قيادي بجنوب اليمن: سنجري استفتاء على الانفصال قريباً
١٤ أكتوبر ٢٠١٧
كشف رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن عيدروس الزبيدي عن إعلان قريب بشأن تنظيم استفتاء لانفصال جنوب اليمن، ويُترقب أن يصدر إعلان مهم للمجلس السبت خلال حشد دعا له المجلس في عدن.
إعلان
قال محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي، الذي كان قد أعلن عن مجلس يسعى لانفصال جنوب اليمن، السبت (14 تشرين الأول/ أكتوبر 2017) إنه سيتم الإعلان قريبا عن استفتاء لانفصال الجنوب. وكان الزبيدي محافظاً لعدن حتى أقاله الرئيس عبد ربه منصور هادي في نهاية أبريل/ نيسان الماضي.
وقال أيضاً في تصريحات أدلى بها في مقابلة مع قناة الغد المشرق الإخبارية إنه سيصدر إعلان مهم اليوم السبت خلال حشد دعا له المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه، وذلك بالتزامن مع الذكرى الرابعة والخمسين لثورة 14 أكتوبر/ تشرين الأول 1963 والتي انتهت بإخراج بريطانيا من عدن في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 1967.
وكان الزبيدي قد أعلن يوم 11 مايو/ أيار عن تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يضم رموزاً قبلية وعسكرية وسياسية. ويسعى المجلس لانفصال جنوب اليمن وتشكيل قيادة سياسية تحت رئاسة الزبيدي تمثل الجنوب وتديره.
وتهدد هذه الخطوة بمزيد من الاضطرابات في اليمن الذي اضطرت حكومته المعترف بها دولياً للعمل من عدن والسعودية نظراً لسيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء.
وتشكل المجلس الانتقالي الجنوبي إثر نزاع على السلطة بين الجنوبيين والرئيس هادي أدى إلى تقويض جهود السعودية لتنسيق حملة عسكرية ضد الحوثيين المدعومين من إيران. ورفضت حكومة هادي تشكيل المجلس وقالت إنه سيعمق الخلافات ويصب في مصلحة الحوثيين.
ويشعر الكثيرون من أبناء الجنوب بأن المسؤولين في الشمال يستغلون مواردهم ويحرمونهم من فرص العمل والنفوذ.
ع.غ/ (رويترز)
ويتواصل انقسام اليمن.. حلفاء الأمس أعداء اليوم!
بينما يتعرض تحالف صالح- الحوثيين لأزمة تقوض الخلافات كذلك المعسكر الذي تدعمه الرياض، بقيادة هادي، بعد إنشاء سلطة موازية له في عدن بقيادة عيدروس الزبيدي، لتشتعل من جديد دعوات إلى الانفصال في أوساط الحراك الجنوبي.
صورة من: Reuters
من العاصمة السعودية الرياض، رفضت حكومة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي "رفضا قاطعا" تشكيل سلطة موازية في جنوب اليمن المستقل سابقا. وكان مسؤولون يمنيون قد شكلوا الخميس (11 مايو/أيار 2017) سلطة موازية تدير جنوب البلاد برئاسة عيدروس الزبيدي، بعدما باتوا معارضين للرئيس هادي، الذي يقيم في الرياض منذ أكثر من عامين بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
وعلى غرار ما فعله الحوثيون في صنعاء شكل عيدروس الزبيدي في عدن مجلسا من 26 عضوا، بينهم خمسة محافظين ووزيران في حكومة هادي. والغريب أيضا أن الحوثيين رفضوا المجلس الجديد، ووصفه الناطق باسمهم محمد عبد السلام بأنه "تهديد للوحدة اليمنية" وجزء من "مخطط استعماري".
صورة من: Reuters/F. Salman
وكان هادي قد أقال الزبيدي في 27 نيسان/ أبريل مع وزير الدولة هاني بن بريك، وهو شخصية أخرى في الحراك الجنوبي، المجموعة الانفصالية التي تدعو إلى استقلال الجنوب أو إقامة حكم فدرالي فيه. وأشعلت الإقالات ردود فعل غاضبة في جنوب اليمن حيث خرج آلاف المتظاهرين في الرابع من أيار/ مايو إلى شوارع عدن تنديدا بهادي وتأييدا للزبيدي.
صورة من: Reuters/F. Salman
أنصار الحوثيين ومؤيدو الرئيس السابق على عبد الله صالح في مظاهرة في العاصمة صنعاء في آواخر مارس/ آذار بمناسبة مرور عامين على التدخل العسكرى من جانب التحالف الذي تقوده السعودية، لكن يبدو أن هؤلاء انقسموا الآن أيضا والسبب هو صالح.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Huwais
الرئيس السابق، دخل منذ عام 2014 في تحالف مع الحوثيين، بعدما انقلبوا على هادي. غير أن معسكر صالح شن حملة على الحوثيين بعدما دعا عبد الملك الحوثي في آذار/ مارس إلى محاربة من وصفهم بـ"الطابور الخامس" وهو ما فسره مراقبون بأنه إشارة إلى أنصار صالح. ومن ناحيته، قال الصحفي المؤيد لصالح، محمد أنعم، إن "صالح لا يستطيع فك ارتباطه مع الحوثيين، وستكون مغامرة خطيرة عليه إذا فعل ذلك، لأنهم مسيطرون على الأوضاع".
صورة من: picture alliance/epa/Y. Arhab
صالح أعاد في مايو/ أيار 2017 إطلاق دعوته للحوار مع السعوديين قائلا "سنحاور أصحاب الشأن، المملكة العربية السعودية" في الرياض أو منطقة خميس مشيط الحدودية أو حتى في مسقط. فيما أبدت المملكة ارتياحها لابتعاد صالح عن الحوثيين المدعومين من إيران، وهو ما ألمح إليه ولي ولي العهد السعودي بقوله "صالح تحت سيطرة وحراسة الحوثيين (...) وإذا خرج من صنعاء إلى منطقة أخرى فسيكون موقفه مختلفا".
صورة من: Reuters/Mohamed al-Sayaghi
ووسط التحالفات والانقسامات يبقى اليمن وأهله وخصوصا الأطفال أكبر خاسر في بلد كان يطمح إلى الديمقراطية عندما خرج شبابه في مظاهرات ضد حكم صالح عام 2011، واليوم أصبح اليمن مهددا بعدم البقاء ككتلة واحدة. إعداد: صلاح شرارة