قنبلة.. صدمة.. وعرفان- لاعبو بايرن يعلقون على زلزال هونيس
٢٤ يوليو ٢٠١٩
بانت معالم نهاية فترة لا تُنسى في تاريخ بايرن ميونخ بعد الأنباء عن نية رئيسه أولي هونيس عدم الترشح مجدداً لرئاسة النادي في مفاجأة عقدت لسان نجوم بطل الدوري الألماني، فماذا قالوا؟
إعلان
"كان الأمر بمثابة القنبلة التي لم أسمع دوي سقوطها بعد. متى سيتوقف؟" بهذه العبارة علّق نجم بايرن ميونخ والمنتخب الألماني يوشوا كيميش عن أنباء تحدثت عن نية رئيس بايرن ميونخ أولي هونيس (67 عاماً) عدم الترشح مجدداً لرئاسة النادي. وأضاف كيميش: "لم أعرف بايرن إلا مع أولي هونيس. لا أعلم ما إن كان الأمر حقيقة أو مجرد إشاعة. لا يمكنني تصور الأمر مطلقاً".
وكانت صحيفة "بيلد" الألمانية قد كشفت أن هونيس في صدد إنهاء فترة طويلة من البقاء على كرسي الرئاسة في النادي البافاري. وهونيس، طيلة 40 عاما قضاها في مملكته البافارية، فاز مع الفريق بـ44 لقباً، منها 24 لقباً للدوري الألماني، وأربعة عشر كأس ألمانيا وبطولتين لدوري أبطال أوروبا خلال كافة المناصب التي تولاها هونيس.
أما ديفيد آلابا فأكد أن من الصعب عليه "تصور بايرن بدون أولي"، وقال المدافع النمساوي: "في اللحظة الأولى كان الأمر صدمة كبيرة. لم أكن على استعداد لسماع مثل هذا الخبر".
بيد أن لاعبين آخرين في صفوف النادي البافاري كانوا أكثر حذراً في تصريحاتهم، إذ قال لاعب وسط ميدان بايرن ليون غوريتسكا الذي أحرز هدف الفوز على ميلان في كأس الأبطال الودية أمس الثلاثاء: "هو الشخص الأكثر تأثيراً على مدى عقود طويلة من الزمن. أمر فريد من نوعه. لا أستطيع أن أقول المزيد عن ذلك. من الأفضل الانتظار حتى يتحدث هونيس شخصياً عن الأمر".
مهاجم الفريق توماس مولر لم يرغب في التعليق على وداع محتمل قريب من أولي هونيس، وقال: "سمعنا عن الأمر في وسائل الإعلام فقط، لا توجد لدي أي معلومات أخرى". وكذلك بدا مدرب الفريق نيكو كوفاتش، الذي امتنع عن التعليق.
في المقابل، ركز الحارس البديل سفين أولرايش في تعليقه على ما قدمه هونيس للنادي، قائلا: "أولي هونيس شخص جيد، لقد بنى بايرن، وهذا إنجاز حياته الأكبر، لكنه يستحق أيضاً قضاء المزيد من الوقت مع عائلته. العمل في موقع قيادي مرتبط عادة بالكثير من الوقت والمشقة. لكن لولا جهده هذا لما وصل بايرن إلى المستوى الذي هو عليه اليوم. لقد فعل أشياء رائعة للنادي. ومن المؤكد أنه سيبقى على اتصال بأوساط النادي حتى بعد تنحيه".
إدارة بايرن لم تقدم إلى الآن أي توضيحات بشأن تقرير بيلد المفاجئ. ورئيس النادي كارل-هاينز رومنيغه رفض التعليق على هذه الأنباء.
وكان أولي هونيس قد ألمح في ربيع هذا العام إلى قراره هذا بشأن مستقبله مع النادي، وفي هذا السياق قال موقع مجلة "شتيرن" الألمانية إن هونيس "كان يتردد دائماً في صياغة القرار المناسب لهذا الأمر. فقد كان ينوي أساساً الحديث عن ذلك صراحة في نهاية موسم 2018/ 2019"، وهو ما حصل في نهاية الأمر.
وأضافت الصحيفة الألمانية أن الرئيس التنفيذي السابق لشركة أديداس وعضو مجلس الإشراف على النادي هربرت هاينز (65 عاماً) هو المرشح المفضل لدى هونيس لخلافته كرئيس للنادي. وفي حال تولي أوليفر كان حارس مرمى الفريق السابق، منصب المدير التنفيذي للفريق بدلاً من كارل هاينز رومينغيه في 2021، فإن النادي البافاري سيدخل حقبة جديدة.
