طالب الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، الشقيق الأصغر لحزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، بحظر النقاب في ألمانيا على غرار النمسا.
إعلان
قال الأمين العام للحزب المسيحي الاجتماعي البافاري، أندرياس شوير، في تصريحات لصحيفة "باساور نويه بريسه" الألمانية الصادرة اليوم الاثنين (الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2017) "الحظر ممكن تنفيذه ومن الضروري أن يُنفذ. الحظر الألماني المحدود للنقاب يتعين أن يتسع نطاقه مثلما هو الحال في دول أوروبية أخرى... لن نتخلى عن هويتنا، بل مستعدون للمكافحة من أجلها. النقاب لا ينتمي لألمانيا".
تجدر الإشارة إلى أن خبراء في الشؤون الداخلية بالكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي يرون أن تطبيق حظر للنقاب في ألمانيا غير ممكن من الناحية القانونية. ودخل حظر إخفاء الوجه في الأماكن العامة حيز التنفيذ في النمسا أمس الأحد، حيث يشمل ذلك ارتداء البرقع الذي يغطى الوجه بأكمله أو النقاب، الذي يظهر العينين فقط، وكذلك ارتداء أقنعة التنفس بصورة مبدئية.
وتم سن قانون حظر النقاب في النمسا لاعتبارات أمنية ولحماية المسلمات من القمع. وتواجه النساء ممن يخالفن الحظر عقوبة دفع غرامة تقدر بـ 150 يورو (176 دولار). يذكر أن البرلمان الألماني (بوندستاغ) ألزم الموظفات والجنديات فقط بعدم ارتداء النقاب خلال ممارسة مهنتهن أو خلال "القيام بأنشطة لها صلة مباشرة بعملهن". كما تم إجراء تعديلات على قانون إثبات الهوية، حيث يتعين حاليا التحقق من هوية الفرد عبر المطابقة بين صورته في بطاقة الهوية والوجه.
ومن جانبه، قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، شتيفان هاربارت، في تصريحات لنفس الصحيفة: "بالحظر الجزئي الذي تمّ إقراره الربيع الماضي نكون قد بلغنا حد ما هو جائز في الدستور"، وأضاف مؤكدا: "البرقع والنقاب يتعارضان بوضوح مع قيمنا وتصورنا عن الفرد. إنه لا ينتمي إلى ألمانيا بالنسبة لي". كما أكد خبير الشؤون السياسية في الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، شتيفان ماير، أنه لا مجال أمام الحكومة الإتحادية لتوسيع حظر النقاب في ألمانيا، وقال: "فيما يتعلق بحظر النقاب فقد أقررنا قبل أشهر قليلة قانونا يحظر ارتداء النقاب عند أي تعامل مع السلطات الاتحادية والمحاكم الاتحادية".
ح.ز / و.ب (د.ب.أ)
مصير النقاب والبوركيني في أوروبا
بعد قرار بعض المدن الفرنسية حظر الـ"بوركيني" أو إعلان اعتزامها فرض منعه، تجدد النقاش حول "اللباس الإسلامي" في أوروبا، خاصة مع احتدام الجدل في ألمانيا حول منع النقاب بشكل كلي ومدى توافق ذلك مع مبادئ الدستور الألماني.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
قررت ثلاث مدن فرنسية منع لباس "البوركيني" للسباحة الذي ترتديه بعض المسلمات والذي يغطي كامل الجسم. ومن بين هذه المدن مدينة "كان" التي وقع محافظها ديفيد ليسنار في نهاية شهر تموز/ يوليو الماضي قرارا يلزم بأن تحترم ملابس البحر "الأخلاق الحميدة" وتحترم "فصل الدين عن الدولة"، وكذلك قوانين النظافة وأمن السباحة في سواحل الريفييرا.
صورة من: picture-alliance/abaca
كانت السلطات الفرنسية قد أصدرت قانونا يُحظر بموجبه ارتداء النقاب أو البرقع في الأماكن العامة عام 2010. ويفرض هذا القانون الذي دخل حيز التنفيذ في عام 2011 عقوبة على المخالفات قدرها 150 يورو.
صورة من: Getty Images
اتبعت بلجيكا خطى مشابهة لفرنسا، وأقرت عام 2011 قانوناً يحظر النقاب، وأي نوع من الملابس يمكنها أن تخفي وجوه النساء في الأماكن العامة. ويمكن أن تتعرض المرأة المخالفة للسجن لمدة تصل إلى سبعة أيام، أو دفع غرامة تصل إلى 1378 يورو.
صورة من: DW/T. Schultz
وفي سويسرا منع النقاب أو البرقع في الأماكن العامة في سبع مدن في منطقة كانتون تشينو الواقعة جنوب شرق سويسرا اعتبارا من الأول من يوليو/ تموز 2016.
صورة من: imago/Geisser
الحكومة الهولندية بدورها قررت العام الماضي فرض حظر جزئي للنقاب، حيث يمنع على النساء تغطية وجوههن في المدارس والمستشفيات ووسائل النقل العامة.
صورة من: Fariborz
بعد مرور ست سنوات على استصدار فرنسا لقانون منع النقاب، وصل النقاش حول النقاب أو البرقع إلى ألمانيا. وبالرغم من أن المراقبين لا يتوقعون حظرا شاملا له، إلا أن هذا الموضوع يثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية الألمانية.
صورة من: Imago/R. Peters
ترى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن البرقع (النقاب) يحول دون دمج المهاجرين واللاجئين في المجتمع. وقالت ميركل في تصريحات لصحف شبكة التحرير الصحفي بألمانيا في عددها الصادر الجمعة (19 آب/ أغسطس): "من وجهة نظري قلما تمتلك سيدة تغطي وجهها تماما في ألمانيا أية فرصة للاندماج".
صورة من: picture-alliance/U. Baumgarten
وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير دعا الجمعة (19 آب/ أغسطس 2016) في ختام اجتماع مع وزراء داخلية الولايات إلى منع جزئي للنقاب ولاسيّما أثناء القيام بمعاملات إدارية وفي قاعات الدروس. وقال دي ميزيير "إننا متفقون على رفض النقاب، كما أننا متفقون على فرض مبدأ كشف الوجه، حيث يكون ذلك ضروريا في مجتمعنا: خلف مقود السيارة، خلال الإجراءات الإدارية (...).