أعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" أنّها أحبطت هجوماً لتنظيم "داعش" استهدف مقرّها وسجناً يضمّ جهاديين في شمال سوريا، ما أسفر عن مقتل ستة من قوات الأمن الكردية.
إعلان
قال مظلوم عبدي قائد "قوات سوريا الديمقراطية" على تويتر إن ستة من أفراد قوات الأمن التي يقودها الأكراد قُتلوا في هجوم انتحاري شنه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) اليوم الاثنين (26 كانون الأول/ديسمبر 2022) على أحد مراكز قوات الأمن في مدينة الرقة بسوريا.
بدوره قال فرهاد شامي، رئيس المركز الإعلامي لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري والمدعومة من الولايات المتحدة، إن مهاجما انتحاريا قُتل واعتقل آخر.
أما مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن فقال لوكالة فرانس برس إن "هدف الجهاديين كان سجن الأمن العسكري الذي يضم حوالى 900 جهادي بينهم نحو 200 رفيعي المستوى".
من جهته، أفاد التنظيم الإرهابي في بيان على تطبيق "تلغرام" بأن الهجوم جاء "في سياق الانتقام المتواصل لأسرى المسلمين" وخصوصاً النساء من أقارب الجهاديين الموقوفات في مخيم الهول الذي يديره الأكراد في شمال سوريا.
واستولى التنظيم على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في 2014 بما يشمل الرقة التي كانت معقله الرئيسي لكنه يشن هجمات كر وفر منذ خسارته آخر قطعة أرض مهمة في سوريا عام 2019. واختبأ ما تبقى من مسلحي التنظيم في مناطق نائية في السنوات القليلة الماضية لكنهم ما زالوا قادرين على شن الهجمات.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن هجوما كبيرا للتنظيم على سجن الصناعة في مدينة الحسكة بشمال شرق سوريا في كانون الثاني/يناير خلف حوالي 500 قتيلا من بينهم 374 تربطهم صلات بالتنظيم وعشرات من المقاتلين الأكراد وطاقم السجن.
خ.س/أ.ح (رويترز، أ ف ب)
إدلب... مدن أثرية "منسية" تتحول لمخيمات للاجئين
لم يجد بعض من فرّ من نيران المعارك في سوريا إلا اللجوء لمواقع أثرية بائدة. في إدلب، التي يعيش فيها حوالي ثلاثة ملايين نازح، اتخذ البعض من "المدن المنسية" المهجورة التي تعود للعهد البيزنطي منزلاً لا يتطلب دفع أجار.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
ذكريات الرحلات المدرسية إلى المواقع الأثرية السورية لا تزال حية في ذاكرة محمد عثمان. لم يخطر على باله بالمطلق أن أحد تلك المواقع سيصبح بيته يوماً ما. خيمة العائلة مثبتة بحجارة يفوح منها عبق التاريخ وحبل الغسيل مشدود إلى رواق حجري في منطقة أثرية تعود للعهد البيزنطي.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
منذ سنتين ونصف يعيش محمد وزوجته وأربعة أطفال في "سرجبلة"، التي تقع قرب الحدود التركية. في هذا الموقع البيزنطي القديم تعيش حوالي 50 عائلة أخرى. لم يبق أمام محمد وعائلته إلا الفرار بجلودهم بعد تعرض مدينته معرة النعمان لقصف قوات النظام السوري.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
يطعم محمد عائلته مما يجنيه من بعض الأعمال الموسمية. ويضطر في بعض الأحيان للاستدانة ليسد رمق أطفاله. تعيش العائلة وغيرها من العائلات في هذا الموقع الأثري الذي يعود للقرن الخامس الميلادي لأنه لا يترتب عليها دفع أي إيجار لمجرد نصب الخيمة على الأرض. "لم نترك ديارنا بمحض إرادتنا لنعيش في هذا المكان المهجور منذ آلاف السنين"، يبرر محمد عثمان.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
لا يرتاد الأطفال المدارس. وتحولت الأوابد الأثرية لملعب لهم، رغم المخاطر المترتبة على ذلك. يقول محمد عثمان لمصور رويترز: "في الصيف نواجه خطر الأفاعي والعقارب. وفي الشتاء يحاصرنا البرد والثلوج". وقد كان شتاء هذا العام قاسياً جداً في إدلب، ما أدى لموت بعض اللاجئين تجمداً.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
غير بعيد عن "سرجبلة" تعيش 80 عائلة أخرى في موقع "بابسقا" الأثري، المصنف على قائمة اليونسكو للتراث الإنساني. يعيش محمود أبو خليفة وأسرته هنا. يقول إنه كان يملك أرضاَ قبل لجوئه إلى هنا: "كانت غلال الأرض والماشية تؤمن لنا حياة كريمة. اليوم نعيش بين الأحجار المهجورة والطين".
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
تمكنت بعض العوائل من أخذ مواشيها معها عند فرارها من نار الحرب. وهذا ما فعله محمود أبو خليفة. ترعى الأغنام والماعز كل النهار بين أطلال المدينة المهجورة. ويبحث الدجاج في الأرض عن كل ما يؤكل. صنع محمود أبو خليفة حظيرة لمواشيه وقن لدجاجه من حجارة الموقع التاريخي. ويستخدم أحد الكهوف لتخزين علف المواشي وممتلكات بسيطة للعائلة.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
في السنوات الأولى للحرب اتخذت المعارضة المسلحة من "بابسقا" الأثرية موقعاً لها تشن منه هجمات على قوات النظام. وحتى اليوم يمكن العثور على بعض بقايا تلك المرحلة.
صورة من: Khalil Ashawi/REUTERS
لدى محمود أبو خليفة وزوجته زهرة سبعة أطفال. يسمي محمد وزوجته مخيم بابسقا "مخيم الخرابة". الوضع في إدلب لم يستقر؛ إذ أنها ما تزال تتعرض لقصف قوات النظام. يتمنى محمود أبو خليفة بأن يحيى أطفاله حياة أفضل ومطلبه الوحيد "العودة إلى قريتنا".
إعداد: ديانا هودالي/خ.س