قناة السويس.. هكذا أثرت "إيفر غيفن" على اقتصاد العالم!
٢٩ مارس ٢٠٢١
بعد إعادة تعويم سفينة "إيفر غيفن" في قناة السويس بنجاح، بدأت حركة الملاحة الدولية بالعودة تدريجياً، وسط توقعات بأن يستغرق فكّ الازدحام الملاحي عدة أيام. لكن آثار ذلك على الاقتصاد العالمي قد تستغرق فترة أطول لتختفي.
إعلان
عادت حركة الملاحة مجدداً في قناة السويس مساء الاثنين (29 مارس/ آذار 2021)، بعد تعويم سفينة الحاويات الضخمة "إيفر غيفن"، التي سدت الممر المائي لقرابة أسبوع، بينما تنتظر أكثر من 400 سفينة عبور الممر المائي الحيوي.
وقال مصدر لوكالة رويترز إن السفن تتحرك جنوباً صوب البحر الأحمر بعد تعويم السفينة التي يبلغ طولها 400 متر في وقت سابق اليوم. كما أشارت وكالة شحن مصرية إلى أن 43 سفينة استأنفت العبور من البحيرة المرّة الكبرى، التي تفصل بين قطاعين من القناة.
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، لقناة النيل التلفزيونية المصرية في وقت سابق: "المركب سليمة وليس بها أي مشاكل، وفتشنا قاع وتربة قناة السويس ... وليس بها أي شيء، وستمر فيها السفن اليوم".
وقال مصدر في قناة السويس إن فرق الإنقاذ التابعة لهيئة قناة السويس وأخرى عاملة مع فريق من شركة "سميت سالفج" الهولندية، تمكنت من إعادة تعويم السفينة جزئياً في ساعة مبكرة من صباح الاثنين وضبطت اتجاهها بطول بالقناة.
وقال بيتر بيردوفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس، الشركة الأم لشركة "سميت سالفج": "ضغط الوقت لإتمام هذه العملية كان واضحاً وغير مسبوق"، مضيفاً أنه تم تكريك نحو 30 ألف متر مكعب من الرمال لإعادة تعويم سفينة الحاويات التي تزن 224 ألف طن، وأن 11 قاطرة وقاطرتين بحريتين قويتين استُخدمت لسحب السفينة.
وأكدت شركة "إيفر غرين"، التي تستأجر السفينة "إيفر غيفن"، أنه تم إعادة تعويم السفينة بنجاح وستوضع في بحيرة تقع بين قسمين من القناة لفحصها والتأكد من صلاحيتها للإبحار. كما أعلنت شركة "برنارد شولته شيب مانجمنت" (بي إس إم)، التي تتولي الإدارة الفنية لسفينة الحاويات، أنه لا توجد تقارير عن حدوث تلوث أو أضرار بالشحنة.
وذكرت قناة النيل التلفزيونية المحلية أن 400 سفينة على الأقل تنتظر عبور القناة، من بينها عشرات من سفن الحاويات وسفن البضائع وناقلات النفط وناقلات الغاز الطبيعي المسال.
وأوضحت هيئة قناة السويس في وقت سابق أنه سيكون بمقدورها تسريع مرور قوافل السفن عبر القناة بمجرد تعويم "إيفر غيفن"، إذ قال ربيع للتلفزيون المصري: "لن نضيع ثانية". وأضاف أن مرور السفن المنتظرة قد يستغرق ما يصل إلى ثلاثة أيام، فيما قال مصدر بالقناة إن أكثر من مائة سفينة ستتمكن من دخول القناة يومياً.
لكن شركة ميرسك للشحن ذكرت أن الاضطرابات في نشاط الشحن العالمي قد يستغرق زوالها أسابيع وربما عدة أشهر.
يشار إلى أن نحو 15 في المائة من حركة الشحن العالمية يمر عبر قناة السويس، وهي مصدر أساسي للعملة الصعبة لمصر. وتوقف حركة الملاحة يكبد القناة خسائر تتراوح بين 14 و15 مليون دولار يومياً.
وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريباً بعد جنوح السفينة، وأثر غلق القناة على سلاسل الإمداد العالمية، ما يهدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلاً بسبب قيود "كوفيد-19".
وشركة ميرسك إحدى شركات الشحن التي غيرت مسار شحناتها إلى طريق رأس الرجاء الصالح، ما يعني زيادة فترة الرحلات حوالي أسبوعين ودفع تكاليف وقود إضافي.
ي.أ/ أ.ح (د ب أ، رويترز)
بالصور: استئناف الملاحة في قناة السويس بعد تعويم "إيفر غيفن"
أعلنت هيئة قناة السويس استئناف حركة الملاحة في القناة بعد النجاح إعادة تعويم سفينة الحاويات الضخمة "إيفر غيفن" التي سدت الممر المائي لقرابة أسبوع. آثار الحادث قد تستمر لأسابيع وربما أشهر على حركة نقل البضائع العالمية.
صورة من: Suez Canal Authority/REUTERS
أعلنت هيئة قناة السويس المصرية استئناف حركة الملاحة في القناة بعد إعادة تعويم سفينة الحاويات الضخمة "إيفر غيفن" التي سدت الممر المائي لقرابة أسبوع. وتم تعديل وضع السفينة التي تزيد حمولتها عن 200 ألف طن فجر الاثنين بمشاركة أكثر من 10 قاطرات.
