فيما حذر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة لشؤون البيئة من تسارع ذوبان الأنهار والكتل الجليدية بسبب التغيرات المناخية التي تشهدها الأرض ما يشكل خطرا كبيرا على حياة آلاف السكان والكائنات الحية، وأوضح التقرير أن ذوبان الانهار الجليدية في جنوب القارة الأمريكية و جبال ألاسكا يتسارع بشكل كبير مقارنة مع الأنهار الجليدية الأخرى في العالم.

وبالموازاة مع الكشف عن هذه الدراسة ، حث الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون ممثلي 190 دولة المجتمعين في المكسيك على الاتفاق على خطوات لمكافحة التغير المناخي وعدم الانتظار لحين التوصل لاتفاق كامل قائلا إن صحة الكوكب في خطر.

وقال بان في الجلسة الأولى لاجتماع وزراء البيئة ضمن المحادثات التي تجري من 29 نوفمبر تشرين الثاني حتى 10 ديسمبر كانون الأول في منتجع كانكون " لا نستطيع أن ندع الكمال يكون عدوا للخير".

"سباق ماراثون"

وتشهد المحادثات خلافا بين الدول الغنية والفقيرة بشأن سبل خفض انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وتنطلق من الصين والولايات المتحدة نحو 40 بالمائة من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في العالم ويعتبر البلدان مهمين لاي اتفاق عالمي للتعامل مع ظاهرة تغير المناخ.

وبعد أن فشل الرئيس الأمريكي باراك أوباما وغيره من الزعماء في التوصل إلى اتفاقية دولية جديدة للمناخ خلال قمة عقدت عام 2009 في كوبنهاجن شدد بان مرارا على خفض سقف التوقعات لمحادثات كانكون على الرغم من دعوات بعض الدول الى اتخاذ خطوات جذرية. وقال إن مكافحة الاحتباس الحراري "سباق ماراثون وليس سباقا للمسافات القصيرة" مشيرا الى ضرورة البدء في اتخاذ خطوات لتجنب الفيضانات والجفاف والتصحر وارتفاع منسوب مياه البحار بدلا من الإصرار على وضع اتفاق شامل.

ويسعى الوزراء في كانكون الى التوصل لاتفاق لإنشاء صندوق يشرف على المساعدات المناخية وحماية الغابات والخطوات اللازمة لمساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع التغير المناخي وآلية للمشاركة في التقنيات النظيفة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وكثف بان الضغط على الوزراء قائلا "استقرار الاقتصاد العالمي ورفاهية مواطنيكم وصحة كوكبنا. كل هذا وأكثر يتوقف عليكم." وتريد دول غنية كثيرة من الاقتصادات الصاعدة بقيادة الصين والهند أن تفعل أكثر مما تقوم به حاليا بما في ذلك المزيد من الإشراف على برامجها لكبح انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

ومن أكثر ما يثير الخلاف بين الدول المتقدمة والنامية مستقبل بروتوكول كيوتو الموقع عام 1997 الذي يلزم نحو 40 دولة غنية بخفض الانبعاث بنحو 5.2 في المائة في المتوسط عن مستويات عام 1990 خلال خمسة أعوام من 2008 إلى 2012 .

ألمانيا: المحادثات بطيئة جدا

من جانبه أعرب نوربرت روتجن وزير البيئة الألماني عن اعتقاده بأن المحادثات الدولية الجارية حول المناخ في مدينة كانكون "صعبة وبطيئة". وقال روتجن في كانكون إنه ليس من الممكن القول حتى الآن بأن المؤتمر سيسفر عن نتيجة. غير أن روتجن الذي انضم لزملائه الوزراء المجتمعين في كانكون قال في أعقاب أول محادثات يجريها هناك إن الأجواء التي تجري خلالها المفاوضات الحالية "مختلفة بالفعل عن تلك التي كانت في مؤتمر كوبنهاجن". ووصف روتجن هذه الأجواء في المكسيك بأنها بناءة وتتسم برغبة المشاركين ومن بينهم الولايات المتحدة والصين في التوصل إلى نتيجة. وأرجع روتجن تنامي فرص النجاح خلال مؤتمر كانكون مقارنة بمؤتمر المناخ في كوبنهاجن إلى عدم إلزام الدول المشاركة باتخاذ قفزة كبيرة ووجود إمكانية في التوصل تدريجيا إلى اتفاق. غير أن الوزير الألماني عاد ووصف هذه المحادثات ب"البطيئة جدا" داعيا الجميع إلى التحرك إذ أن كل الأطراف الأساسية لا ترغب في تعرض مفاوضات الأمم المتحدة للفشل مرة أخرى. وأكد روتجن أن المهم أن يكون لدى الأمم المتحدة تصور حول صيغة للتحرك من أجل التوصل إلى حل لهذه المشكلة العالمية.

(ي ب / د ب ا، ا ف ب ، رويترز)

مراجعة: حسن زنيند