قمة العشرين.. ترسخ الخلافات بين أمريكا وشركائها التجاريين
١ ديسمبر ٢٠١٨
أظهر البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين في بوينوس آيرس تباعدا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وشركائه، بعدما رفض دعم التحرك الدولي لوقف التغير المناخي وتهميش التعهدات بمكافحة الحمائية التجارية.
إعلان
قراءة البيان الختامي تظهر التباعد الكبير بين القوة الاقتصادية الكبرى في العالم الولايات المتحدة وبين بقية العالم في عدة مجالات أبرزها دعم التحرك الدولي لحماية المناخ وعدم التعهد بمكافحة الحمائية التجارية التي يمارسها الرئيس دونالد ترامب على نطاق واسع.
وجاء في بيان ختامي اعتمد بعد مفاوضات شاقة في قمة العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس أن كل الدول الأعضاء باستثناء الولايات المتحدة وافقت على تطبيق أهداف اتفاق باريس حول التغير المناخي والتي "لا عودة عنها" مع احترام التفاوت في النمو الاقتصادي. وجاء في البيان أن "الولايات المتحدة تؤكد مجددا قرارها بالانسحاب من اتفاق باريس" ما يعكس الخلاف الذي حصل السنة الماضية حين أثار ترامب صدمة في العالم بانسحابه من الاتفاق في أول قمة لمجموعة العشرين يحضرها.
وفيما يشن الرئيس الأمريكي حربا تجارية على الصين ودول أخرى، تجنب البيان الختامي للقمة ذكر مكافحة الحمائية والالتزام بالتجارة المتعددة الأطراف. وبدلا من ذلك، لفتت الدول الأعضاء فقط إلى "المشاكل التجارية الحالية". وأكدت أيضا أن النظام التجاري المتعدد الأطراف "لا يحقق أهدافه" على صعيد النمو وخلق وظائف، وساندت "الإصلاح الضروري لمنظمة التجارة العالمية".
وبعد ختام أعمال قمة العشرين رسميا اليوم السبت (الأول من ديسمبر/ كانون الأول) في الأرجنتين، تتوجه الأنظار إلى اللقاء المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ الذي سيعقد في ساعة متأخرة من مساء السبت. وتترقب الأسواق بقلق نتائج لقاء ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ على "عشاء عمل". ويمثل الاجتماع الذي تقرر عقده بعد انتهاء البرنامج الرسمي، دليلا على أن اللقاءات الثنائية تغلب على المفاوضات بحضور قادة الدول العشرين، بعد عشر سنوات من أول قمة خصصت لمواجهة الأزمة المالية.
وكانت بورصة نيويورك أغلقت أمس الجمعة على ارتفاع، مستفيدة من أجواء التفاؤل بشأن العلاقات بين واشنطن وبكين. ورأى المحللون مؤشرا إيجابيا في توقيع الولايات المتحدة وكندا والمكسيك الجمعة في بوينس آيرس الاتفاق الجديد للتبادل الحر لدول أمريكا الشمالية.
ح.ع.ح/ع.ج (أ.ف.ب)
قمة مجموعة العشرين..أصدقاء وأعداء
لقاء أقوى السياسيين في العالم قد يكون هذه السنة أكثر إثارة. فقمة مجموعة العشرين في بوينس ايريس تنعقد في ظروف استثنائية يمر منها العالم، بما في ذلك الحرب التجارية وتفاقم الأزمة الأوكرانية إلى غير ذلك من الملفات الساخنة.
صورة من: Reuters/K. Sasahara
الولايات المتحدة الأمريكية والعربية السعودية، هل يمكن لهذه الأعين الكذب؟!
بالنسبة إلى الأمير السعودي قد لا تكون قمة مجموعة العشرين سهلة. فمنظمة هيومان رايتس ووتش رفعت في الأرجنتين دعوى ضد محمد بن سلمان بتهمة "المساهمة المفترضة" في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وفي الحقيقة ليس هناك إلا الرئيس الأمريكي ترامب من يقف إلى جنب الأمير، فهو يشك في ذنب بن سلمان.
