شنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية هجوما على آخر معاقل تنظيم "داعش" في سرت وذلك بهدف استعادة المدينة الساحلية بالكامل بعد أن سيطرت على معظم أحيائها. وقتل في الهجوم 18 عنصرا للحكومة وأصيب 120 آخرون.
إعلان
قتل 18 من عناصر قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية وأصيب 120 آخرون بجروح في معارك مع تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش" في سرت اندلعت اليوم الأحد (28 آب/أغسطس 2016) مع توغل القوات الحكومية في المعقلين الأخيرين للتنظيم في المدينة الساحلية، بحسب حصيلة جديدة لمصدر طبي.
وعدد المستشفى الميداني الخاص بالقوات الحكومية في سرت (450 كلم شرق طرابلس) على صفحته في موقع فيسبوك أسماء 18 عنصرا من هذه القوات قضوا في سرت اليوم، معلنا أيضا أن عدد المصابين وصل إلى 120. وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل ثمانية عناصر وإصابة 16 عنصرا آخر بجروح.
ودخلت قوات حكومة الوفاق الوطني اليوم المعقلين الأخيرين للتنظيم الإرهابي في سرت مع انطلاق المرحلة الأخيرة من عملية استعادة المدينة، والتي سبقتها تحشيدات عسكرية عند مداخل المعقلين. ويشارك نحو ألف مقاتل في الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية في الحي رقم 1 شمالا والحي رقم 3 شرقا.
وكانت قوات البنيان المرصوص قد شنت هجوما في وقت مبكر صباح اليوم الأحد على آخر مواقع تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة سرت الساحلية. وقال أحمد الروياتي بالمركز الإعلامي لعملية البنيان المرصوص لوكالة الأنباء الألمانية: "بدأت قواتنا اليوم عملية عسكرية موسعة ضد آخر معاقل داعش في الحيين الأول والثالث بالمدينة. وإذا ما مضت الحملة بنجاح فإن المعركة معهم ستنتهي قريبا".
وأضاف أن طائرات حربية ليبية ودولية قصفت الليلة الماضية مواقع مهمة للتنظيم، في إطار تقديم الدعم للقوات البرية.
م.أ.م/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
يوميات المعارك ضد داعش لاستعادة سرت الليبية
تكافح القوات الليبية منذ أشهر لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي "الدولة الإسلامية". مصورDW عربية كارلوس سوروتوسا قضى وقتا مع القوات الموالية للحكومة وصور لنا جزءا من معارك استعادة السيطرة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
بدأ هجوم القوات الحكومية لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي تنظيم داعش في 12 مايو/أيار الماضي، وهي المدينة التي تحولت إلى معقل للتنظيم الإرهابي في ليبيا. عملية "البنيان المرصوص" تشنها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة بدعم من الضربات الجوية الأمريكية.
صورة من: DW/K. Zurutuza
بعد سيطرة القوات الليبية على مواقع محيطة بالمدينة الساحلية، تحولت الاشتباكات مع التنظيم إلى حرب شوارع. مقاتلو داعش محاصرون حاليا في منطقتين وسط سرت، تُستهدفان أيضا من قبل البحرية الليبية. ونفى مسؤولون هناك أن يكون بين المقاتلين أجانب. "الليبيون فقط يقاتلون على الأرض". يقول محمد الغسري ل DW، وهو متحث باسم الجيش.
صورة من: DW/K. Zurutuza
في الوقت الذي تلعب فيه الضربات الجوية الأمريكية دورا رئيسيا في الهجوم ضد داعش، تحولت هذه الدبابات الروسية الصنع إلى سلاح لا غنى عنه في استهداف مواقع القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول المقاتلون الليبيون إنه من المستحيل اعتقال مقاتلي داعش، لأن الكثير منهم يرتدي أحزمة ناسفة ويفضلون الموت خلال القتال على أن يتم إلقاء القبض عليهم أحياء. وقتل أكثر من 400 مقاتل ليبي منذ بدء عملية "البنيان المرصوص" في شهر مايو/أيار الماضي، بينما لم يعلن داعش عن خسائره.
صورة من: DW/K. Zurutuza
رغم أن معظم القوات الليبية المنتشرة في سرت تنحدر من مصراتة، إلا أن هناك مقاتلين من مناطق ليبية أخرى. تنامي نفوذ داعش يثير المخاوف في بلد تحكمه ثلاث حكومات: واحدة في الشرق وأخرى في الغرب، بالإضافة إلى السلطة التنفيذية المدعومة من الأمم المتحدة. وكل طرف من هؤلاء له قوات مسلحة على الأرض.
صورة من: DW/K. Zurutuza
الأطباء في سرت يعملون كمتطوعين في دوامات مرهقة من أجل استيعاب التدفق الكبير من المقاتلين الجرحى. سيارات الإسعاف والمشافي الميدانية، كهذا المشفى الظاهر في الصورة تستهدف أيضا من تنظيم داعش.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول الأطباء الذين يشتغلون على أرض المعارك إنهم عاينوا حالات لمقاتلين أصيبوا في الحنجرة أو الصدر أو حتى الرأس، فعلى ما يبدو يستهدف قناصة داعش هذه الأعضاء حتى يصاب المقاتلون بالشلل الرباعي إن بقوا على قيد الحياة، وبالتالي لن يكونوا قادرين على القتال مجددا. كما يقول الدكتور مصطفى شرفو من المستشفى الرئيسي في سرت لـDW.
صورة من: DW/K. Zurutuza
معظم الحالات الحرجة يتم نقلها بشكل يومي عبر الجو إلى مصراتة. وقال مسؤولون رفيعو المستوى لDW إن معظم المعارك في سرت تم تعليقها هذا الأسبوع بسبب العدد الكبير من الجرحى الذين يتلقون العلاج في مستشفى مصراتة. وتتسبب الألغام التي يزرعها تنظيم داعش، في المناطق الخاضعة له، في خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين الليبيين.
صورة من: DW/K. Zurutuza
لا توجد شبكة هاتف في مدينة سرت حتى خلال الفترات التي يتوقف فيها القتال وهو ما يحدث نادرا. وبينما يختار المقاتلون القادمون من مصراتة الذهاب إلى منازلهم لزيارة عائلاتهم، يعيش من يتوجب عليهم البقاء في سرت في ظل غياب أبسط مرافق الراحة وسط أنقاض المعارك.
صورة من: DW/K. Zurutuza
المقاتلون الليبيون في سرت على قناعة بأنهم سوف يستعيدون السيطرة على المدينة. "نعقتد أنه لا يوجد أكثر من 50 مقاتل من داعش داخل المناطق الخاضعة للتنظيم، ما يعني أننا قد نستعيد السيطرة على المدينة في غضون الأيام المقبلة". يقول عمر زيداني وهو مقاتل من مصراتة لـDW.