قمة المناخ ـ أكثر من 100 دولة تلتزم بحماية "رئة" كوكب الأرض
٢ نوفمبر ٢٠٢١
التزم أغلب زعماء العالم في مؤتمر "كوب 26" للمناخ بغلاسكو بالعمل على لجم قطع أشجار الغابات بحلول 2030. وميزانية ضخمة رصدت لذلك. ردّ فعل خبراء البيئة جاء متفاوتاً بين مرحب وبين محذر من أن يتيح ذلك قطع الأشجار لعقد قادم.
إعلان
ينتظر أن يتعهد قادة العالم المجتمعين في غلاسكو في إطار مؤتمر "كوب 26" حول المناخ في اليوم الثاني من قمتهم الثلاثاء، (الثاني من نوفمبر/ تشرين الثاني 2021)، بشكل رسمي بلجم قطع أشجار الغابات بحلول العام 2030.
واتفق أكثر من 100 زعيم عالمي في وقت متأخر من أمس الاثنين بإنهاء إزالة الغابات وانحلال التربة بنهاية العقد الحالي، بدعم من أموال عامة وخاصة حجمها 19 مليار دولار للاستثمار في حماية الغابات واستعادة غطائها النباتي.
ومن بين الدول الموقعة، البرازيل وروسيا اللتان تُوجه إليهما أصابع الاتهام بسبب تسارع قطع أشجار الغابات على أراضيهما، فضلا عن الولايات المتحدة والصين وأستراليا وفرنسا.
تمويل بنحو 19 مليار دولار
ووفق البيان الصادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون نيابة عن زعماء القمة، فإنّ هذا الإعلان سيغطي غابات تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 21 مليون كيلومتر مربع. وقال جونسون إن المبادرة التي ستستفيد من تمويل رسمي وخاص قدره 19.2 مليار دولار، أساسية لتحقيق هدف حصر الاحترار المناخي عند 1,5 درجة مئوية.
ونقل عن بوريس جونسون قوله: "هذه الأنظمة البيئية الرائعة هي رئة كوكبنا"، مضيفا أن الغابات "أساسية لاستمراريتنا" إلا أنها تتراجع بـ "وتيرة تثر القلق" توازي مساحة 27 ملعب لكرة القدم في الدقيقة.
وفي إطار الاتفاق، تعهدت 12 دولة بينها بريطانيا بتقديم 8.75 مليار جنيه إسترليني (12 مليار دولار) من الأموال العامة بين 2021 و2025 لمساعدة الدول النامية عبر جهود منها استعادة عافية الأراضي التي تعرضت لانحلال التربة والتصدي لحرائق الغابات.
كما سيقدم أكثر من 30 كياناً استثمارياً من القطاع الخاص، ومن بينها أفيفا وشرودرز وأكسا، ما لا يقل عن 5.3 مليار جنيه أسترليني إضافية.
كوارث "تطرف الطقس".. عندما يدخل العالم في المجهول
يلتقي خبراء المناخ وصناع القرار في مؤتمر كوب 26 حول المناخ العالمي بغلاسكو في اسكتلندا، وسط تحذيرات هائلة من المجتمع العلمي من تصاعد أزمة المناخ في ظل تسارع ظواهر تطرف الطقس واستمرار الخلافات بين القوى الصناعية الكبرى.
صورة من: Alistair Grant/AP Photo/picture alliance
المناخ العالمي دخل في المجهول!
كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في افتتاح مؤتمر كوب 26، أن السنوات (2015 -2021) هي على الأرجح أكثر الأعوام حرا تسجل حتى الآن، والمناخ العالمي "دخل في المجهول". أمين عام الأمم المتحدة اعتبر هذا التقرير السنوي حول وضع المناخ "يكشف أن كوكب الأرض يتحول امام أعيننا. من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال يؤدي ذوبان الكتل الجليدية والظواهر المناخية القصوى في كل أرجاء الأرض إلى تضرر أنظمة بيئية وشعوب".
صورة من: Alistair Grant/AP Photo/picture alliance
ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي
يناقش مؤتمر COP26 تقارير وبيانات أقمار اصطناعية حول المدى الذي بلغه الجليد البحري في القطب الشمالي. وحسب تقرير يلخص تحقيقات لأجهزة الاستخبارات الأميركية بأن ذوبان الجليد في القطب الشمالي "يزيد أساسا المنافسة الاستراتيجية للوصول إلى موارده الطبيعية". وفي أماكن أخرى ومع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الحالات القصوى لتقلبات الطقس "هناك خطر متزايد لحدوث نزاعات على المياه والهجرة خصوصا بعد العام 2030".
طقس طبيعي أم مناخ متطرف؟
إعصار "أولاف" الذي ضرب هنا سواحل باخا كاليفورنيا المكسيكية في سبتمبر/ أيلول، هو ظاهرة طقس طبيعية. لكن مظاهر تطرف الطقس أصبحت أكثر شيوعًا في العالم بسبب تسارع التغيرات المناخية بقوة. وقام منظمو "مؤتمر تطرف الطقس" مع خبراء من هيئة الأرصاد الجوية الألمانية ومن هيئات أخرى بنشر معلومات حول الخطر الذي يتهدد العالم. والطقس هو حالة الغلاف الجوي في فترة قصيرة كيوم حتى أسبوع أما المناخ فهي حالته لفترة أطول.
صورة من: NOAA/NESDIS/STAR GOES/AP Photo/picture alliance
تحقق الخطر الذي طالما حذر العلماء منه
بسبب التهديد المتزايد من الأعاصير وحرائق الغابات، يحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من "أعلى درجات الخطر لأمتنا" الأمريكية. مظاهر الطقس المتطرف كلّفت الولايات المتحدة خسائر قياسية بلغت 100 مليار دولار في عام 2020. واعترف جو بايدن بأن "العلماء ظلوا منذ سنوات يحذروننا من أن الطقس المتطرف سيصبح أكثر تطرفا بمرور الوقت، وهو ما نشهده في الوقت الحالي".
