"قناة سويس على قضبان"- سيمنس تشيد خط قطار فائق السرعة بمصر
١ سبتمبر ٢٠٢١
وقعت شركة سيمنس الألمانية عقداً بمليارات الدولارات مع مصر لإنشاء خط قطار فائق السرعة يربط البحر الأحمر بالمتوسط. ووصف المدير التنفيذي للشركة المشروع بأنه "قناة سويس على قضبان". فما تفاصيل المشروع؟
إعلان
وقعت شركة سيمنس الألمانية العملاقة للصناعات الهندسية عقداً مع القاهرة لإنشاء أول شبكة سكك حديدية كهربائية في مصر، والتي ستوّرد من أجلها في المرحلة الأولى قطارات فائقة السرعة وقطارات إقليمية ووحدات للتحكم في الإشارات وتقنياتها، في صفقة تقدر قيمتها بـ3 مليارات دولار.
وقال رئيس مجلس إدارة الشركة، رولاند بوش، في القاهرة اليوم الأربعاء (الأول من أيلول/سبتمبر) إنه تم الآن توقيع عقد لإنشاء أول 660 كيلومتراً من الشبكة فائقة السرعة المخطط لها، والتي يبلغ إجمالي طولها 1800 كيلومتر. ووصف بوش المشروع بأنه "قناة السويس على قضبان بالنسبة للاقتصاد المصري"، في إشارة إلى أنه يربط البحر الأحمر بالمتوسط، مضيفاً أن الخط سيقلص زمن الرحلات بما يصل إلى النصف. وشهد التوقيع رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، بحضور وزير النقل كامل الوزير، والسفير الألماني بالقاهرة فرانك هارتمان.
وإلى جانب سيمنس، تقدم اتحادان صينيان ومجموعة "ألستوم" الفرنسية بطلب للحصول على الصفقة الكبيرة. وقال بوش: "لا يمكنك إنجاز مشروع كهذا بدون دعم سياسي"، معرباً عن شكره للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وفي المرحلة الأولى، تعتزم شركة سيمنس بالتعاون مع شركتي "أوراسكوم للإنشاءات" و"المقاولون العرب" بناء خطط سكك حديدية لنقل الركاب والبضائع بطول 660 كيلومتراً من الإسكندرية المطلة على البحر المتوسط إلى العين السخنة المطلة على البحر الأحمر. والعين السخنة ميناء ومجمع صناعي رئيسي يقع إلى الجنوب مباشرة
من قناة السويس، أسرع رابط بحري بين أوروبا وآسيا.
"المصريون يشترون الأحدث"
ووفقاً لبيان تم نشره على صفحة رئاسة الوزراء المصرية على موقع فيسبوك، فقد جرى توقيع عقد تصميم وتوريد وتنفيذ وصيانة لمدة 15 عاماً وتوفير تمويل الخط الأول من شبكة القطار الكهربائي السريع (السخنة - الإسكندرية- العلمين - مطروح) بطول 660 كلم، وبتكلفة إجمالية تبلغ 4,45 مليار دولار. ويذهب ثلثا قيمة العقد إلى سيمنس، بحسب بيانات رئيس فرع النقل في الشركة "سيمنس موبيليتي"، ميشائيل بيتر.
وذكر بيتر أن قطارات الركاب سيُجرى تصنيعها في مصانع الشركة بكريفيلد، بينما سيُجرى تصنيع القاطرات التي ستُستخدم في حركة نقل البضائع في كريفيلد وميونخ، وسيُجرى إعداد التقنيات الخاصة بإشارات السكك الحديدية في براونشفايغ، وقال: "المصريون يشترون أحدث" ما هو موجود.
ومن المقرر أن يربط مساران إضافيان من الشبكة الجديدة العاصمة القاهرة، بسكانها البالغ عددهم 20 مليون نسمة، على طول نهر النيل بأسوان، والأقصر بسفاجا عبر الغردقة. والمنتظر إتمام المفاوضات بشأن هذا التوسع خلال الأشهر المقبلة. وقال بوش: "هذا المشروع الرائد سيوفر فرص عمل، وسيحفز النمو الاقتصادي، وسيحسن نوعية الحياة لملايين الناس"، مضيفاً أن الخط الأول وحده مصمم لاستيعاب 30 مليون مسافر ونقل حمولة بضائع تقدر بـ 3,1 مليون طن-كيلومتر سنوياً.
