قوافل مساعدات تنتظر دخول غزة وإسرائيل تسمح فقط بنصف العدد
صلاح شرارة أ ف ب، رويترز، د ب أ
١٤ أكتوبر ٢٠٢٥
بعد توقع اتفاق وقف إطلاق النار، تتصاعد النداءات الدولية لفتح جميع معابر غزة من أجل دخول مساعدات إنسانية ضخمة جاهزة للإنقاذ. وإسرائيل تقول إنها ستسمح فقط بدخول نصف عدد الشاحنات المتفق عليها وستبقي معبر رفح مغلقا.
أعلن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن معبر رفح "سيظل مغلقًا" يوم الأربعاء، مؤكدين أن تدفق المساعدات سيتقلص (أرشيف)صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images
إعلان
في جنيف، طالبت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الثلاثاء (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2025) بفتح جميع المعابر المؤدية إلى قطاع غزة، للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية العاجلة إلى السكان، الذين يعانون من المجاعة والدمار، في ظل الهدنة التي تم التوصل إليها ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ودخلت 200 شاحنة محملة بالمساعدات الأحد إلى غزة، عبر معبر كرم أبو سالم في جنوب إسرائيل، بينها ست شاحنات محملة بوقود الديزل وخمس شاحنات بغاز للطهي. وللمرة الأولى منذ سبعة أشهر يدخل غاز الطهي إلى غزة. وأمس الإثنين دخلت شاحنات أخر محملة مساعدات من نفس المعبر.
دعوات عاجلة لفتح جميع المعابر
وأكد الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، كريستيان كاردون، أن العاملين في المجال الإنساني يطالبون بفتح جميع نقاط الدخول إلى غزة، نظرًا للاحتياجات الهائلة في القطاع. وقال في مؤتمر صحفي بجنيف: "هذا ما يدعو إليه العاملون في المجال الإنساني، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في الساعات الأخيرة، وهو ضمان إمكان فتح جميع نقاط الدخول".
من جانبه، شدد ينس ليركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، على ضرورة فتح جميع المعابر، مشيرًا إلى أن بعضها مدمّر جزئيًا، وهناك حاجة لإزالة الأنقاض من الشوارع لتسهيل دخول الشاحنات. وقال "ندعو إلى إصلاحها (المعابر) ليكون بالإمكان تشغيلها".
وأوضح ليركه أن الأمم المتحدة تمتلك نحو 190 ألف طن من المساعدات الإنسانية الجاهزة، لكنها لا تزال تنتظر السماح بإدخالها إلى غزة.
أسواق مدينة غزة تعج بالنشاط بعد وقف إطلاق النار مع إسرائيل
01:36
This browser does not support the video element.
إسرائيل: لن يدخل غزة إلا نصف شاحنات المساعدات المتفق عليها
وفي تطور جديد أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة أنها لن تسمح إلا بدخول 300 شاحنة مساعدات، تمثل نصف العدد المتفق عليه، إلى قطاع غزة ابتداء من غد الأربعاء.
وجاء في مذكرة اطلعت عليها رويترز وأكدتها المنظمة الدولية أن إسرائيل أبلغت المنظمة كذلك بأنها لن تسمح بدخول أي وقود أو غاز إلى القطاع إلا لاحتياجات محددة تتعلق بالبنية التحتية الإنسانية.
وأكدت أولجا تشيريفكو، المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في غزة، أن المنظمة الدولية تلقت المذكرة من وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الذراع العسكرية الإسرائيلية المشرفة على تدفق المساعدات إلى القطاع.
وكانت الوحدة قد قالت يوم الجمعة إنها تتوقع دخول نحو 600 شاحنة مساعدات إلى غزة يوميا خلال وقف إطلاق النار.
وأفادت مذكرة وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق أن القيود فرضت بسبب "انتهاك حماس للاتفاق المتعلق بالإفراج عن رفات الرهائن".
إعلان
معبر رفح "سيظل مغلقا"
وأعلن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة سيظل مغلقًا يوم الأربعاء، مؤكدين أن تدفق المساعدات سيتقلص. وأرجعوا ذلك إلى رفض حركة حماس تسليم رفات رهائن تحتجزهم، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة.
