1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

قوة الحقيقة ـ الإعلام في زمن التضليل والذكاء الاصطناعي!

١ أكتوبر ٢٠٢٣

لماذا يشعر الساسة ووسائل الإعلام بالإرهاق في ظل التطور السريع للذكاء الاصطناعي وزيادة استخداماته؟ في إحدى فعاليات DW أجابت الفيلسوفة كلاوديا باغانيني عن ذلك، وأشارت إلى مخرج في التعامل مع الذكاء الاصطناعي.

صورة رمزية للذكاء الاصطناعي
الذكاء مثلما ينشر الخوف والتضليل يمنح الأمل أيضا وفوائده أكثر من أضراره إذا تم التفكير بشكل "إنساني للغاية" لدى استخدامهصورة من: Christian Ohde/CHROMORANGE/picture alliance

ماذا سيفعل بنا الذكاء الاصطناعي حين يكون قادرا على تحديد العواطف والمشاعر والمزاج؟ وبالتالي يمكن أن يقود إلى قرارات زائفة قد تم التلاعب بها؟ هذا التساؤل كان محور فعالية أقامتها DW في جامعة هومبولت في برلين، عند غروب الشمس في مساء يوم كان الطقس فيه جميلا

فيلسوفة الإعلام كلاوديا باغانيني كانت من المتحدثين الرئيسيين، التقطت هذه الصورة الجميلة للطبيعة وتحدثت عن تأثيرها على الحضور، وقالت الذكاء الاصطناعي أيضا يمكنه أن يرسم صورة جميلة لغروب الشمس، يمكن أن تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتحدث تأثيرا مزيفا. ونفس الشيء بالنسبة للصوت المزيف للسياسي أو الصور المزيفة بواسطة الذكاء الاصطناعي التي يتم نشرها مرفقة بشعار وسيلة إعلام رصينة.

تم هذا خلال نقاش لخبراء إعلام بينهم أعضاء في البرلمان الألماني (بوندستاغ) تحت عنوان: قوة الحقيقة والإعلام في زمن التضليل والذكاء الاصطناعي التوليدي.

وقد أقامت مؤسسة DW هذه الفعالية في كلية الطب بجامعة هومبولت أواسط شهر سبتمبر/ أيلول الجاري في إطار برنامج احتفالها بمرور سبعين عاما على تأسيسها، وكان هناك نقاش حول محاسن ومخاطر الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام. في قسم الأمراض النسائية بمستشفى شاريته في برلين تظهر محاسن الذكاء الاصطناعي حيث يستخدم في التشخيص المبكر لكشف الإصابة بالسرطان. وعكس ذلك في عالم الإعلام أصبح الذكاء الاصطناعي "كابوسالكل الذين يتعاملون مع التضليل الإعلامي" كما يقول بيتر ليمبورغ مدير عام مؤسسة DW.

ليمبورغ: الذكاء الاصطناعي أصبج كابوسا لكل الذين يتعاملون مع التضليل الإعلاميصورة من: Ronka Oberhammer/DW

الخداع موجود قبل الذكاء الاصطناعي

"الخداع المتعدد كان موجودا دائما" تقول باغانيني التي تحاول تهدئة النقاش الحامي حول مخاطر التزييف بواسطة الذكاء الاصطناعي، وقدمت اقتراحا يقول: يجب على الصحافة ومطالبتها "بالصدق"، أي تصوير الحقيقة على أنها مطابقة للحقيقة، أن تطور المزيد من "الشفافية" وبالتالي أن تقدم مرسل المعلومة وخبرته الصحفية. "الشفافية هي الصدق" تقول كلاوديا باغانيني الأستاذة بالمعهد العالي للفلسفة في ميونيخ.

هناك حاجة "لثقافة الخطأ" المنتشرة في الولايات المتحدة بشكل أكبر بكثير مما في ألمانيا، تقول البرلمانية تابيا روسنر، من كتلة حزب الخضر والتي عملت سابقا كصحافية. وهي ترى أن مصداقية المهنة في خطر وتقول "الصحافة تحيا على الصحة والصدق". وقبل استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل عام وحتى في الصحافية يجب أن يكون هناك "تقييم للتكنولوجيا". وتأمل روسنر أن تتبنى شركات التكنولوجيا الأمريكيةأيضا بذلك مثلما فعلت قبل أعوام مع قواعد الاتحاد الأوروبي لحماية البيانات في الانترنت.

