قمة ثلاثية محتملة بين ترامب وبوتين وزيلينسكي في بودابست
علي المخلافي أ ف ب، رويترز، د ب أ
٢٠ أغسطس ٢٠٢٥
قال مسؤول في البيت الأبيض إن ترامب ناقش مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان اختيار بودابست في المجر لعقد قمة تضم زيلينسكي وبوتين. وذكر كل من الرئيس الفرنسي ماكرون والمستشار الألماني ميرتس أن القمة قد تجرى خلال أسبوعين.
يظل مسار السلام بين روسيا وأوكرانيا غامضا في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون على مواصلة دعم أوكرانيا.صورة من: Mandel Ngan/Andrew Caballero-Reynolds/AFP
إعلان
قال مسؤول في البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ناقش مع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أمس الثلاثاء (19 أغسطس/آب 2025) اختيار بودابست لعقد قمة تضم زيلينسكي وبوتين. وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية إنه تم التطرق أيضا إلى إمكانية عقد الاجتماع في إسطنبول، حيث التقى وفدا موسكو وكييف في السابق.
والمجر واحدة من الأماكن الأوروبية القليلة التي يمكن أن يزورها بوتين دون خوف من الاعتقال بموجب مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية نظرا لحفاظ أوربان على علاقات وثيقة مع الرئيس الروسي.
وبعد يوم واحد من تعهد دونالد ترامب بضمانات أمنية للمساعدة في إنهاء الحرب خلال قمة استثنائية في البيت الأبيض، يظل مسار السلام غامضا في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها للعمل على تحديد ما قد يتضمنه الدعم العسكري لأوكرانيا.
بودابست أم إسطنبول أَم جنيف أَم موسكو؟
وقالت سويسرا أيضا، التي تتسم بالحياد، إنها ستكون مستعدة لاستضافة بوتين في أي محادثات سلام. وأفاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محطة "إل سي إي" الفرنسية الإخبارية بأنه يرغب في أن تجري المباحثات في جنيف التي تعد وجهة تاريخية لمفاوضات السلام. من جهته، أكد وزير الخارجية السويسري إينياسيو كاسيس الثلاثاء أن حكومة بلاده مستعدة لمنح "حصانة" لبوتين الذي يواجه مذكّرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية على صلة بالانتهاكات التي ارتكبت خلال الحرب.
وقال ترامب خلال مقابلة إذاعية عن اجتماع بوتين وزيلينسكي "إنهما يعدان له". لكن ترامب شكك في إنْ كان سيحضر اللقاء. وقال: "أعتقد أنه سيكون من الأفضل أن يجتمعا بدوني... وإذا لزم الأمر، فسأذهب". وردا على سؤال عن كيفية موازنته بين مصالح جميع الأطراف المعنية، قال ترامب "حسنا، ربما يكون حدسا أكثر منه عملية. لدي حدس".
واقترح بوتين عقد قمة مع زيلينسكي في موسكو، على ما أفادت ثلاثة مصادر مطلعة على الاتصال مع ترامب فرانس برس. وأفاد أحد المصادر بأن زيلينسكي رفض فورا خيار العاصمة الروسية.
ترامب: بوتين وزيلينسكي يرتبان لعقد اجتماع
وأفاد ترامب بأن بوتين الذي أجرى اتصالا هاتفيا معه أثناء محادثات قبل أمس الإثنين، ووافق على لقاء زيلينسكي والقبول بضمانات غربية من نوع ما لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وهي وعود تلقتها كييف والقادة الأوروبيون بحذر شديد.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم أمس الثلاثاء إن نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرتبان لعقد اجتماع لبحث إنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف ترامب في مقابلة إذاعية "إنهما يعدان لذلك"، مضيفا أن "القتل" في الحرب يجب أن يتوقف.
ترامب: قد نقدم دعما جويا لأوكرانيا
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يستبعد نشر قوات أمريكية على الأرض في أوكرانيا، لكنه قال إن الولايات المتحدة قد تقدم دعما جويا في إطار اتفاق لإنهاء الحرب الروسية في البلاد.
وقال بوتين إن روسيا لن تتسامح مع وجود قوات من حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا. ولم يظهر بوتين أيضا أي علامة على التراجع عن مطالبته بمبادلة أراض، بما في ذلك أراض لا تخضع لسيطرة روسيا العسكرية، وذلك في أعقاب قمته مع ترامب يوم الجمعة في ولاية آلاسكا الأمريكية.
ترامب متفائلٌ بالتوصل إلى اتفاقٍ يردع أي عدوانٍ مستقبليٍّ على أوكرانيا
02:16
This browser does not support the video element.
وقبل أمس الإثنين، شنت روسيا أكبر هجماتها الجوية منذ أكثر من شهر على أوكرانيا، إذ قالت القوات الجوية الأوكرانية إن موسكو أطلقت 270 طائرة مسيرة و10 صواريخ. وذكرت وزارة الطاقة الأوكرانية أن الهجمات أدت لاندلاع حرائق كبيرة في منشآت الطاقة في منطقة بولتافا بوسط البلاد، حيث مصفاة النفط الوحيدة في أوكرانيا.
وأقر ترامب بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد لا يرغب في إبرام اتفاق في نهاية المطاف. وقال "سنكتشف ما سيفعله الرئيس بوتين في الأسبوعين المقبلين".
ولم تتضح طبيعة المساعدات العسكرية التي قد تقدمها واشنطن لكييف بموجب أي اتفاق سلام. وقد يتخذ الدعم الجوي أشكالا عديدة مثل أنظمة الدفاع الصاروخي أو الطائرات المقاتلة لفرض حظر جوي.
إعلان
محادثات "تحالف الراغبين"
وأجرى حلفاء أوكرانيا محادثات في إطار ما يسمى "تحالف الراغبين" ، وناقشوا فرض عقوبات إضافية لزيادة الضغط على روسيا. وبعد المحادثات مع ترامب الإثنين، جمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر حوالى 30 من حلفاء أوكرانيا الذين باتوا يشكلون ما يعرف بـ"تحالف الراغبين" لعقد مشاورات عبر الإنترنت.
وأفاد ستارمر أمام المجتمعين بأن فرقا من التحالف ستجتمع مع مسؤولين أمريكيين في الأيام المقبلة لبحث الضمانات الأمنية و"التحضير لنشر قوة ضامنة للاستقرار إذا توقفت الأعمال العدائية"، بحسب ما أفاد ناطق باسم داونينغ ستريت. كما دعا ماكرون في تصريحات أدلى بها للصحافيين قبل مغادرة واشنطن إلى فرض عقوبات إضافية ما لم يبد بوتين رغبة بالسلام.
جبهة أوروبية موحدة لمواجهة فرض روسيا شروط سلام على أوكرانيا
01:55
This browser does not support the video element.
من جهتها، شددت روسيا على أن أي حل يجب أن يحمي مصالحها أيضا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لمحطة "روسيا 24" إن أي اتفاق لوضع حد للنزاع يجب أن يكفل حقوق "سكان أوكرانيا الناطقين بالروسية"، علما بأن هذه المسألة كانت ضمن المبررات الروسية لإطلاق غزو فبراير/شباط 2022. أما في شوارع كييف، فسادت شكوك حيال إمكان نجاح المحادثات الأخيرة في وضع حد للنزاع.
محادثات رئيس الأركان الأمريكي مع نظرائه الأوروبيين
من جانبه أجرى رئيس الأركان الأمريكي الجنرال دان كين مع عدد من نظرائه الأوروبيين مساء الثلاثاء في واشنطن محادثات بشأن أوكرانيا، بحسب ما أفاد مسؤول دفاعي أمريكي. وقال المسؤول لوكالة فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته إنّ القادة العسكريين سيبحثون "أفضل الخيارات لاتفاق سلام محتمل في أوكرانيا".
تحرير: حسن زنيند
حرب أوكرانيا ـ 3 سنوات من الدمار والقتل والتشريد.. والنتيجة؟
مرّت ثلاث سنوات منذ شنّت روسيا هجومها الشامل على أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل الآلاف وتشريد ملايين الأشخاص، بالإضافة إلى دمار واسع النطاق. واليوم، يساور الأوكرانيين القلق بشأن كيفية نهاية هذه الحرب.