ولم يقدم المسؤولون مزيدا من التفاصيل عن مدة استمرار هذا الإجراء. وسبق أن أشارت حماس إلى أن استعادة رفات بعض الرهائن قد يستغرق وقتا أطول، لعدم معرفة جميع مواقع الدفن.
يذكر أن حركة حماس هي جماعة فلسطينية إسلاموية مسلحة تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
آلاف المرضى بحاجة لإجلاء طبي عاجل
ومن جهتها، قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 15,600 مريض في غزة بحاجة لإجلاء عاجل لتلقي العلاج خارج القطاع، وسط انهيار المنظومة الصحية ونقص حاد في الأدوية والوقود. كما حذّرت من تفاقم المخاطر الصحية بسبب تلوث المياه وتكدس النفايات، داعية إلى فتح الممرات الطبية فورًا لإنقاذ الأرواح.
تحرير:ع.ج.م
معبر رفح.. "شريان الحياة" لسكان غزة ونافذتهم الضيقة نحو العالم
يمثل معبر رفح بين مصر وقطاع غزة المنفذ الوحيد لنحو مليوني فلسطيني على العالم الخارجي. نشأ المعبر في ظروف خاصة وتعرض للإغلاق كثيراً بسبب حروب وخلافات سياسية.. فما هي قصته؟
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
معبر رفح .. شريان حياة
لا يختفي اسم "معبر رفح" من وسائل الإعلام منذ بدء الاشتباكات بين حماس والجيش الإسرائيلي، إذ يُعد المنفذ الرئيسي الذي تدخل منه المساعدات المختلفة من غذاء ودواء ووقود وغيرها إلى قطاع غزة. كان المعبر حجر أساس في اتفاق الهدنة الأخير بين الطرفين حيث تم الاتفاق على عبور المئات من شاحنات المساعدات المختلفة يومياً إلى جانب خروج حملة الجنسيات الأجنبية والمرضى والمصابين الفلسطينيين من خلاله.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
نقطة الاتصال بالعالم الخارجي
في أقصى جنوب قطاع غزة، وعند صحراء سيناء في الجانب المصري، يُشكل معبر "رفح" البري المنفذ الرئيسي للقطاع إلى العالم. يوجد في غزة ستة معابر أخرى منها ايريز (حاجز بيت حانون) في الشمال وكرم أبو سالم جنوب شرق القطاع لكنها تقع جميعاً تحت السيطرة الإسرائيلية بالكامل. يبقى معبر رفح هو نقطة الاتصال الوحيدة بين قطاع غزة والعالم الخارجي.
صورة من: Mustafa Hassona/Anadolu/picture alliance
كيف نشأ المعبر؟
نشأ المعبر عقب توقيع مصر وإسرائيل اتفاقية السلام عام 1979 وانسحاب إسرائيل من سيناء عام 1982. قبل عام 1967 لم تكن هناك حدود بين رفح المصرية والفلسطينية لكنهما فصلتا بعد تنفيذ الشق الخاص من ااتفاقية ترسيم الحدود. خُصص المعبر لعبور الأفراد فيما خصص معبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه إسرائيل لعبور البضائع.
صورة من: BOB DAUGHERTY/AP/picture alliance
إدراة مشتركة وفق اتفاقية أوسلو
سمحت اتفاقية أوسلو لممثلي السلطة الفلسطينية بالتواجد في المعبر. لكن منذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005 وإلى اليوم تغيرت ظروف المعبر عدة مرات وفقاً للتطورات الأمنية والعسكرية في القطاع. تم إغلاق المعبر مع انتفاضة عام 2000 وبعدها ظل ما بين الإغلاق والفتح، فيما شددت مصر إجراءات العبور من وقتها وحتى اليوم.
صورة من: Terje Bendiksby/NTB/picture alliance
من يتحكم في المعبر؟
سيطرت إسرائيل على المعبر خلال احتلالها للقطاع وحتى عام 2005 الذي انسحبت فيه من غزة. تم توقيع "اتفاقية الحركة والوصول" عام 2005 والتي جمعت بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبرعاية أمريكية، وهي الاتفاقية التي أقرت بأن يخضع المعبر للسيطرة الفلسطينية - الإسرائيلية برعاية أوروبية تراقب حق الجانب الفلسطيني في العبور والتبادل التجاري بما لا يمس الأمن الإسرائيلي.
