قمة بروكسل بين قضايا الأمن الأوروبي والهجرة غير الشرعية
١٣ ديسمبر ٢٠٠٦يلتقي قادة الدول الأوروبية اليوم الخميس 14 ديسمبر/ كانون الأول في قمة تستضيفها بروكسل. ومن المتوقع ان يكون على قائمة اعمال القمة التشاور في قضايا تتعلق بالأمن الأوروبي الداخلي وأخرى بتوسيع الاتحاد الأوروبي. وتقام القمة بناء على دعوة رئيس الحكومة الفنلندي ماتي فانهانين، الذي تتولي بلاده حالياً مهام الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي. ويبدو ان هذه القمة ستكون أوروبية بحتة بسبب الاتفاق على تعليق جزئي للمفاوضات مع تركيا. بالإضافة الى ذلك فإن عدم دعوة الرئيس الروسي بوتين من أجل موضوع شراكة بلاده مع الاتحاد الأوروبي سيهدأ على الأقل البولنديين، الذين يرفضون مثل هذه الشراكة بعد الحظر الروسي على استيراد منتجاتهم الزراعية. ومن المتوقع ان تخرج الجلسة بالاتفاق على إيجاد حلول لبعض المشاكل الأوروبية الداخلية، كالأمن الأوروبي الداخلي والسياسة القضائية.
الهجرة إلى القارة العجوز
ومن القضايا التي ستحظى باهتمام خاص تدفق أمواج اللاجئين غير الشرعيين الى بلدان الإتحاد الأوروبي من افريقيا وآسيا عبر طرق قد تقودهم في أحايين كثيرة الى الموت بدلاً عن "الفردوس الأوروبي". وكإجراء للحد من توافد هؤلاء اللاجئين اتفقت الدول الأوروبية سابقاً على تسيير دوريات وإقامة نقاط تفتيش لحماية بيتهم الأوروبي، ولكن هذه الإجراءات لا تتفق مع الواقع الذي يظهر شيخوخة أوروبا وحاجتها الى الكثير من الامكانات البشرية في مجالات كثيرة كعلوم الكومبيوتر والخدمة الاجتماعية. لذلك فإن زعماء أوروبا سيتطرقون كذلك الى مسألة الهجرة الشرعية. الجدير بالذكر ان بعض البلدان الأوروبية كألمانيا وفرنسا قد فتحت الباب قليلاً أمام هذا النوع من الهجرة في مبادرة مشتركة. ويصر كلاهما على ضرورة ان يتم تحديد حجم ما تحتاجه كل دولة أوروبية على الصعيد المحلي.
توسيع الإتحاد الأوروبي
وتبقى مسألة توسيع الإتحاد الأوروبي على سلم اهتمامات الزعماء الأوربيين، والتي قد تثير الكثير من الخلاف بينها. فالكثير من الأوروبيين يتساءلون عن المدى الذي سيتوقف عنده توسع الإتحاد الأوروبي وعن السرعة التي يجب ان يتوسع فيها. وبغياب الدستور الأوروبي غير المتفق عليه فإن المسألة تبقى غير واضحة المعالم. ففي العام المقبل ستنظم كل من رومانيا وبلغاريا الى دول الإتحاد الأوروبي. أما كرواتيا فقد بدأت مفاوضات انضمامها في نفس الوقت مع تركيا، لكن يبدو انها سبقت تركيا في الاقتراب من أوروبا الموحدة في ضوء التطورات الاخيرة في الملف التركي.
اجتياز العقبة التركية
ومن المتوقع ان لا تلقي مسألة المفاوضات مع تركيا بظلال ثقيلة على سير أعمال القمة. فقد جنب اتفاق وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في اجتماعهم يوم الاثنين الماضي 11 ديسمبر/ كانون الأول الزعماء الأوروبيين الخوض في انقسام المواقف الأوروبية حول هذه المسألة. ولكن هذا لا يعني غياب قضية المفاوضات مع تركيا عن اللقاءات الأوروبية القادمة. وفي هذا السياق فإن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل سوف تشعر ربما بالارتياح بعد تحقق مقترحها الرامي الى إبطاء المفاوضات مع تركيا عن طريق تعليقها جزئيا ومرجعتها سنوياً. وتقدمت ميركل بالمقترح خلال أعمال قمة فايمر الثلاثية مع الرئيسين الفرنسي والبولندي. الجدير بالذكر ان السبب الرئيسي في هذا الموقف الأوروبي يعود الى عدم التزام تركيا ببنود بروتوكول أنقرة، الذي ينص على موافقة تركيا على توسيع المنطقة الجمركية للاتحاد الأوروبي باتجاه قبرص.