قمة سالزبورغ .. محاولة جديدة لترميم البيت الأوروبي
٢٠ سبتمبر ٢٠١٨
إلى جانب ملف البريكست، يناقش الأوروبيون في قمة سالزبورغ قضية الهجرة التي أصبحت في العامين الماضيين في صلب المباحثات الأوروبية. ولا ينتظر في هذه القمة إيجاد حل جذري للأزمة لكنها محاولة أخرى لتقريب وجهات النظر.
إعلان
يبدأ رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس (20 سبتمبر/ أيلول) مناقشاتهم حول قضية الهجرة الملف الساخن الذي يعزز مواقف الشعبويين قبل بضعة أشهر على الانتخابات الأوروبية.
والقمة التي ستركز أيضا على موضوع البريكسيت، لن تسفر على قرارات رسمية بقدر ما هي فرصة لتبديد الخلافات بين الدول الأعضاء من جهة، وبين المفوضية الأوروبية والدول الأعضاء من جهة أخرى.
وشهد التوتر داخل البيت الأوروبي ذروته بمواجهات دبلوماسية بشأن السفن التي تقل مهاجرين في المتوسط إثر رفض إيطاليا استقبالها في مرافئها بدون التزام بتقاسم اللاجئين.
ويأتي ذلك على الرغم من الانخفاض الكبير في عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الشواطئ الأوروبية مقارنة بعام 2015 الذي شهد أكبر موجة هجرة إلى أوروبا.
ويتمثل التحدي الأكبر أمام المفوضية الأوروبية بإقناع دول على غرار إيطاليا وإسبانيا واليونان بحل أوروبي موحد يتمثل في تحويل الوكالة الأوروبية لحرس الحدود وخفر السواحل "فرونتكس" الى قوة قادرة على الانتشار على حدود الاتحاد الأوروبي.
لكن الدول الأعضاء وعلى رأسها إيطاليا تتمسك بحلول وطنية، وكان وزير الخارجية الإيطالي ماتيول سالفيني قد ذكر قبيل انعقاد القمة في سالزبورغ النمساوية: "بصراحة لا أتوقع الكثير... حتى لو أثبتت أوروبا للمرة الألف أنها غير موجودة على الاطلاق ولا تكترث (لمسألة الهجرة) فسنتحرك من جهتنا من خلال توقيع اتفاقات ثنائية".
تجدر الإشارة كذلك إلى أنه لم يتم تسجيل تقدم كبير لبلورة المشروع الأوروبي لإقامة "مراكز خاضعة للمراقبة" داخل الاتحاد الأوروبي أو التمييز سريعا بين طالبي اللجوء الشرعيين والمهاجرين الاقتصاديين الذين يتعين طردهم. كذلك مشروع إقامة نقاط اقليمية لإنزال المهاجرين الذين يتم انقاذهم في البحر، هو الآخر ما زال غامضا في ظل رفض دول جنوب حوض المتوسط انشاء مراكز استقبال على أراضيها.
و.ب/ع.خ (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
ميركل وزيهوفر .. قصة خلاف معلن!