وكان هونيس قد قال في مقابلة صحفية في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي: "قد أبقى في هذا المنصب لعامين أو ثلاثة، وأريد تسليم خليفتي نادياً قوياً بخزائن مليئة".
ولعب هونيس بقميص النادي البافاري حتى عام 1979، وبعد نهاية مشواره الرياضي المبكرة كُلف بمنصب قيادي في النادي. وفي عام 2009 أصبح رئيساً للنادي، لكنه تخلى عن المنصب مطلع حزيران/ يونيو 2014 خلال فترة سجنه بسبب التهرب الضريبي. وبعد إطلاق سراحه عاد إلى صفوف النادي في خريف 2016، ليتولى رئاسة النادي من جديد عام 2017.
يُذكر أن البافاري أنهي جولته في الولايات المتحدة للمشاركة في بطولة "الكأس الدولية للأبطال" وهي بطولة ودية، حيث فاز على ريال مدريد وميلان وخسر أمام أرسنال الإنجليزي.
ع.غ
أولي هونيس..4 عقود في هندسة نجاحات بايرن ميونيخ
منذ 40 عاما يعمل أولي هونيس في خدمة بايرن ميونيخ. رئيس النادي البافاري برع في إدارة الفريق وقاده إلى اعتلاء منصات التتويج والهيمنة على الكرة الألمانية طويلاً. ملف صور يعرفك أكثر من شخصية هونيس متعددة الأوجه.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
أصغر مدير في تاريخ "البوندسليغا"
اعتزل أولي هونيس عالم الساحرة المستديرة بعمر لم يتجاوز السابعة وعشرين سنة، وذلك بسبب إصابة قوية في الركبة. وفاز أولي هونيس كلاعب بكأس العالم سنة 1974 مع منتخب ألمانيا الغربية. وأصبح هونيس أصغر مدير للنادي في تاريخ البوندسليغا، حيث عينه رئيس بايرن ميونيخ آنذاك ويلي هوفمان في ذلك المنصب المهم في الفريق.
صورة من: picture-alliance/S. Simon
موهبة إدارية منذ الصغر
حتى أثناء فترة لعبه فوق المستطيل الأخضر، أثبت أولي هونيس موهبته الإدارية، فقد ساهم سنة 1978 في حصول بايرن ميونيخ على اتفاقية رعاية مع شركة في مسقط رأسه مدينة أولم، التي تقع في ولاية بادن فورتمبرغ الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Bajzat
أول صفقة كبيرة
عندما تولى أولي هونيس منصب مدير نادي بايرن ميونيخ، كان يتحتم على النادي دفع ديون بلغت قيمتها سبعة ملايين مارك ألماني (العملة آنذاك). وقال هونيس عن تلك المرحلة "الشيء الأهم كان هو جعل بايرن ميونيخ بلا ديون". وانتعشت خزائن النادي البافاري بمبلغ 11 مليون مارك بعدما نجح أولي هونيس في بيع النجم كارل هاينز رومينيغه، ما ساعد مدير بايرن ميونيخ في تسديد ديون الفريق كاملة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Ansa
العدو اللدود ليميك
كان ويلي ليميك (يمين الصورة) عدو أولي هونيس اللدود، فقد أطلق ليمك، الذي كان يشغل منصب مدير فريق فيردر بريمن في منتصف فترة الثمانينيات عدة تصريحات قوية ضد هونيس على غرار "الغطرسة التي لا يمكن تجاوزها"، في حين رد عليه هونيس بـ "المُحرض".
صورة من: picture-alliance/dpa/Schilling
شجار مع داوم
من الأمور الحافلة أيضاً في مسيرة أولي هونيس هو شجاره مع مدرب فريق كولونيا كريستوف داوم، ففي برنامج رياضي كان يُذاع على القناة الألمانية الثانية، قال أولي هونيس وهو ينظر إلى ديكور الاستوديو "أنت تُبالغ في تقدير نفسك، يجب أن تنظر إلى فوق وترى أنّ هذه كرة وليست هالة". بينما رد عليه داوم قائلاً "حتى أصل إلى مقياس المبالغة (الذي تتحدث عنه)، يجب أن يكون عمري مائة سنة".
