1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"قيام السلفيين بتوزيع القرآن أثر سلبا على مؤتمر الإسلام"

٢٠ أبريل ٢٠١٢

تعتقد الباحثة الألمانية أرسولا غونتر أن قضية الزواج القسري والعنف الأسري التي ركز عليها مؤتمر الإسلام ليست المشكلة الأساسية المطروحة على المسلمين في ألمانيا. ورأت في حوار مع DW أن الضجة حول السلفيين أثرت سلبا في المؤتمر.

صورة من: picture-alliance/dpa

انتقد مؤتمر الإسلام في ألمانيا في ختام أعماله في برلين، بشدة أنشطة السلفيين في ألمانيا، وقال وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش إن"ادعاء امتلاك الحقيقة المطلقة يتعارض مع دستورنا". وقد خيمت مبادرة أطلقها السلفيون بتوزيع عشرات الملايين من نسخ القرآن في ألمانيا والنمسا وسويسرا، على أجواء المؤتمر الذي تأثر أيضا بتصريحات سياسيين ألمان نافذين مفادها أن "الإسلام ليس جزءا من ألمانيا".

وتعتقد أرسولا غونتر الباحثة المتخصصة في دراسات الإسلام، بجامعة هامبورغ، أن المؤتمر لهذا العام تأثر بالأجواء السياسية والإعلامية التي أحاطت به. واعتبرت الباحثة الألمانية أن تركيز المؤتمر على قضايا العنف الأسري والزواج القسري، كان على حساب قضايا أخرى مطروحة على المسلمين في ألمانيا.

وفيما يلي نص الحوار:

DW عربية: من أبرز توصيات مؤتمر الإسلام في ألمانيا التأكيد على المساواة بين الجنسين، ورفض العنف العائلي والزواج القسري، إلى أي حد تعتبر هذه النتيجة مهمة للمؤتمر وما تأثيرها على أوضاع المسلمين في ألمانيا؟


أرسولا غونتر: من ناحية أولى، اعتقد انه من المهم جدا أن يشدد مؤتمر الإسلام في ألمانيا على إدانة الزواج القسري والعنف داخل الأسرة. ولكن من ناحية أخرى، لا أعتقد أن مشكل المساواة بين الجنسين هو المشكل الوحيد المطروح، فهو (مشكل) قائم في السياق العام في ألمانيا. ولهذا يتعين أن نلقي نظرة أشمل على ما يجري فيما يسمى "الأغلبية" في المجتمع، لنتساءل مثلا إلى أي حد هناك مساواة بين النساء المسلمات وغير المسلمات؟ لاشك أن هنالك الكثير الذي يتعين القيام به، إذا قارنا بالحالات القليلة التي تتعلق بالزواج القسري والعنف داخل الأسرة.

فمثلا مشكل العنف الأسري، هو ليس خاصية للمسلمين، بل هي ظاهرة موجودة لدى الجميع. هنالك رجال يجدون لأنفسهم مبررات دينية لتعنيف نسائهم، لكنها ليست مشكلة الإسلام ولا المسلمين في ألمانيا، أو هي المشكلة الأساسية التي تواجههم. بل هنالك مشاكل أكثر أهمية تتطلب نظرة وتحليل ثم تطوير استراتيجيات لمواجهتها.

أرسولا غونتر الباحثة المتخصصة في دراسات الإسلام، بجامعة هامبورغصورة من: Ursula Günther

لم يحظ تدريس الدين الإسلامي، باهتمام كبير في مؤتمر الإسلام هذا العام. ما تفسيرك لذلك، هل هو نابع من اعتقاد القائمين على المؤتمر أن تقدما مهما تحقق في هذا المجال؟ وهل أنت متفقة مع هذا الرأي؟

أعتقد أن قصة توزيع مصاحف القرآن من قبل نشطاء سلفيين، قد عكَرت أجواء المؤتمر نوعا ما. لكن البيان الذي صدر عن المؤتمر بشأن السلفيين كان مهما أيضا، وان كان رئيس المؤتمر (وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش) قد حاول عدم فسح المجال كثيرا لهذا الأمر.

لقد أثرت الأجواء السياسية على المؤتمر، أما فيما يتعلق بتدريس الإسلام في الجامعات، فليس هنالك تجارب كافية. والموضوع حديث جدا، بعد انطلاق أقسام الماجستير والباكالوريوس، ولم نصل بعد إلى مرحلة تخرج طلاب أو دخولهم إلى سوق العمل. ولذلك من المبكر أن نضع تحليلا معمقا لما لهذه البرامج ونتائجها، ولذلك يتعين الانتظار.

