قوات النظام تتقدم في شرقي حلب وجهود دولية لإنهاء القتال
٣ ديسمبر ٢٠١٦
سيطر الجيش السوري على حي جديد شرقي حلب، بحسب المرصد السوري. وفي حين نفت وزارة الدفاع الروسية أن "موسكو تمنع إيصال مساعدات إنسانية إلى سكان حلب"، تسعى الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى قرار يطالب بإنهاء القتال في سوريا.
إعلان
تمكنت قوات الجيش السوري وحلفاؤه ليل الجمعة-السبت من السيطرة على حي طريق الباب شرق حلب، بينما يواصل الجيش عمليته لاستعادة كل المدينة، بحسب ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان اليوم السبت (الثالث من كانون الأول/ ديسمبر 2016). وقال المرصد في بيان "بهذه السيطرة تكون قوات النظام قد تمكنت من تأمين طريق مطار حلب الدولي الجديد". وأضاف المرصد أنه بالسيطرة على حي طريق الباب، فان النظام استعاد نحو 60% من شرق المدينة.
واستعاد الجيش السوري السيطرة على الطريق التي تربط بين الأحياء الغربية للمدينة التي يسيطر عليها النظام الى مطار حلب، الذي يسيطر عليه النظام. وتأتي سيطرة قوات النظام على حي طريق الباب بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى فرار المدنيين إلى حي الشعار القريب. ورأى مراسل لفرانس برس عددا قليلا من مسلحي المعارضة في منطقة الشعار مع تقدم القوات الحكومية، بينما أُغلقت المحلات التجارية والمخابز بسبب القصف العنيف. ويفيد المرصد أن أكثر من 300 مدني بينهم 42 طفلا قتلوا في الأحياء الشرقية لحلب منذ بدء هجوم قوات النظام في الخامس عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، في حين قتل 59 في قصف للأحياء الغربية.
من جانبه نفى المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية ما قاله الناطق بلسان رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من إن موسكو "تمنع إيصال مساعدات إنسانية إلى سكان حلب"، طبقا لم ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء اليوم السبت. ولفت المتحدث إيغور كوناشينكوف إلى أن بريطانيا "لم تقدم شيئا لإغاثة سكان سوريا الذين يعانون من ويلات الحرب". وكانت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية قد نشرت بيانا للمتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، يقول إن روسيا "تمنع إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان حلب المحاصرة برفض وقف إطلاق النار".
على مسار آخر، بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة محادثات بشأن مسودة قرار يطالب بإنهاء القتال في سوريا وسط إحباط لدى بعض الدول والجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان بسبب المأزق الذي وصل إليه مجلس الأمن الدولي حيال الحرب الدائرة منذ حوالي ست سنوات. وطلب أكثر من ثلث أعضاء الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة هذا الأسبوع عقد اجتماع رسمي بشأن سوريا. ويقول دبلوماسيون إن من المرجح أن يعقد الاجتماع الأسبوع المقبل عندما يكون القرار الذي صاغته كندا جاهزا للتصويت عليه. والقرارات الصادرة عن الجمعية العامة غير ملزمة لكنها يمكن أن يكون لها ثقل سياسي.
حلب تئن تحت القصف والجوع ـ كارثة إنسانية بامتياز
فر آلاف الأشخاص من الأحياء التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق حلب. وتفيد الأمم المتحدة أن الوضع الإنساني بات كارثيا هناك، وحثت على وقف العمليات الحربية لإيصال المساعدات الضرورية، كما طالبت بتوفير الحماية للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
حذرت الأمم المتحدة من وضع "مخيف" في أحياء حلب الشرقية بعدما دفع التقدم السريع لقوات النظام على حساب الفصائل المعارضة أكثر من 20 ألف مدني إلى الفرار من شرق المدينة. وفي خسارة هي الأكبر منذ سيطرتها على شرق المدينة في 2012، فقدت الفصائل المعارضة الاثنين كامل القطاع الشمالي من الأحياء الشرقية.
صورة من: picture-alliance/AA
دعا بريتا حاجي حسن، رئيس المجلس المحلي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة، في حلب المجتمع الدولي والحكومة السورية لفتح ممر آمن لمساعدة المدنيين على مغادرة المدينة المحاصرة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الحكومة السورية اعتقلت المئات من الأشخاص الذين اضطروا للهرب من المناطق التي تسيطر عليه المعارضة في شرق المدينة.
