قوات حفتر تتلقى ضربة مفاجئة قد تغير معطيات الصراع في ليبيا
٢٧ يونيو ٢٠١٩
قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية تؤكد سيطرتها على غريان، المدينة الاستراتيجية الواقعة على بعد 100 كلم جنوب غرب طرابلس والتي كانت قوات خليفة حفتر تتّخذها مقرّاً لقيادة عملياتها العسكرية.
إعلان
مسائية DW: جولة دبلوماسية جديدة للسراج في أوروبا.. ما أهدافها؟
24:48
أكد مصطفى المجعي، المتحدّث باسم قوات حكومة الوفاق، بأن مدينة غريان الليبية باتت "تحت السيطرة بالكامل". ووفق المتحدث فإن قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر كانت تتخذ من هذه المدينة "غرفة العمليات الرئيسية العسكرية بالمنطقة الغربية التي تقدّم الدعم اللوجستي لقواتها جنوب طرابلس".
في المقابل، تحدث مصدر عسكري من قوات الجنرال المتقاعد عن "خيانة" شهدتها قواته في منطقة القواسم، حين "دخلت مجموعات مسلحة ووزعت أسلحة على خلايا نائمة والآن تجري عملية إعادة السيطرة على المدينة". بينما أكّد اللواء أحمد المسماري المتحدّث باسم قوات حفتر، أنّ قوات حكومة الوفاق سيطرت على أجزاء من مدينة غريان، من دون أن يقرّ بخسارة المدينة بأكملها.
مسائية DW: جولة دبلوماسية جديدة للسراج في أوروبا.. ما أهدافها؟
24:48
This browser does not support the video element.
وأكد مصدر طبي من مدينة غريان مقتل (عادل دعاب) أحد أبرز القيادات الداعمة للجنرال المتقاعد في مدينة غريان جراء الاشتباكات مساء اليوم، فضلا عن مقتل 4 مقاتلين وإصابة أكثر من 23 آخرين.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية صور تظهر عناصر من قوات حكومة الوفاق في وسط غريان وآليات مدمرة لقوات حفتر وعدداً من العسكريين التابعين لقواته مقيّدي الأيدي وتستجوبهم عناصر قوات الوفاق.
وتشكل هذه الخطوة أهم تقدم عسكري تقوم به قوات حكومة الوفاق على حساب قوات حفتر، وذلك منذ أن سيطرت الأخيرة على المدينة في بداية هجومها على طرابلس قبل أكثر من شهرين ونصف.
وتواصل قوات المشير خليفة حفتر منذ الرابع من نيسان/أبريل هجومها للسيطرة على طرابلس حيث مقرّ حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً.
مبادرة جديدة لإعادة العملية السياسية
وتأتي هذه التطورات عشية إعلان "تحالف القوى الوطنية" الليبي، بالاشتراك مع عدد من الشخصيات، عن مبادرة تهدف لإيقاف الاقتتال الراهن بالعاصمة الليبية طرابلس، والدعوة لاستئناف العملية السياسية.
وتتضمن المبادرة عدة خطوات، كما أنها صيغت في مراحل. المرحلة منها تبدأ "بدعوة "الجيش الليبي" (قوات حفتر) لخلق منطقة عازلة بهدف فتح ممرات إنسانية للأسر العالقة في مناطق الاقتتال وتقديم المساعدات لهم، وذلك كحل توافقي جراء إصرار الطرفين على عدم التراجع عن المواقع التي يسيطرون عليها بالتوقيت الراهن"، وذلك على ما ورد في بيان عن "تحالف القوى الوطنية" يشرح فيه تصوراته لهذه المبادرة.
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Schwinghammer
9 صورة1 | 9
وخطوة تالية ضمن المرحلة الثانية، "تشكيل قوة مشتركة من الطرفين لا يقل قوامها عن عشرة آلاف مقاتل، تتبع قيادة ميدانية مشتركة مستقلة عنهما، وتنسق مع قوات القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) والاتحاد الأوروبي، يكون هدفها الرئيسي هو محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وذلك لإثبات مدى مصداقية دعوات الطرفين المتكررة لمحاربة تلك الجرائم، كما أنها قد تكون أساساً لتطوير مؤسسة عسكرية موحدة".
كما تحدث البيان عن تبادل إطلاق سراح جميع الأسرى من الطرفين (الجيش الوطني وحكومة الوفاق) وإيقاف الحملات الإعلامية فيما بينهما، وتحييد مناطق الموارد المالية للبلاد عن المواجهات العسكرية، وكذلك تحييد الاحتياجات اليومية للمواطنين، وتشكيل لجنة مالية بمشاركة دولية لمتابعة الإنفاق الحكومي والاستثمارات والأصول الليبية.