أما بالنسبة للمدارس، فقد أنجزت دراسات حول نتائج تدريس الإسلام في المدارس، وهنا يمكنني أن ألاحظ أن تقييم هذا الأمر يختلف بحسب السياق. ففي ولاية هامبورغ يتم تدريس الأديان المختلفة لتلاميذ من خلفيات دينية مختلفة، مسلمون ومسيحيون ويهود وبوذيون وهندوس وأيضا من لا دين لهم، كلهم في قسم واحد. واذا توجهت بالسؤال لهؤلاء التلاميذ حول رغبتهم الدراسية، وخصوصا المسلمين، يجيبون بأنهم يفضلون الاهتمام أكثر بدراسة الإسلام، لكنهم يريدون الاطلاع على الأديان الأخرى أيضا. لكن إذا تناولنا ولايات أخرى، مثلا بافاريا أو شمال الراين فستفاليا، فسنجد أن الإسلام يدرس من طرف أساتذة مسلمين ولتلاميذ مسلمين. وبما أن التلاميذ لا يعرفون إلا هذا النظام، فهم يفضلونه.

هل يعني ذلك أننا إزاء مفارقة، بين الهدف من تدريس الإسلام والواقع ولاسيما منه أنظمة التدريس في الولايات الألمانية المختلفة؟

أجل هنالك مفارقة، لكن يمكن تفهمها. لأننا عادة نميل لتقبل الشيء الذي نعرفه أكثر. وربما يكون من الصعب على البعض تخيل كيف يمكن أن يشترك تلاميذ من خلفيات دينية متعددة في فصل واحد تدرس فيه ديانات متعددة.

إلى أي مدى تأثر المؤتمر بالأجواء التي خلقتها تصريحات بعض السياسيين الألمان، وبعضهم قادة في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم، ومفادها أن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا؟

اعتقد أن آراء بعض السياسيين الألمان، وهي جزء من المؤتمر أيضا، تعكس إلى حد ما واقع المجتمع الألماني. أنا آسفة لذلك، لكن في واقع الأمر، فإن السياسيين الذين يقولون إن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا أو التراث الأوروبي، وأحيانا يذهبون بعيدا في هذا الاتجاه، هم غير ملمِين ولديهم دوائر استشارية سيئة. وهنا ينبغي، إذن، أن ننظر بشكل أعمق، لتفاصيل ومعطيات تاريخ أوروبا والإسلام والبحث عما هو مشترك بيننا.

ففي المجتمع الألماني، هنالك سلوك منتشر جدا ويتمثل في أننا لا نألف كثيرا، عناصر تتعلق بالدين بشكل عام أو بالإسلام أو بمعطيات تاريخية تؤكد، مثلما تذهب إلى ذلك الباحثة الألمانية المتخصصة في علوم القرآن أنغيليكا نويفيرت، بأننا ننتمي تاريخيا إلى نفس الوعاء الثقافي وبجذور مشتركة. ولكن هذه المعطيات ليست حاضرة في وعي المجتمع الألماني وليس هنالك من يصرح بها بشكل مستمر أو يعارض هذا النوع من السياسيين. وهنالك للأسف، تأثير دور الإعلام، الذي يسلط الأضواء بشكل خاص على بعض الأحداث، مثل موضوع السلفيين وتوزيع مصاحف القرآن.

بالمقابل، هل يمكن القول بأن مؤتمر برلين وقع في فخِ مبادرة السلفيين والأجواء التي أحاطت بها؟

سيكون ذلك استنتاجا مبالغا فيه، لكن يتعين أن نقول إن مبادرة السلفيين جاءت في توقيت يمكن أن توظف فيه كفخٍ. حتى وإن لم يكن ذلك واردا في نوايا السلفيين أو المشاركين في مؤتمر الإسلام، بأن يقع تسليط الضوء من قبل وسائل الإعلام والسجالات المحيطة بها، على قضايا السلفيين والمتطرفين والإرهاب والإسلام، ثم يقع اختزال الإسلام في هذه الصورة. وفي حقيقة الأمر فان هؤلاء السلفيين لا يمثلون سوى أقلية صغيرة، ولكن ذلك لا يقال. ولذلك اعتقد بأن هذه القضية (السلفيين) جاءت في الوقت السيئ.

أجرى الحوار: منصف السليمي

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW