بمساعدة الضربات الأميركية تحاول قوات حكومة "الوفاق الوطني" الليبية تعزيز تقدمها في سرت على حساب تنظيم "الدولة الإسلامية". وتواجه القوات قناصة التنظيم والألغام التي زرعها، وكذلك رفض جهات سياسية ودينية للضربات الأميركية.
إعلان
قال رضا عيسى العضو في المركز الإعلامي للعملية العسكرية "البنيان المرصوص" الهادفة إلى استعادة سرت الليبية من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) إن "قواتنا تواصل التقدم وهي تسعى اليوم إلى تعزيز هذا التقدم في ظل ضربات أميركية متواصلة أعطت زخما للعملية العسكرية".
وأضاف عيسى اليوم الأربعاء (الثالث من آب/ أغسطس 2016): "قواتنا تواجه قناصة وألغام تنظيم الدولة الإسلامية في أجزاء متفرقة من سرت، وهناك أهداف يصعب التعامل معها بفعل وجودها بين المنازل، ولذا فان الضربات الأميركية التي تتمتع بالدقة ستساعد في القضاء على هذه الأهداف المهمة".
وأكد أن "كل يوم يتأخر الحسم فيه تصبح المدينة أكثر تفخيخا"، مضيفا "لكن لا شك أن وجود سلاح فعال ودقيق سيسرع من انتهاء المعركة"، في إشارة إلى الضربات الأميركية. وتابع عيسى "الضربات الأميركية تساعد القوات لكنها لن تحسم المعركة على كل حال. الجنود على الأرض هم الذين سيحسمونها، كما حدث في العام 2011"، في إشارة إلى قصف طائرات حلف شمال الأطلسي لقوات العقيد القذافي خلال الانتفاضة الشعبية المسلحة.
وكان الولايات المتحدة قد بدأت الاثنين تنفيذ ضربات جوية ضد مواقع وآليات لتنظيم الدولة الإسلامية في سرت (450 كلم شرق طرابلس) بطلب من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي. ونفذت الطائرات الأميركية سبع غارات على الأقل. ولم يعلن عيسى غارات أميركية جديدة الأربعاء، لكن قوات الحكومة الليبية أكدت في بيان أن سلاحها الجوي نفذ الأربعاء ست غارات استهدفت آليات ومواقع للتنظيم المتطرف في وسط سرت.
عراقيل تواجهها عملية البنيان المرصوص
وفيما تحظى الضربات الأميركية بتأييد سياسي وعسكري في غرب ليبيا، فإنها قوبلت بالرفض من قبل البرلمان المعترف به دوليا في طبرق بشرق البلاد، الذي يرفض منح الثقة لحكومة الوفاق في طرابلس ويدعم حكومة موازية ترفض التخلي عن السلطة.
التحالف الدولي ضد "داعش" يتعزَّز ...
يزداد عدد المشاركين في تحالف دولي يسعى لضرب تنظيم "داعش" على الأراضي السورية. وقد منح البوندستاغ (البرلمان) القوات الالمانية تفويضا للمشاركة في هذا التحالف الذي يأتي بتوصية من الأمم المتحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa
بانضمام بريطانيا والمانيا الى التحالف الدولي في الحرب على تنظيم داعش، صارت المشاركة العسكرية في الحرب الدولية على التنظيم اقرب الى الآجماع الاوروبي. في الصورة طائرة مقاتلة من نوع يوروفايتر وهي تحمل صواريخ ميتيور، تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني.
صورة من: picture-alliance/dpa
رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دافع بقوة أمام مجلس النواب عن ضرورة مشاركة بلاده في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سوريا. فيما وصف وزيردفاعه مايكل فالون الغارات الجوية الاولى التي شنتها طائرات بلاده الحربية ضد مواقع التنظيم الارهابي بالـ"ناجحة".
صورة من: Reuters
تعتبر الولايات المتحدة من الدول السباقة للدعوة لمحاربة تنظيم "داعش"، وقد دعا وزير الخارجية الأميركية جون كيري الى نشر قوات برية "عربية وسورية" لمواجهة التنظيم الارهابي في سوريا.
صورة من: U.S. Marine Corps
تعتزم المانيا ارسال ما يصل الى 1200 جندي وست طائرات استطلاع من طراز تورنادو وفرقاطة وطائرات للاستطلاع الجوي للمشاركة في الحملة الدولية ضد "داعش".
صورة من: Bundeswehr
بدأت فرنسا في ايلول/سبتمبر 2014 عمليات قصف ضد مواقع تنظيم "داعش" في العراق بعد انضمامها الى التحالف بقيادة الولايات المتحدة، وبعد سنة من مشاركتها في الغارات في سوريا، وكثفت ضرباتها بعد اعتداءات 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 في باريس.
صورة من: Getty Images/AFP/A. C. Poujoulat
تعتبر روسيا ان حملتها العسكرية الجوية في سوريا شرعية، في حين يعتبرها الغرب خارجة عن الشرعية الدولية، لأنها جاءت بطلب من الرئيس السوري بشار الأسد لدعم العمليات البرية لقواته.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Ernst
سمحت الحكومة التركية لفرنسا باستخدام مجال تركيا الجوي في اطار التحالف الدولي لضرب تنظيم "داعش". ودعت أنقرة منذ مدة طويلة الى ضرورة التدخل لوقف زحف "داعش" في الاراضي السورية.
صورة من: Reuters/Stringer
المملكة العربية السعودية هي الأخرى شريك في الحملة العسكرية الدولية ضد "داعش". هنا مقاتلات سعودية في الجو.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nureldine
يشارك الاردن في ضربات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا، كما يشارك في عمليات تحالف عربي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن. وفقد الاردن طيارا وهو معاذ الكساسبة الذي قتله تنظيم "داعش" حرقا مطلع العام الجاري
صورة من: Getty Images/AFP/A. Berry
وتشارك الامارات العربية المتحدة هي الأخرى في التحالف الدولي ضد "داعش". طائرات الميراج 2000 والرافال الفرنسية العائدة لسلاحها الجوي والتي تتدخل في العراق وسوريا تنطلق من قواعدها بالامارات العربية المتحدة ومن قواعد في الاردن.
صورة من: picture-alliance/abaca
10 صورة1 | 10
وبدورها، أعلنت دار الإفتاء الليبية، أعلى سلطة دينية في البلاد، رفضها للضربات الأميركية. ودار الإفتاء الليبية في طرابلس، التي يشرف على عملها المفتى الصادق الغرياني معارضة لحكومة الوفاق وكذلك للسلطات الموازية في شرق ليبيا.
وإلى جانب سرت، يخوض تنظيم "الدولة الإسلامية" معارك مع قوات السلطة الموازية في شرق ليبيا والتي يقودها الفريق أول خليفة حفتر في مدينة بنغازي. وقتل الثلاثاء 23 عنصرا من القوات التي يقودها حفتر والموالية للبرلمان المعترف به في هجوم انتحاري في غرب بنغازي تبناه ما يعرف بمجلس شورى ثوار بنغازي.
ومن جهة أخرى ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الناطق باسم الجيش الليبي العقيد أحمد المسماري، كشف عن مقتل 13 جنديا من قوات عملية "البنيان المرصوص" في قصف لطائرة أمريكية بالخطأ، كان يستهدف عناصر من داعش وسط مدينة سرت.