أصدرت الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق اثنين من كبار زعماء طالبان بسبب اضطهاد "النساء والفتيات الأفغانيات وكذلك مجتمع المثليين". ورحبت منظمات حقوقية بالقرار، فيما اعتبرت طالبان الخطوة "عبثية".
قالت الجنائية الدولية إن مذكرتي اعتقال بحق الزعيم الأعلى لطالبان ورئيس المحكمة العليا في أفغانستان بتهمة اضطهاد النساء والفتيات.صورة من: Ebrahim Noroozi/AP/picture alliance
إعلان
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية اليوم الثلاثاء (الثامن من يوليو/تموز 2025) مذكرتي اعتقال بحق الزعيم الأعلى لحركة طالبان ورئيس المحكمة العليا في أفغانستان بتهمة اضطهاد النساء والفتيات منذ الاستيلاء على السلطة قبل نحو أربعة أعوام.
وتم إصدار مذكرتي الاعتقال ضد الزعيم الأعلى لطالبان هبه الله أخوند زادة ورئيس المحكمة العليا الأفغانية عبد الحكيم حقاني.
كما تتهم المذكرتان الزعيمين في حركة طالبان باضطهاد "أشخاص آخرين غير متوافقين مع سياسة طالبان على أساس النوع أو الهوية أو التعبير عن النوع وعلى أسس سياسية".
وقالت المحكمة في بيان إن طالبان "حرمت بشدة، من خلال المراسيم والأوامر، الفتيات والنساء من حقوق التعليم والخصوصية والحياة الأسرية وحريات الحركة والتعبير والفكر والضمير والدين."
وأضاف البيان أنه جرى "استهداف أشخاص آخرين لأن بعض التعبيرات عن النشاط الجنسي أو الهوية الجنسية كانت تعتبر غير متسقة مع سياسة طالبان بشأن النوع ".
وطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان ، إصدار المذكرات في يناير/كانون الثاني، قائلا إنهم يدركون أن "النساء والفتيات الأفغانيات وكذلك مجتمع المثليين يواجهون اضطهادا غير مسبوق وغير مقبول ومستمر من قبل طالبان".
رحبت منظمات بقرار الجنائية الدولية وشددت على ان "كبار قادة طالبان مطلوبون الآن بسبب اضطهادهم المزعوم للنساء والفتيات".صورة من: Jorge Silva/Reuters
دعم القرار
رحبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" بالقرار؛ إذ قالت في بيان إن "كبارقادة طالبان مطلوبون الآن بسبب اضطهادهم المزعوم للنساء والفتيات والأشخاص الذين لا يتوافقون معهم من حيث النوع. "
ودعت ليز إيفنسون، مديرة العدالة الدولية في المنظمة، المجتمع الدولي إلى "ضرورة دعم المحكمة الجنائية الدولية بشكل كامل في عملها الحاسم في أفغانستان وعلى الصعيد العالمي، بما في ذلك من خلال الجهود المنسقة لإنفاذ أوامر المحكمة".
وفي ردها، رفضت سلطات طالبان مذكرتي التوقيف، معتبرة الخطوة "عبثية".
وقال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في بيان إن "مثل هذه الإعلانات العبيثة لن تؤثر على التزام سلطات طالبان الراسخ بالشريعة وتفانيها فيها"، مضيفا أن حكومة طالبان لا تعترف بالمحكمة.
وأوضحت المحكمة أن الجرائم المفترضة ارتُكبت بين 15 آب/أغسطس 2021، تاريخ سيطرة طالبان على السلطة، واستمرت حتى 20 كانون الثاني/يناير 2025 على الأقل.
أُنشئت المحكمة الجنائية الدولية ومقرها لاهاي، للبت في أسوأ جرائم العالم مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وليس للمحكمة قوة شرطة خاصة بها وتعتمد على الدول الأعضاء فيها لتنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عنها، بنتائج متباينة. ويعني هذا نظريا أن أي شخص مشمول بمذكرة اعتقال صادرة عن الجنائية الدولية لا يمكنه السفر إلى دولة عضو فيها خشية اعتقاله.
تحرير: عبده جميل المخلافي
رأسا على عقب.. الحياة في ظل حكم حركة طالبان
بعيدا عن الأجواء الدرامية التي صاحبت سقوط كابول وسيطرة طالبان على زمام الأمور، عادت الحياة إلى أفغانستان. بيد أنها لم تعد كسابق عهدها إذ تغيرت شتى مظاهر الحياة اليومية خاصة بالنسبة للمرأة في البلد الذي مزقته الحرب.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
عالم ذكوري محض.. لا للنساء
تظهر الصور والمقاطع المصورة نشاطا صاخبا في الشوارع الأفغانية كما هو الحال في هذا المطعم بمدينة هرات غرب البلاد حيث تم الترحيب بعودة رواد المطعم من جديد. بيد أن اللافت أن الأمر اختلف كثيرا عن ما كان عليه قبل سيطرة طالبان إذ اقتصر الزبائن فقط على الرجال الذين اضطروا إلى ارتداء الأزياء التقليدية مثل "الكورتا" وهي سترة طويلة بطول الركبة. وغابت النساء عن المشهد داخل المطعم بل وفي أرجاء المدن الأفغانية.
