قيس سعيّد: لا مجال لأي "حوار مسرطن" ولا "رجوع الى الوراء"
٦ أغسطس ٢٠٢١
بعد دعوة حركة النهضة إلى "حوار وطني"، الرئيس التونسي قيس سعيّد يقول إنه "لا مجال للدخول في حوار مسرطن"، إلا مع "الصادقين"، على حدّ وصفه. وأنباء عن وضع وزير سابق قيد الإقامة الجبرية.
إعلان
مسائيةDW : أزمة تونس.. هل غيرت حركة النهضة استراتيجيتها؟
19:03
أفادت إذاعة موزييك على موقعها الإلكتروني صباح الجمعة (السادس من أغسطس/ آب 2021)، أن السلطات التونسية وضعت وزير تكنولوجيات الاتصال ووزير النقل واللوجستيك الأسبق والقيادي بحركة النهضة محمد أنور معروف تحت الاقامة الجبرية.
وجرى الحديث عن إجراء مماثل طال كاتب عام الحكومة الأسبق ووزير البيئة الأسبق رياض الموخّر، لكن في تصريح لموزاييك نفى ذلك وأكد أنه "لا وجود لأي قضية جارية في حقه وأنه على ذمة القضاء وعلى ثقة في نزاهته".
تأتي هذه التطورات غداة تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيّد، قال فيها إنه لن يكون هناك مجال للدخول فيما وصفه "حوارا مسرطنا" و"لا مجال للرجوع إلى الوراء"، بعد دعوة وجهتها حركة النهضة الإسلامية، أكبر كتلة برلمانية لإجراء حوار وطني.
مسائيةDW : أزمة تونس.. هل غيرت حركة النهضة استراتيجيتها؟
19:03
This browser does not support the video element.
وأثناء حديثه عن أزمة الحبوب مع رئيس ديوان الحبوب، وأضاف سعيّد: "حتى أكون واضحا خبز وماء، ولا رجوع إلى الوراء"، وهي عبارة تترد كثيرا في تونس للدلالة على رفض السلطة الحاكمة وقد ترددت في الاحتجاجات الشعبية ضد حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي عام 2011 وضد حركة النهضة الاسلامية في احتجاجات 25 تموز/يوليو الماضي.
وأعقبت تصريحات سعيّد أوامر أصدرها الأخير، بإقالة ثلاثة ولاة في حملة شملت عدة مناصب في أجهزة الدولة. وشملت الإقالات الولاة في ولايات مدنين والمنستير وزغوان وقبلهم والي صفاقس. كما صرح سعيّد من مقرّ وزارة الداخلية بأنه لن يكون هناك مجال "لتفتيت الدولة من الداخل".
وعزل سعيد في 25 يوليو/ تموز رئيس الوزراء هشام المشيشي وعلّق عمل البرلمان، وقال إنه سيحكم جنبا إلى جنب مع رئيس وزراء جديد. كما أقال وزراء ومستشارين وكتاب عامين برئاسة الحكومة. كما لحقت الإقالات مدير التلفزيون الحكومي. وقد عيّن بعد ذلك وزراء جدد في الداخلية والاقتصاد وتكنولوجيا الاتصال.
وفي بيان وقعت عليه النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، وجمعية القضاة التونسيين، والجمعية التونسية للمحامين الشبان، والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ومنظمات أخرى، تمت المطالبة بـ "الإسراع في تشكيل حكومة من أصحاب الكفاءات"، ووضع خريطة طريق للخروج من الأزمة الراهنة. كما دعا البيان الرئيس قيس سعيّد إلى وضع خطة عمل وفق أجندة "واضحة ومحدّدة في الزمن وبصفة تشاركية مع القوى المدنية"، مشددا على احترام مبدأ فصل السلطات بما في ذلك استقلال السلطة القضائية وبقائها سلطة مستقلة.
من جانبه طالب الاتحاد العام التونسي للشغل أكبر المنظمات النقابية والوطنية في تونس، بتكوين حكومة مصغرة والإسراع بإنهاء فترة التدابير الاستثنائية في البلاد. ودعا الاتحاد وهو لاعب محوري ومؤثر في تونس عقب اجتماع هيئته الإدارية الثلاثاء الماضي، الرئيس التونسي بتكوين حكومة انقاذ مصغرة لها مهمات محددة وعاجلة وأولها الاستجابة للمطالب الاجتماعية بمقاومة البطالة والفقر وإصلاح قطاعي الصحة والتعليم.
