وصلت قوات أمريكية إلى إسرائيل لإنشاء مركز تنسيق لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، دون دخول القطاع. التحرك يتزامن مع التحضير لقمة شرم الشيخ، التي وصفتها وزيرة الخارجية الأمريكية ماركو روبيو بأنها "حدث تاريخي فريد".
بدأت قوات أمريكية بدأت في الوصول إلى إسرائيل لإنشاء مركز تنسيق يشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. (ارشيف)صورة من: Jim Vondruska/REUTERS
إعلان
صرح مسؤولان أمريكيان أن قوات أمريكية بدأت في الوصول إلى إسرائيل لإنشاء مركز تنسيق يشرف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة. وفقا لما صرح به مسؤولان.
ونقلت شبكة ايه بي سي نيوز عن المسؤولين تأكيدهما أن أي من القوات الأمريكية لن تدخل غزة.
وبحسب أحد المسؤولين الأميركيين، فإن عدد القوات المرسلة إلى إسرائيل يبلغ 200 جندي، وهم متخصصون في مجالات النقل والتخطيط واللوجستيات والأمن والهندسة. وأوضح المسؤول أنّ دور هؤلاء الجنود "سيكون الإشراف والمراقبة والتأكّد من عدم وجود انتهاكات. ستكون مهمّتهم الأساسية الإشراف".
وأوضح أن مسؤولين عسكريين مصريين وقطريين وأتراكا وربما أيضا إماراتيين سينضمون إلى الفريق.
وأشارت الشبكة إلى أن مركز التنسيق يُنظر إليه باعتباره خطوة أولية تمهد الطريقأمام تنفيذ اتفاق غزة ما سيتطلب تنسيقا واسعا في الجوانب الإنسانية واللوجستية والأمنية.
وقال المسؤولان إن الأدميرال براد كوبر، الذي يشرف على القوات الأمريكية في المنطقة كرئيس للقيادة المركزية الأمريكية، موجود في إسرائيل منذ أمس الجمعة. واعتبر مسؤول أمريكي أنّ "إشراك الأدميرال كوبر منح الكثير من الثقة والأمان للدول العربية، وبهذه الطريقة فقد تمّ نقل رسالة إلى حماس مفادها أنّنا نتولى دورا قويا للغاية، أو أنّ الرئيس يتّخذ موقفا قويا للغاية في دعمه لضماناته والتزاماته".
وبحسب المسؤول فإنّ الغرض من وجود العسكريين الأمريكيين هو "المساعدة في إنشاء مركز التحكم المشترك ومن ثم دمج سائر القوات الأمنية التي ستدخل إلى هناك لتجنّب أيّ احتكاك مع الجيش الإسرائيلي".
"حدث فريد"
وفي سياق متصل، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن قمة شرم الشيخ المرتقبة سوف تمثل حدثا "تاريخيا فريدا" من نوعه.
وخلال اتصاله مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، بحث الوزير الأمريكي "بشكل مستفيض، تفاصيل الترتيبات الخاصة بقمة شرم الشيخ التى ستعقد برئاسة مشتركة بين (الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي و (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، بما فى ذلك الترتيبات الموضوعية الخاصة بالقمة".
وبحسب بيان الخارجية المصرية، فإن الوزيرين قد بحثا المشاركة الدولية فى قمة شرم الشيخ، فضلا عن ترتيبات تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق غزة.
يشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قد دخل حيّز التنفيذ ظهر الجمعة في غزة، ما دفع آلاف النازحين للعودة إلى ديارهم في القطاع الذي دمّرته حرب استمرت عامين.