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
فصل الذكور عن الإناث
بهذه الستارة، تم فصل الطلاب الذكور عن الطالبات الإناث داخل هذه الجامعة الخاصة في العاصمة كابول. وعقب سيطرة طالبان على البلاد، أصبح الفصل بين الجنسين إلزاميا في هذه الجامعة ويتوقع أن يمتد الأمر إلى مواقع أخرى. وفي ذلك، قال وزير التعليم العالي في حكومة طالبان عبد الباقي حقاني إن "التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية".
صورة من: AAMIR QURESHI AFP via Getty Images
الأفغانيات وفقدان الحرية
أفغانيات في طريقهن إلى أحد مساجد هرات. وبالنظر إلى الملابس، يبدو أن حرية المرأة الأفغانية التي كسبتها بشق الأنفس خلال العشرين عاما الماضية باتت الآن في مهب الريح. فقد حظرت طالبان ممارسة الأفغانيات للرياضة وهو ما أشار إليه أحمد الله واسيك - نائب رئيس اللجنة الثقافية لحكومة طالبان- بقوله إن "لن يسمح للنساء في أفغانستان بلعب الكريكيت والألعاب الرياضية الأخرى التي يمكن أن تظهر فيها أجسادهن".
صورة من: WANA NEWS AGENCY/REUTERS
نقاط تفتيش في عموم البلاد
انتشرت نقاط التفتيش الأمنية في عموم البلاد حيث يتمركز مقاتلو طالبان وباتت القاسم المشترك في شوارع أفغانستان. ورغم محاولات عناصر طالبان المدججين بالسلاح في ترهيب الأفغان، إلا أن السكان يسعون إلى التأقلم مع التغيرات الكبيرة التي طرأت على البلاد وأبرزها أن الملابس الغربية باتت نادرة جدا وأصبحت مشاهد الجنود المدججين بالسلاح الأكثر شيوعا.
صورة من: Haroon Sabawoon/AA/picture alliance
في انتظار العمل
ينتظر العمال في أفغانستان كثيرا على قارعة الطرق للحصول على عمل وكسب قوت يومهم. وقبل سيطرة طالبان، كانت أفغانستان تعاني من وضع اقتصادي مترد. وبعد سيطرة الحركة بات الاقتصاد الأفغاني على شفا الانهيار مع ارتفاع معدلات البطالة بشكل حاد. ويبلغ معدل الفقر في الوقت الحالي 72 بالمائة فيما يتوقع أن يصل إلى 98 بالمائة.
صورة من: Bernat Armangue/dpa/picture alliance
استمرار نضال الأفغانيات رغم قمع طالبان
ورغم تعرض أفغانيات للقمع على يد طالبان، إلا أن العديد منهن يواصلن النضال للمطالبة بحقوق المرأة في التعليم والعمل والمساواة. وقد حذر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من رد عنيف متزايد من قبل طالبان لقمع الاحتجاجات السلمية، مضيفا أن عناصر طالبان استخدموا الذخيرة الحية والهراوات والسياط لقمع المتظاهرين ما أسفر عن مقتل 4 متظاهرين فيما تم الاعتداء على الكثيرين منهم.
صورة من: REUTERS
مؤيدو طالبان
تقول هؤلاء الأفغانيات إنهن سعداء بعودة حكم طالبان إذ قمن بمسيرات في شوارع البلاد للتعبير عن الرضا التام بطريقة إدارة الحركة لأفغانستان. واللافت أن عناصر أمنية رسمية كانت ترافق هؤلاء الأفغانيات اللاتي اعتبرن أن من هرب من البلاد لا يمثلن المرأة الأفغانية وأكدن أن طريقة طالبان في تطبيق الشريعة الإسلامية لا تعرض حياتهن للخطر.
صورة من: AAMIR QURESHI/AFP/Getty Images
تحيز لمسيرات مؤيدة لطالبان
وقد تم دعوة الصحافيين لتغطية المظاهرات المؤيدة لطالبان في تناقض تام مع الاحتجاجات المناوئة للحركة إذ تم ترهيب الصحافيين الذين يقومون بتغطية هذه الاحتجاجات وتم الاعتداء على العديد منهم. كل هذه الصور تدل على أن مظاهر الحياة قد تغيرت تماما في أفغانستان خاصة للنساء. كلوديا دن سونيا أنجليكا دين/ م.ع