التطور السريع يشمل التضليل أيضا!

وخلال النقاش أشار البرلماني هليغه لنده من الحزب الاشتراكي، إلى التحديات التي تواجه الساسة في التعامل مع التطور السريع لبرامج الذكاء الاصطناعي الجديدة، وقال "نحن في مختبر حي، ونحاول في نفس الوقت أن نكون العاملين والمراقبين". تطوير المنتجات التي تسمح لأي شخص بنطق جمل مصطنعة لأي محتوى في مقاطع فيديوتكاد تكون مطابقة للأصل، يعزز الانطباع بوجود خطر محدق. وبالإشارة إلى مصانع التصيد الروسية أو مقدمي الخدمات من القطاع الخاص الذين يجنون الأموال من أعمال التضليل، تحدث لنده عن "عالم كبير للتضليل".

وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المستمرة في التطور في ألمانيا أيضا تجد مناخا اجتماعيا يؤججه الشعبويون. "لقد طورنا ثقافة الغضب" تقول النائبة البرلمانية كريستيانه شيندرلاين من كتلة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

وإلى جانب الحقائق والتحليلات يتم نشر معلومات مضللة عن قصد من أجل تأجيج المشاعر في الجدل السياسي، هذا ما اتفق عليه البرلمانيون الثلاثة الذين تحدثوا خلال فعالية DW.

كثيرا ما يتم نشر معلومات مضللة لتأجيج المشاعر حينما يكون هناك جدلا محتدم في المجتمعصورة من: Ronka Oberhammer/DW

الذكاء الاصطناعي وسيلة للبحث عن الحقيقة؟

لكن رغم كل ذلك فإن مدير "مركز الإبداع السيبراني/Cyber Innovation Hub" لدى الجيش الألماني سفن فايتسنيغر مقتنع بأن "التكنولوجيا هي أفضل رافعة لحماية ديمقراطيتنا". ويطور الجيش الألماني خوارزميات تفرق بين المعلومات الصحيحة والمزيفة "وهذا يتم الآن" يقول فايتسنيغر. مع عواقب بعيدة المدى، على سيبل المثال بالنسبة إلى القرارات الاستراتيجية المتعلقة بنشر القوات التي في حالات الشك قد تنقذ أرواحا بشرية. وحرب أوكرانيا تظهر سرعة التطورات. فمنذ الصيف الماضي يستخدم الجيش الأوكراني برامج الذكاء الاصطناعي على الجبهات ليتمكن من "خفض استخدامه من القذائف بنسبة 80 على 90 بالمائة!" حسب فايتسنيغر. في المقابل تستمر روسيافي القصف الشامل.

وفيلسوفة الإعلام كلاوديا باغنيني مقتنعة أيضا بأنه في نهاية المطاف ستكون فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي أكبر من اضراها بالنسبة للإنسان، عندما يفكر "بشكل إنساني للغاية" لدى استخدامه للتكنولوجيا. وتعول على زيادة الوعي بالمخاطر حيث يزداد الضغط لإيجاد حلول. وعبرت عن تفاؤلها من خلال مشهد بقولها "عندما يصبح طريق طفلك إلى المدرسة خطرا" بغض النظر عن السبب، سيبذل المجتمع الديمقراطي كل ما بوسعه لدرء هذا الخطر. وهي تتوقع إجابات مرنة على التطور السريع لاستخدامات الذكاء الاصطناعي.

وبعيد انتهاء النقاش وفعالية DW انتشرت على صفحات مستخدمي انستغرام في برلين صورا لقوس قزح في سماء المدينة بعد زخات المطر قبيل الغروب والتي أضفت إشعاعا دافئا على الصالة التي أقيمت فيها الفعالية بجامعة هومبولت، ومعظم تلك الصور كانت بدون رتوش أو تغيير وبدون استخدام للذكاء الاصطناعي.

فرانك هوفمان/ ع.ج

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW