قمة المناخ.. ميركل تدعو لفرض سعر عالمي على انبعاثات الكربون
١ نوفمبر ٢٠٢١
حثت المستشارة أنغيلا ميركل في قمة المناخ المنعقدة بغلاسكو على وضع تسعير عالمي على الانبعاثات الضارة بالمناخ. بدوره اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن أن الرد اللازم لوقف أزمة المناخ يجب أن يعتبر فرصة لاقتصادات العالم.
إعلان
دعت المستشارة الألمانية المنتهية ولايتها أنغيلا ميركل لتسعير الكربون كوسيلة فعالة لحماية المناخ، وذلك خلال مشاركتها اليوم الاثنين (الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر 2021) بمؤتمر الأمم المتحدة العالمي لتغير المناخ (كوب 26 ) المنعقد حاليا بمدينة غلاسكو الاسكتلندية.
وقالت ميركل عن نظام فرض سعر على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة بالمناخ واستخدام هذه الموارد لتوفير محفزات على الاستثمار في مصادر نظيفة للطاقة: "الاتحاد الأوروبي لديه بالفعل مثل هذا النظام للتسعير بالنسبة للقطاع الصناعي. وهناك دول أخرى ومنها الصين على سبيل المثال، تطبق هذا الآن".
ورأت ميركل أن تسعير الكربون يعد وسيلة محورية لتجميع رأس مال خاص لحماية المناخ وقالت: "بمجرد أن يصبح لثاني أكسيد الكربون سعر، سيتمكن مستثمرو القطاع الخاص من معرفة الوجهة التي سيستثمرون فيها تقنيا".
وأضافت المستشارة الألمانية أن من المهم عدم الاقتصار على استخدام أموال الضرائب فقط في مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض بل يجب أيضا استخدام "وسائل منطقية اقتصاديا وهذه بالنسبة لي هي تسعير الكربون".
"الرد العالمي على أزمة المناخ فرصة رائعة للاقتصاد"
من جهته اعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن أمام قمة كوب26 بغلاسكو أن الرد الواسع النطاق اللازم لوقف أزمة المناخ يجب أن يعتبر فرصة لاقتصادات العالم. وقال بايدن "وسط الكارثة المتنامية، أرى أن هناك فرصة رائعة، ليس فقط للولايات المتحدة إنما لنا جميعا".
وتصدى بايدن للانتقادات التي تعتبر أن تحول الاقتصاد للحد من انبعاثات الغازات ذات مفعول الدفيئة ومن الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية سيضر بالوظائف، فأكد أن "المسألة تتعلق تحديدا بالوظائف".
في المقابل، حذر الرئيس الأمريكي بأن المضي في الطريق نفسه الذي يسلكه العالم يضر بالاقتصاد. وقال "نقف اليوم عند نقطة تحول في تاريخ العالم" مشيرا إلى انتشار حرائق الغابات وموجات الجفاف وكوارث أخرى على ارتباط بالمناخ. وتابع "التغير المناخي يجتاح العالم" مؤكدا أنه "ليس افتراضيا، إنه يدمر حياة الناس ومصادر عيشهم".
وقال بايدن "لدينا القدرة على الاستثمار في أنفسنا وبناء مستقبل عادل، مستقبل من الطاقة النظيفة، وفي هذا السياق استحداث ملايين الوظائف الجيدة الدخل والفرص عبر العالم".
وقال مخاطبا القمة المنعقدة في غلاسكو في إسكتلندا "نجتمع والتاريخ يراقبنا. كل يوم نماطل فيه، تزداد تكلفة التقاعس. فلتكن إذا هذه اللحظة التي نستجيب فيها لنداء التاريخ، هنا في غلاسكو".
ومن جهته دعا أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مؤتمر المناخ إلى "إنقاذ البشرية"، في وقت يدق خبراء البيئة ناقوس الخطر.
فيما قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في افتتاح القمة "إنها الفرصة الأخيرة وعلينا التحرك حالا".
ويجتمع أكثر من 120 من قادة العالم في غلاسكو للمشاركة في القمة التي تستمر يومين وتقول الأمم المتحدة إنها حاسمة لوضع خريطة طريق لتجنب كارثة احترار مناخي.
تُعتبر قمة كوب 26 حيوية لاستمرارية اتفاق باريس الذي أبرم العام 2015 ونصّ على الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى "أقل بكثير" من درجتين مائويتين، والعمل على حصرها بحدود 1,5 درجة.
م.س/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)
كوارث "تطرف الطقس".. عندما يدخل العالم في المجهول
يلتقي خبراء المناخ وصناع القرار في مؤتمر كوب 26 حول المناخ العالمي بغلاسكو في اسكتلندا، وسط تحذيرات هائلة من المجتمع العلمي من تصاعد أزمة المناخ في ظل تسارع ظواهر تطرف الطقس واستمرار الخلافات بين القوى الصناعية الكبرى.
صورة من: Alistair Grant/AP Photo/picture alliance
المناخ العالمي دخل في المجهول!
كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في افتتاح مؤتمر كوب 26، أن السنوات (2015 -2021) هي على الأرجح أكثر الأعوام حرا تسجل حتى الآن، والمناخ العالمي "دخل في المجهول". أمين عام الأمم المتحدة اعتبر هذا التقرير السنوي حول وضع المناخ "يكشف أن كوكب الأرض يتحول امام أعيننا. من أعماق المحيطات إلى قمم الجبال يؤدي ذوبان الكتل الجليدية والظواهر المناخية القصوى في كل أرجاء الأرض إلى تضرر أنظمة بيئية وشعوب".
صورة من: Alistair Grant/AP Photo/picture alliance
ذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي
يناقش مؤتمر COP26 تقارير وبيانات أقمار اصطناعية حول المدى الذي بلغه الجليد البحري في القطب الشمالي. وحسب تقرير يلخص تحقيقات لأجهزة الاستخبارات الأميركية بأن ذوبان الجليد في القطب الشمالي "يزيد أساسا المنافسة الاستراتيجية للوصول إلى موارده الطبيعية". وفي أماكن أخرى ومع ارتفاع درجات الحرارة وتزايد الحالات القصوى لتقلبات الطقس "هناك خطر متزايد لحدوث نزاعات على المياه والهجرة خصوصا بعد العام 2030".
طقس طبيعي أم مناخ متطرف؟
إعصار "أولاف" الذي ضرب هنا سواحل باخا كاليفورنيا المكسيكية في سبتمبر/ أيلول، هو ظاهرة طقس طبيعية. لكن مظاهر تطرف الطقس أصبحت أكثر شيوعًا في العالم بسبب تسارع التغيرات المناخية بقوة. وقام منظمو "مؤتمر تطرف الطقس" مع خبراء من هيئة الأرصاد الجوية الألمانية ومن هيئات أخرى بنشر معلومات حول الخطر الذي يتهدد العالم. والطقس هو حالة الغلاف الجوي في فترة قصيرة كيوم حتى أسبوع أما المناخ فهي حالته لفترة أطول.
صورة من: NOAA/NESDIS/STAR GOES/AP Photo/picture alliance
تحقق الخطر الذي طالما حذر العلماء منه
بسبب التهديد المتزايد من الأعاصير وحرائق الغابات، يحذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من "أعلى درجات الخطر لأمتنا" الأمريكية. مظاهر الطقس المتطرف كلّفت الولايات المتحدة خسائر قياسية بلغت 100 مليار دولار في عام 2020. واعترف جو بايدن بأن "العلماء ظلوا منذ سنوات يحذروننا من أن الطقس المتطرف سيصبح أكثر تطرفا بمرور الوقت، وهو ما نشهده في الوقت الحالي".
صورة من: Fotolia/Daniel Loretto
هطول الأمطار يدمر أساسيات العيش
أضحت العواصف الاستوائية خطيرة وتتسبب بأمطار عاتية. الصين مثلا تعرضت عدة مرات لأمطار غزيرة خلال فصل الصيف الجاري، ما أدى بالقائمين على أحد السدود في مقاطعة هونان إلى فتح البوّابات حتى تخرج كميات كبيرة من المياه وبالتالي يقل الضغط عليه ويتفادي انفجاره. لكن الوضع داخل المقاطعة كان صعبا، واستدعى تدخل فرق الإنقاذ بالمعدات الثقيلة لنجدة السكان، الذين غمرت المياه أماكن معيشتهم.
صورة من: Str/Getty Images/AFP
ألمانيا تضرّرت بشدة
شهدت ألمانيا في الصيف فيضانات غير مسبوقة في ولايتين غربي البلاد. تعود سكان هذه المناطق على المطر لكن كمية هطول الأمطار هذه المرة كانت غير عادية، ما أدى إلى مئات القتلى والجرحى، كما تأثرت البنى التحتية لعدة مناطق ودمرت أجزاء منها كما وقع لبلدة شولد بمنطقة "آرفايلر". صور كهذه من بلدة شولد المدمرة بالكامل تلقي بظلالها على مؤتمر هامبورغ لتطرف الطقس هذا العام، مذكرة بأنه يجب التحرك لمواجهة الكارثة.
صورة من: Wolfgang Rattay/REUTERS
وفي المقابل جفاف.. أفغانستان كمثال
ليست الأعاصير وحدها هي ما ينتج عن التغير المناخي، فهناك الجفاف أيضا مثلما الحال في أفغانستان، حيث أدى الجفاف الشديد هذا العام إلى تفاقم الوضع المعيشي البائس في عدة مدن. نهر كابول تحول إلى ما يشبه البرك الموحلة. ويحذربرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن 14 مليون شخص في البلد، أي ثلث السكان، مهددون بالجوع.
صورة من: Ton Koene/VWPics/UIG/imago
الجراد يلتهم غذاء البشر
زيادة على الجفاف، تفاقمت الأوضاع في أجزاء كبيرة من أفريقيا جنوبي الصحراء الكبرى بسبب تفشي الجراد منذ عام 2020. وفقا لتقديرات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، تنتشر الحشرات الشرهة بشكل متزايد في المناطق الجبلية حيث تسبب أضرار جسيمة لم تحدث من قبل ويساعد على ذلك تغير المناخ.
صورة من: Baz Ratner/REUTERS
حرائق الغابات.. حالة متكررة
جاءت الحرائق هذا العام لتؤكد عمق الخطر المحدق بالكوكب. تعددت حرائق الغابات بين كل القارات، لكن الضرر الأكبر كان في منطقة البحر الأبيض المتوسط مثلما وقع في تركيا واليونان والجزائر وإسبانيا. الخسائر كانت جسيمة للغاية. لكن هناك من اعترف بخطورة التغير المناخي وهناك من رفض الإقرار بذلك؛ محملاً الأمر لأشخاص ومنظمات. (فابيان شميث/ع.ا/ص.ش/م.س)