صورة من: Serhii Chuzavkov/Avalon/Photoshot/picture alliance
تهديد متزايد
في أواخر 2021، أظهرت صور الأقمار الصناعية تجمع القوات الروسية والأسلحة الثقيلة بالقرب من بلدة يلنيا على حدود بيلاروسيا. وفي 11 نوفمبر من نفس العام، حذر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، الرئيس الروسي بوتن من غزو أوكرانيا. لكن رغم هذا التحذير، قرر بوتن في 24 فبراير 2022 شن غزو واسع النطاق لأوكرانيا
صورة من: Maxar Technologies/AFP
بداية الحربـ هجوم شامل
في 24 فبراير، سقطت صواريخ على عدد من المدن الأوكرانية، مثل كييف وأوديسا وخاركوف. في كييف، أُضرمت النيران في مبنى عسكري أثناء الهجمات. وبدأت الحرب التي أصرت موسكو على تسميتها "عملية خاصة"
صورة من: Efrem Lukatsky/AP Photo/picture alliance
العنف في بوتشا
في غضون أسابيع، تمكّن الأوكرانيون من طرد القوات الروسية من المدن الشمالية. وبعد ذلك، ظهرت جرائم الحرب إلى العلن، وانتشرت صور لمدنيين تعرضوا للتعذيب والقتل في بوتشا، قرب كييف. وأعلنت السلطات أن أكثر من 1100 مدني قُتلوا في المنطقة. وأظهرت تحقيقات استقضائية أن العنف كان ممنهجا ومخططاً.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/AP Photo/picture alliance
الحياة وسط الدمار
وفقًا لموسكو، كان من المفترض أن تستمر "العملية الخاصة" في أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام فقط. لكن بعد ثلاث سنوات، لا تزال الحرب مستمرة. وتشير أحدث التقارير الصادرة عن معهد دراسات الحرب إلى أن روسيا تسيطر حاليًا على حوالي 20% من الأراضي الأوكرانية، معظمها في الشرق. تم التقاط هذه الصورة في دونيتسك، شرق أوكرانيا، في مايو/أيار 2023.
صورة من: Sofiia Gatilova/REUTERS
ضم مناطق أوكرانية إلى روسيا
في سبتمبر/أيلول 2022، ضمت روسيا أربع مناطق أوكرانية — لوغانسك، ودونيتسك، وزابوروجيا، وخيرسون — بمساحة تقدر بحوالي 90,000 كيلومتر مربع. وبعد عام، إجراء انتخابات في هذه المناطق في تصويت وصف بـ "الانتهاك الصارخ للقانون الدولي". فاز حزب روسيا الموحدة بقيادة بوتين في جميع المناطق بأكثر من 70% من الأصوات.
صورة من: Alexander Ermochenko/REUTERS
فرار الملايين من الحرب
أجبرت الحرب في أوكرانيا الملايين على الفرار، مما أدى إلى موجة هجرة كبيرة لم تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وفقًا للأمم المتحدة، نزح 3.7 مليون شخص داخل أوكرانيا بسبب القتال. وغادر البلاد أكثر من 6 ملايين شخص أوكرانيا وتوجهوا إلى أوروبا، خاصة إلى بولندا وألمانيا.
صورة من: Filip Singer/EPA-EFE
ماريوبول، مدينة المقاومة الأوكرانية
في عام 2022، استمر حصار روسيا لمدينة ماريوبول الجنوبية لمدة 82 يومًا. تعرضت المدينة لقصف كثيف وتحصن آخر المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب. وبعد أن قصفت روسيا مستشفى، انتشرت صورة لامرأة حامل يتم إجلاؤها حول العالم. التقط صحفيون أوكرانيون الصورة، وفازوا لاحقًا بجائزة الأوسكار عن فيلمهم الوثائقي "20 يومًا في ماريوبول".
صورة من: Evgeniy Maloletka/AP/dpa/picture alliance
قصف طريق الاتصال الوحيد بشبه جزيرة القرم.