صورة من: picture-alliance/Alfred Harder
علاقة خاصة مع هاينكس
اعترف أولي هونيس أن "الانفصال المبكر عن يوب هاينكس سنة 1991 كان من أسوأ أخطائي". بيد أن هونيس استفاد من الخطأ، وتعاقد مع يوب هاينكس لتولي تدريب بايرن ميونيخ، حيث قاد المدرب الألماني الفريق البافاري إلى الفوز بعدة ألقاب. وتجمع أولي هونيس علاقة صداقة وثيقة مع يوب هاينكس.
صورة من: picture-alliance/dpa/Rauchensteiner
الثلاثية التاريخية
ستبقى سنة 2013 خالدة في ذهن أولي هونيس ومشجعي بايرن ميونيخ على حد سواء، إذ قاد المدرب يوب هاينكس الفريق البافاري إلى الفوز بثلاثية تاريخية: لقب الدوري الألماني لكرة القدم، كأس ألمانيا ومسابقة دوري أبطال أوروبا، التي فاز بها الفريق على حساب غريمه التقليدي بوروسيا دورتموند.
صورة من: picture-alliance/dpa
يساعد في أوقات الحاجة
يُقدم أولي هونيس يد المساعدة قدر استطاعته إلى من يحتاجها، فقد استفادت بعض الفرق الكروية من كرمه على غرار فريق سانت باولي ومنافسه التقليدي بوروسيا دورتموند.
صورة من: picture-alliance/dpa
متقلب المزاج
علاقة أولي هونيس مع الجماهير متناقضة نوعاً ما، ففي بعض الأحيان يُقدم نفسه كواحد من القريبين من الجماهير (انظر الصورة)، ويُوزع عليهم النقانق. في حين يصيبه الغضب في أوقات آخرى ويُعبر عن ذلك علنية.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon/F. Hoermann
دموع أثناء أزمة التهرب الضريبي
في الاجتماع السنوي العام سنة 2013 لم يشعر أولي هونيس بالخجل من ذرف دموعه أمام الملأ، ففي تلك الفترة كانت التحقيقات جارية مع هونيس بسبب قضية التهرب الضريبي التي تورط فيها، ما دفعه إلى الاستقالة من رئاسة بايرن ميونيخ.
صورة من: Reuters
ثلاث سنوات ونصف في السجن
سنة 2014 أُدين أولي هونيس بتهمة التهرب الضريبي (28.5 مليون يورو)، وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات ونصف. وقرر هونيس عدم استئناف قرار المحكمة ودخل السجن، وأمضى فيه نصف العقوبة وخرج سنه 2016. وفي نفس السنة أيضاً، أصبح هونيس مرة أخرى رئيساً لبايرن ميونيخ.
صورة من: Reuters
آراء متباينة
منذ سنوات، يُشكل أولي هونيس مع الرئيس التنفيذي لبايرن ميونيخ كارل هاينز رومينيغه رئاسة مزدوجة. ولا يُعبر الشخصان دائماً عن رأي مُوحد، فمثلاً يُعبر هونيس عن دعمه الواضح لمدرب الفريق نيكو كوفاتش، بينما يُوجه رومينيغه انتقادات علنية إلى المدرب الكرواتي الشاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Revierfoto
وقت أكثر لسوزان
استطاع أولي هونيس تحويل بايرن ميونيخ إلى علامة تجارية عالمية. هكذا لخص المدرب الألماني يوب هاينكس فترة إشراف هونيس على النادي البافاري. وأعلن هونيس في وقت سابق أنه سيرحل على النادي خلال سنتين أو ثلاثة سنوات على أقصى تقدير، حيث سيكون بمقدرته قضاء كثير من الوقت مع زوجته سوزان، التي يرتبط بها منذ سنة 1973.
صورة من: picture-alliance/nordphoto/Straubmeier
مُحب للغولف
تُعد ممارسة الغولف من الهوايات المُفضلة لرئيس بايرن ميونيخ أولي هونيس، الذي يقول عن هذه الهواية "أعتقد أن لاعبي كرة القدم بمقدورهم أن يكونوا لاعبي غولف من الطراز الجيد"، وأضاف: "أولاً، جميعهم رياضيون للغاية. وثانيا لديهم شعور معين بلمس الكرة، ما يعني أن لديهم ميزة ضرب الكرة دون الحاجة للقيام بتمارين كثيرة". إعداد: شتيفن نيستلر/ر.م