczynsk
هامبورغ 2017، يبدو المشهد كأن المدينة في حالة حرب، بعد تصاعد ألسنة اللهب والدخان من أزقة هامبورغ التاريخية، اثر حرق متظاهرين معارضين لقمة مجموعة العشرين لسيارات في المدينة. وأعلنت السلطات الألمانية أن 76 شرطيا على الأقل أصيبوا بجروح خلال مواجهات مع متظاهرين.
صورة من: Reuters/Social Media
وتصاعدت الاحتجاجات في هامبورغ بعد منع تظاهرة تحمل شعار "مرحبا بكم في الجحيم".وطلبت الشرطة الألمانية في هامبورغ تعزيزات من مناطق أخرى في البلاد في المواجهات مع متظاهرين. وهذه الاحتجاجات ضد قمة العشرين ليست الأولى، بل سبقتها عدة تظاهرات.
صورة من: Reuters/P. Kopczynsk
البداية كانت في "معركة سياتل" في سنة 1999، والتي تعد الانطلاقة غير الرسمية لموجة احتجاجات الحركات المناوئة للعولمة. وكانت التظاهرة موجهة آنذاك ضد مؤتمر وزراء التجارة والاقتصاد لمنظمة التجارة الدولية، ولم يتم عقد المؤتمر بسبب المواجهات التي حدثت بين آلاف المعارضين للعولمة والشرطة.
صورة من: Getty Images/K.Stallknecht
وفي الاحتجاجات في سياتل اجتمعت لأول مرة الحركات المطالبة بحقوق العمال ودعاة حماية البيئة. وهذا شيء جديد. وتظاهرت المجموعتان سوية ضد منظمة التجارة الدولية وضد الآثار السلبية للعولمة. وكانت هنالك الكثير من الاعتقالات – رغم ذلك بقي أعضاء نقابات العمال الأمريكيين وممثلو حماية البيئة "الذين أطلقوا على أنفسهم تسمية السلاحف"، سوية.
صورة من: Getty Images/AFP/J. G. Mabanglo
في شهر حزيران/يونيو 1999، كانت في لندن إحدى أولى التظاهرات المنظمة من قبل المعارضين للعولمة. وحملت المظاهرة اسم "كرنفال ضد العولمة". وعقدت في الوقت نفسه قمة مجموعة الثماني في مدينة كولونيا الألمانية. وانتشرت أخبار التظاهرة في مختلف أنحاء العالم ونظمت حفلات مساندة لها في لندن وفي مدينة أوريغون الأمريكية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في جنوا الإيطالية عام 2001 تظاهر آلاف الناس تحت شعار "عالم آخر ممكن" أثناء انعقاد مؤتمر مجموعة الثماني، ضد هدر الموارد وسوء التغذية والفجوة بين الأغنياء والفقراء. ولم تكن التظاهرات للأسف كلها سلمية. وأسست الاحتجاجات بداية لعصر احتجاج جديد – يتخلله الغاز المسيل للدموع وسيارات محترقة وقذائف المولوتوف.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Julien
وحاول 20 ألف شرطي إيطالي في جنوا ضبط المتظاهرين، دون جدوى. والنتيجة المحزنة: عدد لا يحصى من الجرحى ومقتل شخص واحد وهو الإيطالي كارلو جولياني. ومنذ ذلك الحين بدأ تطبيق مبدأ جديد، وهو الحرص على اختيار مكان معزول ويمكن تأمينه بصورة جيدة لعقد قمة الثماني وقمة العشرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Murat
في عام 2015 عقدت قمة الدول السبع في قصر إلماو في ولاية بافاريا الألمانية. وقبل وأثناء عقد القمة كانت هنالك إجراءات أمنية مشددة. وأغلقت الشرطة حتى فتحات مجاري المياه وصناديق البريد. وتم عزل منطقة انعقاد القمة تماما. أما الاحتجاجات العنيفة التي يخشى منها، فلم تحدث أصلا. وكان هنالك بعض الاعتراضات على مكان عقد الاجتماع، الذي حدث في منطقة فاخرة ومكلفة.
صورة من: imago
وفي قمة إلماو تناول قادة الدول السبع بصورة مفاجأة عدة مواضيع تخص البيئة وحماية المناخ، مثل موضوع حماية البحار. وتوصل الزعماء إلى "مكافحة رمي النفايات في البحار، بصورة أكثر فعالية وتركيزا "، وأتفق القادة على خطة عمل. ومع ذلك، افتقرت القرارات النهائية لمطالب الجماعات المدافعة على البيئة، التي دعت إلى التزام أكثر صرامة لتجنب النفايات.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
أما عقد قمة العشرين 2017، داخل مدينة كبيرة، وهي هامبورغ، فكان قرارا شجاعا. واحتشد 20 ألف شرطي لحفظ أمن القمة. واختيرت المدينة لعقد القمة كي تذكر دائما باعتبارها "بوابة العالم". أما النشطاء فنصبوا خيامهم في المدينة تحت شعار "يمكننا التخييم"، دون ان يسألوا أن كان يحق لهم ذلك أم لا.
صورة من: picture-alliance/Zumapress/J. Widener
وعقدت قمة "التضامن العالمي" في هامبورغ قبيل عقد قمة العشرين. وقال منظموها إن "قمة العشرين تدافع عن نظام يدعو إلى عدم المساواة الاجتماعية بأعلى مستوياتها". ودعا مناهضو العولمة ودعاة حماية البيئة إلى بديل عن سياسة قمة العشرين، لأنها لا تحل، حسب وجهة نظرهم، المشاكل الرئيسية في العالم مثل التغير المناخي والحروب والجوع.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Sabrowsky
ارتفعت وتيرة الاحتجاجات بالفعل في هامبورغ المعارضة لقمة العشرين. فيما تعرض قارب مطاطي لنشطاء "السلام الأخضر" لسفينة شحن الفحم الصينية "غولدن أبورتيونيتي"، قبل إنزال شحنتها في ميناء هامبورغ. ورفع النشطاء لافتات تطالب بوقف الاعتماد على الفحم، وكتبوا عبارة "أنهوا الفحم" على جانب السفينة، ومن ثم تدخلت الشرطة النهرية وصادرت القارب المطاطي. الكاتب: هانا فوكس/ زمن البدري.