قمّة المناخ تأمل في حشد الزخم السياسي لتسريع المفاوضات بشأن معاهدة عالمية جديدة
٢٢ سبتمبر ٢٠٠٩تستضيف الأمم المتحدّة اليوم الثلاثاء في مقرّها المركزي في مدينة نيويورك قمّة للمناخ. وعلى الرّغم من أنّها تستغرق يوما واحدا فقط، إلاّ أنّها وُصفت بالأكبر في التاريخ، حيث يشارك فيها أكثر من 120 من رؤساء دول وحكومات لوضع الخطوط العريضة لاتفاقية عالمية بديلة لاتّفاقية كيوتو التي ينتهي العمل بها بنهاية عام 2012. ويفتتح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الذي جعل مكافحة التغيرات المناخية إحدى أولوياته خلال فترة تولّيه مهام منصبه، إلى جانب ثمانية زعماء، يمثّلون كافّة مناطق العالم، القمّة التي تولي اهتمامها خاصا بمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية.
آمال معلّقة على الولايات المتحدة والصين
ومن ضمن كبار الزعماء الثمانية الذين يفتتحون القمة، الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الصّيني هو جينتاو. وقيّم المراقبون ذلك بالإشارات الإيجابية، خاصّة وأن الولايات المتّحدة والصين تعتبران أكبر دولتين مصدرتين لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يساهم في ارتفاع درجة حرارة الأرض. وفي الوقت الذي يعلّق فيه الكثير آمالا على باراك أوباما في تحقيق دفع للمحادثات بشأن حماية المناخ، أعرب إيفو دي بوير، المسؤول عن اتفاقية الأمم المتحدة حول المناخ، أمس الاثنين عن توقعاته في أن يعلن الرّئيس الصّيني خلال القمّة عن تبني بلاده إجراءات طموحة للحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري. يشار إلى أن الصّين تجاوزت مؤخرا الولايات المتحدة بكثير فيما يتعلّق بنسب انبعاثات هذه الغازات. كما يصل معدّل انبعاثات الغازات لهاتين الدولتين معا أكثر من 40 بالمائة.
ويناقش 86 رئيس دولة و36 رئيس حكومة قضية التغير المناخي خلال سلسلة من جلسات المائدة المستديرة، تستمرّ طوال اليوم. ومن المرجّح أن يصدر عن القمة خارطة طريق للمفاوضين من أجل الانتهاء من وضع اتفاقية جديدة بديلة لبروتوكول كيوتو الذي يهدف في معظمه إلى تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة.
بان كي مون يأمل في تسريع المفاوضات
من جانبه أعرب بان كي مون عن أمله في أن تعطي القمّة المفاوضين الضوء الأخضر لاستكمال المحادثات في مؤتمر كوبنهاغن حول التغير المناخي في كانون أول/ديسمبر بهدف التوصّل إلى اتّفاقية بديلة لبروتوكول كيوتو، الذي يمثل أوّل اتفاقية دولية حول المناخ. ففي سياق متّصل قال بان كي مون أمس الاثنين "إن هدف القمّة هو أن يحشد الزعماء الزخم السياسي الذي يمكن أن يُسٍّرع من مسار المفاوضات".
وفي إطار تكثيف الجهود بهدف توعية الرأي العام الأمريكي والعالمي حول دور الإنسان في ارتفاع انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون وبالتالي المساهمة في التغييرات المناخية، تم في مدينة نيويورك عشية قمة المناخ إطلاق "أسبوع المناخ"، شارك فيه الأمين العام للأمم المتحدة ودبلوماسيون أمريكيون وأجانب أمس الاثنين. يذكر أن أسبوع المناخ ينظم بالتعاون مع عمدة نيويورك مايكل بلومبرغ، الذي شرع في وضع برامج لخفض انبعاثات الغاز السّامة، التي تحدثها وسائل النقل وأعمال التشييد في مدينة نيويورك ذات الثمانية ملايين نسمة.
(ش.ع / د.ب.أ / أ.ف.ب)
مراجعة: عبده المخلافي