من المقرر تشغيل المرحلة الأولى في الشبكة الجديدة تدريجياً خلال الفترة من عام 2023 حتى عام 2027. وقال وزير النقل المصري، اللواء كامل الوزير: "المشروع سيساعد أيضاً في دعم السياحة عبر وسيلة نقل سريعة وحديثة وآمنة". وأوضح وزير النقل بأن العقد يتضمن تنفيذ خط قطار كهربائي سريع (ركاب وبضائع) يربط بين مدينة العين السخنة على ساحل البحر الأحمر بمدينة مطروح على ساحل البحر المتوسط، مروراً بالعاصمة الإدارية الجديدة وحلوان ومدينة السادس من أكتوبر والإسكندرية ومدينة برج العرب والعلمين، بطول 660 كلم، ويشتمل على 21 محطة.
ومصر بها شبكة كبيرة للسكك الحديدية لكنها تعاني منذ عقود من قلة الاستثمار والحوادث. وسرعت الحكومة في السنوات القليلة الماضية مسعى خاصاً بالبنية التحتية يشمل تطويرا سريعا لشبكة الطرق وتوسيعا لقناة السويس.
م.ع.ح/إ. ف. (د ب أ ، رويترز)
القطارات السريعة – ثورة في عالم التنقل والسفر!
يحاول المهندسون منذ مطلع 2016 تطوير قطار فائق السرعة تصل سرعته إلى 1200 كلم/ساعة يسير في أنبوب شبه خال من الهواء، بينما بدأ العمل بأول قطار سريع سنة 1964، وهناك حاليا الكثير من هذه القطارات، نتعرف على أهمها.
صورة من: Hyperloop Technologies
قدم الملياردير الأمريكي إلون موسك خطة جديدة في عالم التكنولوجيا المتطورة تضاهي حلمه في غزو الفضاء وتسيير رحلات تجارية سياحية عبر شركته "سبايس إكس". والحلم الجديد لموسك هو قطار يسير بسرعة 1200 كلم/ساعة. وبدأ العمل في المشروع الجديد مطلع عام 2016 في سانت فرانسيسكو بالتعاون مع شركة "تيسلا" المصنعة للسيارات.
صورة من: picture-alliance/SpaceX via AP/P. Larson
القطار الجديد اسمه "هايبرلوب" ويسير على سكة حديد في أنبوب خاص يكون فيه الضغط منخفضا جدا حتى لا يؤثر على سرعة القطار. ولا يمكن إفراغ الأنبوب بالكامل من الهواء من الناحية التقنية، إذ تحتوي الأنانيب التي يمر عبرها هذا القطار على كمية قليلة من الهواء.
صورة من: Hyperloop Technologies
الجديد في المشروع العملاق لقطارات "هايبرلوب" هو أنه يمكنه السفر عبر أنبوب يمر عبر نفق تحت البحر مثلا. وهذا ما قد يسهل الحصول على الموافقات الرسمية لبنائه. المشروع ما زال قيد التجربة، وتجرى التجارب بالقرب من مدينة لاس فيغاس الأمريكية في ولاية نيفادا.
صورة من: Hyperloop Technologies
يطير "هايبرلوب" على وسادات هوائية تنشأ بسبب السرعة الفائقة للقطار. ويمكن للقطار أن يصل إلى سرعة 1200 كلم/ ساعة. وما زالت هناك بعض المخاوف على صحة الإنسان بسبب السرعة الكبيرة هذه والتي قد تؤثر على جسمه. بالإضافة إلى ذلك لا يعرف حتى الآن كيف يمكن إنقاذ حياة شخص ما في حالة الطوارئ أثناء سير مثل هذه القطار.
صورة من: picture-alliance/SpaceX via AP/P. Larson
تجربة الأنابيب المفرغة من الهواء ليست بالجديدة في عالم قطارات السرعة، ففي سويسرا قام المهندسون ببناء نفق خاص لعبور قطار الأنفاق (الميترو) يربط المدن الرئيسية في البلد. ويمكن للقطار السويسري السير بسرعة 500 كلم/ ساعة لكنه يختلف في التقنية، إذ يعتمد على تقنية القطار المغناطيسي.