وقال الاتحاد في بيان له "إن أي تأخير في ذلك سيعمق الفراغ ويعسر الخروج من الأزمة الاجتماعية والاقتصادية".
النهضة وضرورة القيام بـ"نقذ ذاتي"
في المقابل، أقرّت حركة النهضة الخميس بضرورة القيام بـ"نقد ذاتي" لسياساتها التي اعتمدتها بعد أن قرّر الرئيس التونسي قيس سعيّد تجميد أعمال البرلمان الذي يترأسه زعيمها راشد الغنوشي.
وأكدت الحركة في بيان إثر انعقاد مجلس الشورى على "ضرورة القيام بنقد ذاتي معمق لسياساتها خلال المرحلة الماضية والقيام بالمراجعات الضرورية والتجديد في برامجها واطاراتها في افق مؤتمرها 11 المقرر لنهاية هذه السنة، لإعادة النظر في خياراتها وتموقعها بما يتناسب مع الرسائل التي عبر عنها الشارع التونسي وتتطلبها التطورات في البلاد".
وأكدت أنها "تتفهّم الغضب الشعبي المتنامي، خاصة في اوساط الشباب، بسبب الاخفاق الاقتصادي والاجتماعي بعد عشر سنوات من الثورة. وتحميل الطبقة السياسية برمتها كلا من موقعه، وبحسب حجم مشاركته في المشهد السياسي، مسؤولية ما الت اليه الاوضاع، ودعوتهم الى الاعتراف والعمل على تصحيح الاداء والاعتذار عن الاخطاء".
تونس ـ محطات وعرة على طريق المخاض الديمقراطي المتعثر
في خطوة جديدة باتجاه تغيير مسار الانتقال الديمقراطي المتعثر في تونس، وبعد شهرين من إقالة الحكومة وتجميد البرلمان، أعلن الرئيس سعيّد إلغاء العمل بعدد من فصول الدستور. وذلك في أكبر أزمة سياسية بالبلاد منذ ثورة 2011.
صورة من: Fethi Belaid/AFP/Getty Images
شرارة الربيع العربي الأولى
كانون الأول/ ديسمبر 2010 - بائع الخضر محمد بوعزيزي يشعل النار في نفسه بعد أن صادرت الشرطة عربته. وفجرت وفاته وجنازته احتجاجات على البطالة والفساد والقمع.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Salah Habibi
هروب بن علي
كانون الثاني/ يناير 2011 - هروب الرئيس ين العابدين بن علي إلى السعودية، وعقب الثورة التونسية أشتعلت انتفاضات في دول عربية عدة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
فوز حزب النهضة
تشرين الأول/ أكتوبر 2011 - حزب النهضة الإسلامي المعتدل المحظور في عهد بن علي يفوز بمعظم المقاعد ويشكل ائتلافا مع أحزاب علمانية لوضع دستور جديد.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nasraoui
جدل بشأن علمانية الدولة
أذار/ مارس 2012 - تزايد الاستقطاب بين الإسلاميين والعلمانيين، لا سيما فيما يتعلق بحقوق المرأة مع تعهد حزب النهضة بإبقاء الشريعة الإسلامية خارج الدستور الجديد.
صورة من: DW/S.Mersch
اغتيال شكري بلعيد
شباط / فبراير2013 - اغتيال زعيم المعارضة العلمانية شكري بلعيد مما أثار احتجاجات في الشوارع واستقالة رئيس الوزراء. ومتشددون يشنون هجمات على الشرطة.
صورة من: AFP/Getty Images
تخلي حزب النهضة عن الحكم
كانون الأول/ ديسمبر 2013 النهضة يتخلى عن السلطة بعد احتجاجات حاشدة وإجراء حوار وطني كي تحل محلها حكومة من التكنوقراط.
صورة من: Hassene Dridi/AP Photo/picture alliance
دستور جديد لتونس
كانون الثاني/ يناير 2014 البرلمان يوافق على دستور جديد يكفل الحريات والحقوق الشخصية للأقليات ويقسم السلطة بين الرئيس ورئيس الوزراء.
