قيادي سوداني معارض لـDW: يجب إقالة هؤلاء من المجلس العسكري
٢٣ أبريل ٢٠١٩
اتهم قيادي بتجمع المهنيين، في حوار لـ DW عربية من الخرطوم، ثلاثة من أعضاء المجلس العسكري الانتقالي بأنهم استمرار لنظام البشير مطالبا بإقالتهم. كما هدد بإجراءات تصعيدية من الحراك الشعبي إذا لم يستجب المجلس العسكري.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Kheir
إعلان
دعا محمد يوسف أحمد المصطفى، القيادي في تجمع المهنيين السودانيين، في حوار خاص مع DWعربية أجراه الزميل جعفر عبد الكريم من الخرطوم اليوم الثلاثاء (23 نيسان/ أبريل 2019) إلى تسليم السلطة لإدارة مدنية كي تدير البلاد، معتبرا أن "القوات المسلحة عندها واجبات هامة جدا يجب أن لا تنشغل عنها بالأمور السياسية".
واتهم المصطفى جهات محددة بأنها تعمل "على استمرار الحكم العسكري". وأضاف بالقول إن هذه الجهات "موجودة داخل المجلس العسكري"، واصفاً إياهم بـ"سدنة النظام البائد" (أي نظام الرئيس المخلوع عمر البشير). وحدد المصطفى ثلاثة أسماء داخل المجلس العسكري، معتبرا إياها جزءا من النظام السابق، مطالبا بعزلها من المجلس العسكري: "عمر زين العابدين، الذي كان أميرا للحركة الإسلامية في الجيش السوداني"، على حد تعبيره.
أما الشخص الثاني فهو: "الدكتور (الفريق أمن) جلال الدين (الطيب الشيخ)، الذي كان نائب مدير جهاز الأمن، الذي أدار معركة القمع والتضييق والملاحقة والاعتقالات للناس الذين كانوا في الشارع". والشخص الثالث الذي يجب عزله من المجلس العسكري برأي القيادي في تجمع المهنيين هو "الطيب بابكر علي، قائد الشرطة الشعبية، التي كانت الشرطة البديلة للشرطة الرسمية، والتي كانت تنفذ أجندة الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني".
وأضاف المصطفى بأن "تاريخ هؤلاء واضح، ولا يمكن بالتالي الحديث عن تغيير نظام، بينما رموزه وأدواته الفعالة مازالت موجودة".
ودعا المصطفى في حواره مع DW عربية عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي، لاستكمال ما وصفها بـ "الخطوة التي بدأها بالاستجابة لمطالب الشعب بإزاحة بن عوف (الرئيس السابق للمجلس الانتقالي)، وذلك بإزاحة الرموز الأخرى الموجودة معه الآن في المجلس العسكري، كي يطمئن الناس ويلبي تطلعاتهم".
وبيّن المصطفى بأن الحراك الشعبي سيستمر من أجل "تحقيق الهدف، وهو إزالة النظام السابق"، متوعدا باللجوء "للإضراب العام والعصيان المدني"، خلال الأيام القليلة القادمة، إن لم يحدث انفراج.
ويواجه القائمون على الحراك الشعبي في السودان اتهامات بأنهم غير متفقين على شخص أو لجنة تمثلهم. ولكن القيادي في تجمع المهنيين السودانيين، محمد يوسف أحمد المصطفى، كشف لـ DW عربية عن "وجود قائمة كاملة بالأسماء، كنا بصدد الإعلان عنها مساء الأحد الماضي (21 نيسان/أبريل)، ولكن التطورات التي حدثت ومواقف المجلس العسكري المرفوضة من قبلنا، جعلتنا نرجئ هذا الإعلان".
ولم يستبعد المصطفى أن يكون النموذج المصري هو "أحد تخطيطات المجلس العسكري لأنهم يريدون إنتاج النظام القديم، والذي لا يمكن إعادته إلا بالقوة العسكرية. يريدون الاعتماد على المؤسسة العسكرية لاستدامة النظام"، معبرا عن رفضه لذلك، مؤكدا أن مثل هذا الأمر محكوم عليه بالفشل.
ورحب المصطفى بالمساعدات التي تأتي من بقية الدول، رافضا أي "تدخل من أي طرف لإملاء إرادة غير إرادتنا، حتى من أقرب الدول، وهي مصر"، وعبر عن رغبته بأن تكون العلاقات الخارجية للسودان متوازنة ومتميزة مع كل الدول، سواء على المستوى الإقليمي أو العالم، رافضا دخول السودان في أي محور من المحاور.