صورة من: picture alliance/abaca/J. al Rifai
أعرب رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة ستيفن اوبراين عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المقلق والمخيف في مدينة حلب". كما كشفت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن نحو 20 ألف شخص فروا من مناطق شرق حلب خلال الأيام الثلاثة الماضية. وشاهد مراسلون دوليون في شرق حلب عشرات العائلات، معظم أفرادها من النساء والأطفال، تصل تباعاً سيراً على الأقدام.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي بتينا لوشر قالت في جنيف إن المدنيين في شرق حلب يواجهون ظروفاً "رهيبة" واصفة الوضع بأنه "انحدار بطيء نحو الجحيم". ويعاني أفراد العائلات الفارة، ومعظمهم من النساء والأطفال، من الإرهاق والبرد الشديد والجوع، حتى أن بعضهم ليس بحوزته المال لشراء الطعام.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
مشاهد الدمار تظهر في كل مكان في شرق حلب حيث أعلن جهاز الدفاع المدني نفاذ كامل مخزونه من الوقود، ودعا جميع "المنظمات الإنسانية والإغاثة والطبيّة التدخل السريع لوقف الكارثة الإنسانية التي يعيشها المدنيون". ويصطف الناس للحصول على شيء من الماء الذي تنقله حاويات.
صورة من: REUTERS/A. Ismail
غداة توجيه الأمم المتحدة نداء عاجلاً إلى الأطراف المتحاربة لوقف قصف المدنيين في شرق حلب، طالب وزير الخارجية الفرنسي الثلاثاء (29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) مجلس الأمن الدولي بعقد اجتماع "فوراً" من أجل "النظر في الوضع في هذه المدينة الشهيدة وبحث سبل تقديم الإغاثة لسكانها". ولا يبقى في مقدور مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا سوى المناداة والتحذير دون نتيجة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
في ظل عجز دولي كامل إزاء إيجاد حلول لتسوية النزاع المستمر منذ أكثر من خمس سنوات في سوريا، يبقى الأطفال السوريون الضحية الأولى التي تدفع الثمن بالموت أو الجوع والتشرد، علماً أن الأمم المتحدة أعربت عن "غاية القلق على مصير المدنيين بسبب الوضع المخيف في مدينة حلب"، وتحدثت عن توقف عمل جميع المستشفيات و"استنفاد شبه تام للمخزون الغذائي".
صورة من: Reuters/A. Ismail
قُتل 21 مدنياً، بينهم طفلان الأربعاء في قصف مدفعي لقوات النظام السوري استهدف الأحياء الشرقية في حلب، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، في حين أفادت وكالة الأنباء السورية عن ثمانية قتلى بينهم طفلان في الأحياء الغربية. وأشار المرصد إلى إصابة العشرات في القصف المدفعي الذي استهدف حي جب القبة الذي يقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في شرق حلب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Alhabi
وتبذل جمعية "الخوذ البيضاء" قصارى جهدها لانتشال ضحايا القصف. وكان عدد سكان شرق حلب قبل بدء الهجوم حوالي 250 ألفاً يعيشون في ظل حصار خانق تفرضه القوات النظامية منذ تموز/يوليو الماضي، ويعانون من نقص حاد في الغذاء والكهرباء والأدوية. وتظهر حلب حالياً وكأنها - في بعض أجزائها - مدينة أشباح يسودها الدمار.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Al-Masri
أعلن التحالف العسكري الذي يدعم الحكومة السورية أن الجيش السوري وحلفاءه يهدفون لانتزاع السيطرة على شرق حلب بالكامل من أيدي المعارضة المسلحة قبل تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب السلطة في يناير/ كانون الثاني المقبل، ملتزمين بجدول زمني تؤيده روسيا.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Ourfalian
10 صورة1 | 10
وكتبت كندا وكوستاريكا واليابان وهولندا إلى رئيس الجمعية العامة بيتر تومسون بالنيابة عن 74 دولة "نعتقد أن من الضروري للجمعية العامة أن تعبر عن إرادتها الجماعية وفقا لميثاق الأمم المتحدة وأن تتخذ إجراءات بشأن الوضع في سوريا". وستعبر مسودة القرار عن الغضب حيال تصاعد العنف في سوريا لاسيما في مدينة حلب، حيث تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 250 ألف شخص محاصرون منذ أشهر. وسيطالب بدخول المساعدات ووقف الهجمات العشوائية وغير المتكافئة وإنهاء الحصار. وأعلن ائتلاف من أكثر من 220 من جماعات المجتمع المدني من نحو 45 دولة -من بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش وأوكسفام وأنقذوا الأطفال- يوم الخميس أن مجلس الأمن فشل في حماية شعب سوريا ودعا إلى جلسة خاصة طارئة للجمعية العامة.
واستخدمت روسيا حليف الحكومة السورية حق النقض (الفيتو) ضد خمسة قرارات بشأن سوريا في مجلس الأمن منذ 2011. وانضمت الصين إلى موسكو في استخدام الفيتو ضد القرارات الأربعة الأولى. ويناقش مجلس الأمن المؤلف من 15 دولة منذ أسابيع مشروع قرار صاغته مصر وإسبانيا ونيوزيلندا يطالب بهدنة مدتها عشرة أيام في حلب. ولم يتحدد موعد للتصويت على المشروع الذي تعارضه روسيا حاليا.