يُعد جسر القرم، الذي يمتد بطول 19 كيلومترًا (حوالي 12 ميلًا)، الأطول في أوروبا، ويربط جنوب روسيا بشبه جزيرة القرم. في أكتوبر\تشرين الأول 2022، تعرض الجسر لأضرار نتيجة قنبلة زرعها الأوكرانيون، مما جعله قابلاً للاستخدام جزئيًا. وفي يوليو/تموز2023، تعرض الجسر لأضرار أخرى بسبب القوات الأوكرانية.
صورة من: Alyona Popova/TASS/dpa/picture alliance
كارثة بيئية
في 6 يونيو/حزيران 2023، أدى انفجار إلى تدمير سد كاخوفكا وتفريغ نهر دنيبرو. وبينما تبادلت أوكرانيا وروسيا الاتهامات بشأن المسؤولية عن الحادث، كانت روسيا تسيطر على السد في ذلك الوقت. أسفر الفيضان الناتج عن الانفجار عن كارثة بيئية واسعة النطاق، دمرت آلاف المنازل وأدت إلى سقوط مئات القتلى.
صورة من: Libkos/AP Photo/picture alliance
استهداف البنية التحتية للطاقة
استهدفت روسيا بشكل منهجي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا. بعد عام من الغزو، دُمرت 76% من محطات الطاقة الحرارية، وبحلول سبتمبر/أيلول 2024، ارتفع هذا الرقم إلى 95%. أدى ذلك إلى إضعاف شبكة الكهرباء في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وتفاقم الوضع الإنساني، خصوصًا خلال فصل الشتاء.
صورة من: Sergey Bobok/AFP
أوكرانيا تهاجم الأراضي الروسية
في أغسطس/آب 2024، شنت القوات المسلحة الأوكرانية هجومًا على الأراضي الروسية لأول مرة. وفي مواجهة مقاومة ضئيلة على الحدود، تمكنت في البداية من السيطرة على نحو 1400 كيلومتر مربع (حوالي 540 ميلاً مربعاً) في منطقة كورسك. لكنها فقدت منذ ذلك الحين ثلثي الأراضي التي كانت قد احتلتها
صورة من: Roman Pilipey/AFP/Getty Images
حرب الدرون
تستخدم كل من روسيا وأوكرانيا الطائرات بدون طيار للاستطلاع والمراقبة، وكذلك لشن هجمات مستهدفة. ويقول الخبراء إن هناك حوالي 100 نوع مختلف من الطائرات بدون طيار قيد الاستخدام في أوكرانيا. وفي مارس/أذار 2024، قالت أوكرانيا إنها قادرة على تصنيع ما يصل إلى 4 ملايين طائرة بدون طيار سنويًا.
صورة من: Serhii Nuzhnenko/Radio Free Europe/Radio Liberty/REUTERS
تدمير هائل
خلفت ثلاث سنوات من الحرب آثارًا عميقة في أوكرانيا. في الشرق والجنوب، تحولت العديد من البلدات والقرى، التي دمرتها الهجمات الروسية، إلى مدن مهجورة. بلدة بوغوروديتشني في منطقة دونيتسك، التي تعرضت لهجوم مكثف من روسيا في يونيو/حزيران 2022، أصبحت الآن شبه خالية.
صورة من: Mykhaylo Palinchak/SOPA Images/ZUMA Press Wire/picture alliance
الحياة بعيدًا عن القتال
رغم استمرار الحرب، لا تقتصر كافة مناطق أوكرانيا على خط المواجهة، حيث تدور المعارك المباشرة. بعيدًا عن هذه المناطق، تستمر الحياة بشكل طبيعي. المحلات والمقاهي والمطاعم تواصل عملها، فيما يستعد السكان لانقطاع التيار الكهربائي بتركيب مولدات كهربائية.
صورة من: YURIY DYACHYSHYN/AFP
مستقبل مجهول للدعم الأمريكا
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحدث عن رغبته في إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، لكنه لم يحقق ذلك بعد. ومع ذلك، تثير علاقته الظاهرة مع روسيا ورغبته في الضغط على أوكرانيا للتنازل عن ثرواتها المعدنية لصالح الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تبادل التصريحات القوية مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، القلق في أوكرانيا وبين حلفائها.