صورة من: Suez Canal Authority/REUTERS
وكانت الشركة المالكة للسفينة قد أعلنت السفينة التي جمحت لستة أيام، قد "استدارت" بزاوية 30 درجة نحو القناة بعد مناورات الشد لتعويم السفينة العملاقة. بدوره قال أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس إن 369 سفينة على الأقل تنتظر عبور القناة ومن بينها عشرات من سفن الحاويات وسفن البضائع الصب وناقلات النفط وناقلات الغاز الطبيعي المسال أو غاز البترول المسال.
صورة من: AFP/Getty Images
وحتى مع عودة الحركة في القناة فإن الاضطرابات في حركة نشاط الشحن العالمي "قد يستغرق زوالها أسابيع وربما تمتد لأشهر"، كما قالت مجموعة ميرسك للشحن، وهي أكبر شركة لشحن الحاويات في العالم، في بيان استشاري لها.
صورة من: Suez Canal Authority/dpa/picture alliance
فجر الثلاثاء 24 مارس/ آذار جنحت ناقلة الحاويات العملاقة "إم في إيفر غيفن" لتسد قناة السويس في مصر بسبب رياح قوية وارتطامها بالأرض. الناقلة كانت متجهة إلى ميناء روتردام في هولندا.
صورة من: Suez Canal Authority/REUTERS
رغم أن مصر قامت ببناء وافتتاح فرع جديد لقناة السويس في عام 2015 من أجل الحد من أوقات انتظار السفن على جانبي القناة، إلا أن هذا الفرع يبدأ شمال موقع الحادث، ما أدى إلى تعطل حركة الملاحة في القناة بشكل كامل.
صورة من: Reuters/A. Abdallah Dalsh
تعبر القناة يوميا في المتوسط حوالي 50 سفينة مختلفة الأحجام والأوزان. وبحسب شركة أخبار وبيانات الشحن العالمية "لويدز ليست" فان "طابور انتظار عبور قناة السويس" يضم أكثر من 200 سفينة "عالقة الآن بسبب الغلق"في يومه الرابع. وأشارت "لويدز ليست" إلى أن "الحسابات التقريبية" تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Shaker
توفر قناة السويس على السفن التجارية الكثير من الوقت والتكلفة. فعلى سبيل المثال، فإن الرحلة من سنغافورة إلى روتردام في هولندا تقصّرها القناة من 11755 إلى 8281 ميلاً بحرياً، أي أنها أقصر بنحو 30 في المائة.
صورة من: Yan Liang/Xinhua/Zuma/picture alliance
تحاول السلطات المصرية، باستخدام قوارب قطر، إخراج السفينة من موقع الارتطام وإدارتها فيها القناة، بحيث تتمكن من الحركة مجدداً. عملية تعويم السفينة الجانحة ما تزال تجري عن كثب، وأبدت دول عديدة استعدادها لمساعدة مصر.
صورة من: AP/picture-alliance
تعتبر "إم في إيفر غيفن"، التي ترفع علم بنما، من أضخم الناقلات البحرية في العالم، إذ تستطيع حمل حوالي 20 ألف حاوية نقل. وكان من المفترض أن تصل إلى روتردام في الأول من أبريل/ نيسان. ولكن يبدو أنها لن تتمكن من الالتزام بهذا الموعد!
صورة من: Gehad Hamdy/dpa/picture alliance
في تاريخ 2019.05.11 عبرت حاملة الطائرات الأمريكية ابراهام لينكولن قناة السويس باتجاه بحر الخليج. و"أبراهام لنكولن" هي حاملة طائرات عملاقة من فئة "نيمتز"، وتعد من أضخم السفن الحربية في العالم. وشاركت في عام 1991 في عملية عاصفة الصحراء لتحرير الكويت، كما قادت قوة المهام الموحدة في الصومال في عامي 1992-1993، وفي مطلع القرن الحالي، شاركت في غزو أفغانستان عام 2001 وغزو العراق عام 2003.
صورة من: picture-alliance/ZUMA Wire/US Navy
تحيي مصر سنويا ذكرى حرب اكتوبر (1973.10.06) التي يطلق عليها في القاموس الاسرائيلي حرب يوم (عيد) كيبور التي اطلقتها اسرائيل، لكن الجيش المصري أحدث المفاجأة باجتياز خط برليف وتحرير قناة السويس التي كانت عبر العصور أيضا مسرحا لحروب. حرب 1973 أعقبتها مفاوضات قادت إلى معاهدة كامب ديفيد للسلام التاريخية بين مصر وإسرائيل سنة 1978.
صورة من: picture-alliance/dpa
يعود افتتاح قناة السويس إلى 1869 واستغرق بناؤها 10 سنوات، وساهم في عملية الحفر ما يقرب من مليون عامل مصري، تقول مصادر أنه مات منهم أكثر من 120 ألف أثناء عملية الحفر نتيجة الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة. وفي منتصف نوفمبر تشرين ثاني من عام 1869افتتح الخديو اسماعيل مشروع قناة السويس في حفل ضخم.
إعداد. يان دافيد فالتر/ ي.أ/م.س