صورة من: picture-alliance/dpa/Swissmetro
أما قطار "ماغليف" المغناطيسي الياباني الطائر فنجحت تجربته واستطاع القطار أن يصل إلى سرعة 603 كلم/ ساعة دون مشاكل. وسيبدأ العمل بالقطار الجديد في سنة 2027 ليربط بين طوكيو وناغويا.
صورة من: picture-alliance/dpa
يتميز قطار "ماغليف" بشكله الغريب ويعمل بالقوة المغناطيسية ومنها جاء اسمه "ماغنيتيك ليفيتيشن" وتعني القطار المغناطيسي المعلق. وتتحكم هذه الطاقة بحركة وسير وتوقف القطار.
صورة من: picture-alliance/AP/Yomiuri Shimbun
أما "ترانسرابيد" شنغهاي فيعد حاليا أسرع قطار في العالم. ويسير القطار بتقنية "التحليق المغناطيسي" أيضا وتصل سرعته إلى 430 كلم/ساعة. ويمكن للقطار أن يوصل ركابه من أطراف مدينة شنغهاي إلى مطار المدينة ويقطع مسافة 30.5 كيلومترا في 8 دقائق فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
التقنية التي استعملت مع القطار الصيني هي ألمانية وكانت قد اختبرت بنجاح من قبل شركتا سيمنس وتيسن كروب. وسار القطار التجريبي لأول مرة بهذه التقنية سنة 1983. لكن التجارب الألمانية لهذه التقنية توقفت بسبب عدم توافق الساسة الألمان عليها وعلى تمويل مشاريعها الباهظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
تعتمد شركة القطارات الألمانية "دويتشه بان" على قطارها السريع "إي أس يي"، والذي نجح في سنة 1988 في الوصول إلى سرعة 406 كلم/ ساعة. وتسير قطارات "إي أس يي" في العادة بسرعة تصل إلى 300 كلم/ساعة. ولقيت هذه القطارات إقبالا وطلبا كبيرا عليها، وأصبحت تسير في إسبانيا والصين وروسيا وبريطانيا وتركيا.
صورة من: imago/imagebroker
قطارات "إي أس يي" من نوع "فيلارو" لا تحتوي على محركات مركزية تقليدية، وإنما محركات تعمل تحت جميع محاور العربات وأسرع قطار من هذا النوع يسير في الصين واستطاع في سنة 2010 الوصول إلى سرعة 486 كلم/ساعة. أما القطارات الأخرى في الصين من "إي أس يي" فلا تتجاوز سرعتها 380 كلم/ساعة.
صورة من: imago/UPI Photo
أما أسرع القطارات التقليدية حاليا فما زال قطار "تي غي في" الفرنسي الذي بدأ العمل به في سنة 1981. وتصل سرعة الموديلات الحديثة منه إلى 574 كلم/ساعة، فيما تسير القطارات الأخرى من "تي غي في" حاليا بسرعة 320 كلم/ساعة. وتسير هذه القطارات في فرنسا وألمانيا وبلجيكا وبريطانيا وسويسرا وإيطاليا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Sasso
كان القطار الياباني "شنكانسين" أول قطار سريع في العالم بعد أن وصل إلى سرعة 210 كلم/ساعة في سنة 1964 أثناء الألعاب الأولمبية الصيفية في طوكيو. وتسير هذه القطارات حاليا بسرعة لا تتجاوز 320 كلم/ساعة.
صورة من: cc-by-sa/D A J Fossett
لكن زيادة السرعة هي ليست التطور التكنولوجي الوحيد التي تسعى لتحقيقه شركات القطارات، ففي ألمانيا قررت شركة القطارات "دويتشه بان" استخدام قطار "إي أس يي4" الذي يحتوي على 12 عربة ويتسع إلى 830 مسافرا ويصل طوله إلى 350 مترا ليكون القطار السريع الأكبر في العالم. لكن القطار الجديد سوف لن ينافس في عالم السرعة إذ تصل سرعته القصوى إلى 250 كلم/ ساعة فقط.