صورة من: picture-alliance/dpa/SPA
العربية السعودية وتركيا: علاقة مصالح
اغتيال الصحفي خاشقجي على الأرض التركية يؤثر على العلاقة بين بن سلمان والرئيس التركي أردوغان. فالأتراك يريدون الكشف عن ملابسات الاغتيال ـ والسعوديون يرفضون ذلك. وحتى الدعم التركي لقطر يؤثر على هذه العلاقة. إلا أن أردوغان يحتاج إلى الاستثمارات من العربية السعودية. وقد يحصل خلال قمة مجموعة العشرين لقاء خاص بين الرجلين.
صورة من: picture-alliance/AA/K. Ozer
الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا: علاقة معقدة
لم يعد بالإمكان منذ مدة وصف الرئيسين بالصديقين. فهناك نقاط خلاف كثيرة تنغص العلاقات مثل مصير فتح الله غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية. والآن قضية مقتل الصحفي خاشقجي، التي زادت من حدة التوتر، بسبب موقف ترامب الداعم لولي العهد السعودي، وفق أنقرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Licoppe
الولايات المتحدة الأمريكية والصين وسط حرب تجارية
يتبادل أكبر اقتصادين في العالم منذ شهور فرض العقوبات الجمركية والتهديدات. وقبل انعقاد قمة مجموعة العشرين لوح ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية. وتتهم الولايات المتحدة الصين بسرقة الملكية الفكرية. ومن المحتمل أن يعقد لقاء بين رئيسسي البلدين، لكنه قد لا يقود إلى حلحلة الأزمة.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Watson
الولايات المتحدة ألأمريكية وروسيا أزمة متزايدة
ترامب وبوتين سبق أن عايشا أوقاتا أفضل. وحتى لو أن ترامب يبذل الجهد من أجل علاقة جيدة مع بوتين، إلا أن الدعابات الأولى قد ولَت. فأزمة أوكرانيا والحرب في سوريا وكذلك اتهامات التدخل الروسي في الحملة الانتخابية الأمريكية تؤثر كثيرا على العلاقة. وكان ترامب قد أعلن قبيل انطلاق القمة لـ "الواشنطن بوست" إنه "قد لا يجتمع" ببوتين بسبب الأزمة الأوكرانية.
صورة من: Getty Images/B. Smialowski
فرنسا وكندا: علاقة ودية
بعد اللقاء الأول للرجلين بات واضحا أنه قد تحل علاقة صداقة بين رئيس فرنسا ماكرون ورئيس الوزراء الكندي ترودو. وكلا الرجلين يجتهدان لعرض علاقتهما الجيدة أمام الملأ، ويؤكدان باستمرار قناعاتهما المشتركة مثلا فيما يرتبط باتفاقية التجارة.
صورة من: Reuters/C. Platiau
فرنسا وألمانيا: أوروبيان ضد القومية
خلال إحياء ذكرى عيد شهداء الحرب في البرلمان الألماني حذر ماكرون مؤخرا من سقوط العالم في "القومية بدون ذاكرة وفي التطرف بدون قيم". وبالنسبة إليه تكون أوروبا موحدة الجواب على "انقسام العالم"، وهنا يجد المستشارة الألمانية ميركل بجنبه. فالاثنان يحاولان إظهار التضامن وتبني سياسة مشتركة من أجل أوروبا موحدة.
صورة من: picture-alliance/empics/J. Tang
الاتحاد الأوروبي واليابان: صداقة أوروبية يابانية
في الصيف وقع رئيس وزراء اليابان، آبي ورئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر ورئيس المجلس الأوروبي، توسك على أكبر ميثاق تجاري أبرمه الاتحاد الأوروبي. فاتفاقية التجارة الحرة بين اليابان والاتحاد الأوروبي تصدر رمزية لصالح العولمة وتعارض الإجراءات الحمائية كما ينهجها ترامب. وفي الأرجنتين قد يتضامن اليابان والاتحاد الأوروبي. راهل كلاين/ م.أ.م