الخلاف قائم بين المستشارة أنغيلا ميركل ووزير الداخلية هورست زيهوفر منذ سنوات إلا ان الخلاف تفاقم بينهما مؤخراً. لقطات مصورة تبرز أهم مواقف الخلاف بينهما.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
صفعة في وجه ميركل
الصدام بين الحليفين حصل لأول مرة خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي في نوفمبر 2015، فبعدما شددت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أمام المندوبين على رفضها وضع حدٍ أقصى لعدد اللاجئين، إعتلى زيهوفر المنصة ليطالب بتقنين عدد اللاجئين الوافدين إلى ألمانيا. واضطرت المستشارة ميركل إلى الوقوف بجانبه طيلة 13 دقيقة وقد عيل صبرها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Hoppe
سحر البداية
ساد الإنسجام بالفعل بين الشريكين، في كانون الثاني/ ديسمبر 2013 ـ قبل أزمة اللجوء . في الصورة رؤساء الأحزاب زيغمار غابرييل (الحزب الاشتراكي الديمقراطي ) وأنغيلا ميركل ( الحزب المسيحي الديمقراطي) وهورست زيهوفر ( الحزب المسيحي الاجتماعي) يمسكون باتفاقية التحالف الموقعة لتشكيل ائتلاف حكومي كبير. وللمرة الثالثة يحكم ألمانيا تحالف من الأحزاب الثلاثة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Hanschke
"سننجح في إتمام المهمة"
في نهاية أغسطس 2015، أثناء المؤتمر الصحفي الاتحادي تشرح ميركل جملتها التي طبعت فترة حكمها أكثر من أي تصريح آخر: "سننجح في ذلك". وقالت أمام الصحفيين بأن هذه الجملة كانت تحمل نبرة تشجيع واعتراف. وأن يستوعب زيهوفر ذلك بشكل مختلف، فهذا لا يُعتبر سرا. وسيعرض هذا الأخير قريبا مخططاته.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
يظهر مستعدا للمقارعة
خلال اجتماع الحزب المسيحي الاجتماعي في يناير 2016 طالب زيهوفر لأول مرة بتحديد عدد المهاجرين. وبوسع ألمانيا استقبال 200.000 لاجئ كأعلى سقف سنويا. وهذه المبادرة من قبل رئيس وزراء بافاريا السابق فاجأت ميركل. وبعدها بقليل هددت الحكومة البافارية برفع دعوى أمام محكمة الدستور الاتحادية ضد سياسة اللجوء التي تنهجها ميركل.
صورة من: Imago/L. Barth
قرع الكؤوس تيمنا بمستقبل مشترك
بمشاعر التشكيك يراقب ميركل وزيهوفر بعضهما البعض. ورغم جميع الخلافات هما يدركان تبعية بعضهما لبعض ويتقاربان مجددا بصعوبة. وفي مايو 2017 يقومان معا بحملة انتخابية داخل خيمة بيرة بافارية. إلا أن ميركل تبدو غير مقتنعة بالمبادرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
انسجام مفتعل
من خيمة البيرة إلى قاعة المؤتمرات. في ديسمبر 2017 تظهر خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي صورة مختلفة عن الخلاف في 2015. زيهوفر وميركل والخصام بسبب اللاجئين يبدو وكأنه انتهى. لكن وراء الواجهة يستمر الغليان.
صورة من: picture-alliance/AA/A. Gebert
في الطريق إلى محادثات تشكيل ائتلاف حكومي
مشاهد الوئام أتت بثمارها. ميركل وزيهوفر يستعدان في نهاية أكتوبر 2017 بعد الفوز بالانتخابات التشريعية لخوض محادثات تشكيل تحالف. لكنهما لا يظهران كفريق واحد في المقر الرئيسي للحزب المسيحي الديمقراطي في برلين. ولا عجب في ذلك. وانصب النقاش على سياسة اللجوء للاتحاد المسيحي بالنظر إلى تحديد سقف أعلى.
صورة من: Imago/Ipon
حكومة جديدة، فرصة جديدة
ميركل وزيهوفر أثناء تسلم المناصب. الرئيس فرانك فالتر شتاينماير يكلف في قصر "بيلفو" وزراء الحكومة الجديدة. وبالنسبة إلى الخصمين من الحزبين المتحالفين الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي تلوح في الأفق فرصة بداية جديدة.
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress
هو يلسع وهي تسكت
بصفته وزيراً للداخلية انتقل زيهوفر من ميونيخ إلى برلين. منصبه كرئيس وزراء تولاه ماركوس زودر. ومقابل ذلك ينغص زيهوفر في العاصمة ضد سياسة ميركل حتى ولو كان ذلك أخف من السابق. ويظهر خلاف جديد لاسيما فيما يخص القوانين الجديدة الخاصة بلم الشمل العائلي للاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. von Jutrczenka
مشاكس ميركل
زيهوفر يؤجل عرض "مخططه الشامل حول الهجرة" بسبب خلافات مع المستشارة. وفي الوقت الذي دعت فيه المستشارة لقمة الاندماج، التقى الزعيم البافاري مع المستشار النمساوي سباستيان كورتس الذي يشعر بأنه مقرب منه سياسيا. صدام جديد مع المستشارة. والكتل الحزبية للاتحاد المسيحي تعقد اجتماعات منفصلة.