صورة من: picture alliance / ASSOCIATED PRESS
ضرورات أمنية
عملت مصر وإسرائيل على تقييد الحركة من غزة وإليها منذ أن فرضت حركة حماس سيطرتها على القطاع في 2007 حين وصل الصراع بين حماس وحركة فتح إلى ذروته. تقول الدولتان إن ذلك ضروريا لأسباب أمنية. ورهنت مصر التعامل مع المعبر بموافقة كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية بالضفة الغربية. وخلال الحرب الأخيرة فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
بين إغلاق وفتح المعبر
في عام 2010 قررت مصر فتح المعبر بشكل أكبر عقب ما عرف بواقعة "أسطول الحرية". ومع أحداث ثورة يناير/ كانون الثاني 2011، أمر المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر باقتصار فتح المعبر على الحالات الطارئة. لم يفتح المعبر بشكل كامل إلا مع ثورة 25 يناير لكن منذ عام 2013 عاد الوضع إلى ما كان عليه سابقاً. في عام 2017، فُتح المعبر أمام حركة الأفراد الحاصلين على تصريح أمني مع الخضوع لعمليات تفتيش صارمة.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
مخاوف مصرية
تكمن أكبر مخاوف مصر في أمرين؛ الأول هو حدوث تدفق هائل للاجئين الفلسطينيين الفارين من الحرب عبر معبر رفح. والثاني وهو الأخطر ويتمثل في احتمال دخول مسلحين إسلاميين إلى البلاد، خصوصاً وأن مصر تواجه جماعات إسلامية متشددة في سيناء وذلك على مدار أكثر من 10 سنوات. لذلك تولي مصر أهمية مشددة لتأمين معبر رفح.
صورة من: Hatem Ali/AP/picture alliance
تطبيق إجراءات مشددة
لا تسمح السلطات المصرية للفلسطينيين بمغادرة غزة بسهولة، إذ يجب على الفلسطينيين الراغبين باستخدام معبر رفح التسجيل لدى السلطات الفلسطينية المحلية قبل سفرهم بنحو شهر وقد يتم رفض طلبهم إما من قبل السلطات الفلسطينية أو المصرية دون إبداء الأسباب. وفيما يشكو فلسطينيون من سوء معاملة على المعبر، تُبقي إسرائيل سيطرتها كاملة على ما يمر عبر القطاع خوفاً من وصول أي مساعدات خاصة لحركة حماس.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
الأولوية للحالات الإنسانية
أعطيت الأولوية في الاتفاق الأخير بين حماس وإسرائيل لعبور المساعدات الإنسانية والحالات المرضية وخصوصاً الأطفال الخُدج (غير مكتملي النمو) حيث أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قراراً باستقبالهم في المستشفيات المصرية.
صورة من: Egypt's State Information Center/Xinhua/picture alliance
مخاوف من كارثة إنسانية
في مؤتمر صحفي كبير عقد في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حذر الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش من أمام بوابات المعبر في الجانب المصري من استمرار إغلاقه، منذراً بحدوث كارثة إنسانية إن لم تدخل المساعدات الإنسانية إلى غزة، وشدد على ضرورة ضمان عبور قوافل المساعدات بعدد كبير من الشاحنات كل يوم إلى قطاع غزة لتوفير الدعم الكافي لسكانه.
صورة من: picture alliance/dpa
القصف يعرقل انتظام عمل المعبر
خلال الحرب الأخيرة، أكدت مصر عدة مرات أن المعبر مفتوح من جانبها وأنه لم يتم إغلاقه منذ بدء الأزمة الراهنة، لكن تعرض مرافقه في الجانب الفلسطيني للدمار بسبب الغارات الإسرائيلية يحول دون انتظام عمله بشكل طبيعي، وفق ما ذكرت الخارجية المصرية. إعداد: عماد حسن.
صورة من: Russia Emergencies Ministry/dpa/picture alliance