صورة من: Reuters/Z. Souissi
فوز السبسي
كانون الأول/ ديسمبر 2014 الباجي قائد السبسي يفوز بأول انتخابات رئاسية حرة في تونس. وحزب النهضة ينضم إلى الائتلاف الحاكم.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA/M. Messara
الإرهاب يضرب تونس
آذار/ مارس 2015 هجمات لتنظيم "داعش" على متحف باردو في تونس تسفر عن سقوط 22 قتيلا. ومسلح يقتل 38 شخصا في منتجع ساحلي في سوسة في يونيو حزيران. ودمرت الهجمات قطاع السياحة الحيوي وأعقبها تفجير انتحاري في نوفمبر أسفر عن مقتل 12 جنديا.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Belaid
مواجهة الإرهاب
آذار/ مارس 2016 الجيش يحول الموقف لصالحه في المواجهة مع تهديد المتشددين بهزيمة العشرات من مقاتلي تنظيم "داعش" الذين اقتحموا بلدة جنوبية عبر الحدود الليبية.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Nasri
العجز التجاري يرتفع
كانون الأول/ ديسمبر 2017 الاقتصاد يقترب من نقطة الأزمة مع ارتفاع العجز التجاري وهبوط قيمة العملة وخروج احتجاجات إلى الشوارع.
صورة من: Fethi Belaid/AFP/Getty Images
قيس سعيد رئيسا لتونس
تشرين الأول/ أكتوبر 2019 - الناخبون يبدون استياءهم من الأحزاب الكبرى وينتخبون في البداية برلمانا منقسما بقوة ثم ينتخبون بعد ذلك السياسي المستقل قيس سعيد رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/ZUMAPRESS/SOPA Images/J. Wassim
فضيحة فساد
كانون الثاني/ يناير 2020 - بعد أشهر من المحاولات الفاشلة لتشكيل الحكومة أصبح إلياس الفخفاخ رئيسا للوزراء لكنه أُجبر على الاستقالة في غضون أشهر بسبب فضيحة فساد.
صورة من: Fethi Belaid/AFP/Getty Images
سعيد المشيشي رئيسا للوزراء
آب/ أغسطس 2020 - سعيد يعين هشام المشيشي رئيسا للوزراء. وسرعان ما يختلف مع الرئيس وتواجه حكومته الهشة أزمة تلو الأخرى مع مواجهتها صعوبة في التصدي لجائحة كورونا والحاجة للقيام بإصلاحات عاجلة.
صورة من: Slim Abid/AP Photo/picture alliance
الاحتجاجات متواصلة
كانون الثاني/ يناير 2021 - بعد عشر سنوات على الثورة احتجاجات جديدة تجتاح المدن التونسية ردا على اتهامات للشرطة بممارسة العنف، وبعد أن دمرت الجائحة اقتصادا ضعيفا بالفعل.
صورة من: Yassine Mahjoub/imago images
إقالة الحكومة وتجميد البرلمان
تموز/ يوليو 2021 - سعيد يقيل الحكومة ويجمد البرلمان ويقول إنه سيحكم إلى جانب رئيس وزراء جديد مشيرا إلى المادة 80 من الدستور وهو ما رفضه حزب النهضة وأحزاب أخرى في البرلمان بوصفه انقلابا. بينما يعتبر الرئيس سعيّد أنه "استجاب لإرادة الشعب".
صورة من: Fethi Belaid/AFP/Getty Images
احتجاجات ودعوات للعودة إلى المسار الديمقراطي
يوم 18 سبتمبر أيلول 2021 تظاهر في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس مئات النشطاء من المجتمع المدني وأحزاب المعارضة ونواب من البرلمان الذي جمده الرئيس قيس سعيد، ورفعوا شعارات تطالب بالعودة إلى المسار الديمقراطي، وتحذر من الخروج عن دستور 2014 ومن مخاطر الانقلاب على الديمقراطية في البلاد. وفي نفس الشارع الذي يطلق عليه "شارع الثورة"، تظاهر بالمقابل مئات من المؤدين للرئيس سعيد.
صورة من: Riadh Dridi/AP/dpa/picture alliance
الرئيس سعيّد يعلق العمل بمعظم فصول الدستور
في 22 سبتمبر أيلول 2021 أصدر الرئيس التونسي قرارا بإلغاء العمل بأغلب فصول الدستور الخاصة بالسلطتين التشريعية والتنفيذية وتكليف لجنة لإعداد تعديلات أساسية. الرئاسة التونسية أعلنت استمرار تجميد البرلمان، فيما رفض حزب النهضة الإسلامي وأحزاب أخرى ليبرالية الخطوات التي أعلن عنها سعيد ووصفوها بأنها "تخرج" عن الدستور الذي تمت المصادقة عليه سنة 2014 باجماع القوى السياسية في البلاد. اعداد: علاء جمعة/م.س