أعلنت قوات حكومة الوفاق الليبية بدء هجومها للسيطرة على آخر معاقل تنظيم "داعش" في مدينة سرت الساحلية. وفي ظل الانتصارات التي حققتها القوات الليبية مؤخرا لم يتبق سوى حي واحد فقط بالمدينة يسيطر التنظيم المتشدد عليه.
إعلان
أعلن متحدث باسم العملية العسكرية الليبية الهادفة لاستعادة سرت من تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروفة إعلاميا بـ "داعش" أن قوات حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج بدء هجومها على آخر مناطق سيطرة التنظيم في المدينة في أعقاب المكاسب الميدانية التي حققتها على مدى اليومين الماضيين. وأعلن المركز الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" في موقع فيسبوك أن "قواتنا تتقدم داخل الأجزاء التي تتحصن فيها فلول داعش الهاربة في الحي رقم 3"
وكان المتحدث باسم العملية رضا عيسى قد قال في وقت سابق لوكالة الأنباء الفرنسية "قواتنا تعيد تمركزها اليوم الثلاثاء (30 آب/ أغسطس 2016) في الحي رقم 1 (شمال)، وتقوم بتمشيط شوارعه وذلك استعدادا للهجوم على مناطق سيطرة تنظيم داعش المتبقية في الحي رقم 3" في شرق المدينة الساحلية.
وتابع عيسى أن "المناطق التي لا يزال يتواجد فيها داعش ليست ذات أهمية إستراتيجية"، مضيفا أن "الاستعدادات لتحرير كامل المدينة متواصلة اليوم ونتوقع أن يتحقق الحسم في وقت قريب جدا".
وسيطرت قوات حكومة الوفاق مساء الاثنين على الحي رقم 1، احد آخر معقلين لتنظيم "الدولة الإسلامية" في سرت، لينحصر بذلك تواجد التنظيم الإرهابي في المدينة المتوسطية التي شكلت قاعدة خلفية له على مدى عام بأجزاء من الحي رقم 3.
وكان نحو ألف مقاتل من القوات الحكومية شنوا الأحد هجوما على المعقلين الأخيرين لتنظيم "داعش" في سرت. وخسرت القوات الحكومية في هذا الهجوم 38 من عناصرها بينما أصيب 185 عنصرا آخر بجروح، وفقا لمصادر طبية. وقتل منذ بداية العملية في 12 أيار/ مايو الماضي أكثر من 400 من مقاتلي القوات الحكومية وأصيب نحو 2500 عنصر آخر بجروح.
ع.أ.ج / أ.ح ( أ ف ب)
يوميات المعارك ضد داعش لاستعادة سرت الليبية
تكافح القوات الليبية منذ أشهر لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي "الدولة الإسلامية". مصورDW عربية كارلوس سوروتوسا قضى وقتا مع القوات الموالية للحكومة وصور لنا جزءا من معارك استعادة السيطرة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
بدأ هجوم القوات الحكومية لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي تنظيم داعش في 12 مايو/أيار الماضي، وهي المدينة التي تحولت إلى معقل للتنظيم الإرهابي في ليبيا. عملية "البنيان المرصوص" تشنها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة بدعم من الضربات الجوية الأمريكية.
صورة من: DW/K. Zurutuza
بعد سيطرة القوات الليبية على مواقع محيطة بالمدينة الساحلية، تحولت الاشتباكات مع التنظيم إلى حرب شوارع. مقاتلو داعش محاصرون حاليا في منطقتين وسط سرت، تُستهدفان أيضا من قبل البحرية الليبية. ونفى مسؤولون هناك أن يكون بين المقاتلين أجانب. "الليبيون فقط يقاتلون على الأرض". يقول محمد الغسري ل DW، وهو متحث باسم الجيش.
صورة من: DW/K. Zurutuza
في الوقت الذي تلعب فيه الضربات الجوية الأمريكية دورا رئيسيا في الهجوم ضد داعش، تحولت هذه الدبابات الروسية الصنع إلى سلاح لا غنى عنه في استهداف مواقع القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول المقاتلون الليبيون إنه من المستحيل اعتقال مقاتلي داعش، لأن الكثير منهم يرتدي أحزمة ناسفة ويفضلون الموت خلال القتال على أن يتم إلقاء القبض عليهم أحياء. وقتل أكثر من 400 مقاتل ليبي منذ بدء عملية "البنيان المرصوص" في شهر مايو/أيار الماضي، بينما لم يعلن داعش عن خسائره.
صورة من: DW/K. Zurutuza
رغم أن معظم القوات الليبية المنتشرة في سرت تنحدر من مصراتة، إلا أن هناك مقاتلين من مناطق ليبية أخرى. تنامي نفوذ داعش يثير المخاوف في بلد تحكمه ثلاث حكومات: واحدة في الشرق وأخرى في الغرب، بالإضافة إلى السلطة التنفيذية المدعومة من الأمم المتحدة. وكل طرف من هؤلاء له قوات مسلحة على الأرض.
صورة من: DW/K. Zurutuza
الأطباء في سرت يعملون كمتطوعين في دوامات مرهقة من أجل استيعاب التدفق الكبير من المقاتلين الجرحى. سيارات الإسعاف والمشافي الميدانية، كهذا المشفى الظاهر في الصورة تستهدف أيضا من تنظيم داعش.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول الأطباء الذين يشتغلون على أرض المعارك إنهم عاينوا حالات لمقاتلين أصيبوا في الحنجرة أو الصدر أو حتى الرأس، فعلى ما يبدو يستهدف قناصة داعش هذه الأعضاء حتى يصاب المقاتلون بالشلل الرباعي إن بقوا على قيد الحياة، وبالتالي لن يكونوا قادرين على القتال مجددا. كما يقول الدكتور مصطفى شرفو من المستشفى الرئيسي في سرت لـDW.
صورة من: DW/K. Zurutuza
معظم الحالات الحرجة يتم نقلها بشكل يومي عبر الجو إلى مصراتة. وقال مسؤولون رفيعو المستوى لDW إن معظم المعارك في سرت تم تعليقها هذا الأسبوع بسبب العدد الكبير من الجرحى الذين يتلقون العلاج في مستشفى مصراتة. وتتسبب الألغام التي يزرعها تنظيم داعش، في المناطق الخاضعة له، في خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين الليبيين.
صورة من: DW/K. Zurutuza
لا توجد شبكة هاتف في مدينة سرت حتى خلال الفترات التي يتوقف فيها القتال وهو ما يحدث نادرا. وبينما يختار المقاتلون القادمون من مصراتة الذهاب إلى منازلهم لزيارة عائلاتهم، يعيش من يتوجب عليهم البقاء في سرت في ظل غياب أبسط مرافق الراحة وسط أنقاض المعارك.
صورة من: DW/K. Zurutuza
المقاتلون الليبيون في سرت على قناعة بأنهم سوف يستعيدون السيطرة على المدينة. "نعقتد أنه لا يوجد أكثر من 50 مقاتل من داعش داخل المناطق الخاضعة للتنظيم، ما يعني أننا قد نستعيد السيطرة على المدينة في غضون الأيام المقبلة". يقول عمر زيداني وهو مقاتل من مصراتة لـDW.