ف.ي/أ.ح (DW)
السودان ..مد وجزر بين مدنية السلطة وحكم العسكر
استولى عمر البشير على الحكم عبر انقلاب عسكري، ليطيح بحكومته ما يبدو انقلابا عسكريا آخر، في معترك احتجاجات واسعة في البلاد التي لم تكن الانقلابات العسكرية غريبة عنها. لمحة عن الحكومات العسكرية والمدنية التي عاشها السودان.
صورة من: Getty Images/AFP
مد وجزر
الفترات الزمنية التي حكم فيها العسكر السودان فاقت بكثير الفترات التي استلمت فيها حكومات مدنية السلطة في البلاد. فقد بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية في السودان ضد أول حكومة ديمقراطية انتخبت في عام 1957.
صورة من: Reuters
حكومة عسكرية
بعد استقلال السودان في عام 1956، لم تهنأ البلاد بحكم مدني لأكثر من عامين، حيث نجح أول انقلاب عسكري في عام 1958 بقيادة ابراهيم عبود ضد حكومة ائتلاف ديمقراطية بين حزب الأمة والاتحادي الديمقراطي التي كان يرأسها مجلس السيادة المكون من الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الله خليل.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S.Bol
حكومة مدنية
في عام 1964 أطاحت أكبر ثورة شعبية شهدتها البلاد بحكومة عبود، وعاد المدنيون إلى الحكم بانتخابات جرت عام 1965 بإشراف حكومة انتقالية. غير أن الحكومة الجديدة اتسمت بعدم الاستقرار. في الصورة مبنى القصر الرئاسي بالخرطوم.
صورة من: EBRAHIM HAMID/AFP/Getty Images
انقلاب جعفر محمد نميري
وفي ظل اضطرابات سياسية نفذ العقيد جعفر محمد نميري انقلابا عسكريا في عام 1969 بالتعاون مع عدد من الضباط من اليسار السوداني من الحزب الشيوعي على وجه الخصوص. استمر حكم النميري لمدة 16 عاماً تخللتها عدة محاولات انقلابية فاشلة أُعدم نتيجتها 3 ضباط من الحزب الشيوعي الذين سعوا إلى الاستيلاء على السلطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Shazly
عبد الرحمن سوار الذهب والاستثناء!
أطاحت انتفاضة شعبية كبيرة عرفت بـ"انتفاضة إبريل" بنظام النميري، اذ أعلن حينها المشير عبد الرحمن سوار الذهب أعلى قادة الجيش، تنحية النميري واستلام الجيش للسلطة في 6 نيسان 1985 وقاد البلاد لعام واحد رئيساً للحكومة الانتقالية، ليسلم السلطة بعد ذلك لحكومة منتخبة ترأسها زعيم حزب الأمة الصادق المهدي عام 1986. وسوار الذهب هو الرئيس العسكري الوحيد في تاريخ السودان الذي يفي بوعده بتسليم السلطة للمدنيين.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
انقلاب عمر البشير
ومجدداً في عام 1989 جاء انقلاب الرئيس عمر البشير بمساعدة الإسلاميين في السودان بزعامة الدكتور حسن عبدالله الترابي وحزبه "الجبهة الإسلامية القومية". استمر حكم البشير لمدة 30 عاماً شهدت البلاد خلالها تقسيم البلد إلى دولتين في الشمال والجنوب، وصراعات دموية من ضمنها حرب دارفور الأهلية التي صدر بحقه نتيجتها مذكرة اعتقال دولية من المحكمة الجنائية.
صورة من: Reuters/Z. Bensemra
الحراك السوداني
وفي أواخر عام 2018 شهدت السودان احتجاجات شعبية على الغلاء وسوء الخدمات تحولت فيما بعد للمطالبة بإسقاط البشير الذي انتهت فترة حكمه في صباح اليوم الخميس (11 نيسان/أبريل 2019)، إذ أعلن الجيش الإطاحة به وتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد. الكاتبة: ريم ضوا
صورة من: Reuters
العسكر أم المدنيون؟
فور إعلان عزل الرئيس البشير، سُلطت الأضواء على دور الجيش..الجيش الذي انضم للحراك الشعبي ورفض قمع المتظاهرين، لكن إعلانه الإطاحة بالبشير يؤشر على ما يبدو إنقلابا عسكريا..فإلى أي أين تسير دفة الحكم في أكبر بلد أفريقي ..للعسكر أم المدنيين؟