تحرير: خالد سلامة
غزة.. حين يصدح العود يصمت ضجيج الحرب لوهلة
وسط أنقاض غزة وخرائبها يتمسّك الموسيقيون الشباب بآلاتهم ويجدون بين الجوع والخوف والفقد لحظةً من الأمل والكرامة، تولد من بين أنغام الموسيقى.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
معا للتغلب على الخوف
صف في مدرسة كلية غزة.. الجدران مخرقة بندوب الشظايا وزجاج النوافذ تناثرت أشلاؤه مع عصف القذائف. في إحدى قاعاتها الصغيرة، تجلس ثلاث فتيات وصبي في درس في العزف على الغيتار، أمام معلمهم محمد أبو مهدي الذي يؤمن الرجل أن للموسيقى قدرة على مداواة أرواح أهل القطاع، وأن أنغامها قد تخفف من وطأة القصف، ومن مرارة الفقد ومن قسوة العوز.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
مواصلة الدروس
في مطلع العام الماضي كان أحمد أبو عمشة، أستاذ الغيتار والكمان، ذو اللحية الكثّة والابتسامة العريضة، من أوائل أساتذة المعهد الوطني للموسيقى "إدوارد سعيد" وطلابه الذين شردتهم الحرب لكنه بادر إلى استئناف تقديم الدروس مساءً لنازحي الحرب في جنوب غزة. أمّا اليوم، فقد عاد ليستقرّ مجدداً في الشمال، في مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
"الموسيقى تمنحني الأمل"
"الموسيقى تمنحني الأمل وتخفف من خوفي"، تقول ريفان القصاص، البالغة من العمر 15 عاما وقد بدأت تعلم العزف على العود في ربيعها التاسع. وتأمل القصاص في أن تتمكن يوما ما من العزف في خارج القطاع. القلق كبير بين الناس من أن يتم اقتلاعهم مرة أخرى بعد قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي في 8 أغسطس/ آب السيطرة على مدينة غزة.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
ظروق قاسية
أمام خيمة مدرسي الموسيقى تقع مدينة غزة وقد استحالت إلى بحر من الحطام والخراب. يعيش معظم السكان في ملاجئ أو مخيمات مكتظة، وتشح المواد الغذائية والمياه النظيفة والمساعدات الطبية. ويعاني الطلاب والمعلمون من الجوع ويصعب على بعضهم الحضور إلى الدروس.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
شيء جميل بين الموت والحياة
الفلسطيني يوسف سعد يقف مع عوده أمام مبنى المدرسة المدمر. لم تنج من القتال سوى قلة قليلة من الآلات الموسيقية. يوسف البالغ من العمر 18 عاما لديه حلم كبير: "آمل أن أتمكن من تعليم الأطفال الموسيقى، حتى يتمكنوا من رؤية الجمال رغم الدمار".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
افتخار وكبرياء في القلب
من الطبيعي أن يتم عرض ما تعلمه الطلاب من العزف على الآلات الموسيقية في ظل الظروف الكارثية أمام الجمهور. في خيمة يعرض طلاب الموسيقى ما يمكنهم فعله ويحصدون تصفيقا حارا. المجموعة الموسيقية متنوعة. وتقول طالبة للعزف على الغيتار تبلغ من العمر 20 عاما: "أحب اكتشاف أنواع موسيقية جديدة، لكنني أحب الروك بشكل خاص. أنا من عشاق الروك".
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
سعداء ولو للحظة!
ولا يغيب الغناء عن المشهد، فتناغم أصوات الأطفال على خشبة مرتجلة يتناهى كنسمة مُرهفة، يخفف من وقع إيقاع الانفجارات القاتلة. تلك الانفجارات التي لا يدري أهل غزة إن كانوا سيفلتون من براثنها عند الضربة التالية أم سيكونون من ضحاياها.
صورة من: Dawoud Abu Alkas/REUTERS
الموسيقى في مواجهة الألم
يعزف أسامة جحجوح على آلة الناي وهي آلة موسيقية المستخدمة في الموسيقى العربية والفارسية والتركية. يقول: "أحيانا أعتمد على تمارين التنفس أو العزف الصامت عندما يكون القصف شديدا. عندما أعزف، أشعر أنني أستعيد أنفاسي، وكأن الناي يزيل الألم من داخلي".
أعده للعربية: م.أ.م