صورة من: Fotolia/Daniel Loretto
هطول الأمطار يدمر أساسيات العيش
أضحت العواصف الاستوائية خطيرة وتتسبب بأمطار عاتية. الصين مثلا تعرضت عدة مرات لأمطار غزيرة خلال فصل الصيف الجاري، ما أدى بالقائمين على أحد السدود في مقاطعة هونان إلى فتح البوّابات حتى تخرج كميات كبيرة من المياه وبالتالي يقل الضغط عليه ويتفادي انفجاره. لكن الوضع داخل المقاطعة كان صعبا، واستدعى تدخل فرق الإنقاذ بالمعدات الثقيلة لنجدة السكان، الذين غمرت المياه أماكن معيشتهم.
صورة من: Str/Getty Images/AFP
ألمانيا تضرّرت بشدة
شهدت ألمانيا في الصيف فيضانات غير مسبوقة في ولايتين غربي البلاد. تعود سكان هذه المناطق على المطر لكن كمية هطول الأمطار هذه المرة كانت غير عادية، ما أدى إلى مئات القتلى والجرحى، كما تأثرت البنى التحتية لعدة مناطق ودمرت أجزاء منها كما وقع لبلدة شولد بمنطقة "آرفايلر". صور كهذه من بلدة شولد المدمرة بالكامل تلقي بظلالها على مؤتمر هامبورغ لتطرف الطقس هذا العام، مذكرة بأنه يجب التحرك لمواجهة الكارثة.
صورة من: Wolfgang Rattay/REUTERS
وفي المقابل جفاف.. أفغانستان كمثال
ليست الأعاصير وحدها هي ما ينتج عن التغير المناخي، فهناك الجفاف أيضا مثلما الحال في أفغانستان، حيث أدى الجفاف الشديد هذا العام إلى تفاقم الوضع المعيشي البائس في عدة مدن. نهر كابول تحول إلى ما يشبه البرك الموحلة. ويحذربرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص في البلد، أي ثلث السكان، مهددون بالجوع.
صورة من: Ton Koene/VWPics/UIG/imago
الجراد يلتهم غذاء البشر
زيادة على الجفاف، تفاقمت الأوضاع في أجزاء كبيرة من أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى بسبب تفشي الجراد منذ عام 2020. وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، تنتشر الحشرات الشرهة بشكل متزايد في المناطق الجبلية حيث تسبب أضرار جسيمة لم تحدث من قبل ويساعد على ذلك تغير المناخ.
صورة من: Baz Ratner/REUTERS
حرائق الغابات.. حالة متكررة
جاءت الحرائق هذا العام لتؤكد عمق الخطر المحدق بالكوكب. تعددت حرائق الغابات بين كل القارات، لكن الضرر الأكبر كان في منطقة البحر الأبيض المتوسط مثلما وقع في تركيا واليونان والجزائر وإسبانيا. الخسائر كانت جسيمة للغاية. لكن هناك من اعترف بخطورة التغير المناخي وهناك من رفض الإقرار بذلك؛ محملاً الأمر لأشخاص ومنظمات. (فابيان شميث/ع.ا/ص.ش/م.س)
صورة من: David Swanson/REUTERS
9 صورة1 | 9
كما تعهدت هذه الكيانات، التي تمثل 8.7 تريليون دولار من الأصول المدارة، بوقف الاستثمار في أنشطة متعلقة بإزالة الغابات بحلول 2025.
بين مرحب ومنتقد
واستقبل هذا الاتفاق بشكل متفاوت من قبل الخبراء والنشاطين. فقسم منهم رحبوا بهذا الالتزام، الذي سيعلن عنه رسميا في مناسبة يعقدها رئيس الوزراء البريطاني، يتم خلالها الاعتراف بدور السكان الأصليين في حماية الغابات. وقسم آخر على غرار منظمة غرينبيس، اعتبروا أن هدف 2030 بعيد جدا ويعطي الضوء الأخضر "لقطع أشجار الغابات لمدة عقد إضافي من الزمن".
كما أن هناك من حذر من أن الوفاء بالالتزامات المعلنة في هذا المؤتمر يقتضي التركيز المزدوج على حماية الغابات القائمة إلى جانب التركيز على إصلاح الغابات المتدهورة. ويقول معهد الموارد العالمية إن الغابات تمتص نحو 30 في المئة من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون من الغلاف الجوي بما يحول دون تسببها في زيادة درجة حرارة الأرض. لكن هذا الحائل الطبيعي دون تغير المناخ يختفي سريعا، تقول
مبادرة (غلوبال فورست ووتش) المعنية برصد إزالة الغابات والتابعة لمعهد الموارد العالمية، طالما فقد العالم "258 ألف كيلومتر مربع من الغابات في 2020" وحده. وهي مساحة أكبر من مساحة المملكة المتحدة.
مسائيةDW : مؤتمر المناخ.. هل يمهد الطريق نحو "إنقاذ البشرية"؟
ومجددا اليوم الثلاثاء، حضّت الناشطة السويدية الشابة غريتا تونبرغ خلال تظاهرة جديدة في غلاسكو، قادة العالم المشاركين في "كوب 26" على التحرك ووقف "الثرثرة".
وهذه القمة أرسلت مؤشرا سلبيا نحو غلاسكو، بفشل اقتصاديات العالم الكبرى المسؤولة عن 80 بالمائة من الانبعاثات العالمية، في الاتفاق على موعد محدد لتحييد أثر الكربون مكتفية في البيان الختامي بعبارة "منتصف القرن" الحالي.